بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
-
مخطوط: نظم الشيخ محمد المهدي السكلاوي الزواوي في التصوف.
-
تصنيف: الشيخ محمد المهدي السكلاوي اليراثني الزواوي الجزائري.
-
نوع الخط: مغربي.
-
مصدر المخطوط:
النسخة الأولى: مخطوط بجامعة تورنتو (
Toronto) كندا، عدد الأوراق
5.
النسخة الثانية: مخطوط بمعهد الثقافة والدراسات الشرقية - جامعة طوكيو، عدد الأوراق
10.
أوله:
الحمد لله على ما أنعما *.*.* حمدا كثيرا طيبا معظما
ثم سلام الله مع صلاته *.*.* على النبي وآله وصحبه
وبعد هاك رجز للمبتدي *.*.* به يكون سالكا ويهتدي
جمعته من كتب الطريقة *.*.* أصل الشريعة كذا الحقيقة
هذا وأرجوا الله في الهداية *.*.* به في الإبتدا وفي النهاية
آخره:
قد انتهى يكفي الذي عمل به *.*.* يوقظه من غفلته وينتبه
والحمد لله على الإتمام *.*.* وأفضل الصلاة والسلام
على النبي وآله وعترته *.*.* والسالكين نهجه من أمته
رابط تحميل النسختين معا
ترجمة المصنف:
المهدي السكلاوي الزواوي: (
1200-
1278هـ /
1786 –
1862م)
يعتبر الشيخ المهدي السكلاوي
اليراثني¹ الزواوي، من علماء زواوة البارزين، ومن رجالات الطريقة الرحمانية المعروفين، ومن قادة الجهاد الأوائل في الجزائر، ورد في ختام منظومته في الطريقة الرحمانية ما يأتي "... منظومة السيّد الشيخ المهدي السكلاوي الأرثني عرشا الزواوي الجزائري إقليما الأشعري اعتقادا المالكي مذهبا الذي هاجر لدمشق الشام برحمة الله ورحمنا معه آمين".
ولدبـ: "
دلس²" عام
1200هـ =
1786م، أخذ العلم بزوايا المنطقة، وكانت من المناطق التي انتشرت بها الزوايا ومعاهد العلم، أخذ الطريقة الرحمانية عن الشيخ علي بن عيسى المغربي تلميذ الشيخ
الأزهري، والتي أخذها عنه فيما بعد الشيخ محمد أمزيان بن الحداد.
شارك في مقاومة المحتل، حيث عمل رفقة احمد الطيب بن سالم خليفة الأمير عبد القادر في زواوة على تنظيم المقاومة في الزواوة وتوحيد صفوفها استعدادا لمواجهة القوات الفرنسية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من احتلال المنطقة، إلاّ أن محاولاته ذهبت أدراج الرياح.
ولما انتهت مقاومة الأمير هاجر رفقة أحمد الطيب بن سالم وجمع من كبار زواوة إلى بلاد الشام عام
1260هـ =
1847م، وحُضي حين وصوله إلى دمشق باستقبال حار يليق بمقامه، وصار من المدرسين البارزين فيها وحصل من الدولة العثمانية على الأرض لنفسه ولأسرته والمهاجرين معه، ووجه من هناك دعوته إلى أعيان زواوة للهجرة، فاستجاب عدد منهم وهاجروا عن طريق ميناء دلس.
تولى بدمشق مشيخة الطريقة الخضرية، وكان له تأثير كبير على الحركة الدينية ببلاد الشام وكانت له أوراد يلقنها للمريدين ومنهم بعض حكام دمشق وعلمائها وله سمعة واسعة في الجزائر والشام، أخذ عنه بالشام الشيخ
محمد المبارك الجزائري.
قال عنه صاحب
حلية البشر: "...أخذ عنه كُبراء دمشق وعلمائها وحكامها وفضلائها منهم أحمد عزت باشا..." من آثاره ((
نظم في التصوف)) متداول بين أتباع الطريقة الرحمانية، وهو المخطوط الذي بين أيديكم اليوم، وقد اخترنا منه هذه الأبيات تبركا بها.
يقول رضي الله عنه:
".. ومن يرد أن يدخل الطريقة *.*.* يتب من الذنوب بالحقيقة
يختار شيخا كاملا يصحبه *.*.* يأخذ عهده ولا يتركه
يمتثل الأمر ويجتنب ما *.*.* ينهاه عنه دائما وليعلما
يأمره بعزلة وسهر *.*.* والجوع والصمت كذا بالذكر
لأنه وسيلة إلى العلى *.*.* فابتغها وجاهد لتصلا
من سار على المولى بلا مربي *.*.* كثر عوقه بلا ريب
لابد من شيخ لكل إنسان *.*.* يريد أن يرقى طريق الرحمن
من كان لا شيخ له يرشده *.*.* فشيخه الشيطان فاحذر نصحه
إذا وجدت كاملا قد سلكا *.*.* طريقنا عليه شد يدكا
لا ينبغي إذا أن تتركه *.*.* لترتقي المنازل المرتفعة
فاجعل أمورك جميعا عنده *.*.* كالميت بين يدي غاسل له
علاج نفسك عليك صعب *.*.* بغير شيخ لا تفيد الكتب
فلا يفارق المريد شيخه *.*.* حتى يكون عارفا طريقه
بالذوق لا بالعلم ثم بعد ذا *.*.* لا بأس إن كان بإذنه خذا.."
توفي السكلاوي بدمشق عام
1278هـ =
1862م ودفن بجبل قاسيون، تغمده الله برحمته الواسعة، وأمدنا بمدده آمين.
المرجع:
كتاب: الطريقة الرحمانية الأصول والآثار- للدكتور عبد المنعم القاسمي الحسني - الطبعة الأولى 1434هـ - دار الخليل القاسمي للنشر والتوزيع - بوسعادة - المسيلة- الجزائر- ص:396.
هوامش:
1)
اليراثني: نسبة على قبيلة "يراثن"، ويقال لموطنهم اليوم "أربعاء نايت إيراثن"، الواقعة بالقرب من مدينة تيزي وزو الجزائرية.
2) دلس: مدينة جزائرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بين بجاية والجزائر، اشتق اسمها من كلمة أمازيغية "ثاذلسث" وتعني شجيرة الديس، أسسها القرطاجيون وتطورت بعد قدوم الرمان وأصبحت تُسمى "روسوكوروس" وتعني رأس السمك، عرفت عهدا من الرخاء في عهد الإمبراطور "كلوديوس" 50م، ولا تزال بعض الأسوار القديمة غربي المدينة شاهدا على هذا العهد، عرفت المدينة بعدها عدة هجمات وزلازل، وبعد الفتح الإسلامي أعاد المسلمون بناء المدينة من جديد، وبعد استيلاء الأسبان على مدينة بجاية سنة 1509م، أصبحت دلس مركزا للأخوين بربروس عروج وخير الدين، ومنها انطلقت الحملات لتحرير المدن المحتلة قبل أن ينتقلا إلى مدينة الجزائر.
احتلها الفرنسيون في شهر ماي من عام 1837م بعد مقاومة طويلة قادتها قبيلة "فليسة"، وكانت المدينة من أوائل المدن التي قام بها جيش التحرير الوطني بعمليات ضد الاحتلال الفرنسي في نوفمبر 1954م.