من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل مخطوط شرح سينية ابن باديس لإبن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني



بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا محمّد وآله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه وأجر يا ربّ لطفك الخفيّ في أموري والمسلمين.

مخطوط شرح (النفحات القدسية) أو"أنيس الجليس في جلو الحناديس" تصنيف العلامة الفقيه سيدي إبن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني، وهي شرح "لسينية إبن باديس" الآتية ترجمته في مناقب أربعين رجلا من أقطات التصوف، مخطوطة نفيسة نسخت في القرن السادس عشرهجري الثامن عشر ميلادي عثرنا عليها بخزانة المخطوطات بالمكتبة الموهوبية ببجاية.

جاء في بدايته:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما

قال الشيخ الإمام علم الأعلام واسطة عقد النظام أبو العباس سيدي أحمد بن محمد رحمه الله تعالى ورضي عنه وأفاض علينا من بركاته.

الحمد لله الذي أسبغ على أوليائه نعمه ظاهرة وباطنة، وجعل قلوبهم أوعية توحيده ومواطنه، ومراح سرح أسراره ومعاطنه، وطهر لكل منهم ظواهره و بواطنه، فصارت الحكمة في ألسنتهم قاطنة، وأنوار المعارف في صدورهم ساكنة، نحمده سبحانه من عرف إحسانه ومحاسنه، وشرب صافي التوحيد وتجنب أسنه، ونشكره شكرا يفتح لنا من مزيد إنعامه وخزائنه، ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغنا بعد الخوف مآمنه، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله بكر أمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينابيع الخير ومعادنه، صلاة وسلاما يدومان ويتجددان آونة بعد آونة.

وبعد فان بعض أصحابنا من طلبة العلم، الموسومين بالدين والحلم، سألني أن أشرح ألفاظ القصيدة السينية المسماة «بالنفحات القدسية»، المنسوبة لابن باديس، أحلنا الله وإياه أعلى الفراديس...

~*~*~*~

بيانات حول المخطوط:

شرح النفحات القدسية أو "أنيس الجليس في جلو الحناديس عن سينية ابن باديس".

- تصنيف: العلامة أحمد بن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني.
- تاريخ النسخ: ق 16هـ - 18م.
- مادية المخطوط: نسخة حسنة غير كاملة تنقصها بعض الصفحات.
- نوع الخط: مغربي.
- عدد الأوراق: 38.
- مصدر المخطوط: خزانة المخطوطات بالمكتبة الموهوبية – بجاية.

رابط التحميل

هنــــــــا

~*~*~*~

ترجمة المصنف:

أحمد بن الحاج البيدري الورنيدي التلمساني ( .. – نحو 930هـ) / (.. – نحو 1524م).




سيدي أبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان بن يعقوب بن سعيد البيدري الورنيدي عرف بابن الحاج، أخذ عن سيدي أحمد بن محمد بن زكري التلمساني الأصول والمنطق والمعاني والبيان والعربية و الحساب وكان شاعرا ماهرا ومعاصرا للإمام محمد بن غازي وكل منهما يلغز لصاحبه بالمسائل نظما ويجيبه نظما فمما بعث به إليه ابن غازي قوله:

«وميـت قبر طعمه عند رأسه *** إذ ذاق مـن ذاك الطعام تكـلما
يقوم فيمشي صامتا متكلما *** ويـأوي إلى القبر الذي منه قوما
فلا هو حي يستحق زيارة *** ولا هـو ميت يـستحق ترحما».

فأجابه سيدي أحمد بن الحاج:

«بحمد الإله أبتدئ ثم بـعـده *** أصلي عل خير الأنـام مسلما
هـو القلم القبر الدواة وطعمه *** مـداد كـلامه الكتابة فافهما
وكاتب هـذا أحمد بن محمد *** عفا الله عنه كل ما كان أجرما».

وتخرج عليه جماعة كسيدي الحاج بن سعيد ولد أخته وسيدي محمد بن جلال المديوني أخذ عنه القراءات السبع والعربية والتصوف وسيدي عبد الرحمن اليعقوبي وشرح "سينية ابن باديس" و شرح "البردة" ولم يكمله فقيل له في ذلك فقال انتقلت من رتبة إلى رتبة أعلى منها جمع فيه بين شرح الحفيد ابن مرزوق وشرح العقباني وشرح سيدي علي بن ثابت رضي الله عن الجميع وزاد فيه معنى وإعراب رضي الله عنه وأرضاه عنا وكان يخدم نفسه بنفسه و المعاصرون له يسمونه سيدي أحمد الجبلي لأنه من جبل بني ورنيد.

وصفه ابن مريم بالمهارة في العربيَّة وتدريس علوم القرآن، حيث قال: "وقرأ على سيدي أحمد بن محمَّد بن زكري التلمساني، أخذ عنْه الأصول والمنطق والمعاني والبيان والعربيَّة، وكان ماهرًا فيها، وتخرج عنه جماعة؛ كسيدي الحاج بن سعيد ولد أخته وابن عمه، وخرج عنه سيدي محمَّد بن بلال المديوني، أخذ عنْه القراءات السَّبع والعربيَّة والتصوّف".

وقد اشتغل بتدريس أحكام القرآن والعربيَّة وهو لا يزال شابًّا يافعًا، ممَّا أثار دهشة مشايخ علماء تلمسان، وله قصة طريفة في ذلك ذكرها ابن مريم في "البستان" ننقلها لأهميَّتها: "وحدَّثني مَن يوثق به أنَّه حدَّثه الشَّيخ محمد بن العبَّاس أنَّه قال: دخلت مدرسة سيدي الحسن لأتوضَّأ، فوجدت غلامًا يقرأُ ويلحن في قراءته، فسألتُ: من أين هو؟ فقال لي بعض مَن حضر: هو ولد سيّدي الحاج البيدري واسمه أحمد، فبقِيت مدَّة نحو عام فدخلتُ المدرسة المذكورة لأتوضَّأ؛ لأنَّه وافاني حال الوضوء بها، فوجدت الغلام المذكور يُقرئ الطَّلبة في أحكام القرآن والآجروميَّة ونحوهما، فسألتُ مَن حضرني فأخبرَني أنَّه الغلام المذكور ولد الشيخ سيدي الحاج، فاشتدَّ تعجُّبي مِن كونه وصل إلى هذه العلوم والمعارف كلّها في عام، فسبحان المدبِّر الحكيم!".

توفي في حدود سنة 930 و دفن في روضة فيها أبوه سيدي الحاج في بلد بني إسماعيل من جبل بيدر. وله يطلب الإجازة من سيدي أحمد بن زكري.

إجـازة تـعمه و نـسلـه *** حـوية معنى الذي سيقـت له
تـقضي لـه بالمجد و الـتعزز *** وتبسـط البذل بوعـد منجز
وتـقتضي رضي بغير سخط *** تغنيه عن نـوال كــل معط
مـطلقة في الفقه و النحو وما *** سـواهما والـقيد لن يلتزمـا
لأنهـا كـل الـعلوم شمـلت *** إن تـك ممـا قيدت به حلت
ولا تخـصص نوع ما قد يحسن *** لأن قـصـد الجنس فيـه بين
ومـا يكون منه منقوصا ففي *** صحبته إياك ما به يـفي
وانقل بها للـثاني حكم الأول *** مما روى عن الشــيخ الأول.

إلى أن يقول:

أقـسـم بـالله الـذي هدى لذا *** لقد سما على العدا مستحـوذا
ومـالـنـا غــيره نرجو أبدا *** فمالنا إلا إتباع أحمدا
ومـا سواه ناقص والنقص في *** متبعيهم ظاهر غير خفـي
فـلا تـقـس حـبرا به ولو نفد *** وعن سبيل القصد من قاس انـتبذ
وزكـه تـزكـيـة وأجمــلا *** في وصفه إجمال ما قد فـصلا
يـا مـن عـلى الورى لـه أتي *** زيد منير وجهه نعم الفتى
كـل امتنان من لدنك قد حصل *** من صلة أو غيرها نلت الأمـل
فـرج دعـاء مـستغـيث وجل *** مروع القلب قليل الحيـل
وجوزنه مطلقا في كل ما *** يجيز فيه مـن لذاك كلما
أحصى مـن الكـفاية الخلاصة *** كما اقـتضــى غنى بلا خصاصة
ثم الصلاة والسلام قل على *** محمد خـير نبي أرسلا
وآلـه و التابعين أثره *** وصحبه المنتخبين الخيرة.

مصادر الترجمة/

معجم أعلام الجزائر ص/68- والبستان ص/8 وتعريف الخلف للحفناوي ج1- ص/39.

~*~*~*~

ترجمة العلامة ابن باديس "أبو علي حسن بن القاسم" ( 701 – 787هـ) / ( 1320 – 1385م).

يقول الأستاذ الميسوم فضة الذي قام بتحقيق وتقديم كتاب «أنيس الجليس في جلو الحناديس عن سينية ابن باديس» لمؤلفة العلامة سيدي أبو العباس أحمد ابن الحاج البيدري التلمساني ما نصه:



"كان من الصعب أن أنقل ترجمة لابن باديس تفي بالغرض وتعطي للقارئ صورة متكاملة الجوانب عن هذا العلم، ومرّد ذلك قِلة ما تضمنته كتب السّيّر التي توفرت لي، إذ لم يرد فيها إلاّ النزر القليل عنه، ولهذا ارتأيت نقل ما وجدته بتصرف يسير آملا أن تُعرف بالشيخ.

قال ابن قنفذ تلميذ ابن باديس في كتابه (( كتاب الوفيات)) مترجما له: "هو أبو علي حسن بن القاسم بن باديس، فقيه محدّث، ولد عام 701 هـ روى عن ناصر المشداليّ، وابن غريون البجائي، وابن عبد الرّفيع القاضي وغيرهم، ورحل إلى المشرق، فأخذ عن صلاح الدين العلائيّ، وخليل المكيّ، وابن هشام صاحب ((المغني))، وكان من تلامذته ابن الخطيب القسنطيني صاحب كتاب الوفيات الذي أخبره شيخه أنه ختم على ابن هشام ألفية إبن مالك ألف مرة".

مؤلفاته:

كانت لابن باديس تقاييد منها: ((السّر لخير البشر)) وهو مختصر ابن الفارض في السيرة و((النفحات القدسية)) المتضمن قصيدته السّينية.

وقد أردك في حداثة سنه من المعارف العلمية ما لم يدركه غيره في السنة، ولغلبة الإنقباض عليه قلّ النفع به لمن أدرك حياته، كما تولي القضاء ولم يذكر أين ومتى كان ذلك ربما كان ذلك في مدينة قسنطينة إذ هي بلدته التي ولد وعاش بها. وتوفي سنة 787هـ.

سبب تأليف الكتاب:

نظم إبن باديس قصيدته تأثرا بكتاب « روض الناظر في مناقب الشيخ عبد القادر» الذي أعاره إياه شيخ بيت المقدس صلاح الدين العلائي، وقد تشرف بقراءته مدة إقامته ضيفا عند الشيخ، فلما قفل راجعا إلى الجزائر جالت بخاطره وهو ما بين مصر والشام، ذكريات هذا الكتاب، فحنّ إلى ذكر الأولياء الذين تضمّن الكتاب ذكرهم، وجادت قريحته بهذه المنظومة التي ضمّنها أسماء الأولياء والإشارة إلى كراماتهم وحكاياتهم تبركا بها، وتوسّلا بهم لبلوغ مرضاة الله تعالى.

وقد أشار النّاظم إلى ذلك في كلامه الذي نقله عنه الشارح فقال: "وبعد إنه لمّا وقفت بالقدس الشريف على كتاب «الروض النّاضر في مناقب الشيخ عبد القادر»، وسرحت البصر فيما احتوى عليه من المآثر والمفاخر، وكنت على قدم السفر والارتحال، علق بالخاطر بعض ما تضمنه من كرامات أكابر الرجال، فجرى على اللّسان في أثناء الطّريق إلى مصر كلما تشير إلى طرف من كراماتهم، وما أظهره الله من بركاتهم وشاهده الثّقات من تصرفاتهم، ففيه من درر كلامهم ما دلّ على رفيع مقامهم وأقل مراتب النّاظر فيه المحبّة لهم، والتصديق بأحوالهم، وكفى بذلك وسيلة التّعلق بأذيالهم، فالمرء مع من أحب إن شاء الله تعالى"اهـ.

المرجع:

كتاب "أنيس الجليس في جلو الحناديس عن سينية ابن باديس" تصنيف العلامة سيدي أبي العباس أحمد ابن الحاج البيدري التلمساني/ تحقيق وتقديم الأستاذ: الميسوم فضة - طبع الكتاب بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007م.


هوامش/



البيدري كما في "تعريف الخلف" و"معجم أعلام الجزائر" أو اليبدري كما في البستان وهي نسبة لوادي بيدر أو يبدر من بلد بنو إسماعيل التي انتقل إليها بعدما كان بوضع يقال له إثلاثن أوليلي، وهي المساكن الأصلية لقبائل بني ورنيد بتلمسان وبهذا اشتهر رضي الله عنه- أنظر البستان ص 24.
تكملة الموضوع

حمل مخطوط العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

1) بيانات حول المخطوط:

العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة

- تصنيف: العلامة سيدي عبد الرحمن الثعالبي (محمد بن مخلوف) الجزائري قدس الله سره .
- عدد الأجزاء: (2) تم دمجها في ملف واحد للتسلسل.
- صفة الخط: مغربي.
- مادية المخطوط: نسخة جيّدة.
- عدد الصفحات: (592).
- حجم الملف: (66 ميجا).
- مصدر المخطوط: مكتبة مؤسسة الملك عبد العزيز- الدار البيضاء.

رابط التحميل

هنـــا


~*~*~*~

وتجد الإشارة أن هذا المخطوط تتوفر منه نسخة مطبوعة (الجزء الأول منه فقط)



~*~*~*~

2) نبذة عن المخطوط:

سأكتفي بنقل ما جاء في مقدمته، فقد قام رضي الله هو بنفسه في التعريف بكتابه والقصد من تأليفه.

يقول رضي الله عنه بعد البسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ما نصه:

"لما وهن العظم مني وأشتعل الرأس شيبا وبلغت من السنين نحو من ثلاث وسبعين وعلمت أن النفس قد قرب الحمام منها علم اليقين وأيقنت أنها راحلة في عسكر الراحلين شرعت في جمع كتاب أجعله تذكرة لنفسي واعمد أنواره لظلم رمسي في ذكر الموت وما بعده من الأمور الآخرة، وقد صنف العلماء في هذا المعنى تصانيف جليلة كأبي حامد الغزالي وأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي وأبي محمد عبد الحق الأشبيلي والمحاسبي وغيرهم وسأذكر إن شاء الله في كتابي هذا من كلامهم وكلام غيرهم من الأئمة وثقات أعلام هذه الأمة ما تنشرح له الصدور ويستولي عليها الضياء والنور وابتدأت جمعه وتأليفه في أوائل ذي القعدة من سنة تسع وأربعين وثمانمائة جعله الله عملا خالصا لوجهه ومبلغا إلى مرضاته اللهم انفعني به في الدارين وانفع به من نظره أو سمعه أو سعى في تحصيله آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين وسميته بـ «العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة»"...اهــ

~*~*~*~

3) ترجمة المصنف:

الثعالبي (786 – 875 هـ / 1384 – 1470 م)




هو الشيخ الإمام الحجة العالم العامل الزاهد الورع ولي الله الناصح الصالح العارف بالله فخر الجزائر المحروسة سيدي أبو زيد عبد الرحمن ابن محمد ابن مخلوف، شهر بـ "الثعالبي" الجعفري ينحدر من ذرية عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما، صاحب التصانيف المفيدة كان من أولياء الله المعرضين عن الدنيا وأهلها ومن خيار عباد الله الصالحين، قال السخاوي: كان إماماً علامة مصنفاً اختصر تفسير ابن عطية في جزأين وشرح ابن الحاجب الفرعي في جزأين وعمل في الوعظ والرقائق وغيرها. اهـ.

4) مولده:

ولد رضي الله عنه ونشأ بناحية وادي يسر بالجنوب الشرقي من مدينة الجزائر وتعلم في بجاية وتونس ومصر، ودخل تركيا، ثم حج وعاد إلى تونس سنة 819هـ، ومنها إلى الجزائر، وولي القضاء على غير رضى منه.

~*~*~*~

5) آثاره:

بلغ عدد مصنفاته نحو التسعين أو يزيد، في مختلف العلوم الدينية كالفقه والتفسير والحديث الشريف و التصوف والنحو وعلم القراءات منها كتابه الشهير «الجواهر الحسان في تفسير القرآن» في أربعة أجزاء مذيلا بمعجم لغوي لشرح غريبه، قال ابن سلامة البكري: كان شيخنا الثعالبي رجلاً صالحاً زاهداً عالماً عارفاً ولياً من أكابر العلماء له تآليف جمة أعطاني نسخة من "تفسير الجواهر" لا بشراء ولا عوض عاوضه الله بالجنة... و له أيضا رضي الله عنه «روضة الأنوار ونزهة الأخيار» في الفقه، قال صاحب نيل الابتهاج: وهو قدر«المدوّنة» فيه لباب من نحو ستين من أمهات الدواوين المعتمدة وهو خزانة كتب لمن حصله وكتاب «الأنوار في آيات النبي المختار» و«جامع الهمم أخبار الأمم» في سفرين ضخمين، و«جامع الأمهات في أحكام العبادات» في سفر ضخم، و«رياض الصالحين» و«الذهب الإبريز في غريب القرآن العزيز و«الإرشاد في مصالح العباد» و« العلوم الفاخرة في النظر في أمور الآخرة» جزءان، وهو كتابنا اليوم و«إرشاد السالك» في جزء صغير، و« الأنوار المضيئة في الجمع بين الشريعة والحقيقة» في جزء كبير، و«التقاط الدرر» و«الدر الفائق» في الأذكار والدعوات و«المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع» في القراءات، و «رياض الأنس» و«جامع الخيرات» و«نور الأنوار ومصباح الظلام» و«كتاب الإرشاد» و«كتاب النصائح وجامع الفوائد» و« تحفة الإخوان في إعراب بعض آي من القرآن» و«شرح على مختصر خليل بن إسحاق و«الأنوار المضيئة» أبعون حديثا، و«شرح على مختصر ابن الحاجب الفرعي» في سفرين ضخمين، و«الدرر اللوامع في قراءة نافع» و«قطب العارفين» في التصوف، وغير ذلك.

6) وفاته:



توفي رضي الله عنه في 23 رمضان المبارك سنة 875هـ ودفن بجبانة الطلبة في مدينة الجزائر حيث يوجد ضريحه إلى اليوم مزارا مشهورا يستقطب الزائرين.

~*~*~*~

7) مصادر الترجمة/

معجم أعلام الجزائر 91 ونيل الابتهاج 173 والضوء اللامع 4: 152 وشجرة النور الزكية 265 والحلل السندسية 156 وتعريف الخلف برجال السلف 1: 68 وفهرس الفهارس 2: 131 ومعجم المطبوعات 661 ومناقب الحظيكي 2: 288 وهدية العارفين 1: 432 وتاريخ الجزائر العام 2: 280 والأعلام 4: 108 ومعجم المؤلفين 5: 192 والمكتبة العبدلية 1: 128 والتيمورية 3: 52 والأزهرية 1: 218 وكشف الظنون 163 وإيضاح المكنون 1: 118، 409، 544، و2: 234 وفهرس المخطوطات العربية في الخزانة العامة بالرباط، وفهرس مخطوطات الظاهرية.
تكملة الموضوع

حمل مخطوط النجم الثاقب لابن صعد التلمساني نسخة أخرى (أربعة أجزاء)



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أولا: تعريف بالمؤلف

ابن صعد التلمساني ( توفي في رجب 901هـ - 16 مارس 14 أبريل 1496م)

هو العلامة الفقيه المؤرخ الولي الصالح سيدي محمد بن أبي الفضل سعيد ابن صعد الأنصاري التلمساني واحد من أجله الأعلام التي عرفتهم حاضرة تلمسان خلال القرن التاسع الهجري، لم يذكر المؤرخون له تاريخ ميلاده بالضبط واكتفوا بذكر وفاته ومنه نعرف أنه ابن القرن 9هـ 15م، وأشاد به كل من ترجم له وذكروا أنه من أكابر علماء تلمسان وفقهائها ومحصليها وهو صاحب مجموعة من المؤلفات أبرزها كتابنا اليوم "النجم الثاقب فيما لأولياء الله من مفاخر المناقب"، وكتاب"روضة النسرين في التعريف بالأشياخ الأربعة المتأخرين"، وهم الشيخ سيدي محمد بن عمر الهواري والشيخ سيدي الحسن أبركان والشيخ سيدي إبراهيم التازي والشيخ سيدي أحمد الغماري وله أيضا كتاب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسمه بـ" مفاخر الإسلام في الصلاة على النبي عليه الصلاة السلام" وفيه يقول محمد العربي الغرناطي أحد فضلاء الأندلس «إذا جئت تلمسان فقل لصنديدها ابن صعد *** علمك فاق كل علم ومجدك فاق كل مجد» توفي بالديار المصرية في رجب سنة 901 قاله الونشريسي في وفياته.

ومن العلماء الذين أخذوا عنه وتتلمذوا عليه الحافظ محمد بن عبد الجليل التنسي، والإمام محمد بن يوسف السنوسي، قطب علمي التوحيد والتصوف، وهذا مما يؤكد مكانته العلمية والثقافية وعلو قدرته ومركزه.

ثانيا: تعريف بالكتاب


النجم الثاقب يعد هذا الكتاب من أبرز المراجع التي صنفت في تراجم أعلام الرجال، ترجم فيه ابن صعد لعلماء وفقهاء ومتصوفة العالم العربي والإسلامي، ولم يكتف ابن صعد بالترجمة لمتصوفة وأولياء المغرب الأوسط (الجزائر) أو المغرب الإسلامي فحسب، بل شمل كتابه عددا كبيرا من متصوفة الشرق الإسلامي والمغرب والأندلس أي كل العالم الإسلامي، كما أنه لم يتقيد بالعصر الذي عاش فيه، وإنما عاد إلى العصور الإسلامية الأولى وإن الغرض من هذا التأليف حسب ما ورد في مقدمته هو: " أما بعد فهذا كتاب النجم الثاقب فيما لأولياء الله من مفاخر المناقب. يضم أعلامهم، وينشر مآثرهم وأيامهم." أي أخبار الصوفية للتعرف عليهم والإقتداء بسيرهم.

ولقد أخذ عنه من جاء بعده من علماء التراجم من أمثال ابن مريم في البستان، وأحمد بابا التنبكتي في "نيل الابتهاج" والكتاني في "فهرس الفهارس" والحفناوي في "تعريف الخلف"، و"جذوة الاقتباس في ذكر من حلّ من الأعلام مدينة فاس" لأحمد بن القاضي المكناسي (ت 1025هـ)، حيث يعتمد عليه في الترجمة لكل من محمد الصباغ، محمد بن إبراهيم المهدوي(ت 595 هـ) ومحمد بن الحسن اليصلوتي (ت 595هـ)، ولم تكتف بالنقل عنه كتب التراجم، بل تعدّته إلى كتب التاريخ العام، من ذلك كتاب "الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى" للناصري أبي العباس أحمد، الذي يعتمده في ترجمة الولي أبي العباس أحمد بن عمر بن محمد بن عاشر الأندلسي نزيل سلا وإن تردد الكتاب في هذه المصنفات وغيرها، على اختلاف أصول ومناطق إقامة أصحابها، ليقوم دليلا عل انتشار هذا المؤلَف، والانكباب على نسخه.

ولقد رتب من ترجم له حسب حروف المعجم، حيث اقتصر في الجزء الأول على من يبدأ اسمه بحرف الألف لا سيما إبراهيم وأحمد، فترجم عبر سبعة وأربعين ورقة على وجهين لاثنين وثلاثين شخصية صوفية ابتدأها بإبراهيم ابن أدهم وختمها بأحمد بن عاشر. وممن ترجم لهم نذكر: إبراهيم بن أحمد الخواص، إبراهيم بن أحمد القيرواني، إبراهيم المصمودي، إبراهيم التازي، أحمد بن هارون الطوسي، أحمد بن أبي الربيع المالقي، أحمد بن العريف، أحمد بن الحسن أبو جعفر الزيات، أحمد أبو العباس السبتي، وغيرهم.

مصادرالترجمة/

- كتاب روضة النسرين في التعريف بالاشياخ الأربعة المتأخرين- مراجعة وتحقيق د.يحي بوعزيز – دار البصائر للنشر والتوزيع.
- مجلة عصور العدد 4/5 - جامعة وهران- 1424 /1425هـ - قراءة في مخطوط "النجم الثاقب فيما لأولياء الله من مفاخر المناقب" لابن صعد التلمساني.
- تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبي القاسم الحفناوي.

وتجدر الإشارة انه قد سبق وان أدرجنا بالمدونة جزءا من هذا المخطوط من نسخة أخرى، غير هذه التي نعرضها اليوم وسنقوم بطرح باقي الأجزاء في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى.


مخطوط النجم الثاقب فيما لأولياء الله من مفاخر المناقب
- تصنيف: العلامة الفقيه سيدي محمد بن أبي الفضل سعيد ابن صعد الأنصاري التلمساني.
- عدد الأجزاء: أربعة - تم دمجها في ملف واحد للتسلسل.
- مادية المخطوط: نسخة جيّدة (مفهرسة).
- نوع الخط: مغربي.
- سعة الملف: 122 Mo.
- مصدر المخطوط: مكتبة مؤسسة الملك عبد العزيز- الدار البيضاء.

رابط التحميل

هنــــا
تكملة الموضوع

حمل مخطوط المنظومة الجزائرية في العقائد الإيمانية لأبو العباس أحمد الزواوي



بيانات حول المخطوط:

اللامية في العقائد الإيمانية الشهيرة بالجزائرية (منظومة).
- تصنيف: العلامة سيدي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله الزواوي الجزائري.
- صفة الخط: مغربي.
- مادية المخطوط : نسخة جيّدة.
- عدد الأوراق: 14.
- حجم الملف: 19 ميجا.
- مصدر المخطوط: خزانة المخطوطات المكتبة الموهوبية - بجاية - الجزائر.

- رابط التحميل -

هنــا

ترجمة المُصنف:

سيدي أبو العباس أحمد بن عبد الله الزواوي (800- 884هـ) .. (1398 – 1479م)

أحمد بن عبد الله الجزائري الزواوي شهاب الدين أبو العباس، متكلم، فقيه، مالكي، من كبار العلماء في وقته، له نظم، يقال أنه نظير عبد الرحمن الثعالبي علما وعملا، أصله من قبيلة زواوة، سكن الجزائر وتوفي بها، قال السخاوي من المشهورين بالصلاح والعلم والورع والتحقيق وقال الشيخ زروق كان شيخنا من أعظم العلماء إتباعا للسنّة وأكبرهم حالا في الورع، من آثاره ((كفاية المريد)) في علم الكلام، منظومة لامية تنيف على 400 بيت، وتسمى أيضا (( الجزائرية في العقائد الإيمانية)) مخطوطة، في الأزهرية، شرحها الإمام محمد بن يوسف السنوسي التلمساني وأثنى عليه، وله أيضا القصيد في علم التوحيد.

وقال عنه سيدي أبي القاسم الحفناوي نقلا عن نيل الابتهاج : الشيخ الفقيه الولي الصالح أبو العباس ظريف العارفين، صاحب العقيدة المنظومة اللامية المشهورة التي أولها:

الحمد الله فهو الواحد الأزلي *.* سبحانه جل عن شبه وعن مثل
فليس يحصى الذي أولاه من نعم *.* أجلهـا نعمـة الإيمان بالرسـل

وقد شرح الإمام السنوسي المنظومة المذكورة شرحا حسنا، وأثنى فيه على ناظمها بالعلم والصلاح توفي سنة 884.

* وتجدر الإشارة أن هذا الشرح سبق وان أدرجناه بالمدونة وهو كتاب (المنهج السديد في شرح كفاية المريد) وهو شرح للمنظومة هذه والموسومة "بالجزائرية" للعلامة سيدي أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني.

رابط المشاركة

هنا

ويذكر سيدي أبي القاسم الحفناوي أنه لما بعث سيدي أحمد بن عبد الله منظومته الجزائرية إلى العلامة سيدي محمد السنوسي طالبا منه شرحها أجابه الشيخ إلى مطلوبه، وأرسل إليه شرح، فقرضه بقوله:

شرح الكفـاية أيهـا المتديـن *.* تحصيله الفرض عليـك معـين
تجلو معاينة القلـوب من الصدا *.* و تنيرها و اللفـظ سهل بــين
ما هو إلا الروض يحسن منظـرا .*. من ذا يرى حسنا ولا يستحسن
يـا ناظريـه و كـاسبيه بغبطة *.* فـأعز من ثمن النفيس المثمــن
يجـزي مؤلفـه الإلـه بجنـة *.* دار النعيم بهـا تقر الأعين.

وقال أيضا يرثي شيخه سيدي عبد الرحمن الثعالبي:

لقـد جزعت نفسي لفقد أحبتي *.* وحق لها من مثل ذلك تجزع
ألم بنا ما لا نطيـق دفـاعـه *.* وليس لأمر قدرالله مرجع
جرى قدر المولى بإنفاذ حكمه *.* ومن حكمه أنا نطيع و نسمـع
فـلا تعجبن إلا لغفلتنـا التي *.* دهتنا فصرنا لا نخاف ونسمـع
قلوب قست مـا إن تلين وإنهــا *.* لتعلم أن القبر مثوى و مضجع
وإن الفناء الخلق حتما وإنمـــا *.* دوام البقـا حقا إلى الله يرجـع
ومن بعده هو القيامة واللقــا *.* فيا هول مـا نلقى وما نتوقـع
فدع عنك دنيا لا تدوم وإنهـــا *.* وإن أظهرت حسنا يروق ستخدع
ودع عنك آمالا فقد لا تنـــالها *.* وإن نلتها نلت الذي ليس ينفــع
وبادر لتقوى الله إن كنت حازمـا *.* هي العروة الوثقى بها النار تدفع
وشمر لأخرى واستمع قول ناصح *.* وحاذر هجوم الموت إن كنت تسمع
فأين خيار الخلق رسـلا و أنبيـا *.* وأين رواة العلم في اللحد أودعوا
فليس ذهـاب الخير إلا بفقدهـم *.* وتشتيت شمل العلم قل كيف يجمع
ولا خيـر في الدنيا إذا لم يكن بها *.* شموس بأنوار الشريعة تسطع
ليشوك قبض العلم عنا بقبضهــم *.* كما قالـه خير الأنام المشفع
لقد بان أهـل العلم عـنا بقبضهم *.* منازلـهم إنا إلـى الله نرجع
كما بان عنا شهمنا العـالم الـذي *.* سناه بأنوار الحقيقة يسطع
أبو زيد المشهور بالعلم والتقى *.* له العلم فينا والمقام المرفع
هو العالم الموصول بالنفع للورى *.* به عنهم خطب الحواث يرفع
صبور كريم النفس يكسي مهابة *.* فما إن يراه المرء إلا ويخضع
إذا ما بدا كالبدر بين صحابه *.* وهم هالة دارت به حين يطلع
بمجلسه نور ورائق لفظه *.* ضياء نفيس الدر بل هو أرفع
فوائده تترى عليهم وكلها *.* لها عند أهل العلم والفهم موقع
مجالس علم قد مضت فلو أنها *.* تعود ولكن ما مضى ليس يرجع
نتيجة إخلاص وصدق كأنها *.* سهام بها يرمى القلوب فتخشع
ويلمع في أثنائها بمواعظ *.* تنفر عن فعل القبيح وتردع
فيا له قبر الشيخ طوبي لمعشر *.* لهم من جوار الشيخ لحد ومضجع
أعزي أبا عبد الإله محمدا *.* ومن بجميل الصبر نرجو سيجمع
ونحن وإن كنا جميعا نحبه *.* فقلبك أشجى للفراق وأوجع
أصبنا به فالله يعظم أجرنا *.* ويلهمنا الصبر الجميل ويوسع
فيا سيدي إني رثوتك راجيا *.* سلو قليب من فراقك موجع
ولي فيك حب زائد متمكن *.* حوته سويداء الفؤاد وأضلع
لئن كان حظ العين منك فقدته *.* فإني برؤيا الروح في المنوم أقنع
على أنني بالأثر لا شك لا حق *.* ومن ذا الذي يرجوا البقاء ويطمع
فتسـألـه سبحـانـه بنيـه *.* عني بفراديس النعيم سنـجمع
ويغمرنـا والسامعين برحـمة *.* ننال بها الفوز العظيم و نرتع
وأهدي صلاتي للنبي محمد *.* لعل بها في حوضه العذب نكرع
وأصحابه الغر الكرام وآله *.* ومن كان للإحسان والحق يتبع
عليكم أبـا زيد الإمام تحية *.* ورحمة مولانـا الكريم تشفع.

مصادر الترجمة/

معجم أعلام الجزائر- ص 96 - الطبعة الثانية 1980م - شجرة النور الزكية 265 - الضوء اللامع 1 - البستان 238- هدية العارفين 1: 136 - كشف الظنون 1501 و 1539 - الأعلام للزركلي 1: 153 - معجم الؤلفين 1: 286 - تعريف الخلف برجال السلف لسيدي ابي القاسم الحفناوي - ج:1/ص:33- مطبعة بيير فونتانة الشرقية - الجزائر 1906م.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |