بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- كتاب: شرح الإمام حسن درويش القويسني على متن السلم في المنطق.
- تصنيف: الإمام العلامة سيدي حسن بن درويش القويسني.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.
- ترجمة صاحب المتن: سيدي عبد الرحمن الأخضري.
هو الشيخ العارف بالله العلامة وحيد عصره وزمانه الولي الصالح، المحقق، المتفنن في العلوم، سيدي عبد الرحمن بن محمد الصغير بن محمد ابن عامر الأخضري البنطيوسي البسكري الجزائري المالكي أبرز علماء الجزائر في القرن العاشر الهجري، الذي أطبقت شهرته الآفاق وغدت تأليفه تدرس في شتى حواضر العلم والمعرفة داخل وخارج البلاد، من بغداد إلى الأزهر بالقاهرة إلى الزيتونة والقيروان بتونس إلى مراكش وفاس بالمغرب.
- مولده:
ولد رضي الله عنه سنة (920 هـ/ 1514م) ببلدة بنطيوس إحدى واحات مدينة بسكرة، التي تبعد عن مقر الولاية بحوالي ( 30 كلم) و بـ (400 كلم)عن العاصة الجزائر، من عائلة شريفة عرفت بالعلم والصلاح والتقوى، والده العالم المدرس محمد الصغير وأخوه الأكبر أحمد الأخضري كان عالما ومدرسا أيضا أخذ عن كليهما الفقه وعلوم اللغة وعلم المواريث بعد أن حفظ القرآن وأتقن رسمه وتلاوته ثم واصل تعلمه بقسنطينة ثم جامع الزيتونة.
- مؤلفاته:
ألف الشيخ الأخضري في شتى المعارف العقلية و الشرعية والفقهية واللغوية والرياضية والفلكية ومن أشهر مؤلفاته السلم في المنطق الذي ترجمه المستشرق الفرنسي لوسيان سنة 1921 وقد عده من أعظم الكتب العالمية حيث قارنه بكتاب " حديقة الزهور الإغريقية" لمؤلفه كلود لانسلوا، نظمه وهو ابن احدى وعشرين سنة! وفي كشف الظنون السلم للشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمد الصغير في المنطق نظمه ثم شرحه سنة 941هـ، وتعرض لذكره الشيخ العياشي في رحلته وأثنى عليه، وذكر أنه هو الذي أظهر قبر نبي الله خالد بن سنان عليه السلام، وهو مزار عظيم بتلك الجهة، وتعرض لذكر هذا النبي أيضاً صاحب المؤنس....
- اسمه:
برهان الدين حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني[1].
- الميلاد:
ولد في مدينة قويسنا، محافظة المنوفية، ونُسِبَ إليها.
- نشأته ومراحل تعليمه:
كان الإمام الشيخ حسن القويسني - رحمه الله - كفيف البصر، ولم تأت لنا تب التراجم بأي شيء عن نشأته ومراحل تعليمه، وأنه اشتهر باسم البرهان لقويسني الشافعي.
- تلاميذه:
تخرج على يد الإمام الشيخ القويسني - رحمه الله - كثير من أعلام العلماء من أشهرهم: الشيخ إبراهيم الباجوري، والسيد مصطفى الذهبي، والشيخ محمد البناني، ومن ألمع تلاميذه رفاعة الطهطاوي حيث درَّس له جمع الجوامع في أصول الفقه، ومشارق الأنوار في الحديث، وممن تتلمذ عليه حفيده الشيخ حسن القويسني شيخ رواق ابن معمر وأحد مدرسي لأزهر، سنة 1299هـ ودفن مع جده على باب ضريح الشيخ البيومي.
- أخلاقه ومنزلته:
كان الإمام الشيخ حسن القويسني -رحمه الله- عالما، تقيًّا، مدققًا، محققًا، ورعًا، زاهدًا، متصوفًا، مهيبًا، وقورًا، عزيزَ النفس، ذكر صاحب كتاب كنز الجوهر أنه: «كان رحمه الله من شرف النفس وعلو الهمة بمكان حتى محمد علي باشا أحبَّ أن يُنْعِمَ عليه بشيء من الدنيا فأبت نفسه ذلك..... واستغرقته الصوفية حتى كانت له أحيانًا شطحات لا يستسيغها غير الصوفية، ومن المعروف أن الإنسان إذا طغت مشاعره فإنه لا يحس غيره ولا يشعر بسواه، فيتصرف تبعًا لما تمليه وتستغرقه محبته، فيذهلون عن الدنيا وما فيها من ظواهر مادية زائلة فيتصرفون وينطقون بما لا يسيغه غيرهم، مما يسمونه الشطحات الصوفية أو الجذب، وكان الشيخ الإمام تعتريه هذه النوبات أحيانًا فيحدث منه ما لا يتسق ومنصبه الكبير، ولكن سرعان ما يثوب إلى حالته الطبيعية فيكون أتم ما يكون عقلا وأحسن ما يكون جلالا وتصونًا، قال صاحب كنز الجوهر: «وكان إذا جاء وقت درسه أفاق وقرأ درسه، ولم يزل على حاله إلى أن توفي سنة 1254هـ».
*-*-*
ونذكر هنا موقفًا حدث بينه وبين الشيخ الأمير يدل على سموِّ أخلاق العلماء، فقد ذكر الشيخ محمد سليمان في كتابه «من أخلاق العلماء» ص39 نقلا عن شيخه المرحوم الشيخ عبد المجيد اللبان أنه كانت هناك جفوة بين الشيخ الإمام والشيخ الأمير، وبلغت الجفوة الحاكم، وكان الشيخ الأمير عنده فسأله عن الجفوة وأخبَرَه أن الشيخ القويسني حدَّثه عنها، فقال الشيخ الأمير: ليس بيننا إلا الخير، وما أظن الشيخ القويسني حدَّثك بشيء من هذا، وأثنى على الشيخ القويسني ثناء جَمًّا، ولما انصرف من عند الحاكم ذهب إلى دار الشيخ القويسني وحدثه بما قاله الحاكم وما أجابه به، فقال له الإمام: صدقت في ظَنِّك، ما قلتُ للحاكم شيئًا، فقال الشيخ الأمير: هكذا أهل العلم يسوون ما بينهم في خاصتهم، وأما مظهرهم فيجب أن يكون قدوة في التآلف والخير، وإمساكًا على عروة الإسلام، وحفظًا لكرامة العلم - وزال بهذا ما بينهما من جفاء.
- مؤلفاته:
1) شرح السلم لسيدي عبد الرحمن بن محمد الصغير الأخضري البسكري الجزائري من علماء القرن العاشر الهجري، مطبوع «وهو كتابنا اليوم»، أما الشرح فتوجد منه نسختان خطيتان بدار الكتب رقم (2869)، (4114).
2) سند القويسني: قال في أوله: أخذت صحيح البخاري عن الإمام الفاضل الهمام الشيخ عبد الله الشرقاوي عن الشيخ الرحالة، منه نسخة خطية بدار الكتب رقم (23126ب).
3) رسالة في المواريث (في الفقه).
- ولايته للمشيخة:
بعد أن توفي الإمام الشيخ حسن العطار - رحمه الله - تقلَّد المشيخة شيخ الإسلام البرهان القويسني الشافعي سنة 1250هـ وبقي بها حتى وفاته.
- وفاته:
توفي الإمام الشيخ حسن القويسني - رحمه الله - سنة 1254هـ في القاهرة، ودفن بمسجد الشيخ علي البيومي بالحسينية بالقاهرة.
مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثنى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 2/190.
- شيوخ الأزهر، تأليف : أشرف فوزي 2/43 وما بعدها.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي ص141.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
- من أخلاق العلماء للشيخ محمد سليمان - من مطبوعات الشعب.
هوامش:
[1] ظهر في القرن الثالث عشر الهجري ثلاثة من العلماء يحملون اسم الشيخ حسن القويسني: الأول: ورد ذكر اسم الأب والجد، وله إجازة خطية بدار الكتب المصرية رقم 317 في مصطلح الحديث، أجاز بها أبا السعود عبد الرحيم بن مسعود الصعيدي الطهطاوي، والثاني: حسن العلوي بن داود بن عبد الله القويسني، وله بدار الكتب استجازة رقم 154 أجازه بها داود بن محمد بن أحمد القلعي. أما الثالث: فهو شيخ الأزهر الشيخ الإمام برهان الدين حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني المتوفى سنة 1254هـ، أما الأول: فقد يكون هو الثاني أو الثالث وقد يكون غيرهما، فإننا لا نملك دليلا علميًّا يحدد شخصيته.
المرجع:
دار الإفتاء المصرية على شبكة الإنترنت، قسم: تراجم وسِير.
0 التعليقات :
إرسال تعليق