من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد بن يخلف



مولده:

- ولد سيدي محمد الابن الأول لسيدي يخلف يوم العاشر من شهر جمادى الآخرة سنة 756 هجرية بجبل الراقوبة بمنطقة الراشدية و سمي بالفاضل العلامة الذي جعل للمحاسن علامة.

التعريف بحياته العلمية:

- إنه الإمام العامل الورع الزاهد المتفنن في كل العلوم الكثير الإحاطة والتحقيق، ولد بالراقوبة وبمنطقة الراشدية وبها نشأ وحفظ متونا في العربية والفقه والمنطق وغيرها وعرض ما حفظه على شيوخ بلده إنه مفتى الأمة علامة المحققين وصدر الأفاضل المبرزين إنه وحيد دهره و فريد عصره، إنه الشيخ البركة الفقيه الأمام المعمر ملحق الأصاغر بالأكابر، مرتقي دورة الاجتهاد بالدليل والبرهان، كان ذا أبهة وبهاء، وجودة مملوءة بعلم انفرد به أي انفراد بعلم المعقول والمنقول واتخذ في علم اللسان والبيان وهو ما عداه من الفنون يفوق الصدور، ويقبض على مزاحمة البحور، كانت له اليد الطولي في جميع العلوم، ومهما أخذ في تدريس فن حسبته لا يعرف سواه وأنه أفنى عمره فيه وما ذلك إلا لتضلعه وإطلاعه يأتيه الأشياخ فيما يستشكل دونه من الغوا مض فيزيل ما خالج قلوبهم من العوارض و بعد ما نشأ رحمه الله في وطنه، ضاقت نفسه للرحلة في طلب العلم بعد أن حصل ما عند أهل وطنه فدخل على ولهاصة فأخذ بها عن أشياخها وصادف أيام دخوله منطقة ولهاصة الشيخ العلامة حافظ وقته سيدي علي بن مسعود فاتصل به و لازمه.

~*~*~*~

- وكان سيدي محمد ابن يخلف الراشدي لما دخل ولهاصة تصدى لنشر العلم فهرع الناس إليه و حصلت له وجاهة عظيمة عن أهل المنطقة، لقد درس العلم و حصل له إقبال عند أهلها لجودة فهمه و حسن تقريره و هناك تجددت له الرغبة في علم الحديث و كان فيه قبل ذلك من الزاهدين و يقول بعض مشايخ أهل المنطقة ما وصل إلينا من الراشدية إنه أذكى و أحفظ و كان إذا دخل على جماعة يقولون له: "يا سيدي محمد إنك شيق المستمعين علما و عملا" وهكذا هي عادته ما دخل على أحد المشايخ إلا استفاد وأفاد، إنهم كانوا يستفيدون منه أكثر مما يفيدونه، و بالجملة فهو نادر الوقت و مسند الزمان و فوائده رحمه الله كثيرة، لقد عكف على تعليم العلوم فأفاد الأفراد وأمتع جهابذة النقاد وأسمع كل الأسماع ما أشتهى و أراد.

ومن طلبته:

- لقد أخذ عنه جماعة من الطلبة من إبراهيم ابن القاسم العقباني وحصل عنه و برع و ألف و أفتى و السيد أحمد ابن الأستاذ الندرومي، و أحمد ابن الحسن العماري، الولي الكبير ذو الكرامات الطاهرة و الآيات الباهرة درس عليه زمنا طويلا فلازمه للتهجد في مسجده، و أخذ عنه أبو الربيع سليمان بن الحسين، وهذا الأخير كان قائما على دراسة المدونة الكبرى وابن الحاجب و يقول هذا الأخير: "حضرت مجلس سيدي محمد ابن يخلف الراشدي درسا في المدونة الكبرى الخ…".

ما خلفه:

- لقد أنجب سيدي محمد المتنقل إلى ولهاصة أربعة أولاد: سيدي الأحسن الذي يوجد ضريحه بمديونة و لم يعقب، سيدي قادة الذي يوجد ضريحه بجوار أبيه و له عقب صالح، سيدي الحاج الذي يوجد ضريحه بجوار أبيه وسيدي أحمد الابن الأخير الذي انتقل إلى زواوة و بالضبط إلى عزازقة و يدعى هناك سيدي أحمد أغربي ومزاره هناك تلوح عليه الجلالة والبهاء.

رفاق سيدي محمد بندرومة و تلمسان:

- لقد ورد في التقيد التالي ما يلي: « تقييد الشهود المرضيين الذي رضوا بهم أهل تلمسان في شهادة الشرفاء، و الحائزين على وثائق ثبوتيه من مدينة فاس و ذلك من القرن الخامس الهجري إلى القرن السابع الهجري الإمام أبو مدين، سيدي أحمد زروق، سيدي إبراهيم المصمودي السلطان مولاي أحمد بن كربوش»، هذه قائمة اسمية لشهادة الشرفاء.


منظر لمدخل الضريح للولي الصالح سيدي محمد بن يخلف

شهود ندرومة:

- سيدي عيسى بن عبد الرحمان، سيدي محمد بن عبد الله، سيدي علي بن عبد الله، سيدي يوسف بن عمر، سيدي الزوبير بن يخلف الراشدي، سيدي محمد بن عبد الرحمان، وسيدي عمران بن محمد. هؤلاء عدول زمانهم يحملون معهم وثائق ثبوتية لشرفهم و حسبهم و نسبهم الطاهر و لا يخرج منهم إلا فاسق أو كافر، ونعوذ بالله من الشك والشرك و أيضا بـ تلمسان، سيدي يحي بن أعمر، سيدي محمد بن خالد أتواتي سيدي يحي بن عيسى بن عبد الوهاب العجراني، هذه القائمة الثلاثية كتبها سيدي أحمد بن الناصر في القرن الثامن الهجري.

يقول سيدي محمد ابن يخلف دفين ولهاصة: «انتهى هؤلاء الشهود الونشريسيون و القضاة الكائنون من هؤلاء السادات و سيدي يحي بن عبد الواد، هذا الذي رأيت رسم الشجرة المنسوبة على ظاهر مولاي إدريس بـ فاس للشرفاء و شهودها و كاتبها و السلام و يعم الوقف على من كتبه و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه وسلم تسليما» وقد اتفقوا على صحته العلماء الفقهاء الراغبون الوارعون هذا منقول من ثقات إلى ثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ليلة الخميس من شهر صفر عام 851 هجرية نسأل الله التوفيق و يهدينا و إياكم إلى الطريق بجاه أهل التحقيق آمين و الحمد لله رب العالمين.

~*~*~*~

وفاته:

- وكانت وفاته يوم الأربعاء لست بقين من رجب سنة 857 هجرية ودفن بـ ولهاصة.


المرجع:

كتاب: «معسكر رجال و تاريخ» للأستاذ جلول جيلالى

~*~*~*~

سيرة ذاتية للمؤلف:



هو الأستاذ جلول جيلالي من مواليد 1942م بلدية ماوسة، من طلبة سيدي بن يخلف. تم تسريحه من زاوية سيدي بوعمران والترخيص له بالذهاب إلى مسجد القرويين وذلك سنة 1960 إلى غاية 1963.

من الوظائف التي اعتلاها :

- سلك التربية من 1963 إلى 1972.
- مسير بمصلحة الموظفين.
- رئيس مكتب الأمانة.
- وفي سنة 1986 مسؤول بمصلحة الثقافة على حماية التراث الثقافي وإحيائه.
- أمين ولائي للمحفوظات.

صدر للباحث ما يلي:

- مشاركة كاملة في طبع تأليف « معسكر رجال وتاريخ».
- تأليف في النسب.
- مقالات عديدة في المجالات الولائية العديدة ثم نشرها.
- مقالات في الجرائد: جريدة الشعب، جريدة الجمهورية، جريدة الرأي، جريدة الجزائري، صوت الغرب، منبر الغرب.

مؤلفات تحت الطبع:

- سلسلة أخرى تابعة لأعيان وعلماء المنطقة «معسكر».
- التحقيق حول بعض المخطوطات «الصرف، المنطق، ديوان للشعر الملحون» هي لمؤلفين من قلب مدينة الراشدية.
تكملة الموضوع

حمل كتاب فهرس الفهارس لسيدي عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني



- عنوان الكتاب: فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات.
- المؤلف: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني.
- المحقق: إحسان عباس.
- الناشر: دار الغرب الإسلامي.
- سنة النشر: 1402 – 1982.
- عدد المجلدات: 3 «تم دمج المجلدات في ملف واحد للتسلسل»
- رقم الطبعة: 2.
- عدد الصفحات: 1621.
- الحجم (بالميجا): 26.
- المصدر: المكتبة الوقفية.


ترجمة المؤلف قدس الله سره

الكتاني (محمد عبد الحي)

(1302 ـ 1382هـ/1883 ـ 1962م)




- محمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني الفاسي الحسني، ولد وترعرع بفاس المغرب، في أسرة اشتهر أفرادها رجالاً ونساءً، بالعلم والفضل والاجتهاد، والتصوف، والتربية، والجهاد. فأبوه، أبو المكارم، المربي المحدث صاحب المؤلفات الكثيرة، من أعلام الاجتهاد، ورواد الإصلاح الديني والسياسي، ودعاة التحرر والجهاد في المغرب العربي في القرن الرابع عشر الهجري.

وأمه فضيلة بنت إدريس بن الطائع، أخت شيخ الإسلام السيد جعفر بن إدريس الكتاني، العالمة بالله، الدالة عليه بحالها ومقالها، وأخوه، أبو الفيض، محمد بن عبد الكبير بن محمد[ر]، حافظ المغرب الشهيد، حجة الإسلام، ومؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية، وولده عبد الأحد بن عبد الحي، العلاّمة المشارك، الفقيه القاضي، الأديب الشاعر. ألّف كتباً عدّة، وقدم لكتاب أبيه «فهرس الفهارس» وله ديوان شعر، قتل خطأ في أثناء فتنة السلطان محمد الخامس في حياة والده عام 1954.

~*~*~*~

كان محمد عبد الحي علاّمة نابغة متميزاً بحفظه العجيب لعلم الإسناد وروايته، سريع الكتابة والتأليف فأملى كتابه الشهير الذي يعد من أجلّ ما كتب في علم الإسناد «فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات» الذي يقع في مجلدين في شهر واحد، كما أملى مجلدة كاملة في أسانيده أسماها «ما علق بالبال أيام الاعتقال»، عين مدرساً مع أجلّة العلماء وكبار الشيوخ في الضريح الإدريسي قبل أن يبلغ العشرين، ونال أرقى الرتب العلمية بالقرويين قبل أن يتجاوز الثالثة والعشرين.

كان يبدأ يومه بالمطالعة، ولا ينام إلا والكتاب في يده، وما كان ينام إلا قليلاً، وما اشترى كتاباً إلا وقرأ فيه، وقرأ عليه الشيخ المعمر محمد بن محمد البقالي الطنجي كتاب «الشفاء» للقاضي عياض في ثلاثة أيام. وما ترك التدريس قط، سواء في الزاوية الكتانية بفاس، أم في جامع القرويين الأعظم، أم في جميع رحلاته الدعوية والإرشادية والعلمية إلى مختلف البلاد في إفريقيا وأوربا وآسيا.

وأول ما يسأل عنه في البلد الذي يزوره المكتبات، فيجمع منها النادر والغريب، ويبذل من أجل ذلك الغالي والنفيس، ومن أغرب ما نقل عنه: أنه دخل يعزي بأحد أهل العلم، وفي أثناء ذلك طلب رؤية مكتبته، فنزع خفه ودخل حافياً بأدب واحترام، ثم استعار بعض كتبها. وكان يحب أن يقرأ الكتب قرب أصحابها، فقرأ «الشمائل» للترمذي و«مقدمة صحيح مسلم» في حرم المدينة المنورة، وقرأ عند ضريح الشيخ ابن عربي كتابه «الفتوحات المكية» في إحدى زياراته لدمشق، وفي البقيع حيث مثوى الإمام مالك قرأ كتابه «الموطأ»، وفي بيت المقدس قرأ كتاب «الفرج بعد الشدة» لابن أبي الدنيا، وفي فلسطين قرب ضريح النسائي قرأ كتابه «السنن».

~*~*~*~

كان موسوعة علمية جامعة فهو فقيه مجتهد، عرف الأصول والفروع، والمذاهب ومدارك الخلاف، وفلسفة التشريع، وكشف الحكمة التي عليها التكاليف والأوامر الشرعية، وهو محدث حافظ، عرف الحديث وعلومه جرحاً وتعديلاً، واضطراباً وتعليلاً، أجمع أهل عصره على أنه حافظ العصر ومحدث الزمان، وهو مؤرخ محقق عرف التاريخ الإسلامي وفلسفته، يستحضر الوقائع والحوادث، لا يفرق في محفوظاته بين المشرقي والمغربي والعربي والعجمي، والقديم والحديث، شهد له بذلك ابن علي في تاريخه لسلا، وابن إبراهيم في تاريخه لمراكش، وبوجندار في تاريخه للرباط، وابن زيدان في تاريخه لطنجة، ودوكاستري De Castries في تاريخه للدولة العربية، وليفي بروفنسال Levi-Provencal في أصول التاريخ المغربي، وعرف أنساب العرب والبربر، وأنساب بني هاشم آل البيت الأشراف على الخصوص، وأنساب الأدارسة بنوع أخص.

كان مكتبة متنقلة، ترك ما يربو على خمسمئة مؤلف في مختلف مجالات المعرفة، وأكثر من مئة ألف رسالة بعث بها إلى مختلف الآفاق الشرقية والغربية، وجمع مكتبة تعد الأولى في العالم بين المكتبات الخاصة ضمنها جناحاً للمخطوطات، وآخر للمطبوعات، وجناحاً للمجلات والجرائد والدوريات، وجناحاً للوثائق والمستندات، وجناحاً للعملات النقدية المتداولة وغير المتداولة، وجناحاً للآثار والتحف القديمة التي ترجع إلى مئات السنين، ومنها كرسي السلطان يوسف ابن تاشفين المرابطي، وفيها قاعة تبلغ ألف متر مربع بطابقين خصصها للمحاضرات والندوات والدروس العلمية، فتح أبوابها أمام الرواد للعلم والمعرفة والسياسة من مختلف الأديان والأوطان، وأنفق في سبيلها الأموال الطائلة، وجمع فيها النوادر من الكتب والمخطوطات، ورتبها ترتيباً عصرياً يسرها بالفهارس لكل قارئ أو باحث، وكانت حديث أهل العلم، وأرخ لها كثير من المؤرخين والباحثين، فكان بحق رائد التنقيب عن المخطوطات، ومؤسس علم المكتبات في المغرب.

~*~*~*~

كان الكتاني شيخ طريقة مرموقة تؤدي دورها في التزكية والتهذيب تجاوز عدد أتباعها مئات الألوف، وكان رجل سياسة سبر أغوارها، واطلع على التاريخ السياسي والدبلوماسي الأوربي والعالمي والإسلامي. فكاتب الملوك والزعماء والقادة، المسلمين والأجانب وكاتبوه، كما كاتب أعلام العلم، وفنون المعرفة فأجازهم وأجازوه.

ابتلي الشيخ بمحنة شقيقه الشيخ أبي الفيض، واعتقل بسجن أبي الخصيصات بفاس أشهراً عدة مما كون عنده القناعة التامة بأن البلاد بحاجة إلى إصلاح هادئ شامل بعيد عن العنف، وكانت قناعته -كما هي قناعة جل الطبقة الواعية بالمغرب- الحفاظ على علاقات ودية مع سلطات الحماية الفرنسية، وجعل ذلك مطية لقيامه بنشاطاته الدعوية والإرشادية والعلمية، فقام بجولات متصلة للمدن والقرى والنوادي المغربية والجزائرية ولمختلف دول العالم، وحضر المؤتمرات العلمية الدولية، ومنها مؤتمر المستشرقين في روما، لتعريف العالم بقضايا الأمة، ومشكلاتها.

وأسس لهذا مؤتمر الطرق الصوفية المغربية، على غرار مجمع الطرق الصوفية في مصر، ليعمل على المحافظة على هوية الأمة لغةً وديناً وثقافةً في كل أنحاء المغرب والجزائر وتونس... ووقف بقوة أمام المسخ والتفريغ من المحتوى الحضاري الأصيل لجامع القرويين، لكنه ـ وأمام الضغوط القوية الزاحفة من الداخل والخارج ـ اضطر إلى الانسحاب من التدريس النظامي فيه، وقاد حملة الإصلاح لمكافحة البدع والمنكرات والمخالفات الناشئة من الجهل بالدين وأصوله، وألف من أجل ذلك كتابه «تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة».

~*~*~*~

أمام الآراء المريضة الدخيلة التي قامت في أعقاب انحلال دولة الخلافة العثمانية، القائلة بعدم صلاحية الإسلام لكل مكان وقف بقوة وأثبت في كتابه «التراتيب الإدارية في الحكومة النبوية» أن أي إيجابية في النظام الإداري الغربي الحديث لها أصل ثابت استقاه من عصر النبوة والخلافة الراشدة.

وهكذا كانت للشيخ عبد الحي صولات وجولات غرضها الدفاع عن معالم الشريعة الإسلامية، كنظام حكم وسياسة مجتمع وسلوك أخلاقي رفيع.

استفاد حساد الشيخ وأعداؤه من بيعته للسلطان محمد بن عرفة الذي نصبه الفرنسيون ملكاً على المغرب بعد تنحيتهم لابن عمه الملك محمد الخامس عام 1953 مع أنه لم يكن الوحيد في هذه البيعة بل شارك فيها كثيرون ممن انتقدوها وجعلوها قميص عثمان لحرب الشيخ وإساءة سمعته، فما إن عاد الملك محمد الخامس إلى حكم المغرب عام 1955 محملاً بمعاهدة «إكس ليبان» ووثيقة الاستقلال، وأمام الضغوط والمضايقات، اضطر الشيخ إلى النزوح إلى نيس في فرنسا ليبعد نفسه عن جو الفوضى، وقد ساد في بلده ظاهرة الثأر وانعدمت فرص الأمان، وفي هذا الجوّ المحموم وجد الشيخ في منزله بمدينة نيس فجر يوم الجمعة/12/رجب عام /1382هـ/الموافق/1962م/ قد فارق الحياة بظروف غامضة، ودفن بمقبرة المسلمين فيها وأسدل الستار على حياة علم العصر وحجة الزمان الشيخ محمد عبد الحي الكتاني، وقد طالت محنة الشيخ مكتبته الفريدة النادرة، فتوزعت بين الانتهاب والاختلاس والمصادرة، وتوزعت بقاياها بين الخزانة الملكية بمراكش، والخزانة الحسنية بالرباط، والخزانة العامة بالرباط تحت رمز (خ.ع.ك) وخزانة علال الفاسي، وخزانة محمد الفاسي الخاصتين.


المصدر:

نقلا عن الموسوعة العربية (arab-ency.com) بقلم : محمد هشام برهاني

مراجع للاستزادة:

ـ السيد محمد بن جعفر الكتاني، النبذة اليسيرة النافعة في تاريخ البيت الكتاني، تحقيق السيد محمد الفاتح الكتاني ومحمد عصام عرار الحسني (دمشق، د.ت).

ـ عبد الأحد بن عبد الحي الكتاني، فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، تحقيق إحسان عباس (طبعة دار المغرب د. ت).

ـ محمد حمزة بن علي بن المنتصر الكتاني، منطق الأواني بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني (دار الكتب العلمية، بيروت د. ت).
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح الشيخ سيدي بن محمد بن عطية



هو الولي الصالح والعالم الناصح، إمام الطريقة وبحر الحقيقة، الزاهد الشاكر والعابد الذاكر، قدوة السالكين ومربي المريدين الشيخ سيدي بن امحمد بن علي بن النعيم بن العربي بن عطية بن ثامربن سعد بن زريط بن اسليم بن جاب الله بن سي احمد بن سي امحمد بن عبد الرحمان بن سالم بن امليك بن يحي بن يحي بن محمد بن عبد الله «نائل» وينتهي نسبه رحمه الله إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت سيّدنا رسول الله صلى الله عليه آله وصحبه وسلم.

~*~*~*~*~*~

مولده:

ولد شيخنا - رحمه الله- سنة 1317 هـ الموافق لـ: 1899 م بمكان يسمى «الخرشفة» ببلدية الزعفران «دائرة حاسي بحبح» ولاية الجلفة.

نشأته:

نشأ الشيخ سيدي بن امحمد يتيم الأب ، حيث مات أبوه و تركه رضيعا ، فرعاه الله بعنايته في حضن والدته الحنون السيدة: خيرة بنت الفارح وتحت كفالة زوجها المرحوم بن سليم بن عمر.

تعليمه و أعماله:

ولما بلغ سن القراءة والتعليم التحق بزاوية الشيخ عطية بن بيض الغول المسماة بـ «الجلالية» بالقرب من مدينة الجلفة، وتابع دراسته بها حتى حفظ القران الكريم، وتفقه في الدين ما شاء الله عز وجل، وبعد خروجه منها مباشرة شرع في تعليم القرآن الكريم، ونشر الدعوة الإسلامية للمريدين من أبناء عشيرته وأقاربه عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ".

وقد تعرف الشيخ بن امحمد على شيخه القطب الرباني شيخ طريق الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية، وتتلمذ على يديه في طلب العلم والمعرفة من فقه، وحديث، وتفسير للقرآن الكريم ولما عاد من زاوية الإدريسية واصل تعليم القرآن وقد بذل جهدا كبيرا في التربية الإسلامية متنقلا بين عدة أماكن بخيمته ولما أراد الله تعالى له الاستقرار والمقام لمواصلة اجتهاده وجهاده على نشر العلم والمعرفة رأى رؤيا صالحة، وفي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة ".

الرؤيا الصالحة:

بينما كان الشيخ سيدي بن امحمد يفكر في حياة الاستقرار، رأى في المنام كأنه في الجلالية، الزاوية التى تعلم فيها وكأنه مع رفقائه وزملائه الطلبة وهم يبحثون ويحفرون عن الماء في مكان العين الموجودة حاليا بالجلالية في الواد الذي يحاذي الزاوية، فرأى نفسه يحفر بالمعول في الموضع السالف الذكر وفجأة انفجرت عين ماؤها كثير كما رأى في تلك اللحظة جنانا وحديقة في المكان المسمى«بالغيشة» أشجارا يابسة فعزم على سقيها فأخذ المعول وشرع في حفر الساقية والماء يتبعه إلى أن وصل إلى تلك الحديقة اليابسة فسقاها حتى ارتوت أشجارها وأورقت أغصانها واخضرت وابتهجت وصارت روضة من رياض الجنة، فاستيقظ الشيخ من نومه مبتهجا مسرورا بتلك الرؤيا وبعدها سأل الناس عن اسم هذا الموضع بالتحديد فقالوا له يسمى
«بلاد الخضر» فزاد اهتمامه بالبناء في هذا الموضع بالذات أو في مكان آخر، وبينما هو يفكر في هذا الموضع غلبه النوم فرأى في المنام مناديا يناديه قائلا: اذهب إلى بلاد الخضر ولا تتأخر.

تأسيس الزاوية:

بعد مشاهدة الرؤيا ذهب الشيخ إلى صاحب الأرض المذكورة السيد الحاج محمد بن الحاج المختار بن بوصوا، فاستقبله بالفرح والسرور ورحب به ووهب له تلك الأرض بدون تردد فبنى فيها مسكنا متواضعا وشرع في تعليم القرآن الكريم إلى أن أتاه الإذن الرباني والأمر الإلهي من طريق شيخه الولي الصالح شيخ الطريقة الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية يأذن له بتأسيس الزاوية وإعطائه الذكر، والتلقين للمريدين، وهذا بتاريخ 15 شعبان 1360هـ الموافق لعام 1941 م فقام الشيخ بن امحمد بتأسيس الزاوية الحالية، وقد ساعده على بنائها وتأسيسها صديقه ورفيقه الحاج محمد بن الحاج المختار الذي وهبه الأرض، وبعد بناء الجامع اجتهد الشيخ في تعليم القرآن الكريم، وإعطاء الذكر والعهد، وفي نشر الدعوة الإسلامية مثل أسلافه الصالحين، وقد تخرج من زاوية الشيخ بن امحمد عدد كبير من الطلبة منهم من حفظ القرآن كله ومنهم من حفظ النصف ومنهم من حفظ الربع.

الرحلة المفاجئة:

وفي أثناء الحرب التحريرية ولما اشتد الأذى والبلاء من طرف الاستعمار البغيض على المواطنين القاطنين بنواحي الجبال، وفي سنة 1960 م بالذات قامت القوات الفرنسية بترحيل المواطنين ووضعهم في محتشدات تحت الرقابة العسكرية، بقي الشيخ سيدي بن امحمد وحده معزولا بعيدا عن المواطنين الجزائريين فخافت الجماعة عن الشيخ من أذى الاستعمار الفرنسي فألحوا عليه بالرحيل إلى وسط المواطنين أو إلى قرية من القرى ، فرحل مضطرا إلى قرية الزعفران وأسس بها زاوية قرآنية إلى أن جاء النصر المبين وطلع فجر الحرية والاستقلال على الشعب الجزائري في سنة 1962 م فعاد المواطنون إلى أراضيهم وديارهم التي هاجروا منها، وعاد الشيخ بن امحمد إلى زاويته الأولى، مع العلم أن الشيخ قد حفظه الله من شر الظالمين وكيد الكائدين حيث لم يمس بسوء طوال أيام الثورة التحريرية.

مميزاته وسيرته:

وقد سار الشيخ سيدي بن امحمد على سيرة أشياخه الصالحين، وعلى أثرهم مقتديا بهم مثل الشيخ عبد القادر بن مصطفى والشيخ عطية بن بيض الغول وغيرهم من السلف الصالح رضي الله عنهم . فقد كان الشيخ سيدي بن امحمد - رحمه الله- عالما وفقيها وعابدا وزاهدا ومجتهدا، لا يتوانى ولا يتراخى عن ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وكان نصوحا لخلق الله، جوادا كريما كل أعماله خالصة لوجه الله، وكان يمتاز بالرحمة والشفقة والعطف والحنان لجميع مخلوقات الله، يغضب لغضب الله ويرضى لرضاه وقد وفق لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام سنة: 1397 هـ- 1976م ولم يعرف عنه أنه مارس مهنة أو تجاره أبدا فقد كان ملازما للزاوية لا يفارقها إلا للضرورة القصوى، فمدينة الجلفة زارها خمس أو ست مرات فقط مدة حياته، زار على إثرها الشيخ عطية في مرضه - رحمه الله -كما حضر مرة وفاة أخيه في الله علي بن قويدر سنة 1971 م، وقد قدم مرة أخرى لمدينة الجلفة لعيادة صهره الحاج مصطفى - رحمه الله - . . . الخ

مرضه وصبره ووفاته:

ولما ابتلاه الله عز وجل بالمرض مدة ست سنوات من سنة 1984م إلى 1989م. أظهر الصبر الجميل والنطق بالكلمة التي لا يخجل قائلها وهي، الحمد لله على كل حال.

فقد قال الإمام الشيخ أحمد الصغير رحمه الله بخصوص هذه الكلمة التي لا يفتر لسانه عن قولها أبدا: إنه شيخي في كلمة الحمد لله. وكان رحمه الله يستفسر زائريه عن أحوالهم وأحوال أهلهم ناسيا حالته التي هو عليها من مرض وألم ، وكان رحمه الله يوصي ويحث الزائرين على الدين وطاعة الوالدين، فمن ذلك قوله رحمه الله : عليكم يا أولادي بالإكثار من «لا إله إلا الله » وتلاوة القرآن الكريم.



ومن كلامه أيضا رحمه الله ورضي عنه وهي من «متن ابن عاشر»:

وحاصل التقوى اجتناب وامتثال *** في ظاهر وباطن بذا تنال

وكان يقول: اللهم عرفنا بمن تحبهم ويحبونك، عليكم يا إخواني ببر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، والاستقامة.

وقال رحمه الله:

عملي اليومي هو قراءة القرآن، والورد، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثيرا ما كان يردد على مسامعنا ما نصه من كتاب جوهرة التوحيد:

وحفظ دين ثم نفس مال نسب *** ومثلها عقل وعرض قد وجب

وكذلك ترديد هذين البيتين لسيدي إبراهيم الخواص - قدس الله سره-

لقاء الناس ليس يفيد شيئا *** سوى الهذيان من قيل وقال
فاقلل من لقاء الناس إلا *** لأخذ العلم أو إصلاح حال.

وكذلك هذه الأبيات من متن «متن عاشر»

يصحب شيخا عارف المسالك *** يقيه في طريقه المهالك
يـذكـــره الله إذا رءاه *** ويوصل العبد إلى مولاه
يحاسب النفـس على الأنفاس *** ويزن الخاطر بالقسطاس

وسأل مرة أحد الزائرين قائلا: عدو إذا أكرمته أهانك وإذا أهنته أكرمك، من هو؟ قال: لا أدري يا سيدي، فقال الشيخ رحمه الله: هي النفس فاحذروها.

وقال: إن الطريق الرحمانية لا تنقطع أبدا إلى يوم الدين، وأخيرا وليس آخرا، فإن كل ما ورد ذكره في هذا الباب من كلام الشيخ رحمه الله في الوعظ والإرشاد هو قليل من كثير.

وقد قال عنه الإمام الجليل الشيخ عطية بن مصطفى رحمه الله وهذا أثناء زيارته له بالزاوية أمام جمع غفير من الزائرين، وبحضرة الشيخ قال: يا سيدي بن امحمد فإن كان لنا نصيب من عين الرحمانية عن طريق شيخنا سيدي عبد القادر رحمه الله ونفعنا ببركاته، فالمنبع الكبير من هذه العين هو عندك، وهذه تعتبر شهادة حية من صديقه وأخيه في الطريق تطمئن لها قلوب المؤمنين.وكان رحمه الله مجاهدا مجتهدا، واعظا مرشدا كريما جوادا، حليما حنينا صادقا مخلصا قولا وفعلا.

~*~*~*~*~*~

هكذا كان دأبه مدة حياته ، فعاش عيشة الأبرار ولقي ربه مع المصطفين الأخيار، رضي الله عنه ورضي عنا به، وأمدنا ببركاته دنيا وآخرة- آمين-

وكانت وفاته رحمه الله يوم 17ربيع الثاني 1410 هـ الموافق 16/11/1989م . ودفن بجوار المسجد بالزاوية نور الله ضريحه وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وقد ترك رحمه الله أولادا صالحين ومن بينهم ابنه الأكبر الشيخ سيدي عبد القادر خليفته على رأس الزاوية، وعلى نهج والده - رضي الله عنه- استمر في العناية بالطلبة وتسيير شؤون الزاوية فقام بدوره في هذا المجال أحسن قيام. وقد لقي الشيخ وأسرته العنت الشديد وحل بهم الأذى والبلاء من جراء الفتن والمحن التي عمت في البلاد ولهذه الأسباب اضطر الشيخ أن يغادر مقر الزاوية إلى مدينة الجلفة ، وكان كثيرا ما يتمنى ويتوجه إلى الله بالدعاء على أن لا تطول مدة إقامته بها وقد استجاب الله لدعائه فاستعادت المنطقة صحتها وعافيتها ودبت الحياة الطبيعية في أرجائها بفضل الله تعالى.

~*~*~*~*~*~

ورجع الشيخ إلى موطنه ومقر زاويته في شهر جوان من عام 2001 وشرع في ترميم الزاوية وتعميرها بما توفر لديه من الوسائل المادية وغيرها، نسأل الله له التوفيق والنجاح في كل ما هو مقدم عليه من أعمال ومشاريع خيرية.

هوامش/

حاسي بحبح:



واحدة من أهم دوائر ولاية الجلفة، عاصمة عرش أولاد سيدي امحمد من ذرية سيدي نايل الولي الصالح الشهير الذي هو جد أغلب سكان هذه المنطقة، تأسست عام 1959م، تقع على بعد 250 كلم من الجزائر العاصمة جنوبا و50 كلم شمالا من مقر الولاية على الطريق الوطني رقم 01، وتتربع على مساحة قدرها 763 كلم مربع، ويشتمل إقليم البلدية إلى جانب التجمع السكاني الرئيسي تجمعين سكانين ثانوين هما، حاسي المرة والمصران.
تكملة الموضوع

حمل كتاب المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري



- إسم الكتاب : المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري في حكم السهو في الصلاة.
«نظم الشيخ الأخضري»
- المؤلف : العلامة عبد الله محمد بن أب المزمري التواتي دفين تيميمون.
- الطبعة: الثانية على ثقافة أبو عامر محمد بن أحمد.
- المصدر: تازولت- زاوية كتنة أدرار. الجزائر.
- الحجم: 5,79 Mo.



* ترجمة موجزة للمؤلف:

- هو الإمام العلامة المصنف الفقيه أبو عبد الله سيدي محمد بن أب بن أحمد، وفي رواية بن أحميد، بن عثمان، بن أبي بكر، المزمري نسبا، التواتي مولدا ودارا، ولد بقرية أولاد الحاج ضواحي مدينة أولف التابعة حاليا لبلدية تيمقطن دائرة أولف ولاية أدرار في العقد الأخير من القرن الحادي عشر للهجرة...

اضغط هنا لقراءة المزيد


~*~*~*~*~*~

فحوى الكتاب:

لما كثر الإقبال على نظم « العبقري في حكم سهو الأخضري »، وهو نظم في سجود السهو وترقيع الصلاة على المذهب المالكي، لصاحبه رحمه الله « العلامة أبي عبد الله محمد بن أبّ المزمري التواتي »، طلب من الشيخ « عبد الله محمد بن أبا عمر التواتي »، أن يضع له شرحا لطيفا ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، فأجابهم لذلك - رحمه الله - فكان هذا الشرح الذي بين أيدينا، والذي سماه : « المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري في حكم السهو في الصلاة»

~*~*~*~*~*~

رابط التحميل

هنــا
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |