بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر.
- تصنيف: الإمام أبي المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي التلمساني.
- تحقيق وتصحيح وتقديم: عبد الله محمود محمد عمر.
- الناشر: منشورات محمد علي بيضون - دار الكتب العلمية – بيروت.
- رقم الطبعة: الأولى.
- تاريخ الإصدار: 1418هـ/1998م.
- حالة النسخة: منسقة.
رابط التحميل
هو أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن زوفا ابن موسى ابن السلطان أحمد التلمساني الشافعي المصري المعروف بالشعراني، محدث، فقيه، صوفي، توفي في جمادى الأولى من سنة 973هـ.
مقدمة المصنف:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والتسليم على سيّدنا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فهذا كتاب نفيس انتخبته من كتابي المسمى بـ "لواقح الأنوار القدسية" الذي كنت اختصره من "الفتوحات المكية" خاصّ فهمه بالعلماء الأكابر وليس لغيرهم منه إلا الظاهر، قد اشتمل على علوم وأسرار ومعارف لا يكاد يخطر علمها على قلب الناظر فيه قبل رؤيتها فيه، وقد سميته بـ "الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر" ومرادي بالكبريت الأحمر أكسير الذهب ومرادي بالشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه، أعني أن مرتبة علوم هذا الكتاب بالنسبة لغيره من كلام الصوفية كمرتبة إكسير الذهب بالنسبة لمطلق الذهب كما سنشير إلى ذلك بما نقلناه عن الشيخ رحمه الله في أبواب فتوحاته، و"الكبريت الأحمر" يتحدث به ولا يرى لعزته.
واعلم يا أخي أنني قد اطلعت من كتب القوم ما لا أحصيه وما وجدت كتاباً أجمع لكلام أهل الطريق من كتاب "الفتوحات المكية" لاسيما ما تكلم فيه من أسرار الشريعة وبيان منازع المجتهدين التي استنبطوا منها أقوالهم، فإن نظر فيه مجتهد في الشريعة ازداد علماً إلى علمه واطلع على أسرار في وجوه الاستنباط وعلى تعليلات صحيحة لم تكن عنده...
... وقد أشرنا لنحو ثلاثة آلاف علم منها في كتابنا المسمى بـ " تنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علم علوم الأولياء" فإن علوم الشيخ كلها مبنية على الكشف والتعريف ومطهرة من الشك والتحريف كما أشار رضي الله تعالى عنه إلى ذلك في الباب السابع والستين وثلاثمائة من "الفتوحات" بقوله: ((وليس عندنا بحمد الله تعالى تقليد إلاّ للشارع صلى الله عليه وسلم)) وبقوله في الكلام على الآذان: ((واعلم أني لم أقرر بحمد الله تعالى في كتابي هذا قط أمراً غير مشروع وما خرجت عن الكتاب والسنة في شيء منه))، وبقوله في الباب الخامس والستين وثلاثمائة: ((واعلم أن جميع ما أتكلم به في مجالسي وتصانيفي إنما هو من حضرة القرآن وخزائنه فإنني أعطيت مفاتيح الفهم فيه والإمداد منه، كل ذلك حتى لا أخرج عن مجالسة الحق تعالى ومناجاته بكلامه وبقوله في باب الأسرار والنفث في الورع من وحي القدوس لكن ما هو مثل وحي الكلام ولا وحي الإشارة والعبارة، فَفَرق يا أخي بين وحي الكلام ووحي الإلهام تكن من أهل ذي الجلال والإكرام))...
... وأنا أسأل الله العظيم كل ناظر في هذا الكتاب أن يصلح ما يراه فيه من الزيغ والتحريف عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) أهـ.