بسم الله الرمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- مخطوط: المفاتيح القدسية في المناقب السنوسية.
- اختصار لكتاب: المواهب القدسية للملالي.
- تصنبف: الإمام العلامة أحمد بابا التنبوكتي.
- مصدر المخطوط: مكتبة جامعة فريبورغ الألمانية.
هذا المخطوط:
مخطوط مختصر في مناقب وسيرة الإمام السنوسي التلمساني صاحب العقائد، يقع في 20 ورقة، بصفحات مزدوجة، تصوير ميكروفيلم، مبتور الآخر، لم يذكر تاريخ نسخه، بخط مغربي مقروء، عثرنا عليه بمكتبة جامعة فريبورغ الألمانية تحت رقم 381 والتي تحتوي حسب الموقع على أكثر من ألفين وخمسمائة مخطوطة أغلبها لعلماء من موريتانيا وبنسبة أقل من المغرب العربي والبلدان المجاورة، وهو من تأليف الإمام أحمد بابا التنبوكتي، صاحب نيل الابتهاج، وقد سماه بـ " المفاتيح القدسية في المناقب السنوسية" والذي قام باختصاره كما سيأتي لاحقا من كتاب "المواهب القدسيَّة في المناقب السنوسيَّة" لصاحبه الإمام العلامة سيدي محمد بن عمر بن إبراهيم الملالي (... - 898 ه /... - 1492 م) أحد أشهر تلامذة سيدي محمد ابن يوسف السنوسي التلمساني (المتوفى سنة 895)، وذلك عند زيارته لمدينة مراكش بالمغرب الأقصى.
جاء في أوله [بعد البسملة والتصلية]:
".. ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى والصلاة والسلام على سيّد الأصفياء وعلى آله وأصحابه الأتقياء، فيقول عُبيد الله الفقير ذو القصور والتقصير أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت عرف ببابا التنبكتوي[¹] الصنهاجي وفقه الله تعالى وهداه وجعله من أهل وده وتقواه، لمّا قدر الله تعالى لي دخول بلدة مراكش على الوجه الذي أراده في الأزل وقضاه وذلك في آخر عام اثنين وألف وسلك مع ما أنا فيه من التضييق والوقوف على جُملة كُتب غرائب لم أكن قبل وقفت عليها لكثرة تردد الطلبة إليّ في موضع وإتيانهم إليّ بالكتب، فمن جُملة ما جاءوا لي به كتاب كبير في نحو ستة عشر كُراسا من القالب الكبير مشتمل على مناقب الإمام العلامة الولي الصالح سيدي محمد بن الشيخ الصالح العالم أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسني صاحب العقائد المشهورة تأليف خديمه وتلميذه العالم أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن عمر بن علي الملالي رحمه الله، فرأيته اشتمل على تعريف الشيخ السنوسي وذكر فضائله ومناقبه وفوائده على الوجه الأوفى، وفيه مع ذلك ذكر كثير من كلام الصوفية وأشياء عديدة من الأحاديث وكلام السلف الصالح مفيدة، فأردت نسخه لِما اشتمل عليه من الفوائد ثم إستطلته وعولت إلى اختصاره بترك كثير من الزوائد على وجه يكون إن شاء الله أقرب تناولا من غير إخلال بشيء يتعلق بحال الشيخ ميلادا ووفاة وحالا وسميته: "...[²] القدسية في المناقب السنوسية" وبالله تعالى أستعين وعليه أتوكل وهو حسبي ونعم المعين....أهـ.
هوامش:
- [¹] التنبكتوي كما جاء في المخطوط أو التمبكتي: نسبة إلى مدينة تنبكتو أو تُمْبُكْتُو (Tombouctou) تقع في مالي، غرب أفريقيا.
- [²] الكلمة هنا غير واضحة بسبب المداد وهي أقرب من كلمة [المفاتيح]، وذلك في الورقة الأولى من المخطوط السطر السابع عشر، وبهذا يكون اسم المخطوط "المفاتيح القدسية في المناقب السنوسية" والله تعالى أعلم.
وتجدر الإشارة أن هذا المخطوط مسجل أيضا بالمكتبة الوطنية بالرباط باسم آخر وهو "اللآلي السندسية في الفضائل السنوسية" أوله: "ربنا أتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله" تحت أرقام: 407 (471 د/2)، 2241 (984 د) و3942 (2100/8 د).
أبو العباس التنبوكتي: ( .... - 1036هـ/ ... - 1627م)
"أحمد بابا بن أحمد بن أحمد بن عمر التكروري التنبوكتي السوداني، أبو العباس: مؤرخ، من أهل تنبكتو في مالي بإفريقية الغربية، أصله من صنهاجة، من بيت علم وصلاح، من أسرة شهيرة تعرف بـ "آل أقيت"، أصلها من مدينة ولاتة في بلاد الحوض من شرقي موريتانيا، وكان يُعرف أيضا بأحمد بابا التكروري نسبة لبلاد التكرور غرب الصحراء وبلاد السودان، نشأ أحمد بابا التنبوكتي تحت حكم الأمير أسكيا (1549-1582م)، وكانت تنبكتو إذ ذاك من أهم مدن مملكة سونغاي، درس على شيوخ أسرته وعلى العالم الكبير محمد بغيغ الونكري كما مر ذكره في حديث أحمد بابا عن نفسه، وحصل علما واسعا بفضل مطالعاته وعلاقاته مع معاصريه حتى نال مكانة علمية متميزة، عارض في احتلال المراكشيين لبلدته (تنبكتو) فقبض عليه وعلى أفراد أسرته واقتيد مكبلا إلى مراكش سنة 1002 هـ، وضاع منه في هذا الحادث 1600 مجلد، وسقط عن ظهر جمل في أثناء رحلته فكسرت ساقه، وظل معتقلا إلى سنة 1004 وأطلق فأقام بمراكش إلى سنة 1014 وأذن له بالعودة إلى وطنه، وتوفي في تنبكتو، وكان شديدا في الحق لا يراعي أحدا، اشتهر بمؤلفه نيل الابتهاج بتطريز الديباج، استدرك به على ديباج ابن فرحون، وهو كتابٌ في التَّراجم وقام بوضع كتاب آخر سمّاه كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، واصل فيه إيراد التراجم إلى قرب وفاته، وقام بنشر نيل الابتهاج عباس بن عبد السلام بن شقرون بالقاهرة سنة 1351هـ على هامش الديباج المذهَّب لابن فرحون.
وللتنبوكتي كتب عديدة تنيف على الأربعين، نذكر منها: المنهج المبين في شرح حديث أولياء الله الصالحين، والبدور المسفرة في شرح حديث الفطرة، وفتح الصمد الفرد في معنى محبة الله تعالى للعبد، ونزول الرحمة في التحديث بالنعمة، ونيل المرام ببيان حكم الأقدام على الدعاء لما فيه من إيهام، وخمائل الزهر فيما ورد من كيفيات الصلاة على سيّد البشر، والدر النضير في ألفاظ الصلاة على النبي البشير وهو مأخوذ من مسودة تأليفه فتح القدير للعاجز الفقير في الكلام على دعاء محمد بن حمير، وتحفة الفضلاء ببعض فضائل العلماء ومختصره مرآة التعريف في فضل العلم الشريف، ودرر السلوك بذكر أفاضل الخلفاء الملوك، وحاشية عليه سماها منن الجليل في فتح مهمات خليل، نقل منهما الأجهوري في شرحه لخليل، وشرح الصغرى للسنوسي، ومختصر في مناقب الإمام السنوسي في ثلاث كراسات وهو كتابنا اليوم ... وغيرها من الكتب التي لا يزال معظمها مخطوطا.
مصادر الترجمة:
الأعلام للزركلي، وفتح الشكور للولاتي وخلاصة الأثر للمحبي، وشجرة النور لمخلوف، والفكر السامي للحجوي ومعجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس، وفهرسة المراكشي، وجذوة الاقتباس لابن القاضي المكناسي.
الإمام الملالي: (... - 898 ه =... - 1492 م):
هو محمد بن إبراهيم بن عمر بن علي، أبو عبد الله الملالي: فاضل نسبته إلى بني ملال بالمغرب، كان من تلاميذ محمد ابن يوسف السنوسي التلمساني (المتوفى سنة 895) وصنف في مناقبه " المواهب القدسية في المناقب السنوسية - خ " بالرباط (66 د) وله " شرح صغرى السنوسي - خ " توحيد، في الأزهرية (2).
المرجع:
الأعلام للزركلي - ج 5 - الصفحة 301، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر - مايو 2002م.
1 التعليقات :
بارك الله فيك وأحسن إليك على المخطوط القيّم، والله كنت متشوق ولازلت لمطالعة كتاب المواهب القدسية للملالي وبحثت عليه كثيرا في العديد من المكتبات وفي على شبكة الإنترنت ولكني لم اعثر عليه، والحمد لله اليوم وبفضل هذه المدونة التي أقل ما أقول عنها أنها فوق الرائعة تمكنت أخير من الحصول على هذه المخطوطة التي هي كما أشرت مختصر من كتاب المواهب القدسية، ألف شكر لك سيدي، وسدد خطاك.
إرسال تعليق