بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: شرح فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن عربي.
- تصنيف: العارف بالله الشيخ عفيف الدين التلمساني.
- تحقيق وتقديم وتعليق: أكبر راشدي نيا.
- الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت.
- رقم الطبعة: الأولى/ 2015.
- عدد الصفحات: 362.
- حجم الملف: 9 ميجا.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.
صفحة التحميل أو المطالعة
إن شرح العارف بالله عفيف الدين التلمساني (المتوفى سنة 690هـ) هو أول شرح لكتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي، والذي كان مهماً للتلمساني في مصنفه هذا هو توضيح المطالب الغامضة لهذا الكتاب لا شرحه بصورة كاملة، ومن هنا اكتسب شرحه منهجاً يختلف تماماً عن الشروح التالية له، ولعل ذلك يشكل إحدى خصائص هذا الكتاب، أي أن أكثر المسائل كانت في المرحلة المتصلة بزمان الشيخ واضحة ومقبولة لدى كبار العرفاء، ولا تحتاج إلى شرح وتوضيح إلاّ موارد قليلة منها.
وكان هذا الشرح عند كثير من العارفين وقد استخدموه في كتبهم، كحسن حمزة البلاسي الشيرازي فإنه أورد الجزء الذي كان في حقيقة التكوين ومراتب الأكوان في كتابه "تحفة الروح والأنس في معرفة الروح والنفس" وقد أورد محمد بن محمد الورّادي كلام عفيف الدين التلمساني حول تعدد خاتم الأولياء من دون ذكر اسمه في شرحه على الفصوص، وهكذا تلميذه أبو المعين البخاري ذكر أكثر عبارات التلمساني في شرحه على الفصوص ...
إن الدراسة المعمقة لشرح فصوص الحكم لعفيف الدين التلمساني تمكننا من معرفة الفصوص والمرحلة التي ألف فيها هذا الكتاب الذي يعتبر من أهم المصادر بشكل أفضل، فإن تتلمذ مؤلفه لدى الشيخ وعلاقته به، وبصفته أيضا الشارح الأول للفصوص جعله أفضل شخص لعرض أراء ابن عربي وكذا تقديم الصورة الحقيقية والمنزهة عن الغلو له في منزلته العلمية.
المؤلف في سطور:
عفيف الدين التلمساني (610-690هـ/ 1213-1291م).
هو سليمان بن علي بن عبد الله بن علي الكومي التلمساني، عفيف الدين: من الشعراء الأدباء، من قبيلة كومية، وهي قبيلة صغيرة منازلها بساحل البحر من أعمال تلمسان بالمغرب الأوسط (الجزائر)، والتي ينتسب إليها أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي، وهي إحدى فروع زناته، خلافا لما ذهب إليه الدكتور علي صافي حسين في كتابه الأدب الصوفي في مصر في القرن السابع الهجر، حيث أورد كلمة كوفي بدلا من كومي، ومنشأ الغلط راجع إلى الذين طبعوا كتاب فوات الوفيات، لابن شاكر في طبعاته القديمة والطبعة المحققة لمحي الدين عبد الحميد، وضعوا الكوفي بدل الكومي ربما يعود ذلك لجهلهم بوجود قبيلة كومية في الجزائر، ونسبوه بالتالي خطأ إلى الكوفة... رحل إلى المشرق فدخل القاهرة ونزل بخنقاه سعيد السعداء.
تنقل في بلاد الروم وبنى فيها أربعين خلوة، يخرج من واحدة ويدخل في أخرى، ثم سكن دمشق فعُين مباشرا استيفاء الخزانة، وكان له مقام عند سلطانها، ومعروف بالجلالة والإكرام بين الناس، وكان متصوفا يتكلم على اصطلاح القوم، يتبع طريقة ابن العربي قي أقواله وأفعاله، واتهمه فريق برقة الدين والميل إلى مذهب النصيرية، قال الذهبي (( وأما شعره ففي الذروة العليا من حيث البلاغة لا من حيث الإتحاد)) وقال الجزري في تاريخه: ((وله في كل علم تصنيف)).
من آثاره ديوان شعر مخطوط، وقد مدحه كثيرون حتى من مخالفيه كابن تيمية حيث قال ((شعره في صناعة الشعر جيّد))، منه نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق كتبت سنة 998 وكتاب أخر "في العروض" لا يزال مخطوطاً أخبر عنه الزركلي، ، وكتاب "الكشف والبيان في علم معرفة الإنسان" شرح فيه عينية ابن سينا، وشرحه الكبير لأسماء الله الحسنى، و"تفسير الفاتحة وبعض سورة البقرة" وشرح "تائية ابن الفارض" وشرح "فصوص الحكم "لابن عربي، وشرح كتاب "المواقف والمخاطبات" للإمام النفري وهو الشرح الوحيد لهذا الكتاب، أيضا له شرح عجيب لكتاب "منازل السائرين" للإمام الهروي الأنصاري الذي يعد من أشهر وأحسن الشروح التي صنفت حوله.
توفي الشيخ عفيف الدين بدمشق سنة تسعين وست مائة (690)، ودفن بمقابر الصوفية، وحكي بعضهم قال: اطلعت إليه يوم قبض، فقلت له: كيف حالك؟ قال: بخير من عرف الله كيف يخافه؟ والله منذ عرفته ما خفته وأنا فرحان بلقائه!.
0 التعليقات :
إرسال تعليق