من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
 


كتاب: الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي.
تصنيف: د.بركات محمد مراد (كلية التربية – جامعة عين شمس- ج.مصر العربية).
الناشر: دار النشر الإلكتروني.
حالة النسخة: مفهرسة.

رابط التحميل

هنــا

محتويات الكتاب:

1-    الفصل الأول: نشأة الأمير عبد القادر وجهاده.
2-    الفصل الثاني: ثقافته وآراؤه ومؤلفاته.
3-    الفصل الثالث: الأمير عبد القادر وتصوفه.

مقدمة الكتاب:

نعرض في هذا البحث لشخصية عربية وإسلامية من مغربنا العربي، اجتمعت فيها كثير من المآثر في زمن من الدهر غاضت فيه رحم العروبة أن تأتي بمثله وابتلى فيه العالم العربي والإسلامي برزايا التخلف وكل أنواع الاستعمار، وبرزت فيه هذه الشخصية كضوء ساطع متألق يشق ظلمات بعضها فوق بعض، فيبعث الأمل بعد طول يأس، ويبذر بذور الحرية والعدل في أرض أجدبت أو كادت من طول الظلم، فقد اشتهر الأمير عبد القادر الجزائري في بلاده بنزعته البطولية والحماسية والنضالية ضد الغزو الفرنسي لأرض الجزائر.

فعرفه أهل المغرب العربي مناضلاً وطنيًا، وبطلاً صنديدًا، ومقاتلاً شجاعًا، قاوم الجيوش الفرنسية النظامية المدربة أحسن تدريب، والمجهزة بأحداث وسائل التجهيز العسكري والحربي حينئذ، فأظهر صلابة قوية وخبرة عسكرية، مع حداثة عهده بالحرب، وأحرز كثيرًا من الانتصارات العسكرية والسياسية على العدو، ولكن الظروف والملابسات الاجتماعية والاقتصادية لبلاده وللأوضاع الدولية، وكذلك تآمر الدول الاستعمارية، حالت دون انتصاره انتصارًا نهائيًا؛ فوضع السيف بعد سبعة عشر عامًا من الجهاد والمواجهة مع العدو، وتناول القلم مستعيضًا به عن السيف في نوع من الجهاد أشد، محققًا للحديث الشريف ومعايشًا له بأن مجاهدة النفس والهوى هي الجهاد الأكبر بعد جهاد العدو الذي يعد جهادًا أصغر، ومنتقلاً من مرحلة عسكرية وحربية إلى مرحلة ثقافية وفكرية وروحية، من التعليم والإرشاد والتربية تعد في حقيقة الأمر جبهة المواجهة الحقيقية مع العدو؛ حيث إن تكوين النفس الفكري والأخلاقي والروحي هو السبيل الحقيقي إلى الاستقلال والطريق الوحيد إلى التحرر.

ونحاول هنا أن نميط اللثام عن شخصية الأمير في مرحلتي جهاده الأصغر والأكبر أي كمجاهد للاستعمار الأوربي الحديث، ومعلم ومربي في مجال التصوف الإسلامي، فنلقي الضوء على تصوفه وأفكاره الصوفية وممارساته الروحية الحية والإيجابية، خاصة في هذه الحقبة الحالكة من حقب التاريخ العربي، فقد كان للأمير شخصية صوفية متحررة من قيود التقليد والتبعية، ومتطلعة إلى صفاء الشريعة الإسلامية وجوهرها النقي، فقد مارس الأمير التصوف نظريًا وعمليًا، وآمن بالتصوف الإسلامي طريقًا لتجديد الفهم الديني، وأسلوبًا للحياة يمتزج فيها العمل بالنظر والنظرية بالتطبيق.

ومن هنا يأتي اهتمامنا بشخصية الأمير عبد القادر على وجه الخصوص، لأنه عبقرية اجتمعت فيها كثير من الخصال المفتقدة في عصرنا الراهن، فقد اجتمع فيه وتوحد الظاهر والباطن والفكر والتطبيق والمعتقد الحق والسلوك القويم، وجاء في زمن يشبه زمننا أطبقت فيه الظلمات، وادلهمت فيه المشاكل وتعانقت، أسطورة على غير مثال سابق يشهر سيفه في وجه الاستعمار الفرنسي، ممتطيًا صهوة الأدهم، ببرنس يصفق جناحه مع الريح، مرتلاً هذه البطولة شعرًا، يخلدها قصائد، ويتغنى بها أوزانًا ويضرب المثل على عودة الفارس العربي المنقذ، وهو يحارب في جبهتين في وقت واحد، جبهة الجهاد مع العدو في الخارج، وجبهة الجهاد مع النفس في الداخل، وهو في كلا الموقفين يعيد، من ناحية تاريخ الفروسية العربية بمفهومها الحسي والمعنوي، ومظهريها المترابطين المادي والروحي، ومن ناحية أخرى يفتح صفحة جديدة من هذه البطولة، لشعب عاش يتوارثها أبًا عن جد وفيًا لها، أمينًا عليها، حتى طوى أعنف أسطورة استعمارية بأروع صفحة بطولية.

ونقدم هذه الدراسة كأنموذج حي مشرق، ضرب أروع الأمثلة على أن الصوفية ليسوا بالقوم الكسالى أو المتواكلين الهاربين من معترك الحياة إلى بطون الزوايا والخلوات، فارين من المواجهة، فحياة الأمير بشقيها الجهادي والتعليمي، والعسكري والثقافي لتحطم تلك الادعاءات الزائفة، التي يحاول خصوم التصوف إلصاقها بالصوفية والسالكين لطريق القوم، فإذا كان شيخ الإسلام ابن تيمية، والعز بن عبد السلام، وقبلهما كثير من شيوخ التصوف قد صدوا قديمًا جحافل التتار وغارات الصليبيين، فإن الأمير عبد القادر الجزائري هو المثال الصوفي الحديث الذي وقف في وجه الاستعمار الأوربي الغاشم، وحاول في نفس الوقت بناء دولة فتية حديثة مؤسسة على دعائم من العلم والثقافة، اكتملت فيها مظاهر الدولة الحديثة وصارت هي المثال المحتذى للجزائر الحديثة، تستوحيه في بنائها وتستلهمه في تكوين أبنائها.

المؤلف في سطور:
 



الأستاذ الدكتور بركات محمد مراد من مواليد بنى سويف ج.مصرالعربية عام 1950م، حاصل على ماجستير ودكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، يعمل أستاذا للفلسفة الإسلامية بجامعة عين شمس بالقاهرة، ورئيسا لقسم الفلسفة بالجامعة نفسها.

له العديد من المؤلفات نذكر منها:

- البيروني فيلسوفا، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1988م.
- تأملات في فلسفة ابن رشد، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1988م.
- الكندي رائد الفلسفة العربية، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1990م.
- ابن النفيس واتجاهات الطب العربي الحديث، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1990م.
- ابن ماجد والملاحة البحرية، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1990م.
- منهج الجدل والمناظرة في الفكر الإسلامي، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1990م.
- الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1992م.
- فريد الدين العطار ومنطق الطير، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1992م.
- المنحى الصوفي عند عبد الرحمن الثعالبي، الصدر للطباعة والنشر، القاهرة عام 1992م.

 وغيرها...

0 التعليقات :

إرسال تعليق

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |