بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: الدليل والبرهان.
- المؤلف: العلامة أبو يعقوب يوسف إبراهيم الوارجلاني الجزائري.
- تحقيق: الشيخ سالم بن حمد الحارثي.
- تقديم: خميس بن راشد بن سعيّد العدوي.
- الناشر: وزارة التراث والثقافة، مسقط - سلطنة عمان.
- رقم الطبعة: الثانية، 1427هـ/2006م.
- عدد الأجزاء: 3 تم دمجها في ملف واحد حفاظا على تسلسل الترقيم.
- عدد الصفحات: 566.
- حجم الملف: 16 ميجا.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.
رابط التحميل
حول الكتاب:
الدليل والبرهان لصاحبه العلامة الجزائري أبو يعقوب يوسف إبراهيم الوارجلاني السدراتي واسمه بالكامل «الدليل لأهل العقول لباغي السبيل بنور الدليل، لتحقيق مذهب الحق بالبرهان والصدق» كتاب معظمه في أصول الدين وعلم الكلام، ولكنَّه في الحقيقة موسوعة مصغَّرة لمختلف الفنون من كلام، وتاريخ، وفلسفة، ومنطق، ورياضيات، وعلوم، وأخبار... يقع في ثلاثة أجزاء، طبع أكثر من مرَّة.
مقدمة الطبعة الثانية
"... إن الله سبحانه وتعالى أكرم بني آدم بأن خلقهم في أحسن صورة وركب فيهم العقل المدبر وامتن عليهم باللسان المعبر، وفطرهم على عقيدة التوحيد ، وجعل لهذه الفطرة ضوابط عن الانحراف، جاءت بها رسل الله في كتبه القيمة، وجاءت مبينة دينه الحق ، وقد تتابعت شرائع الله تعالى في أرضه وكان مسك ختامها رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فتكفل سبحانه بحفظ كتابها العظيم عن التبديل والتحريف ، ولكن الأمة الإسلامية أصيبت – دون أن يصاب شرعها – بما أصيبت به الأمم السابقة من الانقسام والاختلاف، واستغل الكائدون ذلك للطعن في دين الله تعالى، فانبرى علماء الأمة يظهرون العقائد الحقة بالدليل الواضح والبرهان النير مقتبسين كل ذلك من آية محكمة أو حديث نبوي صحيح أو دليل عقلي صريح.
لقد أُلّفت كتب كثيرة في هذا الموضوع، ويأتي كتاب الدليل والبرهان من أهمها حيث أوضح فيه العلامة أبو يعقوب الوارجلاني - رضي الله عنه - بما حباه الله تعالى من علم غزير وبصيرة نافذة – عقائد أهل الحق والاستقامة بأسلوب رصين محكم، ودليل ساطع، وبرهان لا يلبث أن يُسلم له الخصم المعاند.
وقد امتاز الدليل والبرهان بثلاثة أساليب:
• أولا: قوة السبك في التأليف ورصانة في التعبير، ومحجة في الاستشهاد بالنصوص الشرعية واللغوية .
• ثانيا: يناقش أتباع كل ملة بما يسلّمون به فهو يحاور المخالف من الأُمة لعقيدة أهل الحق والاستقامة بالنص الشرعي والدليل المُسَلّم به من الطرفين ويسوق الحجج العقلية للرد على الكافر والملحد، ومع هذا فأسلوبه يشمل طريقتين: الدفاع عن العقائد الحقة والهجوم على عقائد الضلال كل ذلك بدون أن يأخذ السأم والملل القارئ والباحث.
• ثالثا: استخدم الشيخ رضي الله عنه كثيرا أسلوب التهكم والسخرية من أصحاب العقائد الزائغة عند تهافت شبههم، ولذلك يحتاج هذا الكتاب – الدليل والبرهان – إلى قراءة واعية متأنية حتى لا يلتبس على القارئ تنوع أساليب الشيخ في التأليف...".
خميس بن راشد بن سعيّد العدوي
الاثنين 18 من ذي الحجة سنة 1416هـ.
ترجمة المصنف:
الشيخ أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني (500 - 570هـ / 1106 - 1175م).
هو الإمام العلامة الحافظ الفقيه المفسر الرحّالة أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم السدراتي الوارجلاني من أهل ورجلان (ورقلة حالياً بالجزائر) مولداً ووفاة، واحد من أعلام الفكر الجزائري في القرن السادس الهجري، مؤرخ، مفسر، من أكابر فقهاء الاباضية، أنتج مؤلفات عديدة شملت مختلف مجالات الفكر الإسلامي، في علوم القرآن والسُنة والأصول والكلام والفقه والفلسفة والمنطق والجغرافية والحساب والتاريخ، وبالرغم من هذا الثراء فقد ظل الرجل مغموراً وتراثه مطموراً قُرابة عشرة قرون... رحل في شبابه إلى الأندلس وسكن قرطبة طلبا للعلم.
شبهه الأندلسيون بالجاحظ، وعاد إلى بلده، ومنها انتقل إلى المشرق، وزار أشهر حواضره العلمية، ولقي أكابر العلماء والشيوخ، كما وصل في إحدى رحلاته العلمية إلى أواسط افريقية والى قريب من خط الاستواء، ثم استقر بورجلان منقطعا لخدمة العلم، قيل انه لم يخرج من داره مدة سبعة أعوام، لم يكن يرى فيها إلا ناسخا، وللأقلام باريا، وللدراسة فاعلا، أو للحبر طابخا، أو للدواوين مقابلا، أو للكتب مفسرا، توفي بمسقط رأسه.
من آثاره "العدل والإنصاف" في أصول الفقه، في ثلاثة أجزاء، و"الدليل لأهل العقول" في عقائد الإباضية، طبع، ثلاثة أجزاء، و"مرج البحرين" في المنطق والحساب والهندسة، و"المغرب في تاريخ المغرب"، و"القصيدة الحجازية"، وهي رحلة منظومة تقع في 360 بيتاً، من بحر الطويل، غاية ما تكون في الرقة والجمال، وجزالة اللفظ ودقة المعاني، وصف فيها رحلته إلى الحجِّ، مع رفاقه ومريديه، وما شاهدوه ولاقوه من أهوال الطريق، ولا تزال نسخ عديدة من هذه الرحلة مخطوطة في مكتبات وادي ميزاب.
أيضا رتب"مسند" الربيع بن حبيب من عمرو الأزدي البصري، بعدما رآه مشوشاً وسماه بـ "الجامع الصحيح"، و"تفسير القرآن الكريم" في سبعين جزءا، قال البرادي: "رأيت منه في بلاد "ريغ" سفرا كبيرا لم أر ولا رأيت قط، سفرا أضخم منه ولا أكبر منه، حررت انه يجاوز سبعمائة ورقة أو أقل أو أكثر، فيه تفسير فاتحة الكتاب والبقرة وآل عمران ... فلم أر ولا رأيت أبلغ منه ولا أشفى للصدر في لغة أو إعراب أو حكم مبين أو قراءة ظاهرة أو شاذة أو ناسخ أو منسوخ أو جميع العلوم منه.