من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب الذخيرة السنيّة في تأريخ الدولة المرينيّة – لابن أبي شنب

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: الذخيرة السنيّة في تأريخ الدولة المرينيّة.
- مراجعة وتحقيق: محمد بن أبي شنب، الأستاذ بالمدرسة الثعالبية بالجزائر.
- الناشر: مطبعة جول كربونل- [Jules Carbonel] - الجزائر العاصمة.
- سنة النشر: 1339هـ / 1920م.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


حول الكتاب والمحقق:

أولا: المحقق

العلامة الجزائري محمد ابن أبي شنب (1286-1347هـ/ 1869- 1929م)

ميلاده ونشأته:

 هو محمد بن العربي بن محمد أبي شنب الجزائري الأديب الباحث، أحد أعلام المغرب العربي النابهين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وأحد رواد النهضة العربية الحديثة. أول عربي حامل لشهادة الدكتوراه في العصر الحديث.

ولد رحمه الله بالمدية جنوب مدينة الجزائر، ونشأ في ظل الاحتلال الفرنسي، فقرأ شيئاً من القرآن الكريم قبل أن يلتحق بمدرسة المدية الثانوية، ليتعلم اللغة الفرنسية والعلوم الغربية، فقد جمع ابن أبي شنب بين الثقافتين العربية والأوربية، وأتقن اللغتين العربية والفرنسية، وأَلَمّ باللغات الإيطالية والألمانية والإسبانية والفارسية، وكان له معرفة يسيرة باللغتين التركية واللاتينية.

انتسب إلى دار المعلمين ببلدة أبي زريعة قرب العاصمة، وتخرج منها بعد عام حاصلاً على إجازة تعليم اللغة والعلوم الفرنسية في المدارس الابتدائية الوطنية، وأمضى عشر سنوات في هذه المدارس، شُغِل فيها بالتعليم وتحصيل علوم اللغة العربية واستدراك ما فاته منها، فقرأ النحو والصرف والعروض، وشيئاً من علوم الدين، وتقدم بما حصله إلى مدرسة الآداب العليا، ونال إجازتها، فتولى تدريس آداب العربية في مدرسة آداب مدينة قسنطينة، وبعد أن أمضى في عمله الجديد أربع عشرة سنة، ارتقى إلى القسم الأعلى من هذه المدرسة، فأقرأ فيها النحو والأدب والبلاغة والمنطق، وفي أواخر عام «1922م» تقدم إلى كلية الآداب الجزائرية ببحثين للحصول على درجة الدكتوراة، هما: «حياة أبي دلامة وشعره» و«الألفاظ التركية والفارسية الباقية في اللهجة الجزائرية»، فمنح درجة الدكتوراه وكلف بالتدريس في الكلية.


لقد أمضى ابن أبي شنب حياته في العمل العلمي، فكان ينشر البحوث القيمة في الدوريات العربية والأجنبية، ويضع المؤلفات باللغتين العربية والفرنسية، ويخرج كنوز التراث العربي من خباياها، فحقق عدداً كبيراً من كتب التراث في اللغة والنحو والأدب والتاريخ والتراجم، فضلاً عن البحوث الميدانية في التراث الشعبي الجزائري واللهجة الجزائرية، وشارك في صنع فهارس المكتبات التي تحوي مخطوطات عربية، ولم يخرج في كل بحوثه عن المنهج العلمي الرصين، فأسدى للثقافة العربية خدمة جليلة بإخراج تراثها من ناحية، وبتصويب رأي المستشرقين فيها من ناحية ثانية.

آثاره:

أحصاها تلميذه عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله، فوجدها تزيد على الخمسين كتاباً في فنون متعددة، طغت عليها صفة الأدبية، "أحيا بعضها بالتأليف والنشر والتحقيق، وبعضها بإجالة يد العمل فيها بالتنقيح والتصحيح"، وتعليل توجيه عنايته إلى المجالين التاريخي والأدبي، يعود إلى تدريسه اللغة والأدب والمنطق، الذي انعكس على نوع تآليفه ومحققاته التي صدرت عنه وعن منهجه في التحقيق تحدّث عن ذلك الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله قائلاً: "هي مقابلة أكثر من نسخة، ووضع مقدمة قصيرة في وصف طريقة التحقيق دون ترجمة المؤلّف وعصره، ونحو ذلك، وأهمّ جهد كان ابن أبي شنب يقوم به في التحقيق هو وضع الفهارس؛ فهارس الأعلام، والأماكن، والكتب، والموضوعات، والشعر، وغير ذلك، وهنا تظهر مهارته وطريقته ومساهمته، وكأنّ ابن أبي شنب كان على عجل فهو لا يهتمّ بالتنميق ولا بالتطويل، وإنّما كان يقتصر في الأسلوب على ما قلّ ودلّ (وهو أقرب إلى العلمي منه إلى الأدبي)".

وفاته:

وافته المنية، في (شعبان 1347 هـ=1929م)، ودفن في مقبرة الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الثعالبي رضي الله عنه بالجزائر – رحمه الله رحمة واسعة.

ثانيا: الكتاب

"الذخيرة السنية في تأريخ الدولة المرينية" الذي هو كتابنا اليوم، لمؤلف مجهول قيل أنه لابن أبي زرع الفاسي، الذي نشره ابن أبي شنب مصححاً ومحققاً، وقد نعت عمله هذا تلميذه عبد الرحمن الجيلالي رحمه الله  بقوله: "نشره بالتصحيح الكامل، والتحقيق الدقيق"، وكان ذلك بالجزائر عام 1921م.

إنّ إعادة طبع هذا المصنّف في الرباط سنة 1972م، كان بالاعتماد على نسختين، إحداهما طبعة ابن أبي شنب، وقد جاء في مقدمته: "نشر هذا الكتاب للمرة الأولى البحّاثة الجزائري الشهير الدكتور محمد بن أبي شنب بالجزائر سنة 1920م، من غير تقديم ولا تعليق، ولم يُعنَ الناشر بتحقيق الكتاب فجاء مليئاً بالأخطاء شكلاً وموضوعاً"، ومع هذا النقص الذي ادعاه الناشر لعمل ابن أبي شنب، إلا أنّنا نجده ـ أي دار المنصور ـ تعتمده بالدرجة الأولى، ثمّ تركن إلى نسخة ثانية خطية في تونس، وهي مبتورة الآخر وخطّها رديء، جعل النص صعب القراءة وبناء على ذلك، فلولا فضل نسخة ابن شنب لما استطاعت الدار إعادة طبعه...

إضافة إلى العديد من الكتب بين تأليف وتحقيق وترجمة في مجال الأدب والتاريخ والشعر وغير ذلك من العلوم والفنون.

للترجمة مصادرها ومراجعها.
تكملة الموضوع

حمل كتاب الوفيات لابن قنفذ القسنطيني – نسخة مفهرسة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: الوفيات.
- تصنيف: العلامة أبي العباس أحمد بن الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني.
- تحقيق وتعليق: الأستاذ عادل نويهض.
- الناشر: دار الآفاق الجديدة – بيروت، لبنان.
- تاريخ الإصدار: 1403هـ/1983م.
- رقم الطبعة: الرابعة.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


حول الكتاب:

هذا الكتاب عبارة عن تاريخ صغير لوفيات الصحابة والعلماء والمحدثين والمفسرين والمؤلفين، رتّبه ابن القنفذ على القرون وعلى تواريخ وفياتهم، واستهله بوفاة سيّد الأولين والآخرين، النبي العربي الكريم، محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، سنة 11هـ، وانتهى به إلى العشرة الأولى من المائة التاسعة، أي سنة 807هـ بالحديث عن وفاة الفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المراكشي الضرير، وقد جعله ذيلا لكتابه (شرف الطالب في أسنى المطالب) ولذلك لم يذكره في ثبت مؤلفاته ككتاب مستقل.

ولكون هذا الكتاب من المراجع السهلة التي اعتمدها ويعتمدها المؤلفون لمعرفة تاريخ وفيات مشاهير الرجال من أبناء الأمة الإسلامية، وخصوصا العلماء منهم، فقد أفرده كثير من القارئين على حدة، وفصلوا بينه وبين شرف الطالب فصار كتاب مستقلا، وكتابا جديدا يضاف إلى قائمة تآليف ابن القنفذ كلما ذكر الباحثون هذه القائمة.

ورغم أن التراجم في هذا الكتاب قصيرة جدا، إلاّ أنه نال انتشارا كبيرا في الأواسط العلمية ونقل عنه عدد من كُتاب التراجم والسيّر، فالتنبكتي نقل عنه في [نيل الابتهاج] وابن مريم التلمساني  في [البستان] والحفناوي في [تعريف الخلف برجال السلف] والزركلي في [الأعلام] وغيرهم.

وقد طبع كتاب [الوفيات] لأول مرة بمدينة "كلكته" بالهند سنة 1911 بإشراف "مولوي محمد هدايت حسين" ، وتنقص هذه الطبعة عن المخطوطات الموجودة فصلا ذكر فيه ابن القنفذ تصانيفه، كما أنها تفتقر إلى تحقيق الأسماء وتصحيح أغلاط تواريخ الوفيات التي وقع فيها المؤلف.

وفي السنة 1939 قام الأستاذ "هنري بيريس" [H.Pérès] بنشر الوفيات مضيفا إليها قصيدة غرامي صحيح لابن فرج الاشبيلي، وثبتا بتآليف ابن القنفذ، وبعض الأبيات التي يحسن للطالب حفظها وهي من جمعه أيضا.

ورغم أن "بيريس" ذكر على الصفحة الأولى أنه (اعتنى بجمعها وتصحيحها وتعليقها)، إلاّ أن هذه المطبوعة خلت من أهم التصحيحات والتعليقات الضرورية، فالأغلاط في تواريخ الوفيات ظلت كما هي في المخطوطات وفي مطبوعة كلكته.

وحينما عزمت [يقول المحقق] على طبع الوفيات في سلسلة (المكتبة الجزائرية) اعتمدت في تحقيقه على مخطوطتين منه، إحداهما - وهي أجودها – حصلت عليها من مدينة تلمسان سنة 1963، ويرجع تاريخ نسخها إلى القرن التاسع الهجري، وقد كتبها إبراهيم بن قاسم بن سعيد بن محمد العقباني، والثانية حصلت عليها من مدينة قسنطينة، وليس فيها تاريخ كتابتها، وقد أنهكت الأرضة ورقها، وكنت عند التحقيق أعارض بين المخطوطتين ثم أعارض بينهما وبين مطبوعَتَيْ الهند ومصر لأعرف ما بينهما جميعا من وشائج، وقد اتضح لي أنه لا يوجد اختلاف بين المخطوطتين أو المطبوعتين يغير جوهر معنى الكلام.

وهكذا يخرج كتاب [الوفيات] إلى عالم المنشورات وفائدته أعظم وأنفع، بعد أن بذلت جهدي [يقول المحقق] في تصحيحه والتعليق عليه حتى جاء ضعف الكتاب الأصلي، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

عادل نويهض، رئيس مصلحة الصحافة والنشر (سابقا) في الجزائر.
 [بيروت 20 ذو الحجة 1390هـ – 15 شباط 1981م]

*.*.*

أعمال أخرى للمؤلف:

كتاب: أنس الفقير وعز الحقير.
كتاب: وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام.
كتاب: شرف الطالب في أسنى المطالب.
تكملة الموضوع

حمل كتاب الآداب المرضية لسالك طريق الصوفية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: الآداب المرضية لسالك طريق الصوفية.
- تصنيف: محمد بن أحمد البُوزيدي المستغانمي.
- مراجعة وتحقيق: د. عاصم إبراهيم الكيالي الحُسيني الشاذُلي الدرقاوي.
- الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان.
- رقم الطبعة: الأولى.
- تاريخ الإصدار: 2006م.
- حالة النسخة: مفهرسة [العناوين الرئيسية].

رابط التحميل


حول الكتاب:

كتاب تناول أهم الآداب التي يجب أن يتمتع بها السالك لطريق الصوفية، وذلك لبلوغ  وتحقيق مقام الإحسان، يقول الإمام العلامة ابن عجيبة رضي الله عنه في كتابه الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية:

قد رفضوا الآثامَ والعيوبا *** وطهَّروا الأبدانَ والقلوبا
وبلغوا حقيقة الإيمان *** وانتهجوا مناهج الإحسان

وهو المنهج أو الطريق الذي يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به سبحانه وتعالى، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأرجاس وتحليته  بذكر الله، أو ما يُسمى (بالتخلية والتحلية )، فبعلم التصوف يُتوصل إلى قطع عقبات النفس والتنزه عن أخلاقها المذمومة وصفاتها الخبيثة. 

وهذا المنهج استمد أصوله وفروعه من الكتاب والسنة النبوية واجتهاد العلماء، كعلم الفقه الذي له مذاهبه ومدارسه ومجتهديه وأئمته الذين شيدوا أركانه وقواعده جيلاً بعد جيل حتى جعلوه هو الآخر علما كغيره من العلوم الأخرى سموه بـ علم التصوف، أو علم التزكية، أو علم الأخلاق، فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده، ومن أشهر هذه الكتب: الحِكَم العطائية للإمام ابن عطاء الله السكندري وقواعد التصوف، للشيخ أحمد زروق، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، والرسالة القشيرية للإمام القشيري ...وغيرها.

وقد خص الإمام عبد الواحد ابن عاشر في منظومته الشهيرة [المرشد المعين للضروري من علوم الدين] فصلا كاملا عن التصوف سماه بـ "كِتَابُ مُبَادِىءِ التَّصَوُّفْ وَهَوَادِي التَّعَرُّفْ".

يقول رضي الله عنه:

وتَوْبَـةُ مـنْ كُلِّ  ذَنْـبِ  ِ يُجْتَرَمْ *** تَجِـبُ فَوْراَ َ مُطلقاَ َ وَهْيَ النَّـدَمْ
بِشَرْطِ الإقـلاعِ وَنَفْيِ الإصـرارْ *** وَلْـيَتَلاَفَ مُمْـكِناَ َ ذاَ استغفـارْ
وَحاصِـلُ التَّقْوى اجتنابُُ وامتثالْ *** في ظـاهِرِ ِ وبـاطنِ ِ بِذَا تُنالْ
فجاْءت الأقْسـامُ  حـقاَ ََ َ أرْبَعَـهْ *** وهـيَ للسّـالِكِ سُبْـلُ الْمَنْفَعَـهْ
يـَغُـضُّ عَيْنَيْهِ  عَـنِ الْمَحارِم ِ*** يَكُـفُّ سَمْـعَهُ  عَـن الْمآثِمِ
كَغـيبَةِ ِ  نَمـيمَةِ  ِ زورِِ ِ كَـذِبْ *** لسانُهُ   أحْـرىَ بِتَـرْكِ ما جُلِـبْ
يحْفَـظُ   بَـطْنَـهُ مِـنَ  الحـرامِ *** يَـتـرُكُ مـا شُـبِّـهَ  باهْتِمَـامِ
يَـحْفَظُ  فَرْجَـهُ وَيَتَّقي  الشَّهيـدْ *** في الْبَطْشِ والسَّعْيِ لِمَمْنوعِ ِ يُريـدْ
وَيُـوقِفُ الأمـورَ حـتَّى يَعْلَـمَا *** مـا اللهُ فيهِـنَّ بِـهِ قَـدْ حَكَـمَا
يُطهِّـرُ  الْقَـلْـبَ  مـنَ الرِّيَـاء *** وَحَـسَـدِ ِ عُـجْبِ ِ  وَكُـلِّ دَاءِ
وَاعْلَـمْ بِأنَّ أصْـلَ ذي الآفـاتِ *** حُـبُّ الرِّيـاسـةِ وَطـرْحُ الآتي
رَأْسُ  الخَـطَايا  هُوَ حُبُّ الْعاجِلَـهْ *** لَيْسَ الدَّوَا  إلاَّ في الاضْـطِرارِ لَـهْ
يَصْحَبُ شَيْخـََا عَارِفَ الْمَسالِكْ *** يَقيــهْ  في طـريقِـهِ  الْمَهَالِـكْ
يُذْكِــــرُهُ اللَّــهَ إذَا رَآهُ *** وَيُـوصِـلُ  الْعَبْـدَ  إلى  مَـوْلاهُ
يُحَاسِـبُ  النَّفْسَ عَلَى الأنفـاسِ *** وَيَـزِنُ  الْخاطِـرَ  بالقُسْطــاسِ
وَيَحْفَظُ  الْمَفْـروضَ رَأسَ الْمال *** والنَّفْــلُ رِبْحُهُ بِهِ  يُوَالِي
وَيُكْثِرُ الذِّكْـرَ  بِصَفْـوِ لُبّـــِهِ *** وَالْعَوْنُ  في جَميـعِ  ذَا بِرَبِّـــهِ
يُجاهِدُ النَّفْسَ لِرَبِّ الْعالَمينْ *** وَيَتَحَـلَّى   بِمَقَامـاتِ  الْيَقيــنْ
خَوْفُ ُ رَجَا شُكْرُ ُ وَصَبْرُ ُ تَوْبَــهْ *** زُهْدُ ُ  تَوَكُّـلُُ ُ رضَـا   مَحَبَّــهْ
يَصْدُقُ شَاهدَهُ في الْمُعامَلَهْ *** يَرْضَى بِـما قَـدَّرَهُ الإلَهُ لَـــهْ
يَصيرُ عِنْدَ ذَاكَ عَـارِفًَا بِــــهِ *** حُرََا وَغَيْرُهُ خَلاَ مِنْ قَلْبهِ
فَحَبَّهُ الإلهُ وَاصْطَفَاهُ *** لِحَضْرَةِ الْقُدُّوسِ وَاجْتَبَاهُ

ويقول الإمام عبد الوهاب الشعراني: «إن طريق القوم - أي الصوفية - محررة على الكتاب والسنة كتحرير الذهب والجوهر، فيحتاج سالكها إِلى ميزان شرعي في كل حركة وسكون».

*.*.*

ويليه ديوان العارف بالله سيدي محمد البوزيدي المستغانمي¹، ويليه ديوان "آيات المحبين في مقامات العارفين" للعارف بالله تعالى سيدي عدة بن تونس المستغانمي.

هوامش:

[¹] المستغانمي نسبة إلى مدينة مستغانم الجزائريّة، واحدة من أعرق المعالم في شمال أفريقيا، وهي المدينة العربية الوحيدة التي يمر بها خط غرينتش، وخط غرينتش هو خط افتراضي لحساب التوقيت، سمي بذلك لأنه يمر بمدينة غرينتش في لندن، وهو يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين شرقي وغربي، وهنالك 360 خط طول، 180 خطا شرق خط غرينتش، و180 خطا غربه.


تقع مستغانم غرب الجزائر، وتطل على البحر المتوسط، ويقال إنها أقرب مدينة جغرافيا من أوروبا، حيث لا تبعد إلا بنحو 150 كم عن الشواطئ الإسبانية.

ويعود تاريخ إنشاء مستغانم إلى العهد الروماني، وكانت تسمى «كارتينا»، وفي القرن الحادي عشر غير اسمها إلى موروستاغ، وفي 1516 أصبحت المدينة تحت سيطرة القائد البحري التركي الشهير خير الدين بربروس، الذي اتخذها مركزا لعملياته في البحر الأبيض المتوسط، وفي الوقت نفسه مرفأ تجاريا، وبحلول 1700 أصبحت المدينة تحت سيطرة العثمانيين، قبل أن تسقط عام 1832 في يد الاحتلال الفرنسي حتى استقلال الجزائر عام 1962.

وللإشارة، فقد ذكر العلامة والمؤرخ ابن خلدون مستغانم في كتابه «تاريخ ابن خلدون»، وفي فصل تحت عنوان «الخبر عن انتزاء الزعيم ابن مكن ببلد مستغانم». يذكر أن ابن خلدون كان قد أقام لفترة غير بعيد عن مستغانم بمنطقة فرندة (بولاية تيارات)، حيث كتب مقدمته الشهيرة.
تكملة الموضوع

حمل كتاب التاريخ المنصوري لأبو العيد دودو

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: التاريخ المنصوري.

[تلخيص الكشف والبيان في حوادث الزمان]

- تصنيف: أبي الفضائل محمد بن علي بن نظيف الحموي.
- تحقيق: الدكتور أبو العيد دودو – رحمه الله.
- مراجعة: الدكتور عدنان درويش.
- الناشر: مطبعة الحجاز / مطبوعات مجمع اللغة العربية - دمشق.
- تاريخ الإصدار: 1401هـ/1981م.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.


رابط التحميل



ترجمة الأستاذ الدكتور أبو العيد دودو.

واحد من بين أبرز المثقفين الجزائريين الذين عملوا في صمت على إنتاج ثقافة نوعية، فقد كتب القصة والمسرحية والأسطورة والدراسة النقدية والدراسة المقارنة وقصيدة النثر كما مارس الترجمة إلى العربية من أكثر من لغة كما ترجم إلى الألمانية بعض قصصه وقصائد عدد كبير من الشعراء الجزائريين المعاصرين.


مولده ونشأته:

ولد في 31/ 1/ 1934 بدوار تمنجر، وهو قرية صغيرة في بلدية العنصر، ولاية جيجل، بالجزائر وأدخله أبوه، وكان الوحيد بين إخوته، المدرسة القرآنية بالقرية نفسها، وقال عنه لأهله، رغم ظروفه المادية التعبة في ذلك الحين: "لن أخرجه من الجامع إلا إذا أخرجوه بعدي" وقد أخرج فعلاً من المدرسة القرآنية بعد أن انتقل والده إلى رحمة ربه عام 1937. ولم يرض ذلك أحد أقاربه وهو الشهيد أحمد دودو، فحرص على أن يواصل دراسته، ولما لم يوفق في ذلك في قريته، أخذه إلى منزله في مدينة قسنطينة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأدخله في البداية مدرسة قرآنية بحي" سيدي بو عنابة"، وألحقه كذلك بمدرسة ابتدائية خاصة، كان يديرها ويشرف عليها الشهيد الشيخ محمد الزاهي، وعندما فتح معهد عبد الحميد بن باديس، وكان منشأة من منشآت جمعية المسلمين الجزائريين، أبوابه في السنة الدراسية 1947- 1948، التحق به ودرس على أساتذة معروفين في الحركة الإصلاحية الجزائرية، أمثال الشيخ أحمد حماني والشيخ عبد الرحمن شيبان، حفظهما الله ومد في عمرهما، والمرحومين الشيخ العباس بن سيدي الحسين، والشيخ عبد القادر الباجوري، والشيخ عبد المجيد حبرش، وغيرهم، مدة أربع سنوات.

 وفي سنة 1951 انتقل إلى تونس لأداء امتحان الأهلية بتونس، لأن معهد عبد الحميد بن باديس كان فرعاً من جامع الزيتونة، وواصل دراسته بمكتب ابن عبد الله التابع لجامع الزيتونة، وسافر في السنة الموالية في بعثة إلى العراق، والتحق بدار المعلمين العالية في بغداد، ودرس أربع سنوات في قسم اللغة العربية، وتخرج منه عام 1956 حاملاً شهادة الليسانس في الأدب العربي.

وانتقل في السنة نفسها إلى النمسا، والتحق بقسم الدراسات الشرقية في جامعتها، ودرس الأدبين العربي والفارسي إضافة إلى العلوم الإسلامية وبقية المواد الإجبارية مثل الفلسفة وعلم النفس واللغات القديمة، اللاتينية على وجه الخصوص، وقدم رسالة عن المؤرخ السوري ابن نظيف الحموي دراسة وترجمة إلى الألمانية، ونال درجة الدكتوراه في شهر مارس عام 1961

واصل بعدئذ التدريس، الذي كان قد بدأه عام 1960، بالمعهد نفسه، إلى أن دعته جامعة كييل بألمانيا لتدريس العربية بالمعهد الشرقي، وقضى فيه ثلاث سنوات، وعاد مرة أخرى إلى فيينا بدعوة من جامعتها، فدرّس العربية أيضاً ونشر بعض الدراسات عن الأدب الجزائري باللغة الألمانية، وتلقى مرة أخرى دعوة من جامعة فرايبورغ للتدريس بمعهدها الشرقي، الذي كان يديره الأستاذ "هـ .ر. رومر"، ولكنه لم يتفق معه على شروط العمل ففضل بعدئذ العودة إلى وطنه في مطلع 1969، والالتحاق بالقسم العربي في جامعة الجزائر لتدريس مادة الأدب المقارن، وقد أشرف على إدارته في السنوات الماضية مدة إحدى عشرة سنة.

وقد شارك في عدة ملتقيات ومؤتمرات أدبية في الجزائر وفي بعض البلدان العربية، كما قام بعدة رحلات في الوطن العربي وبعض البلدان الأوربية والآسيوية، من بينها الاتحاد السوفياتي السابق والصين، وقد كتب القصة والمسرحية والدراسات النقدية والمقارنة وقصيدة النثر والمذكرات الذاتية، وبدأ منذ نحو سنة تقريباً، أي منذ جوان 1993 بعد بلوغه سن الستين، يكتب ويقرزم الشعر العمودي أيضاً، ولديه منه الآن ما يكون ديواناً صغيراً متواضعاً، وله إلى ذلك عدة ترجمات أدبية وشعرية وتاريخية وغيرها. 

مؤلفاته:

يعد أبو العيد دود من ابرز المثقفين الجزائريين الذين عملوا في صمت على إنتاج ثقافة نوعية، فقد كتب القصة والمسرحية والأسطورة، الدراسة النقدية و الدراسة المعاصرة بالإضافة لقصيدة النثر، كما مارس الترجمة إلى العربية من العديد من اللغات، وترجم إلى الألمانية بعض قصصه وقصائد عدد كبير من الشعراء الجزائريين.

الأعمال الإبداعية:

آ- القصص:


1- بحيرة الزيتون ط1 ط2 1967 ط3 1984 ط4 1992.
2- دار الثلاثة ط1 1971 ط2 1979.
3- الطريق الفضي ط1 1981.
4- صور سلوكية ج2 ط1 1985.
5- صور سلوكية ج1 ط1 1985.
6- من أعماق الجزائر ط1 1993.
7- الطعام والعيون (مخطوطة).

ب- الدراسات:

1- التراب ط1 1968.
2- البشير ط1 1981.

ج- الدراسات:


1- كتب وشخصيات ط1 1971.
2- الجزائر في مؤلفات الرحلين الألمان ط1 1975 ط2 1990.
3- دراسات أدبية مقارنة ط1 1990.
4- من وراء الحدود دراسات في الأدب العالمي (مخطوط).

د- الأعمال المترجمة:

1- مذكرات بفايفر 1994.
2- ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا 3 أجزاء 67- 1980.
3- مدخنو الحشيش (رواية) 1971.
4- قسنطينة أيام أحمد باي. 1976.
5- حديقة الحب (مسرحية للوركا) 1976.
6- الضيف الحجري (لبوشكين) 1976.
7- مسرحية بادن (لبريخت) 1976.
8- الهروب إلى الله (لتسفايغ) 1976.
9- العاصر الأول (لتولستوي) 1977.
10- الشاعر وقصيدته 1981.
11- الإنسان الطيب (لبريخت) نشر في المجاهد 1963.
12- الجزائر حكومة وشعباً نشر مسلسلاً في الشعب 1992.
13- الزوجان الجديدان ليبورنستييرنه مسلسلاً في الشعب 1992.

هـ- الترجمات المخطوطة:

1- والنور يسطع في الظلام لتولستوي.
2- صافو لفرانس غريلبارتسر.
3- الطب الشعبي في الجزائر إبان الاحتلال لشونبيرغ
4- العمل الفني اللغوي لفوفغانغ كايزر
5- الأمير عبد القادر لكارل يوهان بيرت
6- بريخت في بعض قصصه وأشعاره القصصية.
7- غوته في أجمل أشعاره وقصائده القصصية.
8- من قصص تشيخوف.

و- التحقيق:

- التاريخ المنصوري دمشق 1982 الجزائر 1990.

لقد صدرت هذه الكتب كلها عن الشركة الوطنية باستثناء كتاب من أعماق الجزائر، الذي صدر عن دار الأمة، وهناك مقالات وترجمات وقصص عديدة بالعربية وبالألمانية لم تجمع بعد في كتاب، وللكاتب إضافة إلى ذلك مذكرات، تتجاوز ألفي صفحة لم ينشر منها إلا قسم ضئيل جداً في صحيفة المجاهد الأسبوعي والشروق الثقافي وصحف أخرى، وهي تتضمن أشعاراً منثورة موضوعة، وأشعاراً أخرى مترجمة من لغات مختلفة، ومنها قصائد من الأدبين الصيني والهندي، كما تتضمن مجموعة من خرافات الناقد الألماني "فولفرام ليسينغ"، إلا أن القسم الأكبر من هذه المذكرات يتصل الربع الأول من الدفتر الأول بحياة المؤلف في المهجر بينما يتصل المتبقي منها بحياته إضافة إلى ما كتبه منها خلال رحلاته خارج الوطن، وللمؤلف مقطوعات شعرية قد تشكل ديواناً صغيراً، اختار له عنوان "وجدانيات" وقد بدأ في كتابة هذه المقطوعات الشعرية، التي تتراوح بين بيتين وخمسة عشر بيتاً، عندما بلغ الستين من عمره.

وفاته:

توفي أبو العيد دودو يوم :16/01/2004 بأحد مستشفيات العاصمة، بعد أن أبدع وترك أثرا كبيرا في اللغة العربية ناهيك عن كونه قدوة حسنة لكثير من الأشخاص، عن عمر ناهز السبعين عاما، قضى أكثر من نصفها في صراع مرير مع مرض القلب... رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.

*.*.*

للترجمة مصادرها ومراجعها.
تكملة الموضوع

حمل كتاب مفاتيح فصوص الحكم

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

- كتاب: مفاتيح فصوص الحكم.
- تصنيف: الأستاذ الدكتور/ عبد الباقي مفتاح.
- الناشر: دار القبة الزرقاء للنشر – مراكش.
- تاريخ الإصدار: 1997.
- رقم الطبعة: 1.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


المؤلف في سطور:


د.عبد الباقي مفتاح أستاذ وباحث أكاديمي جزائري في العلوم الفيزيائية من ولاية الوادي، متخصص في التصوف، عضو المكتب الوطني لمؤسسة الأمير عيد القادر، له العديد من المشاركات والبحوث والتآليف في التربية الروحية والطرق الصوفية، وعدة كتب حول الشيخ محيي الدين  ابن عربي بعضها مترجم إلى لغات أخرى، كَتَبَ العديد من المقالات حول تصوف الأمير عبد القادر الجزائري، وحقق كتابه "المواقف"، كما ترجم بعض الكتب من الفرنسية إلى العربية.

من أهم مؤلفاته:

- بحوث حول كتب ومفاهيم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي.
- الشرح القرآني لكتاب مشاهد الأسرار القدسية للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي.
- المفاتيح الوجودية والقرآنية لكتاب فصوص الحكم لابن عربي.
- ختم القرآن محيي الدين ابن عربي.
- أضواء على الشيخ عبد القادر الجيلاني وانتشار طريقته.
- أضواء على الطريقة الرحمانية الخلوتية.
- كتاب الاسم الأعظم.
- المفاتيح الوجودية والقرآنية لكتاب فصوص الحكم لابن عربي.
- أضواء على الشيخ أحمد التجاني وأتباعه.
- مفاتيح فصوص الحكم لابن عربي [وهو كتابنا اليوم]

*.*.*

أعمال أخرى للمؤلف:

كتاب: أضواء على الشيخ أحمد التجاني وأتباعه.
كتاب: بحوث حول كتب ومفاهيم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي.
تكملة الموضوع

حمل كتاب سوسيولوجية الهجرة الجزائرية في تاريخ الماضي والحاضر

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: سوسيولوجية الهجرة الجزائرية في تاريخ الماضي والحاضر.

[أعمال الملتقى العلمي الأول ماي 2008]

- إشراف: أ.د. كمال فيلالي.
- الناشر: مخبر الدراسات والأبحاث الاجتماعية والتاريخية حول الرحلة والهجرة.
- المصدر: جامعة منتوري - قسنطينة، الجزائر.
- تاريخ الإصدار: جوان 2009م.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل


المحتويات:

الهجرة العلمية والطلابية إلى قسنطينة في عهد عبد الكريم الفكون.
الأسرى الجزائريون في أوروبا في العهد العثماني من هلال المصادر المحلية.
دوافع الهجرة الدينية والعلمية من الجزائر في العهد العثماني.
الإنكشارية في الجزائر بين الهجرة والتهجير.
هجرة الجزائريين إلى المشرق العربي بين السياسة والدين.
مصادر التاريخ الاجتماعي وتاريخ الهجرة في الجزائر من القرن 18 إلى القرن 20م.
المهاجرون في المدينة وشبكة الاتصال الحضري.
المهاجرون في أسبانيا اعتبارات نظرية ونماذج دراسية.
خصائص الهجرة الداخلية في الجزائر.
تكملة الموضوع

ترجمة الشيخ العلامة الإمام الحافظ محمد بابا اعمر البليدي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


الشيخ العلامة الإمام  الحافظ محمد بابا اعمر البليدي (1893- 1976م)

هو الشيخ الإمام، الحافظ المجود الجامع، شيخ الإقراء والمقرئين اللامع، من حظي بالقبول التام القارئ والسامع، العالم العامل، القدوة، فقيه القراء ومسند المقرئين العلامة مقرئ أهل الجزائر، الفقيه، المحدث محمد بابا عمر بن الحاج مصطفى رحمه الله تعالى، إحدى شخصيات القرن العشرين البارزة في الميدانين الديني والمعرفي بل والأخلاقي، وان مزاياه الحميدة المتمثلة في معرفـته الواسعة للعلوم الإسلامية وتضلعه في الإفتاء وكرم شمائله وخصاله الإنسانية السامية وتواضعه المطلق سمات جعلت منه الأب الروحي والأستاذ الفكري الموجه لدى الأجيال المتعاقبة وذهبت بصيته إلى ما بعد حدود بلاد الجزائر.

مولده و طلبه للعلم:

ولد الشيخ محمد بابا عمر بن الحاج مصطفى بمدينة البليدة في الخامس من شهر أوت سنة 1893م وتابع دراسته على الطريقة التقليدية في جامع ابن سعدون بالبليدة حيث تحصل على أول إجازاته في القراءات السبع قراءة وإقراء منحها إياه العلامة المغربي خادم الحديث النبوي محمد عبد الحي الكتاني الحسني الإدريسي الفاسي وكان سنه آنذاك دون الثلاثين، فكان إماما  بلا مدافعة  في القراءات.

فكان الشيخ كالأترج مصداق قول النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القران مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر.

وقارئه المرضي قرّ مثاله *** كالا ترج حاليه مريحا وموكلا
هو المرتضى أما إذا كان أمّة *** ومّيه ظلّ الرزانة قنقلا

قال صلى الله عليه وسلم: [من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت].

وتلت هذه الإجازة إجازات أخرى هي :

   إجازة في جميع التصانيف العلمية المتداولة في جميع الديار والأقطار( نظم ابن عاشر، رسالة ابن أبي زيد القيرواني متن مختصر خليل، ومتن الأجرومية ، متن قطر الندى وبل الصدى صغرى الإمام السنوسي، نظم السلم في المنطق)... إلخ سلمها له السيد قدور أحمد بن الحاج العربي المفتي المالكي بمحروسة البليدة.

-    إجازة في الحديث النبوي الشريف سلمها له الشيخ سيدي قدور الأمين الإمام الأول في الجامع الأعظم بالجزائر.

-    إجازة منحها إياه فضيلة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور التونسي الحسني في رواية الحديث النبوي فيما ثبت له روايته من الكتب الحديثية وكتب العلوم الشرعية والأدبية.

وقد كان الشيخ يفتتح رواية البخاري بالسند المتصل كالتالي : بالسند المتصل بإجازة من شيخنا المرحوم سيدي قدور الأمين عن الأستاذ المرحوم سيدي محمد ابن أبي قندورة عن علامة الجزائر ومفتي المالكية سيدي عبد الرحمن بن الحفاف عن شيخه العلامة المحدث قاضي الجزائر ثم مفتيها المرحوم سيدي أحمد ابن الكاهية بسند مذكور رجاله مصرح بهم إلى عبد الله سيدي محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي رضي الله عنه وعن الحميدي عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحيى ابن سعيد الأنصاري قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [إنما الأعمال بالنيات]... إلى آخر الحديث، وكان الشيخ محمد بابا عمر أحد المتخصصين في المتميزين في قراءات القرآن وترتيله وتجويده وكان ذلك من أسباب ذيوع صيته في العالم الإسلامي واستقطاب اهتمام مشاهير علمائه.

تدرجه في عدة مهام

وقد عينته وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية للمشاركة عدة مرات في ملتقيات قراءات القرآن، حيث ترأس غير مرة مسابقات تجويد القرآن الكريم، كما كلفته الوزارة نفسها بتدريس القراءات القرآنية في معاهد تكوين الأئمة. وقد أطلق اسمه منذ بضع سنين على دفعة من الأئمة المتخرجين [دفعة الشيخ نحمد بابا عم] تكريما لذكراه وعرفانا بمجهوداته الجبارة ودوره الفعال في تكوين الأئمة وتوجيههم، وفضلا على كل هذا فقد كان رجل فقه قدير يرجع إليه في جميع الأحوال والمناسبات، ومن أبرز مميزاته شدة ورعه والتي دفعت به إلى أن يهب حياته لخدمة الدين الإسلامي الحنيف ونشر مبادئه في مختلف الأوسط الاجتماعية والثقافية.

وقد تدرج قيد حياته عدة مهام هي:

-    تم تعيينه حزّابا بمسجد البليدة سنة 1919م
-    ثم عين إماما بمسجد القبة سنة 1925م حاليا يسمى المسجد العتيق.
-    عين إماما بالجامع الجديد بالجزائر العاصمة سنة 1940م
-    ثم عين مفتي الديار الجزائرية في الجامع الأعظم بالجزائر العاصمة ابتداء من سنة 1941م.

بالإضافة إلى مختلف المهام التي قام بها في المساجد كان يضطلع بتدريس الحديث النبوي الشريف في معهد الدراسات الإسلامية العليا التابع للتعليم العالي الرسمي الكائن مقره آنذاك في قصر الشتاء جوار جامع كتشاوة بالجزائرالعاصمة، وتجدر الإشارة من جهة أخرى إلى أن الشيخ محمد بابا عمر كان مولعا بالموسيقى الأندلسية الجزائرية مطلعا اطلاعا واسعا على أصولها وأنواعها ومقاماتها وقد ساعدته هذه المعرفة على إتقان التجويد وإعطائه طابعا متميزا، وكان ذا صوت حسن.

نشاطه الثوري:

وفضلا على كل هذا فقد عرف الشيخ طوال حياته وخاصة أثناء حرب التحرير بنضاله الحثيث من أجل إعلاء شأن الدين الإسلامي والمحافظة على العقيدة والإيمان وبمواقفه المشرفة من هذه الثورة المباركة.
فقد فتح أبواب الجامع الأعظم على مصراعيه أمام مناضلي الثورة التحريرية كما قام بإيوائهم في مكتبه بل كان أيضا يقوم بإخفاء أسلحتهم والأدوية الموجهة إليهم فيه مما جعله محل تفتيش من قبل السلطات الفرنسية.

ونذكر في هذا السياق الرسالة المفتوحة المشرفة التي وجهها الشيخ محمد بابا عمر للسلطات الفرنسية بتوقيعه وتوقيع عدد آخر من العلماء منددا بالقمع الفرنسي في الجزائر والانتهاكات المرتكبة ضد الشعب الجزائري مبينا فيها على الخصوص بأن الحل الوحيد لإنهاء حرب الجزائر هو التفاوض مع جبهة التحرير الوطني. وقد أثار هذا التصريح الذي نشر في الجزائر وفرنسا وتونس والمغرب جدلا كبيرا في الأوسط السياسية الفرنسية والدولية وقد ورد في جويت لوموند بتاريخ 14-11-1956م.

وقل كانت معارضة الشيخ شديدة لمحاولة إدخال إصلاحات مزعومة على النصوص القانونية المتعلقة بوضعية المرأة المسلمة الجزائرية، وقد دامت أكثر من سبعة أشهر وتوجت أخيرا بتصريح أدلى به في جريدة " لوجورنل دا لجي " الصادر في 8 - 9 فبراير 1959 (أي في خضم حرب التحرير) ونشر المقال في ثلاثة أعمدة من الصفحة الأولى قال فيه إن كل محاولة إدخال أي إصلاح على قانون ?المرأة المسلمة الجزائرية تبوء بالفشل إذا كانت مخالفة لمبادئ الشريعة الإسلامية.

وقد جاء تصريحه ردا على السلطات الفرنسية التي كانت على وشك إصدار قوانين "عصرية" جديدة مستمدة من التشريع الفرنسي بشأن الأحوال الشخصية الخاصة بالأسرة الجزائرية المسلمة.
كما صرح الشيخ في أوت 1958 للجنرال ديغول الذي خصه باستقبال في قصر الإليزي بباريس بدعوة خاصة منه قائلا: [إن الحل الوحيد لإيقاف الحرب في الجزائر هو فتح مفاوضات مع ممثلي جبهة التحرير الوطني].

وفاته:

انتقل الشيخ بعد حياة حافلة بالجهاد إل جوار ربه يوم عيد الأضحى سنة 1976 ودفن بمقبرة سيدي امحمد في اليوم الموالي أي الجمعة المصادف للثالث من شهر ديسمبر، رحمه الله وطيب ثراه وقدس سره وجزاه الله على ما قدم للإسلام خير الجزاء ولطف به وبنا، آمين.

للترجمة مصادرها ومراجعها
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |