من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب حياة الأمير عبد القادر (د.أبو القاسم سعد الله)



بيانات الكتاب:

- كتاب: حياة الأمير عبد القادر.
- المؤلف: شارل هنري تشرشل.
- ترجمة وتحقيق وتقديم: أ.د.أبو القاسم سعد الله ~ رحمه الله.
- الناشر: الدار التونسية للنشر ~ تونس.
- تاريخ النشر: 1974.
- عدد الصفحات: 336.
- حجم الملف: 12 ميجا.
- حالة الفهرسة: منسقة ومفهرسة.


رابط آخر للكتاب 


تكملة الموضوع

حمل كتاب أنيس الخائفين وسمير العاكفين فى شرح شطرنج العارفين

 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تعريف بالمؤلف:


هو العارف بالله و الدال عليه سيدي الشيخ محمد بن أحمد بن الهاشمي بن عبد الرحمن التلمساني أصلاً، الدمشقي سكناً، الشاذلي العلوي طريقة، عالم دين سني متصوف، وشيخ الطريقة الشاذلية في بلاد الشام في عصره .... ولقد سبق وأن أفردنا له ترجمة خاصة هنا بالمدونة على هذا الرابط


- عنوان الكتاب: كتاب أنيس الخائفين وسمير العاكفين في شرح شطرنج العارفين للشيخ الأكبر ابن عربي.


- المؤلف: سيدي محمد الهاشمي التلمساني.
- عدد الصفحات: 63.

- تعريف موجز:

كتاب في التصوف يهدف مؤلفه إلى الدلالة على الله والإرشاد إلى صراطه المستقيم بصدق التوجه إلى الله بما يرضاه، وبمجاهدة النفس الأمارة فيما تهواه، ومعرفة دسائسها ومفازات الطريق وآفاتها وقد تناول موضوعات شتى منها:

- العبد وأقسامه
- العدم وأقسامه
- الوجود وأقسامه

رابط التحميل


تكملة الموضوع

ترجمة الشيخ العلامة سيدي أحمد مرزوق الحبيباتني رضي الله عنه



مقدمة:

أولا: تعريف بالمنطقة.

- جيجل هي مدينة ساحلية تقع شرق الجزائر، تعداد سكّانها نحو 147000 نسمة، ويمكن اعتبار موقعها رابطا بين شرق الجزائر ووسطها، يعود تاريخ إنشائها إلى القرن السادس قبل الميلاد حسب أرجح الروايات التاريخية، ويعزو المؤرخون بناءها إلى الفينيقيين الذين اتخذوها مركزاً تجارياً ومرفأ آمناً على الساحل الشمالي لغرب المتوسط. ومن الآثار التي تدل على الوجود الفينيقي بالمدينة مقبرة في قمة صخرية تسمى الرابطة بالجهة الشمالية الغربية لمدينة جيجل ما تزال تحتفظ بمجموعة من القبور المحفورة في الصخر، والموقع مصنف ضمن المعالم الأثرية.

الجمعة بني حبيبي:

هي بلدية تقع في جيجل، اسمها مركب من العبارتين "الجمعة" و"بني حبيبي"، أما الجمعة بفتح الجيم فهو في الحقيقة يوم الجُمعة، وقد اقترن هذا اليوم بهذه المنطقة نسبة إلى السوق التي كانت تُقام بها في هذا اليوم من كل أسبوع، حيث يلتقي سكان المناطق الأخرى بالسكان المحليين يبيعون ويبتاعون ويتبادلون المنتجات الفلاحية والنسيجية وغيرهما، كما أن هذا الملتقى كان عبارة عن فرصة للتعارف وتبادل الأخبار حيث لم تكن وسائل الاتصال متوفرة كالآن، ويعود هذا التقليد في المنطقة إلى ما قبل القرن التاسع عشر ولا يزال إلى يومنا هذا، وأما عن الشطر الثاني "بني حبيبي" فهو اسم التجمع القبلي الذي عاش في هذه المنطقة من القرون الوسطى إلى عهد البايات العثمانيين ثم إلى ما بعد ذلك، ولا تزال بعض العائلات البالغ نسبها إلى هذا الأصل تعيش في هذه المنطقة إلى اليوم.

المصدر/

موسوعة ويكيبيديا الحرة

*.*.*

ثانيا : ترجمة الشيخ العلامة سيدي أحمد مرزوق الحبيباتني رضي الله عنه الذي هو أحد أبناء هذه المدينة.




- هو الشيخ العارف بالله الحجة القدوة سيدي أحمد مرزوق الحبيباتني ، شيخ صوفي وفقيه مالكي، وُلد رضي الله عنه في منطقة «الجمعة بني حبيبي»1 بولاية جيجل شرق الجزائر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ميلادي ، سنة (1867 م-1284 هـ) حفظ القرآن في سن مبكرة على يد مشايخ وعلماء منطقته وتلقى أولى مبادئ اللغة العربية والفقه، درس الفقه بالزاوية العيساوية ومجموعة من المساجد، كان له الفضل في تكوين مجموعة من شيوخ المنطقة.

*.*.*



- ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة قسنطينة لإكمال تعليمه، فكان له ذلك، حيث تتلمذ على يد أهم أقطابها وفقهاءها ومحدثيها أمثال الشيخ العلامة عبد القادر المجاوي التلمساني وغيرهم.

*.*.*

- استقر الشيخ احمد الحبيباتني في مدينة قسنطينة أين كان يؤم الناس ويدرس القرآن الكريم والفقه في كثير من المساجد كجامع سيدي عبد المؤمن في حي السويقة، هذا وقد حظي في زمانه بمكانة واحترام كبيرين بين سكان مدينة قسنطينة والشرق الجزائري كله، فكان يعتبر أهم ملجأ للناس يستفتونه في أمور دينهم ودنياهم، وكان على ذلك حتى وافته منيته في العاشر من شهر محرم سنة 1355 هـ الموافق للفاتح أبريل 1936 م.

*.*.*

- كان للشيخ احمد الحبيباتني الفضل في تكوين جيل من الفقهاء والعلماء ممن ساهموا في توجيه الأمة كجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، رغم أن الاستعمار الفرنسي حاول كثيرا إثارة الفتنة وتدبير المكائد بين الشيخ وبعض أعضاء الجمعية وبخاصة عبد الحميد بن باديس، حيث اتهم الأخير بالتخطيط لمحاولة اغتيال الشيخ الحبيباتني، لكن الجميع تفطنوا وتيقنوا أن ذلك كان من كيد المستعمر للنيل من مكانة ابن باديس وعمله الإصلاحي.

*.*.*

كراماته :

- يحكى أنه في أحد الأيام دخل الشيخ الحبيباتني المسجد للصلاة، فنزع «البرنوس»2 الذي كان يرتديه و ألقاه على الحصير و ذهب للوضوء، في أثناء ذلك تسلل أحد اللصوص إلى المسجد و سرق البرنوس و فر به هاربا ، و عندما عاد الشيخ إلى المكان الذي ألقى فيه برنوسه لم يجده، فما كان منه إلا أن قال « لا حول و لا قوة إلى بالله »، ولما كان يوم الغد وعندما كان أحدهم يتجول في سوق «رحبة الجمال»3، و جد بالمصادفة سارق البرنوس يبيع في مسروقه، ولم يكن يدري أنه للشيخ حيث أنه لم يكن بعلم بتلك السرقة فأعجبه ذلك البرنوس و اشتراه منه وهو يقول في نفسه « والله لا يليق هذا إلا بسيدي احمد لحبيباتني»، و بالفعل ذهب باحثا عن شيخنا ليعطيه هديته، فقيل له أنه في المسجد، فدخل المسجد لكن الشيخ كان حينها في بيت الوضوء، فطرح البرنوس على الحصير الذي اعتاد شيخنا الجلوس عليه و جلس هو مقابل المكان يترقب عودة الشيخ، و ما هي إلا هنيهة حتى أقبل شيخنا متمايلا نحو برنوسه و التقطه بيده و هو يقول « سبحان الذي لا تضيع ودائعه ». و هكذا يكون برنوس الشيخ قد عاد بقدرة قادر إلى المكان و في نفس الزمان الذي اختفى فيه بالأمس.

*.*.*

هوامش/
1«الجمعة بني حبيبي» : منطقة بولاية جيجل شرق الجزائر.
2«رحبة الجمال»: أحد الأزقة المشهورة في مدينة قسنطينة.
3«البرنوس»: لباس تقليدي مثل البردة يصنع من الصوف.


المصدر/
منقول بتصرف عن موسوعة وكيبيديا الحرة.
تكملة الموضوع

ترجمة شيخ الزاوية الطيبية "سيدي بن عمر" ندرومة - تلمسان



مقدمة:

تقع الزاوية الطيبية ''سيدي بن عمر'' في منطقة نائية معزولة بين أراض منبسطة وجبال وعرة المسالك وسهول ووديان، وهي قرية صغيرة تابعة إداريا إلى عين الكبيرة إحدى بلديات ندرومة، وقد اختار مؤسس زاوية ''سيدي بن عمر'' الصوفي الشيخ سيدي داود هذا المكان الخالي وهذه المنطقة المعزولة حتى يكون بعيدا عن الناس، ويتمكن من السيطرة على نفسه ونوازعها، فذلها بالابتعاد عن ملذات الحياة ونعيمها قصد التقرب من الله الواحد الأحد فلا يبقى بينه وبين خالقه حجاب، حيث يتميز المكان الذي بنيت به الزاوية بخاصية تفتقر إليها المناطق الأخرى وهي عذوبة مائها، فالزاوية والمسجد يأتيهما الماء من عين تقع في أعلى الجبل، وهي عين أقرّ العارفون بالمنطقة أنها قديمة، يعود تاريخ ظهورها إلى مئات السنين.

01) الموقع الجغرافي للزاوية:

الزاوية تقع بالشمال الغربي لولاية تلمسان، وتبعد عن ندرومة مقر الدائرة بحوالي ثلاثة عشر كيلومترا، وعن تلمسان مقر الولاية بستة وأربعين كيلومترا، وعن الغزوات بثلاثين كيلومترا، ويحدها شمالا جبال ترارة ومرسى هنين، وجنوبا جبل فلاوسن الشامخ، وشرقا مدينة تلمسان، وغربا مدينة ندرومة، فيما يعود أصل الزاوية إلى ذرّية السيدة فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوجة الإمام على كرم الله وجهه.



02) زاوية سيدي بن عمر رضي الله عنه شيوخها ومناقبها:

المؤسس الأول للزاوية:

- يرجع الفضل في تأسيس هذه الزاوية المباركة إلى الصوفي الجليل الشيخ سيدي داود قدس الله سره الإبن الحادي عشر لمؤسس مدينة فاس المولى إدريس الثاني، ولم يعثر لحدّ الآن على مصدر أومرجع يؤرخ لميلاد أو وفاة الشيخ سيدي داود، ولعل ذلك يعود إلى تغافل أحفاده عن تدوين تاريخ هذا القطب، وما نعرفه عنه أنه هاجر من مدينة فاس واستقر بجبال ترارة المعروفة بطابعها الصخري الصلب، ومكانها الموحش، ومسالكها الوعرة... لقد اختار الولي الصالح سيدي داود هذا المكان المنزوي رغبة في التدبر والتفكر والتجرد، فقد ثبت في الحديث النبوي الشريف أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في أول أمره قبل النبوة يتدبر في غار حراء، وبهذه البقعة المباركة من أرض الله كان ظهور أسرة أولاد سيدي بن عمر.

03) المشرب الصوفي للزاوية:

- وعن المسلك الصوفي الذي نهجته الأسرة في بداية الأمر تشير بعض المصادر التي اهتمت بتاريخ زاوية سيدي بن عمر إلى أن شيوخ هذه الزاوية المباركة ساروا على الطريقة القادرية المنسوبة إلى الولي الصالح مولاي عبد القادر الجيلاني المولود بقرية جيلان الواقعة على ضفة بحر قزوين عام 1075م والمتوفى عام 1165م بمدينة بغداد، حيث يوجد ضريحه المقصود من الزوار من كل حدب وصوب، وفي عام 1027هـ /1618م نهجت أسرة سيدي بن عمر منهج دار الضمانة بوزان المغربية التي كان على رأس مشيختها مولاي عبد الله الشريف الوزاني، وهذا ما يؤكده شيوخ زاوية سيدي بن عمر بالتواتر.

04) تاريخ الزاوية:

- يبدأ تاريخ زاوية سيدي بن عمر رضي الله عنه قبل سنة 1104هـ/1690م، وهو تاريخ وفاة الشيخ سيدي محمد بن عمر أول جدّ لهذه الأسرة الكريمة، وعرف عن هذا الرجل أنه كان صوفيا من أولياء الله، ودامت ولايته لهذه الزاوية حوالي سبعين سنة، وكان في هذه الفترة متمسكا بنهج أبيه الشيخ سيدي داود، وبعد وفاة سيدي محمد بن عمر انتقلت المشيخة إلى ابنه الشيخ سيدي محمد الذي تولى القيام بشؤون الزاوية مدة ستين سنة، وكانت وفاته حوالي 1161هـ/1748م، وفي عهده توسعت رقعة الأراضي المحيطة بالزاوية وكثرت المحاصيل الزراعية وتنوعت، فذاع صيت الزاوية وأصبحت مزارا يقصدها الناس من أماكن بعيدة للتبرك، ويأتي بعد هذين القطبين الشيخ الحاج محمد بن عمر ابن الشيخ سيدي محمد وحفيد الشيخ سيدي محمد بن عمر ودامت مشيخته لهذه الزاوية مدة ستة وأربعين سنة وتوفي رحمه الله بمكة وبها دفن سنة 1209هـ/1794م، وقبل السفر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج ودع أهله من لا يأمل في العودة إلى البلد، وأخبرهم بأنه سيلتحق بالرفيق الأعلى في تلك الأرض الطاهرة، وعيّن ابنه سيدي الحاج محمد العالم خليفة له على مشيخة الزاوية، وعاش الأقطاب الثلاثة ونعني بهم سيدي محمد بن عمر وبسيدي محمد والحاج محمد بن عمر في عهد الأتراك.

- ويعتبر الشيخ سيدي الحاج محمد العالم حلقة وصل بين الشيوخ الذين عاشوا في عهد الأتراك والشيوخ الذين عاشوا في عهد الإحتلال الفرنسي.

- وفي العام 1209هـ / 1794م تولى مشيخة الزواية الشيخ سيدي الحاج محمد العالم ودامت مشخيته لزاوية ''سيدي بن عمر'' مدة تزيد على الثمانين سنة، وعرف هذا الرجل الصالح بحبه لطلب العلم، وهذا ما حفزه على السفر إلى مدينة ''مازونة'' التي تتلمذ بها على يد عالمها الشهير آنذاك الشيخ الحاج محمد بوراس الكبير، وفي فترة مشيخته طلب منه أخوه الحاج أحمد الانفصال عن الزاوية واقتسام تركة أبيهما وكان له ما أراد، وبذلك وقع الانفصال في الأسرة، وكون الحاج أحمد مع أحفاده قبيلة أولاد بن داود ويسمّون أيضا بـ ''أولاد سيدي بن عمر التحاتة''. اتهمت السلطات الاستعمارية الفرنسية الشيخ سيدي محمد العالم بالتواطؤ مع قبيلة بني يزناسن المغربية الثائرة ضد الحكم الفرنسي وبتموين ثورة الأمير عبد القادر فأبعدته إلى مدينة قسنطينة وقضى في السجن سنتين كاملتين أفرج عنه بعد ذلك وعاد إلى الزاوية، حيث توفي رحمه الله سنة 1293هـ/1876م مخلفا خمسة أولاد. و

هم:

1) سيدي المصطفى
2) سيدي المنور
3) سيدي عبد السلام
4) سيدي الدريوش
5) سيدي الحاج بن عبد الله

- وبعد هذه الفترة تولى شؤون الزاوية الشيوخ الذين عاشوا في عهد الاحتلال الفرنسي وكان أولهم الشيخ سيدي المصطفى الذي خلف والده الشيخ سيدي محمد العالم على رأس الزاوية تولى هذا الرجل الصالح المشيخة مدة ثلاثين سنة اهتم خلالها بتوطيد أسس الزاوية وتقوية نشاطها، وتوفي رحمه الله سنة 1324هـ/1906م.

05) يتولى الزاوية ويكسب قلوب أهل ندرومة:

- وفي سنة 1324هـ/1906م تولى مشيخة الزاوية الشيخ سيدي الدريوش رضي الله عنه خلفا لأخيه الشيخ سيدي المصطفى ودامت مشيخته لزاوية سيدي بن عمرو مدة أربعة عشر سنة، وعرف عن هذا الشيخ قدرته الفائقة في شفاء المرضى وحسن معاملته للناس غنيهم وفقيرهم، ومع سنة 1912م ثار أهالي ندرومة وضواحيها على السلطات الاستعمارية، ويعود سبب هذه الثورة إلى رفض الأهالي قانون التجنيد الإجباري على شباب المنطقة، ولم تخمد هذه الثورة إلا بعد تدخل الشيخ سيدي الدريوش الذي استطاع بحكمته امتصاص غضب الأهالي وإقناعهم بالعودة إلى ديارهم وترك هيئة الجيش تقوم بعملها، وفي سنة 1339هـ/1920م توفي الشيخ سيدي الدريوش وخلفه في القيام بشؤون الزاوية الشيخ سيدي بن عمر ولد مصطفى، ودامت مشيخته للزاوية مدة اثنين وعشرين سنة، وعرف عن هذا الشيخ أنه كان رجلا تقيا يدير شؤون الزاوية نهارا ويقرأ القرآن ليلا، وفي سنة 1940م نزل بالزاوية جماعة من سكان مدينة الغزوات الساحلية وقصدوا الشيخ سيدي بن عمر ولد مصطفى وهم في حالة من القلق ليعبروا له عما يلحق بمدينتهم من جراء القصف الجوي، فطلب منهم الشيخ وضع حواجز رملية فوق سطوح منازلهم حتى يتمكنوا من تجنب الحرائق الناجمة عن القذائف التي كانت تطلقها الطائرات الحربية، واستطاع بذلك أن يهدئ من روعهم ويعيد الثقة إلى نفوسهم مؤكدا أن العدو الفرنسي لا يستطيع تدمير أراضيهم والإقامة بها.

06) الزاوية وتداول الخلافة عليها:

- وتوفي رحمه الله سنة 1361هـ/1942م، وبعد وفاة الشيخ سيدي بن عمر ولد مصطفى تولى مشيخة الزاوية ابن أخيه سيدي مولاي علي ولد سيدي العربي ودامت مشيخته لزاوية سيدي بن عمر مدة سبع وعشرين سنة، حيث لعبت في عهده الزاوية دورا كبيرا في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الدينية بحكم أنه ولد بها سنة 1898م، ومن فضائله فتحه باب الحج إلى بيت الله الحرام لأفراد هذه الأسرة الشريفة بعدما انقطعت مدة من الزمن، وأدى فريضة الحج مرتين بصحبة ابنه الأكبر الحاج أمحمد، وفي طريق رجوعهما من الحجة الثانية عرجا على بيت المقدس، كما لعب الشيخ سيدي مولاي علي دورا بارزا في الثورة التحريرية المباركة، وتمثل دوره في تموين المجاهدين الذين كانوا يعملون تحت قيادة عباس وبعثمان ورضوان والوهراني ونعناع، وتوفي رحمه الله سنة 1389هـ/1969م، تاركا السرّ بعده لولديه الحاج امحمد وسيدي بن عمر.

- تولى الشيخ سيدي بن عمر ولد الشيخ سيدي مولاي علي والأخ الأصغر للشيخ الحاج امحمد مشيخة زاوية حمام بوغرارة الفرع وبقي يرعى شؤونها حتى وفاته سنة 1986م، وقبل وفاته طلب من أخيه الشيخ الحاج امحمد شيخ الزاوية الأصل أن يقبل بتعيين ابنه الشيخ سيدي عبد العزيز على رأس زاوية حمام بوغرارة ويسمح له بمداواة المرضى، ولا يزال هذا الشاب المفعم بالحيوية والنشاط يدير شؤون الزاوية إلى يومنا هذا.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |