من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب مختارات من تراث شيخ الأزهر محمد الخضر حسين - ج²

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: مختارات من تراث شيخ الأزهر محمد الخضر حسين – ج²

[هدية مجلة الأزهر المجانية لعدد ربيع الأول 1422هـ]

- المؤلف: العلامة محمد الخضر حسين الطولقي.
- الناشر: منشورات الأزهر الشريف – دار الجمهورية، ج.مصر.العربية.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل



ترجمة الإمام العلامة محمد الخضر حسين:


أولا: نسبه

ينتسب الإمام العلامة الشيخ محمد الخضر حسين إلى أسرة عريقة في العلم والشرف حيث تعود أسرته إلى بيت العمري في بلدة طولقة من عمالة بسكرة جنوب الجزائر وقد رحل أبوه من طولقة إلى نفطة على مقربة من الحدود الجزائرية بتونس بصحبه صهره مصطفى بن عزوز حينما دخل الاستعمار الفرنسي الجزائر، ومما يدل على عراقة أسرته في العلم أن منها جده مصطفى بن عزوز البرجي وأبو جده لأمه الولي الصالح سيدي محمد بن عزوز البرجي من أبرز رجالات التصوف بالجزائر، وخاله العلامة محمد المكي بن عزوز من كبار العلماء وكان موضع الإجلال في الخلافة العثمانية.

ثانيا: مولده ونشأته.

ولد الشيخ في 26 رجب 1293هـ/ 16 أغسطس 1876م، وكثر الجدال حول مكان مولده، حيث يقول بعض الباحثين أنه ولد في نفطة التونسية [¹] بيد أن البعض الآخر من الباحثين يرى أنه ولد في طولقة ونشأ بها، ثم هاجر مع أبيه إلى قرية نفطة التونسية هروبا من المستعمرين الفرنسيين، وهذا ما نميل إليه [²]، وفي ذلك يقول أستاذنا الدكتور محمد رجب البيومي: " ولد الأستاذ بقرية من قرى الجزائر على حدود  القطر التونسي في أسرة تعتز بعراقة النسب، وتفخر بما أنجبت من العلماء والأدباء، وحين بلغ الثانية عشر من عمره التحق بجامع الزيتونة طالبا، وأكب على التحصيل والتلقي حين نال الشهادة العالمية عن جدارة، وتهيأ للإفادة العلمية كاتبا ومدرسا وقاضي[³].

ثم أخذ العلم في نفطة، وقد ذكر أن والدته قد لقنته مع إخوانه كتب الكفراوي في النحو والسفطي في الفقه المالكي.

وفي عام 1306 انتقل مع أسرته إلى العاصمة، فتعلم بالابتدائي وحفظ القرآن مما خوله الانتظام بجامع الزيتونة، فجد واجتهد وثابر على مواصلة العلم حتى صار مثار إعجاب أساتذته، حيث درس على أستاذه سالم أبو حاجب صحيح البخاري، وعنه أخذ ميوله الإصلاحية وأخذ التفسير عن أستاذيه عمر بن الشيخ ومحمد النجار.

وفي عام 1316 نال شهادة التطويع التي تخول حاملها إلقاء الدروس في الزيتونة تطوعا، وكانت هذه الطريقة دربا للظفر بالمناصب العلمية وميدانا للخبرة والتدريب على مهنة التعليم، فعظمت مكانته في نفوس زملائه، وذاع صيته في البلاد حتى صار من قادة الفكر وذوي النفوذ، وأعجب به طلبة الزيتونة..

وفي عام 1329 وجهت له تهمة بث العداء للغرب ولاسيما فرنسا، مما وجهه صوب الشرق، وزار كثيرا من بلدانه، وزار حاله محمد المكي بن عزوز في الأستانة ولعل هذه الرحلة لاكتشاف أي محل منها يلقي فيه عصا الترحال، ثم عاد إلى تونس فلم يطب له المقام والمستعمر من ورائه.

ثم رحل على دمشق الشام عام 1330 مع أسرته ومن ضمنها أخواه العالمان المكي وزين العابدين، فهين الشيخ محمد الخضر حسين مدرسا بالمدرسة السلطانية وألقى في جامع بني أمية دروسا قدّره العلماء عليها وتوثقت بينه وبين علماء الشام الصلة وبخاصة الشيخ البيطار والشيخ القاسمي...

ثالثا: هجرته إلى مصر واستقراره بها:

لما سقطت الشام في أيدي الفرنسيين 1339هـ/1920م ما وسعه المقام فيها، وذلك لأن الفرنسيين كانوا قد حكموا عليه غيابيًا في تونس بالإعدام لاتهامه بالمشاركة في تحريض المغاربة بألمانيا وتركيا على الثورة ضد الفرنسيين في شمال إفريقيا، فهرب إلى مصر، وبقي فيها إلى نهاية حياته المباركة .

وعمل في مصر مصححًا بدار الكتب المصرية بشفاعة أحمد تيمور باشا الذي عرف قدره، وكان يلقي المحاضرات والدروس في مساجدها، ويكتب المقالات المتنوعة الكثيرة.

وفي القاهرة أنشأ "جمعية تعاون جاليات إفريقيا الشمالية" التي تهتم بالمغاربة من الناحيتين الثقافية والاجتماعية، وذلك سنة 1342هـ/1924م، وبعد عشرين سنة ألف جمعية "جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية".

وفي مصر اختلف مع طه حسين عندما ألف كتابه "في الشعر الجاهلي"، وكان في الكتاب انحراف خطير واتباع لأقوال المستشرق الإنجليزي مرجليوث وطعن في القرآن، فاشتد غضب علماء الأزهر حين صدر هذا الكتاب، وحاكموا صاحبه إلى محاكم مصر التي كانت تحت التأثير الإنجليزي فبرأته، وهنا ألف الشيخ محمد الخضر كتابه "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، الذي كان باعتراف طه حسين من أهم الردود عليه وأشدها حجة.

وفي سنة 1346هـ/1928م شارك في تأسيس "جمعية الشبان المسلمين"، ووضع لائحتها مع صديقه محب الدين الخطيب.

وفي مصر أنشأ "جمعية الهداية الإسلامية" مع بعض المشايخ منهم شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي، وذلك في سنة 1346هـ/1928م لمّا رأى التفسخ الخلقي آخذًا في الانتشار بين كثير من شباب مصر آنذاك، وكان من أهداف الجمعية محاربة الفساد والإلحاد، والتعريف بالإسلام، والسعي لتمتين الصلات بين الشعوب الإسلامية والسعي؛ لإصلاح شأن اللغة العربية وإحياء آدابها، وأصدر مجلة "الهداية الإسلامية" لتكون لسان حال الجمعية، وأُلقيت المحاضرات في المساجد والنوادي خاصة التي تتبع هذه الجمعية، وقد رَأَس الجمعية الشيخ محمد الخضر حسين، وفيها بعض الأعضاء البارزين مثل الشيخ علي محفوظ، والشيخ عبد الوهاب النجار، وفتحت الجمعية فروعًا في مصر وسوريا والعراق.

رابعا: المناصب التي توالها الشيخ بمصر:

    التدريس في الأزهر: اختير الشيخ محمد الخضر حسين للتدريس في قسم التخصص بالأزهر، وهذا دال على مدى علمه؛ إذ لا يدرس في الأزهر آنذاك إلا كبار العلماء.

    رئاسة تحرير مجلة الأزهر: اختير الشيخ محمد الخضر لتولي رئاسة تحرير مجلة الأزهر التي صدرت في بداياتها باسم "نور الإسلام" وذلك سنة 1349هـ/1931م، ثم تحولت إلى مجلة الأزهر، وما زالت تصدر إلى يومنا هذا، وبقي الشيخ فيها إلى أن عزل عنها بعد أربع سنوات.

•    وتولى رئاسة تحرير مجلة لواء الإسلام" سنة 1366هـ/1946م.

    وفي القاهرة اختير عضوًا بـ"مجمع اللغة العربية الملكي" عند إنشائه سنة 1351هـ/1932م.

    واختير عضوًا لهيئة كبار العلماء سنة 1370هـ/1950م.

    ثم اختير شيخًا للأزهر بعد ثورة يوليو في سنة 1371هـ/1952م، وفي عهده أرسل وعاظًا أزهريين إلى السودان، ثم استقال منه بعد أقل من سنتين، وفي ولايته للأزهر دلالة على رفعة شأنه عند العلماء والساسة، فقد كان الأزهر أعظم مؤسسة إسلامية في العالم الإسلامي، وقد قال الشيخ العلامة الأستاذ محمد الفاضل بن عاشور التونسي عند اختيار الشيخ محمد الخضر شيخًا للأزهر: ليحق لهذه الحقبة من التاريخ التي تُظِلُّنا أن تفخر بأنها بلغت فيها الصلات بين الأزهر والزيتونة أوْجها؛ فقد احتضن الأزهر إمامًا من أئمة الأعلام، كان أحد شيوخ الزيتونة العظام"، وقد أحسنت مصر وفادته منذ نزل إليها سنة 1339هـ/1920م، وتجنس بجنسيتها وبقي فيها إلى وفاته، ودفن فيها.


خامسا: مؤلفاته:

للشيخ عدة كتب؛ منها: "وسائل الإصلاح" ثلاثة أجزاء. وفي الكتاب نقد للأوضاع القائمة، وتقويم لها، وفيه ردٌّ على بعض الضلال الفكري الذي كان سمة من سمات ذلك العصر، وفيه تركيز على أثر العلماء والعناية بهم وحثهم على القيام بوظائفهم.

ومن كتبه أيضًا: بلاغة القرآن - أديان العرب قبل الإسلام - تونس وجامع الزيتونة - حياة ابن خلدون - دراسات في العربية وتاريخها - "تونس.. 67 عامًا تحت الاحتلال الفرنساوي" أصدره سنة 1948م - أدب الرحلات - الحرية في الإسلام - آداب الحرب في الإسلام – "تعليقات على كتاب الموافقات" للشاطبي - إضافة إلى مئات المقالات والمحاضرات.

سادسا: أواخر حياته:

استمر فضيلة الشيخ محمد الخضر حسين -رحمه الله- في أواخر حياته يلقي المحاضرات ويمد المجلات والصحف بمقالاته ودراساته الـقـيمة، بالرغم مما اعتراه من كبر السن والحاجة إلى الراحة وهذا ليس غريباً عمن عرفنا مشوار حياته المليء بالجد والاجتهاد والجهاد .

وكان أمله أن يرى الأمة متحدة ومتضامنة لتكون كما أراد الله خير أمة أخرجت للناس، وحسبه أنه قدم الكثير مما لا نجده عند الكثير من علماء هذا الزمان.

سابعا: وفاته رحمه الله تعالى:

وفي عام 1377 هـ انتقل إلي رحاب الله ، ودفن في مقبرة أصدقائه آل تيمور جزاه الله عن الإسلام خير الجزاء ، ورحمه رحمة واسعة بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه آمين.


مراجع الترجمة:

•    مقال للأستاذ الدكتور مجاهد توفيق الجندي – جامعة الأزهر الشريف – المنشور بالمجلة الخلدونية (الجمعية الخلدونية بسكرة) العدد 8 ديسمبر 1432.
•    سلك الدرر في أعيان القرن الثاني ط1/ دار صادر بيروت 2001م.
•    النهضة الإسلامية للبيومي ، ط/دمشق .
•    دراسات في حضارة الإسلام ، هاملتون جب ، ط1/ الهيئة العامة

هوامش:

[¹] راجع الأزهر الشريف في عيده الألفي، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب 1403هـ، ص:258 و259، و شيوخ الأزهر الهيئة العامة للاستعلامات ص:42.

[²] الدكتور مجاهد توفيق الجندي أستاذ بجامعة الأزهر الشريف، ج/ مصر العربية – ضيف شرفي وأحد المدعوين للجمعية الخلدونية ببسكرة – الجزائر، 2010 وذلك ضمن فعاليات الملتقى الوطني السادس(بسكرة عبر التاريخ) الذي تناول شخصية الشيخ محمد الخضر حسين الطولقي الجزائري شيخ الأزهر الشريف.

[³] انظر مقدمة لكتاب الحرية في الإسلام للشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر الأسبق بقلم محمد رجب البيومي - هدية مجلة الأزهر لعدد ذي القعدة 1424هـ.
تكملة الموضوع

حمل كتاب بنية الجملة الطلبية ودلالتها في السور المدنية (ج/ الأول)

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: بنية الجملة الطلبية ودلالتها في السور المدنية (الجزء الأول).
- المؤلف: أ.د/ دفة بلقاسم.
- منشورات: كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية – جامعة محمد خيضر – بسكرة – الجزائر.
- رقم الطبعة: الأولى – 1429هـ / 2008م.
- الناشر: مطبعة دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، عين مليلة - الجزائر
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل



نبذة عن الكتاب:

تعد فكرة إدماج علم المعاني في الدراسات النحوية من الوسائل المفيدة في وصف الدرس اللغوي وتحليله، فرأيت أنه من الأنجح الإفادة من هذه الرؤية ومحاولة تطبيقها على موضوع" بنية الجملة الطلبية في السور المدنية"، وذلك بتصنيف الجمل الطلبية بحسب وظائفها ومعانيها، وتحديد أنماطها وصوها مفسرا ومحللا.

ويثبت البحث أنّ بعض القراءات لها أثر في تفسير الجملة وبيان معناها، بعضها ليس له أثر في المعنى، وإنّما الاختلاف يعود إلى أمر لغوي نحوي أو صرفي أو غير ذلك، ويثبت كذلك أنّ تعدد القراءات هو ضرب من الإعجاز القرآني، ولذلك لم يستطع عالم واحد أو علماء في عصر واحد الإحاطة به.

وتبين أنّ الزمن في آي الذكر الحكيم زمن سياقي، فالسياق هو المجال المناسب لتحديده، وقد تبين- كذلك - أنّ الزمن خالد، وبخاصة في الجمل التي دلت على أحكام تشريعية.

وقد ارتضى البحث من أنّ اختلاف القراءات وتنوعها أدى إلى سهولة حفظ القرآن وتيسير نقله إلى هذه الأمّة، ومع تنوع الاختلاف لم يتطرق إليه تناقض بل يصدق بعضه بعضا، ويوضح بعضه بعضا.

أعمال أخرى للمؤلف:

•    كتاب: الجملة الإنشائية في ديوان محمد العيد آل خليفة.


تكملة الموضوع

حمل كتاب تاريخ الأندلس - للدكتور عبد القادر بوباية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين




- كتاب: تاريخ الأندلس.
- المؤلف: مجهول.
- دراسة وتحقيق: أ.د/ عبد القادر بوباية - أستاذ التاريخ وعلم الآثار، جامعة وهران- الجزائر.
- الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، لبنان.
- تاريخ الإصدار: 2007.
- رقم الطبعة: الأولى.
- الحجم بالميجا: 9 Mo.
- حالة النسخة: مفهرسة [العناوين الرئيسية].

رابط التحميل



هذا الكتاب:

يُعتبر هذا المخطوط من المصادر الهامة المتعلقة بجغرافية الأندلس وتاريخها نظراً لاعتماد مؤلفه المجهول على مؤلفات أصلية، معظمها من المصادر الضائعة أو المبتورة، وكأني به قد أراد أن يحفظ لنا، وإلى الأبد، تلك الصورة الجميلة التي كانت عليها العدوة الأندلسية في ظل الحكم الإسلامي، إذ ركز المؤلف في القسم الجغرافي الذي نحن بصدد تحقيقه على جملة من المحاسن التي كانت تتميز بها الأندلس عامة، والمدن الأندلسية المختلفة التي قدم المؤلف وصفاً مستفيضاً عنها بالاعتماد على معظم المصادر الجغرافية التي تم تأليفها في هذه البلاد منذ فتحها على يد طارق بن زياد وموسى بن نصير، وبذلك فقد حفظ لنا المؤلف معظم ما كتبه الجغرافيون المسلمون عن هذه البلاد.

يوضح لنا المؤلف المجهول العمل الذي يعتزم القيام به من خلال الديباجة التي استهل بها كتابه إذ جاء فيها بيان لمحتوياته، فهو كما يقول سيحدثنا عن "بلاد الأندلس وفضلها وصفتها، وذكر أصقاعها ومدنها وجبالها وأنهارها وعجائبها، وما خصّت به من الفضائل والبركات والجواهر والمعادن والأشجار والنبات، وذكر من نزل بها من الأمم والملوك من بعد الطوفان إلى أن فتحها الإسلام، ومن وليها من أمراء العرب بعد الفتح، ومن ملكها من الخلفاء الأمويين والحموديين العلويين، وذكر الدولة العامرية والقائمين بدولة هشام المؤيد، وذكر الثوار المتغلبين عليها بعدهم، ومن ملكها من ملوك المرابطين والموحدين وبني مرين وبني هود وبني نصر وبني أشقولة".

من أجل القيام بذلك قام المؤلف بتقسيم كتابه إلى قسمين بارزين، تناول في الأول وصف بلاد الأندلس، وقد اعتنى فيه عناية خاصة بالتحدث عن جغرافية الأندلس ومدنها، واحدة بعد الأخرى مبتدئا بمدينة قرطبة، ويبدأ هذا القسم من الورقة  47و إلى الورقة 65ظ ، إضافة إلى سطور من الورقة 66ظ، ثم ينتقل في القسم الثاني من كتابه إلى الحديث عن تاريخ الأندلس من عهد الطوفان إلى سنة سبع عشر وسبعمائة أي إلى وفاة محمد المخلوع، وهو الأمير محمد بن محمد بن يوسف بن نصر.

الدكتورعبد القادر بوباية أستاذ محاضر في تاريخ المغرب الإسلامي، قسم التاريخ وعلم الآثار، جامعة وهران، الجزائر‏

رابط إضافي آخر للكتاب 

تكملة الموضوع

حمل مخطوط إرشاد أهل الهمم العلية فيما يطلب منهم من الأدعية النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين




- مخطوط: إرشاد أهل الهمم العلية فيما يطلب منهم من الأدعية النبوية.
- تصنيف: العلامة سيدي عبد الله بن غانم الدرّاجي المسيلي.
- مصدر المخطوط: جامعة تورنتو – كندا [University of Toronto].
- مجموعة: توماس فيشر [Collection:  thomasfisher].
- عدد الأوراق: 244.

رابط التحميل


أوله:

" الحمد لله الملهم من شاء لطرق السعادة، فأوصلهم بفضله لنيل الحسنى وزيادة، فخاضوا في بحار كرمه العميقة، واستخرجوا درر المعارف من صميم الشريعة والحقيقة..."

آخره:

" إنتهى نقله البسكري اللهم أعمر قلبي من بوساوس ذكرك واطرد عني وساوس الشيطان "اخرجه أبو بكر بن داود في ذم الوسوسة" هذا ما يسر الله جمعه بقدر الطاقة ولكن يحتاج إلى مزيد تحرير فمن أراد ذلك فعليه بالتنقير والحمد لله العلي الكبير وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسائر أحزابه ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك الغافلون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"

وجاء في أخر ورقه من هذا المخطوط العبارة التالية:

" وكتبت هذه الجمل بعد المقابلة بحسب الطاقة في الحرم النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام في ثاني أشرف الربيعين سنة 1286 قاله جامعه الفقير غفر الله له الذنب الكبير والصغير والحمد لله رب العالمين"

ترجمة المصنف:

سيدي عبد الله بن غانم الدرّاجي الهذالي المسيلي ( ... – 1296هـ/ ... – 1879م)



السيد عبد الله بن غانم الدراجي الهذالي النجاعي، كان رحمه الله من أهل العلم والدين والزهد واليقين، انتقل من وطنه قسنطينة عالما يريد العلم، متجردا عن الدنيا وأهلها إلى أن لقي الله  تعالى بعمل صالح يشهد له به كل من رآه ولازمه، وأصله من فرقة الهذالة من قبيلة أولاد درّاج الضاعنة في الحضنة من أحواز المسلية.

أسفاره ورحلاته:

استوطنت عائلته مدينة قسنطينة، وبها تعلم وانتقل منها إلى تونس عالما، وأخذ في قراءة البخاري دراية ورواية، وحضر لختمه باي تونس سيدي أحمد الحسيني وأعيان المدينة علما وسياسة، فوقع له ما وقع.

وذهب إلى المدينة المنورة فألقى عصا التسيار بها، وأقبل فيها على علوم الآخرة ونشرها، ولقيه بها العلماء زوار الضريح النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وأخذوا عنه وأجازهم، وانتفعوا به، ومنهم في وطننا العلامة العامل الفاضل الورع البركة ابن البركة شيخنا سيدي محمد الحفناوي ابن القطب سيدي علي بن عمر صاحب زاوية طولقة، ومنهم الفقيه المفسر المحدث النحوي الصوفي العالم التقي خاتمة علماء وقته في مدينة الجزائر سيدي الحاج علي بن الحفاف مفتي السادة المالكية بها.

ووقعت بينه وبين صاحب الترجمة مخاطبات في مسائل كثيرة عمل فيها بقوله، ورجع من الحج يحدث عنه بعجائب من المكاشفات والكرمات، ومنهم من استجازه في بلده وأجازه، كشيخنا نخبة العصر ونابغته، قاموس العلوم وقابوسها، حفيدنا سيدي المكي ابن القطب سيدي المصطفى بن القطب الشيخ بن عزوز البرجي والحاصل أن الشيخ عبد الله الدراجي قد انتهى به في المنورة ما انتهى بالشيخ عليش في مصر وبعد كل نهاية بداية، نسأل الله تعالى العفو والعافية في الدارين.

كرامته:

كان الشيخ عالما صارما لا يخاف في الله لومة لائم، فلا يبالي بأمر أمراء المدينة ولا بِنَهيهِم في ما يراه مخالفا للشريعة، حكى أهل الثقة والصدق أنه من مر بالحرم الشريف فوجد فيه نساء الحجاج وأولادهم على حالة تنافي حرمة المحل، فلم يتمالك أن هجم عليهم بعصاه وأخرجهم منه، وصارت ضجة عظيمة انتهى خبرها إلى والي المدينة، فأمر الوالي بأن لا يبقي الشيخ في المدينة بعد ثلاثة أيام، ولما أخبروه بالأمر قال لهم قولوا له هو الذي يخرج من المدينة قبل ثلاثة أيام، وما أصبح الصباح حتى شاع أن الوالي مشرف على الهلاك، وكان كذلك واضطر الوالي بعد المعالجة ونحوها إلى استرضاء الشيخ فرضي عنه وزال ما به.

له من التآليف "إرشاد أهل الهمم العلية فيما يطلب منهم من الأدعية النبوية على اختلاف أحوالهم الزكية" فيه ثمانية فصول في نحو سبعة كراريس ومنها "إتحاف المريدين بتحقيق رابطتهم بالحضرتين".

ومن أحفاده في مدينة الجزائر اليوم قاضي السادة الحنفية الفقيه الشيخ حمو بن الدرّاجي، وأخيه الأديب الأريب علي الدرّاجي مترجم إدارة المجابي الجزائرية.

وفاته:

توفي سيدي عبد الله سنة 1296.

المرجع:

كتاب تعريف الخلف برجال السلف – لأبي القاسم محمد الحفناوي – مطبعة بيير فونتانة الشرقية – الجزائر، ج2 / ص: 234.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |