من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب فهرس الفهارس لسيدي عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني



- عنوان الكتاب: فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات.
- المؤلف: عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني.
- المحقق: إحسان عباس.
- الناشر: دار الغرب الإسلامي.
- سنة النشر: 1402 – 1982.
- عدد المجلدات: 3 «تم دمج المجلدات في ملف واحد للتسلسل»
- رقم الطبعة: 2.
- عدد الصفحات: 1621.
- الحجم (بالميجا): 26.
- المصدر: المكتبة الوقفية.


ترجمة المؤلف قدس الله سره

الكتاني (محمد عبد الحي)

(1302 ـ 1382هـ/1883 ـ 1962م)




- محمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني الفاسي الحسني، ولد وترعرع بفاس المغرب، في أسرة اشتهر أفرادها رجالاً ونساءً، بالعلم والفضل والاجتهاد، والتصوف، والتربية، والجهاد. فأبوه، أبو المكارم، المربي المحدث صاحب المؤلفات الكثيرة، من أعلام الاجتهاد، ورواد الإصلاح الديني والسياسي، ودعاة التحرر والجهاد في المغرب العربي في القرن الرابع عشر الهجري.

وأمه فضيلة بنت إدريس بن الطائع، أخت شيخ الإسلام السيد جعفر بن إدريس الكتاني، العالمة بالله، الدالة عليه بحالها ومقالها، وأخوه، أبو الفيض، محمد بن عبد الكبير بن محمد[ر]، حافظ المغرب الشهيد، حجة الإسلام، ومؤسس الطريقة الأحمدية الكتانية، وولده عبد الأحد بن عبد الحي، العلاّمة المشارك، الفقيه القاضي، الأديب الشاعر. ألّف كتباً عدّة، وقدم لكتاب أبيه «فهرس الفهارس» وله ديوان شعر، قتل خطأ في أثناء فتنة السلطان محمد الخامس في حياة والده عام 1954.

~*~*~*~

كان محمد عبد الحي علاّمة نابغة متميزاً بحفظه العجيب لعلم الإسناد وروايته، سريع الكتابة والتأليف فأملى كتابه الشهير الذي يعد من أجلّ ما كتب في علم الإسناد «فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات» الذي يقع في مجلدين في شهر واحد، كما أملى مجلدة كاملة في أسانيده أسماها «ما علق بالبال أيام الاعتقال»، عين مدرساً مع أجلّة العلماء وكبار الشيوخ في الضريح الإدريسي قبل أن يبلغ العشرين، ونال أرقى الرتب العلمية بالقرويين قبل أن يتجاوز الثالثة والعشرين.

كان يبدأ يومه بالمطالعة، ولا ينام إلا والكتاب في يده، وما كان ينام إلا قليلاً، وما اشترى كتاباً إلا وقرأ فيه، وقرأ عليه الشيخ المعمر محمد بن محمد البقالي الطنجي كتاب «الشفاء» للقاضي عياض في ثلاثة أيام. وما ترك التدريس قط، سواء في الزاوية الكتانية بفاس، أم في جامع القرويين الأعظم، أم في جميع رحلاته الدعوية والإرشادية والعلمية إلى مختلف البلاد في إفريقيا وأوربا وآسيا.

وأول ما يسأل عنه في البلد الذي يزوره المكتبات، فيجمع منها النادر والغريب، ويبذل من أجل ذلك الغالي والنفيس، ومن أغرب ما نقل عنه: أنه دخل يعزي بأحد أهل العلم، وفي أثناء ذلك طلب رؤية مكتبته، فنزع خفه ودخل حافياً بأدب واحترام، ثم استعار بعض كتبها. وكان يحب أن يقرأ الكتب قرب أصحابها، فقرأ «الشمائل» للترمذي و«مقدمة صحيح مسلم» في حرم المدينة المنورة، وقرأ عند ضريح الشيخ ابن عربي كتابه «الفتوحات المكية» في إحدى زياراته لدمشق، وفي البقيع حيث مثوى الإمام مالك قرأ كتابه «الموطأ»، وفي بيت المقدس قرأ كتاب «الفرج بعد الشدة» لابن أبي الدنيا، وفي فلسطين قرب ضريح النسائي قرأ كتابه «السنن».

~*~*~*~

كان موسوعة علمية جامعة فهو فقيه مجتهد، عرف الأصول والفروع، والمذاهب ومدارك الخلاف، وفلسفة التشريع، وكشف الحكمة التي عليها التكاليف والأوامر الشرعية، وهو محدث حافظ، عرف الحديث وعلومه جرحاً وتعديلاً، واضطراباً وتعليلاً، أجمع أهل عصره على أنه حافظ العصر ومحدث الزمان، وهو مؤرخ محقق عرف التاريخ الإسلامي وفلسفته، يستحضر الوقائع والحوادث، لا يفرق في محفوظاته بين المشرقي والمغربي والعربي والعجمي، والقديم والحديث، شهد له بذلك ابن علي في تاريخه لسلا، وابن إبراهيم في تاريخه لمراكش، وبوجندار في تاريخه للرباط، وابن زيدان في تاريخه لطنجة، ودوكاستري De Castries في تاريخه للدولة العربية، وليفي بروفنسال Levi-Provencal في أصول التاريخ المغربي، وعرف أنساب العرب والبربر، وأنساب بني هاشم آل البيت الأشراف على الخصوص، وأنساب الأدارسة بنوع أخص.

كان مكتبة متنقلة، ترك ما يربو على خمسمئة مؤلف في مختلف مجالات المعرفة، وأكثر من مئة ألف رسالة بعث بها إلى مختلف الآفاق الشرقية والغربية، وجمع مكتبة تعد الأولى في العالم بين المكتبات الخاصة ضمنها جناحاً للمخطوطات، وآخر للمطبوعات، وجناحاً للمجلات والجرائد والدوريات، وجناحاً للوثائق والمستندات، وجناحاً للعملات النقدية المتداولة وغير المتداولة، وجناحاً للآثار والتحف القديمة التي ترجع إلى مئات السنين، ومنها كرسي السلطان يوسف ابن تاشفين المرابطي، وفيها قاعة تبلغ ألف متر مربع بطابقين خصصها للمحاضرات والندوات والدروس العلمية، فتح أبوابها أمام الرواد للعلم والمعرفة والسياسة من مختلف الأديان والأوطان، وأنفق في سبيلها الأموال الطائلة، وجمع فيها النوادر من الكتب والمخطوطات، ورتبها ترتيباً عصرياً يسرها بالفهارس لكل قارئ أو باحث، وكانت حديث أهل العلم، وأرخ لها كثير من المؤرخين والباحثين، فكان بحق رائد التنقيب عن المخطوطات، ومؤسس علم المكتبات في المغرب.

~*~*~*~

كان الكتاني شيخ طريقة مرموقة تؤدي دورها في التزكية والتهذيب تجاوز عدد أتباعها مئات الألوف، وكان رجل سياسة سبر أغوارها، واطلع على التاريخ السياسي والدبلوماسي الأوربي والعالمي والإسلامي. فكاتب الملوك والزعماء والقادة، المسلمين والأجانب وكاتبوه، كما كاتب أعلام العلم، وفنون المعرفة فأجازهم وأجازوه.

ابتلي الشيخ بمحنة شقيقه الشيخ أبي الفيض، واعتقل بسجن أبي الخصيصات بفاس أشهراً عدة مما كون عنده القناعة التامة بأن البلاد بحاجة إلى إصلاح هادئ شامل بعيد عن العنف، وكانت قناعته -كما هي قناعة جل الطبقة الواعية بالمغرب- الحفاظ على علاقات ودية مع سلطات الحماية الفرنسية، وجعل ذلك مطية لقيامه بنشاطاته الدعوية والإرشادية والعلمية، فقام بجولات متصلة للمدن والقرى والنوادي المغربية والجزائرية ولمختلف دول العالم، وحضر المؤتمرات العلمية الدولية، ومنها مؤتمر المستشرقين في روما، لتعريف العالم بقضايا الأمة، ومشكلاتها.

وأسس لهذا مؤتمر الطرق الصوفية المغربية، على غرار مجمع الطرق الصوفية في مصر، ليعمل على المحافظة على هوية الأمة لغةً وديناً وثقافةً في كل أنحاء المغرب والجزائر وتونس... ووقف بقوة أمام المسخ والتفريغ من المحتوى الحضاري الأصيل لجامع القرويين، لكنه ـ وأمام الضغوط القوية الزاحفة من الداخل والخارج ـ اضطر إلى الانسحاب من التدريس النظامي فيه، وقاد حملة الإصلاح لمكافحة البدع والمنكرات والمخالفات الناشئة من الجهل بالدين وأصوله، وألف من أجل ذلك كتابه «تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة».

~*~*~*~

أمام الآراء المريضة الدخيلة التي قامت في أعقاب انحلال دولة الخلافة العثمانية، القائلة بعدم صلاحية الإسلام لكل مكان وقف بقوة وأثبت في كتابه «التراتيب الإدارية في الحكومة النبوية» أن أي إيجابية في النظام الإداري الغربي الحديث لها أصل ثابت استقاه من عصر النبوة والخلافة الراشدة.

وهكذا كانت للشيخ عبد الحي صولات وجولات غرضها الدفاع عن معالم الشريعة الإسلامية، كنظام حكم وسياسة مجتمع وسلوك أخلاقي رفيع.

استفاد حساد الشيخ وأعداؤه من بيعته للسلطان محمد بن عرفة الذي نصبه الفرنسيون ملكاً على المغرب بعد تنحيتهم لابن عمه الملك محمد الخامس عام 1953 مع أنه لم يكن الوحيد في هذه البيعة بل شارك فيها كثيرون ممن انتقدوها وجعلوها قميص عثمان لحرب الشيخ وإساءة سمعته، فما إن عاد الملك محمد الخامس إلى حكم المغرب عام 1955 محملاً بمعاهدة «إكس ليبان» ووثيقة الاستقلال، وأمام الضغوط والمضايقات، اضطر الشيخ إلى النزوح إلى نيس في فرنسا ليبعد نفسه عن جو الفوضى، وقد ساد في بلده ظاهرة الثأر وانعدمت فرص الأمان، وفي هذا الجوّ المحموم وجد الشيخ في منزله بمدينة نيس فجر يوم الجمعة/12/رجب عام /1382هـ/الموافق/1962م/ قد فارق الحياة بظروف غامضة، ودفن بمقبرة المسلمين فيها وأسدل الستار على حياة علم العصر وحجة الزمان الشيخ محمد عبد الحي الكتاني، وقد طالت محنة الشيخ مكتبته الفريدة النادرة، فتوزعت بين الانتهاب والاختلاس والمصادرة، وتوزعت بقاياها بين الخزانة الملكية بمراكش، والخزانة الحسنية بالرباط، والخزانة العامة بالرباط تحت رمز (خ.ع.ك) وخزانة علال الفاسي، وخزانة محمد الفاسي الخاصتين.


المصدر:

نقلا عن الموسوعة العربية (arab-ency.com) بقلم : محمد هشام برهاني

مراجع للاستزادة:

ـ السيد محمد بن جعفر الكتاني، النبذة اليسيرة النافعة في تاريخ البيت الكتاني، تحقيق السيد محمد الفاتح الكتاني ومحمد عصام عرار الحسني (دمشق، د.ت).

ـ عبد الأحد بن عبد الحي الكتاني، فهرس الفهارس والإثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، تحقيق إحسان عباس (طبعة دار المغرب د. ت).

ـ محمد حمزة بن علي بن المنتصر الكتاني، منطق الأواني بفيض تراجم عيون أعيان آل الكتاني (دار الكتب العلمية، بيروت د. ت).
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح الشيخ سيدي بن محمد بن عطية



هو الولي الصالح والعالم الناصح، إمام الطريقة وبحر الحقيقة، الزاهد الشاكر والعابد الذاكر، قدوة السالكين ومربي المريدين الشيخ سيدي بن امحمد بن علي بن النعيم بن العربي بن عطية بن ثامربن سعد بن زريط بن اسليم بن جاب الله بن سي احمد بن سي امحمد بن عبد الرحمان بن سالم بن امليك بن يحي بن يحي بن محمد بن عبد الله «نائل» وينتهي نسبه رحمه الله إلى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت سيّدنا رسول الله صلى الله عليه آله وصحبه وسلم.

~*~*~*~*~*~

مولده:

ولد شيخنا - رحمه الله- سنة 1317 هـ الموافق لـ: 1899 م بمكان يسمى «الخرشفة» ببلدية الزعفران «دائرة حاسي بحبح» ولاية الجلفة.

نشأته:

نشأ الشيخ سيدي بن امحمد يتيم الأب ، حيث مات أبوه و تركه رضيعا ، فرعاه الله بعنايته في حضن والدته الحنون السيدة: خيرة بنت الفارح وتحت كفالة زوجها المرحوم بن سليم بن عمر.

تعليمه و أعماله:

ولما بلغ سن القراءة والتعليم التحق بزاوية الشيخ عطية بن بيض الغول المسماة بـ «الجلالية» بالقرب من مدينة الجلفة، وتابع دراسته بها حتى حفظ القران الكريم، وتفقه في الدين ما شاء الله عز وجل، وبعد خروجه منها مباشرة شرع في تعليم القرآن الكريم، ونشر الدعوة الإسلامية للمريدين من أبناء عشيرته وأقاربه عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ".

وقد تعرف الشيخ بن امحمد على شيخه القطب الرباني شيخ طريق الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية، وتتلمذ على يديه في طلب العلم والمعرفة من فقه، وحديث، وتفسير للقرآن الكريم ولما عاد من زاوية الإدريسية واصل تعليم القرآن وقد بذل جهدا كبيرا في التربية الإسلامية متنقلا بين عدة أماكن بخيمته ولما أراد الله تعالى له الاستقرار والمقام لمواصلة اجتهاده وجهاده على نشر العلم والمعرفة رأى رؤيا صالحة، وفي الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة و أربعين جزء من النبوة ".

الرؤيا الصالحة:

بينما كان الشيخ سيدي بن امحمد يفكر في حياة الاستقرار، رأى في المنام كأنه في الجلالية، الزاوية التى تعلم فيها وكأنه مع رفقائه وزملائه الطلبة وهم يبحثون ويحفرون عن الماء في مكان العين الموجودة حاليا بالجلالية في الواد الذي يحاذي الزاوية، فرأى نفسه يحفر بالمعول في الموضع السالف الذكر وفجأة انفجرت عين ماؤها كثير كما رأى في تلك اللحظة جنانا وحديقة في المكان المسمى«بالغيشة» أشجارا يابسة فعزم على سقيها فأخذ المعول وشرع في حفر الساقية والماء يتبعه إلى أن وصل إلى تلك الحديقة اليابسة فسقاها حتى ارتوت أشجارها وأورقت أغصانها واخضرت وابتهجت وصارت روضة من رياض الجنة، فاستيقظ الشيخ من نومه مبتهجا مسرورا بتلك الرؤيا وبعدها سأل الناس عن اسم هذا الموضع بالتحديد فقالوا له يسمى
«بلاد الخضر» فزاد اهتمامه بالبناء في هذا الموضع بالذات أو في مكان آخر، وبينما هو يفكر في هذا الموضع غلبه النوم فرأى في المنام مناديا يناديه قائلا: اذهب إلى بلاد الخضر ولا تتأخر.

تأسيس الزاوية:

بعد مشاهدة الرؤيا ذهب الشيخ إلى صاحب الأرض المذكورة السيد الحاج محمد بن الحاج المختار بن بوصوا، فاستقبله بالفرح والسرور ورحب به ووهب له تلك الأرض بدون تردد فبنى فيها مسكنا متواضعا وشرع في تعليم القرآن الكريم إلى أن أتاه الإذن الرباني والأمر الإلهي من طريق شيخه الولي الصالح شيخ الطريقة الرحمانية عبد القادر بن مصطفى شيخ زاوية الإدريسية يأذن له بتأسيس الزاوية وإعطائه الذكر، والتلقين للمريدين، وهذا بتاريخ 15 شعبان 1360هـ الموافق لعام 1941 م فقام الشيخ بن امحمد بتأسيس الزاوية الحالية، وقد ساعده على بنائها وتأسيسها صديقه ورفيقه الحاج محمد بن الحاج المختار الذي وهبه الأرض، وبعد بناء الجامع اجتهد الشيخ في تعليم القرآن الكريم، وإعطاء الذكر والعهد، وفي نشر الدعوة الإسلامية مثل أسلافه الصالحين، وقد تخرج من زاوية الشيخ بن امحمد عدد كبير من الطلبة منهم من حفظ القرآن كله ومنهم من حفظ النصف ومنهم من حفظ الربع.

الرحلة المفاجئة:

وفي أثناء الحرب التحريرية ولما اشتد الأذى والبلاء من طرف الاستعمار البغيض على المواطنين القاطنين بنواحي الجبال، وفي سنة 1960 م بالذات قامت القوات الفرنسية بترحيل المواطنين ووضعهم في محتشدات تحت الرقابة العسكرية، بقي الشيخ سيدي بن امحمد وحده معزولا بعيدا عن المواطنين الجزائريين فخافت الجماعة عن الشيخ من أذى الاستعمار الفرنسي فألحوا عليه بالرحيل إلى وسط المواطنين أو إلى قرية من القرى ، فرحل مضطرا إلى قرية الزعفران وأسس بها زاوية قرآنية إلى أن جاء النصر المبين وطلع فجر الحرية والاستقلال على الشعب الجزائري في سنة 1962 م فعاد المواطنون إلى أراضيهم وديارهم التي هاجروا منها، وعاد الشيخ بن امحمد إلى زاويته الأولى، مع العلم أن الشيخ قد حفظه الله من شر الظالمين وكيد الكائدين حيث لم يمس بسوء طوال أيام الثورة التحريرية.

مميزاته وسيرته:

وقد سار الشيخ سيدي بن امحمد على سيرة أشياخه الصالحين، وعلى أثرهم مقتديا بهم مثل الشيخ عبد القادر بن مصطفى والشيخ عطية بن بيض الغول وغيرهم من السلف الصالح رضي الله عنهم . فقد كان الشيخ سيدي بن امحمد - رحمه الله- عالما وفقيها وعابدا وزاهدا ومجتهدا، لا يتوانى ولا يتراخى عن ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وكان نصوحا لخلق الله، جوادا كريما كل أعماله خالصة لوجه الله، وكان يمتاز بالرحمة والشفقة والعطف والحنان لجميع مخلوقات الله، يغضب لغضب الله ويرضى لرضاه وقد وفق لأداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام سنة: 1397 هـ- 1976م ولم يعرف عنه أنه مارس مهنة أو تجاره أبدا فقد كان ملازما للزاوية لا يفارقها إلا للضرورة القصوى، فمدينة الجلفة زارها خمس أو ست مرات فقط مدة حياته، زار على إثرها الشيخ عطية في مرضه - رحمه الله -كما حضر مرة وفاة أخيه في الله علي بن قويدر سنة 1971 م، وقد قدم مرة أخرى لمدينة الجلفة لعيادة صهره الحاج مصطفى - رحمه الله - . . . الخ

مرضه وصبره ووفاته:

ولما ابتلاه الله عز وجل بالمرض مدة ست سنوات من سنة 1984م إلى 1989م. أظهر الصبر الجميل والنطق بالكلمة التي لا يخجل قائلها وهي، الحمد لله على كل حال.

فقد قال الإمام الشيخ أحمد الصغير رحمه الله بخصوص هذه الكلمة التي لا يفتر لسانه عن قولها أبدا: إنه شيخي في كلمة الحمد لله. وكان رحمه الله يستفسر زائريه عن أحوالهم وأحوال أهلهم ناسيا حالته التي هو عليها من مرض وألم ، وكان رحمه الله يوصي ويحث الزائرين على الدين وطاعة الوالدين، فمن ذلك قوله رحمه الله : عليكم يا أولادي بالإكثار من «لا إله إلا الله » وتلاوة القرآن الكريم.



ومن كلامه أيضا رحمه الله ورضي عنه وهي من «متن ابن عاشر»:

وحاصل التقوى اجتناب وامتثال *** في ظاهر وباطن بذا تنال

وكان يقول: اللهم عرفنا بمن تحبهم ويحبونك، عليكم يا إخواني ببر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، والاستقامة.

وقال رحمه الله:

عملي اليومي هو قراءة القرآن، والورد، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثيرا ما كان يردد على مسامعنا ما نصه من كتاب جوهرة التوحيد:

وحفظ دين ثم نفس مال نسب *** ومثلها عقل وعرض قد وجب

وكذلك ترديد هذين البيتين لسيدي إبراهيم الخواص - قدس الله سره-

لقاء الناس ليس يفيد شيئا *** سوى الهذيان من قيل وقال
فاقلل من لقاء الناس إلا *** لأخذ العلم أو إصلاح حال.

وكذلك هذه الأبيات من متن «متن عاشر»

يصحب شيخا عارف المسالك *** يقيه في طريقه المهالك
يـذكـــره الله إذا رءاه *** ويوصل العبد إلى مولاه
يحاسب النفـس على الأنفاس *** ويزن الخاطر بالقسطاس

وسأل مرة أحد الزائرين قائلا: عدو إذا أكرمته أهانك وإذا أهنته أكرمك، من هو؟ قال: لا أدري يا سيدي، فقال الشيخ رحمه الله: هي النفس فاحذروها.

وقال: إن الطريق الرحمانية لا تنقطع أبدا إلى يوم الدين، وأخيرا وليس آخرا، فإن كل ما ورد ذكره في هذا الباب من كلام الشيخ رحمه الله في الوعظ والإرشاد هو قليل من كثير.

وقد قال عنه الإمام الجليل الشيخ عطية بن مصطفى رحمه الله وهذا أثناء زيارته له بالزاوية أمام جمع غفير من الزائرين، وبحضرة الشيخ قال: يا سيدي بن امحمد فإن كان لنا نصيب من عين الرحمانية عن طريق شيخنا سيدي عبد القادر رحمه الله ونفعنا ببركاته، فالمنبع الكبير من هذه العين هو عندك، وهذه تعتبر شهادة حية من صديقه وأخيه في الطريق تطمئن لها قلوب المؤمنين.وكان رحمه الله مجاهدا مجتهدا، واعظا مرشدا كريما جوادا، حليما حنينا صادقا مخلصا قولا وفعلا.

~*~*~*~*~*~

هكذا كان دأبه مدة حياته ، فعاش عيشة الأبرار ولقي ربه مع المصطفين الأخيار، رضي الله عنه ورضي عنا به، وأمدنا ببركاته دنيا وآخرة- آمين-

وكانت وفاته رحمه الله يوم 17ربيع الثاني 1410 هـ الموافق 16/11/1989م . ودفن بجوار المسجد بالزاوية نور الله ضريحه وأسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وقد ترك رحمه الله أولادا صالحين ومن بينهم ابنه الأكبر الشيخ سيدي عبد القادر خليفته على رأس الزاوية، وعلى نهج والده - رضي الله عنه- استمر في العناية بالطلبة وتسيير شؤون الزاوية فقام بدوره في هذا المجال أحسن قيام. وقد لقي الشيخ وأسرته العنت الشديد وحل بهم الأذى والبلاء من جراء الفتن والمحن التي عمت في البلاد ولهذه الأسباب اضطر الشيخ أن يغادر مقر الزاوية إلى مدينة الجلفة ، وكان كثيرا ما يتمنى ويتوجه إلى الله بالدعاء على أن لا تطول مدة إقامته بها وقد استجاب الله لدعائه فاستعادت المنطقة صحتها وعافيتها ودبت الحياة الطبيعية في أرجائها بفضل الله تعالى.

~*~*~*~*~*~

ورجع الشيخ إلى موطنه ومقر زاويته في شهر جوان من عام 2001 وشرع في ترميم الزاوية وتعميرها بما توفر لديه من الوسائل المادية وغيرها، نسأل الله له التوفيق والنجاح في كل ما هو مقدم عليه من أعمال ومشاريع خيرية.

هوامش/

حاسي بحبح:



واحدة من أهم دوائر ولاية الجلفة، عاصمة عرش أولاد سيدي امحمد من ذرية سيدي نايل الولي الصالح الشهير الذي هو جد أغلب سكان هذه المنطقة، تأسست عام 1959م، تقع على بعد 250 كلم من الجزائر العاصمة جنوبا و50 كلم شمالا من مقر الولاية على الطريق الوطني رقم 01، وتتربع على مساحة قدرها 763 كلم مربع، ويشتمل إقليم البلدية إلى جانب التجمع السكاني الرئيسي تجمعين سكانين ثانوين هما، حاسي المرة والمصران.
تكملة الموضوع

حمل كتاب المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري



- إسم الكتاب : المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري في حكم السهو في الصلاة.
«نظم الشيخ الأخضري»
- المؤلف : العلامة عبد الله محمد بن أب المزمري التواتي دفين تيميمون.
- الطبعة: الثانية على ثقافة أبو عامر محمد بن أحمد.
- المصدر: تازولت- زاوية كتنة أدرار. الجزائر.
- الحجم: 5,79 Mo.



* ترجمة موجزة للمؤلف:

- هو الإمام العلامة المصنف الفقيه أبو عبد الله سيدي محمد بن أب بن أحمد، وفي رواية بن أحميد، بن عثمان، بن أبي بكر، المزمري نسبا، التواتي مولدا ودارا، ولد بقرية أولاد الحاج ضواحي مدينة أولف التابعة حاليا لبلدية تيمقطن دائرة أولف ولاية أدرار في العقد الأخير من القرن الحادي عشر للهجرة...

اضغط هنا لقراءة المزيد


~*~*~*~*~*~

فحوى الكتاب:

لما كثر الإقبال على نظم « العبقري في حكم سهو الأخضري »، وهو نظم في سجود السهو وترقيع الصلاة على المذهب المالكي، لصاحبه رحمه الله « العلامة أبي عبد الله محمد بن أبّ المزمري التواتي »، طلب من الشيخ « عبد الله محمد بن أبا عمر التواتي »، أن يضع له شرحا لطيفا ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، فأجابهم لذلك - رحمه الله - فكان هذا الشرح الذي بين أيدينا، والذي سماه : « المورد العنبري على المنظومة المسماة بالعبقري في حكم السهو في الصلاة»

~*~*~*~*~*~

رابط التحميل

هنــا
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي مصطفى الرماصي



- العلامة المتفنن المحقق و الجهبذ النقاد المدقق، من أذعنت له في وقته الأقران، ولم يختلف في فضله وسعة علمه اثنان وتزاحم على بنات فكره وعرائس سره الداني من أهل العلم والقاصي، الشيخ الإمام القدوة سيدي مصطفى بن عبد الله بن مومن الرماصي، نسبة إلى رماصة1، «قرية صغيرة من قرى مستغانم»، هذا هو الأشهر في عنوانه، وقد يدعى عند بعضهم بأبي عبد الله محمد بدل مصطفى لكنه خلاف الجاري على ألسن العلماء و عملهم في الرمز إليه كما في البناني وغيره.

~*~*~*~*~*~

كان رحمه الله تعالى ممن اشتهر بالتحقيق والتحرير والمتانة في الدين، وسمع الكلمة عند السوقة والأمير، مع لين جانب وتوءدة وتسليم وسريرة صافية وقلب سليم، ومع ذلك ربما يقول في بعض فتاويه لمن يتخيل منه أباية أو تساهلا فيما يلقي عليه فان امتثلت وإلا فسهام الشريعة صائبة مسمومة وعادة الله بهتك من أعرض عنها واضحة معلومة، ورحل رحمه الله إلى مصر في طلب العلم واكتساب الآداب، واقتنى النفائس واجتلى العرائس عن أكابر أهلها من الأصحاب ورحل قبل إلى بلد مازونة 2، وأخذ عن أكابر أهلها من أسلاف السادات الراسيين، وموضع درسه من مسجدهم إلى الآن مشار إليه ومتبرك به، ويتنافس الطلبة على الجلوس فيه.




ومما يناسب هنا ما حكاه لي العلامة سيدي محمد أبو راس مفتي الديار المازونية الآن أنه سمع من جده سيدي أحمد بن سيدي هني أن الشيخ المصطفى الرماصي، وسيدي عمر بن دوبة، و سيدي العربي بن الحطاب كانوا مسافرين بمازونة لقراءة الفقه على أحد الشيوخ من أسلافهم الأقدمين يعني أسلاف سيدي أحمد بن سيدي هنى المذكور، فذات يوم أذن لهم الشيخ في الانصراف وأمر كلا بالرجوع إلى وطنه وقال للشيخ مصطفى أنت المذهب وللشيخ عمر أنت الولي وللشيخ العربي أنت البندير(الرق أو الدف)، ففرح الأولان واهتم الثالث واغتاظ ووقع في قلبه شيء من مقاله البندير وحكى لوالديه ذلك فسألاه هل قال لك الشيخ ذلك في حالة رضى منه أم سخط؟ فقال بل في حالة رضى، فقالا إذا لا بأس عليك، فلم يطمئن قلبه حتى انطلقا به إلى شيخه متضرعين طالبين العفو و الرجوع عن كلمة البندير، فأجابهما الشيخ بأن هذه قسمة وقعت من سيد الوجود صلى الله عليه وعلى آله و سلم، فإن كرهتموها فقد كرهتم قاسمها، ففرحوا حينئذ بذلك وكان من أمره أن صار يمدح النبي صلى الله عليه و آله وسلم و يذكر شمائله بحضرته، ومدحه يماثل مدح سيدي الأخضر مما هو محفوظ عند أولاده مقرر اهـ.



وتآليفه رضي الله عنه بديعة عزيزة المقال، لا زال الأفاضل يقتنونها مستصغرين فيها نفائس الأموال منها شرحه على متن السنوسية ذكر أنه أشبع فيه الكلام على ما يتعلق بالبسملة و الحمدلة، ومنها و هو أشهرها حاشية على شرح شمس الدين عامر ابن ضرب العدواني التتائي على متن أبي الضياء سيدي خليل في فقه مذهب ملك بن أنس رضي الله عن الجميع، قال في طالعتها بعد البسملة والصلاة و تعريفه بنفسه لما كان علم الفقه أفضل العلوم بعد كتاب الله و سنة رسول الله إذا به تعرف الأحكام و يتميز الحلال من الحرام، وقد صنف فيه الأئمة الأعلام دواوين لا تحصى الخ، ولم نقف أيضا على تعيين مولده ووفاته، غير أنه كان في حدود أوائل القرن الثاني عشر بيقين بمستندات لا شبهة فيها ولا مين، هذا ما يسره الله تعالى من ذلك المطلوب، وصلى الله على الحبيب المحبوب سيدنا محمد و على آله و سلم تسليما.

~*~*~*~*~*~

المصدر/

كتاب «تعريف الخلف برجال السلف» لسيدي أبي القاسم محمد الحفناوي - الجزء2 - ص: 566 - مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر- سنة 1906 م

هوامش/

1- رماصة:

هي قرية صغيرة من قرى مدينة مستغانم بالغرب الجزائري

2- مازونة:

- مدينة تاريخية جزائرية تقع في الغرب في قلب جبال الظهرة تابعة الآن لولاية غليزان يعود تاريخ نشأة هذه المدينة قبل ميلاد سيدنا عيسي عليه السلام، و روى ابن خلدون أن مازونة أسست من قبل الأمازيغ ...كانت عاصمة بايلك الغرب في الحكم العثماني، ومنارة للعلم والعلماء...ومن بين أبرز علماءها العلامة أبي زكريا يحيى بن عيسى بن موسى المازوني صاحب كتاب الدرة المكنونة في نوازل مازونة، الغني عن كل تعريف والذي يُعدُّ من الكتب المعتمدة في الفتوى في المدرسة المالكية.
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد المعروف بالشريف التلمساني



الشريف التلمساني (710هـ - 771هـ ) - (1310م - 1370م ).

- هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن يحيى الإدريسي الحسني العلويني «نسبة إلى قرية من أعمال تلمسان تسمى العلوين» المعروف بالشريف التلمساني، من أعيان المالكية وكبار باحثيهم. نشأ بتلمسان وأخذ عن علمائها، وقد لازم العالم الكبير الآبلي مدة طويلة، وأصبح علماً معروفاً انتهت إليه الإمامية بالمغرب، فنال شهرة عظيمة لدى علماء الأندلس، راسله أكبر علماء الأندلس يطلبون منه إبداء الرأي في مسائل فقهية أو في كتب من أمثال أبو سعيد بن لب شيخ علماء الأندلس وأبو عبد الله لسان الدين بن الخطيب.

~*~*~*~*~*~

- انتقل الشريف من تلمسان إلى تونس عام 740هـ أين التقى علماء كبار وأخذ عنهم من أمثال عز الدين بن عبد السلام، وفي عام 753هـ ضمه السلطان المريني أبو عنان لمجلسه العلمي وأراد نقله إلى فاس، ولكن الشريف حنّ إلى مسقط رأسه والاستقرار بموطنه الأصلي، فاعتقله أبو عنان وأساء معاملته، ثم عاد إليه واسترضاه وجعله من المقربين إليه وذلك بعد استيلائه على مدينة قسنطينة والمغرب الأوسط بكامله. وبقي ملازم السلطان إلى حين وفاة أبو عنان عام 759 هـ، فاستدعاه حمو موسى بن يوسف الزياني بعد أن استرجع تلمسان من المرينيين، وقربه إلى مجلسه وزوجه ابنته وشيد له مدرسة بتلمسان درس فيها إلى أن وافاه أجله عام 771هـ.

~*~*~*~*~*~

- وصفه ابن خلدون الذي عاصره، بالإمام العالم الفذ وبفارس المعقول والمنقول وصاحب الفروع والأصول. وللونشريسي كتاب في ترجمته أسماه «القول العنيف في ترجمة الإمام أبي عبد الله الشريف»، ترك الشريف التلمساني آثاراً كثيرة تدل على مكانته العلمية، منها المطبوع والمخطوط والمفقود، منها: كتاب في القضاء والقدر، مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول، فتاوي في مسائل فقهية.



المراجع/

عادل نويهض ،معجم أعلام الجزائر، بيروت: الطبعة الثانية 1400هـ، محمد بن محمد مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، بيروت: دار الكتاب العربي، د.ت. ابن قنفذ القسنطيني، كتاب الوفيات، تحقيق عادل نويهض، بيروت: منشورات المكتب التجاري، 1971. ابن خلدون، التعريف بابن خلدون ورحلته غرباً وشرقاً، تحقيق: محمد بن تاويت الطنجي، القاهرة: مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1951.
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة سيدي محمد بن أب المزمري التواتي



محمد بن أب المزمري (ت 1160هـ)

- حياته ونسبه الشريف :

هو أبو عبد الله سيدي محمد بن أب بن أحمد، وفي رواية بن أحميد، بن عثمان، بن أبي بكر، المزمري نسبا، التواتي مولدا ودارا، ولد بقرية أولاد الحاج ضواحي مدينة أولف1 التابعة حاليا لبلدية تيمقطن دائرة أولف ولاية أدرار في العقد الأخير من القرن الحادي عشر للهجرة، إذ لم يعرف له الرواة تاريخا محددا لميلاده، وقد اجتهد الشيخ العلامة باي بالعالم لإيجاد تاريخ تقريبي فاستدل بمؤلف في العروض صنفه ابن ابّ في بداية حياته، وهي قصيدة في فك البحور، وهي من البحر الطويل نظمها في سنة ستة عشر ومائة وألف للهجرة، كما رمز لها بقوله «ويقش» قال في آخرها:

فَعُولن بتثمين حوى مُتقارب *** وقل خبب لن والنظام قد انتهى
بحمد إله العرش في عام «ويقش» *** ولا حول إلاّ بالإله ولا قوى.

وكلمة «ويقش» التي أوردها الناظم في قصيدته حسابها بالجمل الأبجدي "المتعارف والمتعامل به في المنطقة" تعدل العدد 1116 وهي التي أستدل بها سيدي باي بالعالم في تحديد سنه ميلاد المترجم له.

دراسته وشيوخه :

نشأ محمد بن أب المزمري في مسقط رأسه بقصر أولاد الحاج ضواحي مدينة أولف ، وبها تلقى مبادئ علومه الأولى، ثم أتصل بعد ذالك بالشيخ محمد الصالح بن المقداد (ت.ق 12هــ) وبعدها أنتقل إلى قصر زاوية كنته، واتصل بالشيخ الفقيه سيدي عمر بن المصطفى بن سيدي عمر الرقادي (ت.1175هــ)، ومكث بالزاوية طويلا دارسا ومدرسا حتى أنتقل منها لعلة في مائها متوجها الى مدينة تمنطيط التي درس بها طويلا، ثم أنتقل بعد ذالك إلى عدة مدن وأقطار عربية وإسلامية، واستقر به المطاف أخيرا بمدينة تميمون شمال ولاية أدرار وبها توفي.

ومن جملة مشايخه وأساتذته أيضا ،يذكر الشيخ عبد الرحمان بن باعومر التنلاني (ت.1189هــ) أحد تلامذته المقربين أنه "أخذ ببلده الفقه عن السيد محمد الصالح بن المقداد، وعن الفقيه شيخنا سيدي عمر الرقادي، أما النحو والعروض فأخبرني أنه لم يأخذها عن شيخ يعتمد عليه فيهما وأنه فتح الله عليه فيهما على يد صالح، أما النحو فعلى يد العلامة الولي الصالح سيدي أحمد التوجي وأما الخزرجية فعلى يد الشيخ بن عبد الكريم المغيلي.



أوصافه رضي الله عنه:

أما عن صفاته وأخلاقه في التعليم فيقول عنه تلميذه سيدي عبد الرحمان بن باعومر التنلاني (ت.1189هــ): "كان متقنا، مجيدا، متفطنا ،عارفا يباحث الشراح في مجلسه بأحسن بحث، إلا أنه كان قليل الإقراء، ضجورا على الطلبة، وكان رحمه الله ورعا في الفتوى لا يكاد يجيب في نازلة؛ ويحيل على غيره ولو كان أدنى منه، وكان متقنا في الضبط لا يتساهل فيه.

تلاميذه :

على الرغم من كثرة نشاط بن أب العالمي وتعدد رحلاته داخل وخارج الوطن، إلا أن هناك قلة من تلاميذه الذين كتبوا عنه، أو ترجموا له ضمن سلسلة أشياخهم، ولم تسجل كتب التراجم سوى تلميذين بارزين، جاء ذكرهما في كل الأسانيد التي تتحدث عن تلاميذ محمد بن أب المزمري، أما الأول فهو ابنه ضيف الله وقد أثر عنهما مناظرات نحويه عدة، جاءت في شكل أبيات شعرية تضمنتها بعض حواشي مخطوطات المنطقة، وأما تلميذه الثاني فهو الشيخ سيدي عبد الرحمان بن باعومر التنلاني (ت.1189هــ) وقد سجل ذالك بنفسه ضمن سلسل أشياخه حيث قال : "لقيته في صغري وأنا في المكتب بزاوية عم والدي بتنلان، مر بها متوجها لبلاد تجرارين، فحضرت أقرانه للمرشد المعين، فأعجبني تدريسه، فواعدته أن رجع لبلاده أن أرحل إليه للأخذ عنه، فلم يقدر لي ذالك، ثم لقيته مرارا بعد ذلك، واستفدت منه فوائد في النحو واللغة وغيرها ....، وحضرت دروسه فيها.

آثاره:

مؤلفات إبن أبّ كثيرة ومتنوعة، تفوق الحد والحصر، فمنها ما هو مطبوع، ومنها ما هو مخطوط ينتظر الجهد والعزيمة، وسنعرض في ما يلي عددا من ميراثه العلمي.

- قصيدة في فك البحور مطلعها:

بدأت بحمد الله رب مصليا *** على أحمد الهادي الرضا علم الهدى
وأصحابه والأكرمين وآله *** وبعد فخذ فك البحور على الولا

وهي من البحر الطويل نظمها في سنة ستة وعشر ومائة و ألف للهجرة

ختمها بقوله:

فَعُولن بتثمين حوى مُتقارب *** وقل خبب لن والنظام قد انتهى
بحمد إله العرش في عام ويقش *** ولا حول إلاّ بالإله ولا قوى.

- نظم مقدمة ابن آجروم
- أرجوزة في علم العروض وسماها (وائق الحلل في ذكرالقاب الزحاف والعلل)
- نظم باب السهو من الأخضري وسماه (العبقري)
- نظم مقدمة الأجرومية وسماه (نزهة الحلوم في نظم نثر ابن آجروم)
- نظم آخر على الأجرومية من البحر الطويل وسماه (كشف الغموم على مقدمة ابن آجروم)
- أرجوزة في علم الكلام
- أرجوزة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم تشتمل على 89 بداها بقوله:

صل يا إلهي ثم سلم *** دائما على خير الأنام
ما دعاك أو لباك محرم *** قاصدا إلى البيت الحرام

وختمها بقوله:

لامتداح خير الخلق طرا *** سيّد الورى النبي التهامي
يا محمد لازلت تقرا *** من إلهنا أزكى السلام

- تحلية القرطاس في الكلام على مسألة الخماس
- الذخائر الكنزية في حل ألفاظ الهمزية
- روضة النسرين في مسائل التمرين.
وغير ذلك كثير.....



صورة من مخطوط الذخائر الكنزية في حل ألفاظ الهمزية « مخطوطة بخزانة المطارفة»

~*~*~*~*~*~

وفاته رضي الله عنه:

في ظهر يوم الاثنين العاشر من جمادى الأخيرة سنة ألف ومائة وستين هجرية « ت. 1160هـ » انطفات جذوة محمد بن اب المزمري بتيميمون 2 ودفن بمقبرة سيدي عثمان وسط المدينة وقبره إلى جوار الولي الصالح سيدي عثمان أحد أولياء المنطقة.
وقبره مشهور ويزار وهو معروف اآن بقبر العبقري نسبة إلى مؤلف المتداول في المنطقة «العبقري في نظم سهو الأخظري» رحل ابن أب وبقي حيا بعلمه وآثاره رحمه الله ورضي عنه وجزاه عنا كريم الجزاء و نفعنا الله ببركاته آمين.

المصدر:

الترجمة ملخصة من كتاب محمد بن أب المزمري حياته وآثاره للدكتور أحمد جعفري.

هوامش/

1) أولف:




هي إحدى دوائر مدينة أدرار بالجمهورية الجزائرية، تحتل القسم الشرقي للولاية، تبعد بحوالي 240 كلم عن مقر الولاية، يبلغ عدد سكانها حوالي 41 ألف نسمة، تمتاز بطابعها المعماري الإسلامي.

تضم هذه الدائرة أربع بلديات هي:

* أولف
* أقبلي
* تيط
* تمقطن

تعتبر هذه المدينة مجمع لثقافتين هي ثقافة سكان منطقة تيدكلت وسكان منطقة توات وهذا كونها تابعة إداريا لولارية أدرار وهي منطقة توات كما أن لها اختلاط عظيم في النسب مع سكان منطقة تيدكلت وبالخصوص مدينة عين صالح وقد اعتبرت سابقا نقطة ألتقاط الأنفاس بالنسبة للقوافل القادمة من الشرق مرورا بهضبة تديكلت أو الاتية من الغرب من منطقة توات والمغرب، تضم بلدية أولف عدة أحياء هي: زاوية حينون وهي من أكبر أحياء المنطقة، ضف إلى ذلك تقراف - أجديد - الركينة - قصبة ميخاف - عمنات - قصبة بلال.

بها مكتبة أثرية تعد من أعرق مكتبات المنطقة تحوي كتبا من القرون الوسطى بها تاريخ المنطقة وتقع هذه المكتبة ببلدية أقبلي والتي هي تابعة إداريا لدائرة أولف.



خريطة تظهر الأقاليم التابعة لمدينة أدرار

2) تيميمون:



تعرف باسم الواحة الحمراء نسبة إلى بيوتها الملونة بالأحمر وتعرف أيضا باسم قورارة و هي مدينة جميلة جدا ، محاطة بمجموعة من الواحات مثل تينركوك ، سوامي، دلدول، أوقروت وهي قرية تطل على غابة من النخيل ويطل على جزء من العرق الكبير التي تتألف من كثبان رملية رائعة، تقع هذه المدينة في الجنوب الجزائري في منطقة قورارة التابعة لولاية أدرار.
تكملة الموضوع

ترجمة الولي الصالح سيدي محمد الصالح الورتيلاني



محي الفنون و بحر العلم و الدين بعد اندراسه على التعيين المتصف بعلم اليقين، أتقى المتقين، بل أنه شرب من علم اليقين حتى صار من أهل التمكين، علامة زمانه وقدوة أوانه، بركة الأوائل، قد زحلق و أواخر لقابل لحكمة ربانية يعلمها مرسل صاحب الشمائل الولي الصالح سيدي محمد صالح الورتيلاني، كاد أن يجدد الدين في وقته وعلمه مشهور وفضله منشور، توفي في القرن الحادي عشر، ضريحه معلوم ويزار في قرية أجلميم عرش بني أجمات، عرش من عروشنا بني ورتلان وهو في غاية الصدق والوفاء وعن كل متشبه أو شبهة قد خفا رحمه الله و قدس ضريحه و أفاض علينا خيره و ربحه، و نوره قلوبنا أولادنا باليقين و التمكين وحلانا بحلية المتقين في كل تحريك و تسكين.

~*~*~*~*~*~


و هذا الشيخ كان مدرسا للعلم قائما بأمور الطلبة بنفسه مع قلة ذات يده، ويهاجر من كل بلد وقيل ليس على الأحكام الشرعية إلا جيرانه بنو أجمات من بلدنا، فقد انتقل من قرية يبكن ويسكن يتن من بني عيدل فكانوا يمنعون الميراث أيضا فأمرهم بإعطائه وحرضهم على ذلك، فلما رآهم امتنعوا و توانوا رأى هجرته واجبة و علم منهم إن انتقل بحرضتهم يمنعونه، فتركهم إلى أن ذهبوا إلى الزيتون زمانه بحيث لا يبقى أحد في العمارة إلا الضعيف و كبير السن، فلما آن زمانه و حان وقته ذهبوا إليه فرفع زوجه و شؤونه فوقع النداء من العمارة و الصياح ليجتمعوا على الشيخ إذ لا قدرة لهم على فراقه، فتسابقوا إليه من كل فج عميق ليمسكوه، فلما ألحوا على رجوعه و إقامته معهم حلف لا يرجع إليهم إلا بالرجوع إلى الأحكام الشرعية، وقد علم الله في ذلك فامتثلوا أمر يجد و صدق، فرجع فيهم على الأحكام الشرعية إلى الآن و الحمد الله تعالى على ذلك.

~*~*~*~*~*~

نعم أولاده على طريقه من العلم و الحلم و الفضل الإحسان و الأدب و الحياء و البركة رضي الله عنهم، سيما الورع الزاهد المقتفي آثار النبي صلى الله عليه وسلم، المتمكن في طريق الله عز وجل، الجامع بين الحقيقة و الشريعة قدس الله روحه، ولي ظاهر سيدي الحسين نجل الشيخ المذكور المتبع للسنة النبوية و الشريعة المحمدية، كادت أوصاف سيّد الخلق أن توجد فيه، و قد تخلق بمعاني الأسماء و الأوصاف الإلهية، ظاهرة راغب في الدنيا و باطنه خال منها، فالجاهل من الناس إذا رأى حرصه في الظاهر يقول: سيدي الحسين يحب الدنيا، وليس كذلك، بل الدنيا في يد العارف أمانة، و الأمين لا يضيعها وإنما يترقب بها أمر صاحبها أو يردها لصاحبها، ومن أحاط علما بذلك فلا يتغير لفواتها و فقدها لأنها ليست له.

~*~*~*~*~*~

وكان رضي الله عنه يطعم الطعام اليتامى و الأيامى من النساء المحتاج كل يوم كأنه و ليمة عنده، وأخبرني الولي الصالح الأستاذ تلميذ سيدي أحمد بن الحسين أنه سمع من الشيوخ يقول، وجدت تحت الديار زيرين من ذهب، أزال عنهما الستر السيل إزالة، فهمت نفسي بأخذهما فمنعتهما ذلك، ورديت التراب عليهما، فلما أخبرنا بذلك و نحن طلبة عنده قلت له يا شيخي لو أتيت بذلك، فإن المحتاج عند كثير فأجابه قائلا لو أتيت به ربما قالت نفسي هذه الدار لا تصلح وكذا الفرس ابن غيرها، و اشتر أجود منها إلى غير ذلك من شأني كله، فلما علمت حالها، كان ترك ذلك هو أولى بي و أجدر و الإتيان به أشر و أعذر فتركت ذلك، و قال والدي إني لزمته و لم يكن الخير إلا منه، فاغتنم بركته وصار في إتباع السنة و الورع و التقشف أكثر منه، وكان صديقا ملاطفا لجدي و الولي سيدي يحي بن حمودي و سيدي علي الصافي و غيرهم، ومع هذا إذا كان العرس ركب فرسه و لعب بها للسنة النبوية، وكانت والدة أبي من الصالحات شريفة كوالدتي أيضا، و كانت تقسم الليل أثلاثا ثلث الصلاة، وثلث للنوم، وثلث للذكر، وجاري كان عنده الزيتون، وسيدي الحسين ليس عنده، فجعل حظا من الزيتون للشيخ يلتقطه بطهارة أيضا، ليغتنم معارف الشيخ و نوره، و ليغتنم بركته أيضا وحمه الله و نفع به.

~*~*~*~*~*~


و أما أولاده فلا تجد فيهم ناقصا، بل كلهم على الكمال، و كذا أولاد الشيخ سيدي محمد صالح جل أحوالهم على الهدى، وسيدي عبد الله من الصالحين و ترك و ليين من الصالحين سيدي عبد الرحمن و سيدي أحمد و هما متفرقان في السكنى، وقد سمعت أنه قال لي لما تحيّرت من أمر السكنى رأيت قائلا يقول: «فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته» الآية... فسكن موضعا و هو المسمى أثروش مستند إلى الكهف كما رآه في النوم كذلك، فظهر له الفضل و ولداه صالحان سيدي عبد الوهاب، وسيدي علي، قد قرأت على سيدي علي الألفية حاصله أولاد سيدي محمد الصالح لم يقدموا الفضل، وإن كان بعضهم أولى من بعض و كذا أهله و أولاده، وسيدي محمد صالح من قرية بيكن، كلهم على الفضل و العلم و الحلم و الخير خصوصا العلم الفاضل الخطيب المحقق في علم الكلام، وقد سمعت ممن سمع من تلميذه سيدي محمد العيادي أنه قال إن الشيخ قرأنا عليه شهرا بتمامه من قوله فعلى العاقل إلى الختم من غير تبطيل دائما إلى الليل نصا واحدا، و قد سمعت أيضا أنه قال رأي الشيخ السنوسي في النوم يضرب برأسي و يقول أنت أولى بكلامي يا مسعود، و هو العالم الفاضل سيدي المسعود بن عبد الرحمن آية من آيات الله تعالى، و قد تزوجت بنتين من ولده سيدي السعيد، و سيدي علي ولده محقق في علم الكلام غير أنه لا يصل مرتبة أبيه، وكذا سيدي محمد بن الفقيه محقق في علم الكلام فاضل صالح مشتغل بنفسه، و قد أخذ عني الصغرى، بل قرأها قراءة تحقيق بحاشية المحقق المراكشي و كذا أخذ مني الفقيه الفاضل العادل الأديب الحبيب يحي بن حمزة، وهو ليس منهم، فنبهنا عليه لأنه من أجل الفضلاء، قد رأى الكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يحي بن حمزة من أحبائي و كفى به.



و من الصالحين سيدي الحسين بن حمزة، أنه اشتغل بربه ونفسه إلى أن مات نفعنا الله بجميعهم، ومن هذه الفئة الأديب سيدي محمد بن حم و أولاده مثله.

~*~*~*~*~*~

انعطاف بقي واحد من أولاد سيدي محمد صالح بن سيدي علي بن محمد ظاهر الصلاح، لا أشك فيه إذ خصاله كلها محمودة و دعاؤه، مستجاب كريم على الإطلاق اللهم ارزقه بذكر من صلبه يعمر محله بالعلم و السّر و الولاية و الزهد و الكفاف و العفاف، نفعنا الله بجميعهم آمين بمنه وكرمه، ومن أولاد هذا الشيخ نفعنا الله به سيدي علي بن محمد حي فاضل ذو حب في الله و في كل منتسب أفاض الله علينا من بركاتهم آمين اهـ. ورتيلاني.



~*~*~*~*~*~

المصدر :

كتاب: تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبي القاسم محمد الحفناوي «الجزء الثاني» ص: 386 إلى الصفحة 390 – مطبعة بيير فونتانة الشرقية في الجزائر 1906م.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |