بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
- توطئة:
من علماء الجزائر كانت حياته كلها كفاحا متواصلا و جهادا مضنيا في سبيل طلب العلم و المعرفة و الدفاع عن دين الله تعالى و نشر الإسلام الصحيح، نذر حياته لخدمة الوطن بالفكر والقلم واللسان فكان قبسا من أقباس الهداية التي أضاءت الطريق للأجيال نحو حياة العزة و الكرامة.
- اسمه و مولده و أسرته:
هو محمد الرزقي بن محمد وعلي، أمه ثسعذيث، ينحدر من عائلة ابن القاضي التي كانت تحكم إمارة كوكو بجبال جرجرة.
و لد سنة 1302 هـ / 1880 م بقرية "شرفاء بهلول" التي ينسب إليها، و هي قرية تقع على بعد ثلاثة أميال من مدينة عزازقة، ولاية تيزي وزو، وهي قرية الولي الصالح: "بهلول بن عاصم"، و بها زاوية عامرة تنسب إلى هذا الولي، تعنى بتحفيظ القرآن الكريم و تدريس الفقه و علوم اللسان ...
ولد لأسرة تمتهن الفلاحة، لم يعرف عنها حظ كبير من الغنى والسعة لكنها كانت تهتم بتربية نشئها تربية إسلامية أساسها حفظ القرآن الكريم، و هو ما تسنى له لما بلغ سن التمييز، وكان ذلك في زاوية شرفاء بهلول، انتقل بعدها إلى زاوية أحمد الإدريسي البجائي بإيلولة فانتظم في سلك طلبتها وأتقن القرآن الكريم حفظا ورسما وتجويدا، ثم انتقل إلى زاوية سيدي عمرو بن الحاج بقرية بني يجر، فتعلم فيها النحو و الفقه و التوحيد و مبادئ اللغة العربية والحساب.
انتقل بعدها إلى الجزائر العاصمة ليدرس بالمدرسة الثعالبية التي كان فيها العالم الجليل الشيخ عبد القادر المجاوي مدرسا، فواظب الشيخ الشرفاوي على دروسه، كما درس عليه سنتين خارج المدرسة، و قد نال إعجاب شيخه إذ كان مثالا للجد و النشاط و السلوك القويم، ما جعل شيخه يتنبأ له بمستقبل علمي زاهر.
- رحلته إلى مصر:
تأثر الشيخ الشرفاوي أيما تأثر بما كان يسمعه من ثناء أساتذته عن فضل الأزهر الشريف ومشاهير أهل العلم الذين تخرجوا منه، فتمنى أن يلتحق به ليتخرج منه و يحرز شهادة العالمية، وهو الأمر الذي شجعه عليه الشيخ المجاوي، و مما أوصاه به في هذا الصدد:
"أوصيك بوصية أجمع لك فيها علم العلماء و حكمة الحكماء، فعض عليها بالنواجذ: أحسن الظن بالله و اتقه في السر و العلانية، و تسلح بالصبر، فأنت المنتصر، والرجل يصهره القدر في بوتقة المحن و الخطوب، ولكنه ينكشف عن ذهب خالص"[1]، ثم تلا قوله تعالى: "و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا و سعة و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله و كان الله غفورا رحيما"[2].
سافر الشيخ الشرفاوي على ظهر باخرة معدة لنقل الحيوانات في رحلة شاقة و مضنية كاد يهلك فيها، و لم يصل إلى الإسكندرية إلا بعد أن لاقى من المصاعب ما أنهك قواه و ألزمه الفراش أياما.
انخرط الشيخ الشرفاوي في الأزهر الشريف وبدأ الدراسة بعزيمة قوية و تصميم على المضي قدما في الطريق الذي رسمه لنفسه مهما كان شاقا و مضنيا.
التزم الشيخ الشرفاوي بعهد قطعه على نفسه بأن لا يكاتب أهله ولا يقرأ رسالة ترد عليه منهم حتى ينتهي من دراسته، كان ذلك خشية أن يكون في تلك الرسائل ما يثير حنينه إليهم، و يشغله عن مواصلة الدراسة، فقضى قرابة أربعة عشر سنة دون أن يقرأ رسالة واحدة من الرسائل التي وردت عليه من الجزائر.
و لم يفتح رزمة الرسائل التي اجتمعت لديه طيلة كل هذه السنوات إلا عندما أنهى دراسته وأحرز على شهادة العالمية، و كم كان وقع المصيبة شديدا عليه لما وجد إحدى تلك الرسائل تنعي إليه أباه، وأخرى تنعي إليه والدته و ثالثة تنعي أخته، و رابعة تنعي إخوته الثلاثة، وهو الذي تردد طويلا في قراءة تلك الرسائل من عدمه خوفا من الصدمة النفسية لكنه في الأخير استجمع قواه و قرر قراءتها فكانت الفاجعة، فهؤلاء الأهل و إن ماتوا في فترات متقاربة إلا أنهم بالنسبة له ماتوا في وقت واحد.
- شيوخ الشيخ الشرفاوي في الأزهر الشريف:
درس الشيخ الشرفاوي على يد ثلة من علماء الأزهر، وقد تأثر باثنين منهم أشد التأثر، و هما:
1.الإمام الفقيه العالم الموسوعي الشيخ: محمد بخيت المطيعي الحنفي الذي كان يلقب بالأستاذ الأكبر (1271 هـ/ 1354 هـ )، قضى ما يزيد عن ستين عاما في التدريس، شغل منصب قاضي مصر، ثم مفتيها.
و من مناقبه التي يذكرها الشيخ الشرفاوي كثيرا في كل مرة يذكره فيها: سعة علمه، عمق إدراكه، بعد نظره وتفانيه في خدمة العلم و محبيه، وهو الذي كان يقول أنه أخذ عن شيخه زيادة عن العلم حسن استغلال الوقت والحرص عليه ... فقد كان يرى في شيخه أنموذجا حيا لتمديد الوقت و تطويله وإن كان قصيرا، لقد تأثر الشيخ الشرفاوي بالشيخ بخيت من حيث مناحيه الفكرية و طريقته في البحث و المناظرة وتأصيل القواعد وتفريع الأصول واستنباط الأحكام من الأدلة الشرعية و نظرته إلى ضعف المسلمين و انحطاطهم و علل تأخرهم عن الركب.
- من مؤلفاته:
- إرشاد الأمة إلى أحكام أهل الذمة.
- أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدع من الأحكام.
- حسن البيان في دفع ما ورد من الشبه على القرآن.
- الكلمات الحسان في الأحرف السبعة وجمع القرآن.
- القول المفيد في علم التوحيد.
و غيرها ...
2.العلامة الأستاذ: يوسف الدجوي ( 1870م/ 1946 م ) من هيئة كبار علماء الأزهر، و المحرر في مجلة نور الإسلام، كف بصره و هو صغير، و رغم ذلك فقد جد في طلب العلوم و المعارف حتى صار قمة شامخة في المعقولات و المنقولات، من مؤلفاته:
- رسائل السلام و وسائل الإسلام.
- الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف في الكتاب الشريف.
- تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين.
- الرد على كتاب الإسلام و أصول الحكم لمصطفى عبد الرزاق.
و مما كان يرويه عنه الشيخ الشرفاوي حرصه الشديد على التحدث بالعربية الفصحى، فالأمة العربية فريدة بشخصيتها التي لا سبيل إلى التعرف عليها إلا بواسطة هذه اللغة، و أن دراستها خير السبل لمعرفة الشخصية العربية، والتمييز بين الأصيل و الدخيل.
لقد تأثر الشيخ الشرفاوي بالشيخ الدجوي من حيث نزعته السلفية في العقائد ثم التنسك و التصوف، كما تأثر بأسلوبه في الدرس و المحاضرة، كما أخذ عنه طريقته في الدعوة إلى الله تعالى و منهجه في التفكير في أحوال المسلمين وأوضاعهم.[3]
- إحراز الشيخ الشرفاوي على شهادة العالمية:
بعد كد و كدح في سبيل العلم، و بعد مكابدة المتاعب و المشاق نال الشيخ الشرفاوي شهادة العالمية وأجيز إجازة عامة في التدريس و التعليم سنة: 1339هـ الموافق لـ: 1921م و هو النجاح الذي احتفى به الطلبة المغاربة و فرحوا به نظرا لما عرف عن الشيخ الشرفاوي من الجد والنشاط والمعاناة والحرمان وما تحلى به من الأخلاق الحميدة.
بعد تخرجه زاول الشيخ الشرفاوي التدريس في الأزهر، و أخذ يبحث و يكتب و يفيد بفكره و قلمه طوال أحد عشر سنة، كما كان يتردد على المكتبات العامة بالقاهرة، يعكف على المطالعة و دراسة التراث الإسلامي والعربي، ويشارك بين الفينة و الأخرى في كتابة مقالات في مجلة الأزهر وغيرها.
- عودته إلى الجزائر:
بعد أن أدى مناسك الحج سنة: 1351هـ/ 1933م هاجت أشواقه إلى الجزائر و حن إليها، إنه تحول مفاجئ لم يعلله الشيخ الشرفاوي بأية علة.
صارح الشيخ الشرفاوي زوجته و أطلعها برغبته في العودة إلى الوطن و خيرها بين مجيئها معه و بقائها مع عائلتها، و اختارت مصاحبته لكن ضغوط عائلتها حالت دون ذلك، فطلقها الشيخ الشرفاوي وهو غير راض بذلك.
أرسل الشيخ الشرفاوي رسالة إلى أهله يعلمهم باعتزامه العودة إلى الجزائر بصفه نهائية، فكان ذلك بالنسبة لهم وسام شرفهم و عنوان مجدهم، فجمعوا له مبلغا من المال و بعثوا به إليه ليستعين به على عودته.
ما إن وصلت الباخرة التي أقلت الشيخ الشرفاوي، وما إن نزل بميناء العاصمة حتى وجد في استقباله جمعا غفيرا من العلماء و طلبة العلم والأعيان والأقارب في مقدمتهم أحمد بن زكري مدير المدرسة الثعالبية والشيخ الطيب وعماره شيخ زاوية احمد الإدريسي البجائي.
أقام الشيخ الشرفاوي بفندق "قصر الشتاء" بساحة الشهداء، و هناك اجتمع بالعالمين الجليلين الأستاذ عبد الحميد بن باديس و الشيخ الطيب العقبي، وهناك تحدث الشيوخ حول الحركة الإصلاحية بالجزائر ووسائل تحرير العقول من قيود الجهل و الخروج بها إلى نور العلم و المعرفة وما ينبغي اتخاذه في المستقبل حتى تعم النهضة الإصلاحية كافة أرجاء الوطن.
عرض الإمام عبد الحميد بن باديس على الشيخ الشرفاوي العمل معه في صف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والإقامة في العاصمة حتى يتسنى له القيام بواجبه في الإصلاح والتعليم، لكنه اعتذر له، وأكد له بأنه سينهض بواجبه الإصلاحي على أكمل وجه، لكن ذلك سيكون في إحدى المناطق الريفية المحرومة من نور العلم والتي تسود بها البدع و الخرافات و تعاني من دسائس المبشرين ...
واكتفى الشيخ الشرفاوي بإمداد صحف جمعية العلماء بالمقالات و البحوث، و لقاء زملائه العلماء من حين لأخر للتشاور و تبادل الرأي.
قضى الشيخ الشرفاوي بالعاصمة بضعة أيام، ثم اصطحبه وفد من قرية شرفاء بهلول إلى مسقط رأسه وهناك استقبل بحفاوة، و سكن بزاوية القرية إلى أن شيد منزله.
- تدريس الشيخ الشرفاوي بالمعهد اليلولي:
اختار الشيخ الشرفاوي التدريس بالمعهد اليلولي لمميزاته الكثيرة و لكثرة طلبته واستقلال نظامه وحرية أساتذته في التعليم ...
بدأ الشيخ التدريس بالمعهد بعد بضعة أشهر من عودته من مصر، وقد بلغ الأمر ببعض الطلبة القدامى الذين أنهوا دراستهم و أخذوا يباشرون أعمالا مختلفة في مناطقهم -بعد أن سمعوا به- أن عادوا إلى المعهد للدراسة على يد الشيخ.
وكانت الدروس التي برمجها في تلك السنة و التي ظل على اغلبها طوال إقامته بالمعهد لمدة عشر سنين هي:
- التفسير و كان يعتمد على تفسير "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" لمؤلِّفه محمود الآلوسي البغدادي، إذ رأى فيه تفسيراً جامعاً لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية.
- الحديث الشريف و كان يدرسه من "سبل السلام، شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام" لمحمد بن إسماعيل الصنعاني ، (ت 1182هـ).
- الفقه "بمتن الشيخ خليل" و "شرح الخرشي": و الذي ختمه الشيخ الشرفاوي يوم الأحد 14 ربيع الثاني 1352هـ الموافق لـ: 18 جوان 1938م، و الذي أقام المعهد حفلا تاريخيا بمناسبته.
- علوم اللغة العربية من بلاغة و نحو وصرف.
- الرياضيات و الحساب و المنطق و التاريخ.
لقد كان الشيخ يقوم بهذه الدروس كلها وحده، فيبدأ بالحديث إثر صلاة الصبح، و ينتهي بعد صلاة العشاء بدرس الفقه، تتخللها استقبالات السائلين و المفتين من الطلبة و المواطنين.
عرف عن الشيخ الشرفاوي انضباطه و حرصه على أوقات الدروس، فكثيرا ما يزوره شخص ذو قيمة علمية أو مكانة اجتماعية فيترك الشيخ للزائر من يؤنسه و يستعد هو للدرس أو يدخل إلى القاعة.
و قد ذكر الشيخ المهدي البوعبدلى – رحمه الله – أنه جاءه زائرا مع أحد القضاة و كان وقت الدرس قد آن، فرحب بهما ثم اعتذر منهما و أقبل على درسه تاركا معهما احد الطلبة الكبار.
كان الشيخ الشرفاوي يندد بالاستعمار الفرنسي و يهاجم أذنابه، فكان مما شاع عنه:
"إنني لا أخاف من المستعمرين الفرنسيي كما أخاف من هؤلاء الخونة الذين باعوا دينهم ووطنهم بأبخس الأثمان"
و قوله أيضا: "إن الاستعمار مرض عضال لا دواء له إلا استئصاله، و قد يصعب على من تعود عليه أن يسمع أن هذا المرض العضال سيزول و تشفى منه الجزائر، ولكن من يعيش منكم سيرى".
و قوله أيضا: "ليس هناك طريق إلى الحرية سوى القوة و ليس هناك طريق إلى الحياة سوى الموت و لن يريحنا من الاستعمار إلا الانفجار".
جعلت مواقفه هذه السلطات الفرنسية المحلية تضيق الخناق عليه، لكن في كل مرة كان صديقه الأستاذ أحمد بن زكري – رحمه الله – مدير المدرسة الثعالبية، يدافع عنه لما له من مكانة عند السلطات الفرنسية نظرا للمنصب المرموق والمنزلة العلمية اللتان يتمتع بهما.
و مما يذكر عنه أن وفدا متكون من محافظ ولاية تيزي وزو وأعوانه قاموا بزيارة المعهد اليلولي في أوائل الأربعينات، و طلب منه أن يعد كلمة مكتوبة ترحب بالضيوف و تنوه بفضائل الحاكم على المعهد: فيها اعتراف بالجميل و اتقاء للشر و ضمان لقضاء مطالب المعهد لدى الدولة الفرنسية في المستقبل، فما كان من الشيخ إلا أن ألقى كلمة ارتجالية رحب فيها بالحاكم و رفقائه، و تحدث فيها عن عظمة الإسلام و عن الحضارة الإسلامية و ذكر أن الإنسان لم يعرف العدالة و المساواة الحقة إلا في الإسلام و أن شمسه ستظل تنير الكون لأنها شمس الله، مستشهدا بقوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون".، فتم للشيخ ما أراده من ترحيب مفروض عليه بكلمة ارتجالية انتهزها فرصة للإشادة بالإسلام و بعظمته و بأنه الدين الوحيد الذي علم الإنسانية معاني الحرية و العدل و المساواة.
- مؤلفاته:
ألف الشيخ الشرفاوي كتبا قيمة في مختلف الفنون، لكن معظمها ضاع خلال الثورة التحريرية، فمنها ما أتلفه الجنود الفرنسيون و منها ما نهبه الناهبون، و في ما يلي تآليفه:
1.كتاب "الخلاصة المختارة في فضلاء زواوة":
و هو كتاب ضم تراجم لعلماء زواوة و مشاهيرها، رتب المؤلف التراجم على حروف الهجاء و أورد فيها أخبارا ونوادر و مواقف.
2.كتاب "إرشاد الطلاب إلى ما في الآيات من الإعراب":
وهو كتاب يعنى بالقرآن الكريم من حيث اللغة و الإعراب، فهو يشرح الكلمة الغامضة ثم يعربها أو يعرب كامل الجملة مع إيراد ما يوافق ذلك من كلام العرب الفصيح ...
3.كتاب "الدروس الإنشائية لطلبة زوايا الزواوية":
و هو كتاب ألفه الشيخ الشرفاوي من ما كتبه من الدروس حين تلقى هذا العلم عن مشايخه بالأزهر الشريف مضافا إليها الدروس التي ألقاها على طلبته بالمعهد اليلولي، عرف فيه الإنشاء و تحدث عن الأسلوب الإنشائي و الأغراض الكلامية و الشعر و النثر و ألحقه مجموعة من رسائل البلغاء لينسخ القارئ على منوالها في الكتابة.
4.كتاب "بغية الطلاب في علم الآداب"
هو كتاب يعرف الأدب بأنه ثمرة من ثمار قريحة الإنسان و عقله و نفسه، كما تحدث فيه عن تأثير البيئة في الأديب كما تحدث عن عصور الأدب العربي و قدم رسومها و حدودها ...
5."الرسالة الفتحية في الأعمال الجيبية":
و هي رسالة في العمل بالربع المجيب، لم ترد تفاصيل عنه لأن الكتاب مفقود.
- مقالاته:
يتعذر استقصاء ما نشره الشيخ الشرفاوي في الصحف المصرية أو الجزائرية و ذلك لقلة المراجع، و نقتصر في هذا المقام على ذكر البعض منها:
-جريدة الصديق: كتب فيها عدة مقالات تحت عنوان: "أسباب الرقي"، إحداها منشور بتاريخ 25 جويلية 1921م.
-جريدة البصائر: نشر فيها سلسلة من المقالات حول إثبات هلال رمضان بالطريقتين الشرعية و الفلكية سنة 1936 م.
كما نشر بها سلسلة من المقالات اختار لها عنوانا هذه الآية الكريمة من قوله تعالى: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[4] النحل 125، كان ذلك سنة 1938م، بين فيها شروط الدعوة، أقسام الدعوة، طرق الدعوة ...
-جريدة الثبات و جريدة الأمة: كتب فيها سلسلة من المقالات في الإصلاح الديني تحت عنوان: "كيف يكون العالم الديني".
- شخصيته و صفاته:
كان الشيخ الشرفاوي قوي العقيدة، صادق الإيمان، رزين الطبع ، عرف بعزيمته و صموده و طموحه الذي يقف به في وجه التحديات غير مبال بما قد ينجر عنها من هزات و رجات، وهو الذي كانت طفولته سلسلة متصلة الحلقات من متاعب و مشاق وحرمان، لم يسلم منها حتى بعد عودته إلى الجزائر واستقراره بمسقط رأسه بين أهله، فقد كان أعداء العلم و الإصلاح يكدرون عليه صفو حياته بجحودهم و تنكرهم و إعراضهم ...
يراه من لا يعرفه فيهابه للوهلة الأولى لما يوحي به مظهره من المهابة و الجلال، لكن ما إن يفاتحه بالحديث حتى يجده طيب النفس و الروح، رقيق المزاج، مرهف الحس و متدفق الشعور.
- من أقوال الشيخ:
من الأقوال التي رويت عن الشيخ الشرفاوي و حفظت عنه ما يلي، نوردها كما صاغ الأستاذ: محمد الصالح صديق[5] معانيها بالعربية:
"دعائم الحياة ثلاث: نفس مطمئنة و معيشة ميسرة و سمعة طيبة".
"يمكن للطبيعة أن تقدم إلى أكثر الناس حظا ما يحبه و يتمناه إلا السعادة فإنها لا تعطى و لا توهب لأنها تنبعث من النفس".
"... التشاؤم موت قبل الأوان".
"الأيام صحائف الآجال، فالعاقل المحظوظ من خلد فيها أجمل الآثار".
"القومية الصحيحة الراقية أن يكون القوم قد حصلوا على قسط وافر من أسباب الرقي المادي و الروحي".
"قليل جدا من الناس من يعرفون لماذا يعيشون و لكنهم جميعا يحبون البقاء".
"عمر الإنسان بما قدم لا بما عاش".
"العاقل من لا يجالس إلا من يجانس".
- وفاته:
توفي رحمه الله بعد زوال يوم الأربعاء 11 محرم 1364 هـ، و شيعت جنازته في مشهد رهيب حضره العلماء والأعيان و الطلبة وجمهور كبير من مختلف الشرائح، و دفن بجوار بيته بمسقط رأسه بشرفاء بهلول.
رحم الله الشيخ الرزقي الشرفاوي و أسكنه فسيح جناته.
- هوامش:
[1] " الشيخ الرزقي الشرفاوي حياة و آثار ، شهادات و مواقف "، الأستاذ: محمد الصالح الصديق - دار الأمة- الطبعة الأولى 1998م، ص 18.
[2] سورة النساء/ 100.
[3] الأستاذ: محمد الصالح الصديق/ المرجع السابق، ص 26-27.
[4] سورة النحل/ الآية 125.
[5] الأستاذ: محمد الصالح الصديق/ المرجع السابق، ص 80-81.
- مصدر الترجمة:
نقلا عن موقع العلامة الجزائري الدكتور سعيد بويزري.
1 التعليقات :
مقال رائع جداً
إرسال تعليق