من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل كتاب العقيدة الوسطى وشرحها للإمام محمد بن يوسف السنوسي التلمساني

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- كتاب: العقيدة الوسطى وشرحها.
- تصنيف: الإمام  أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني.
- تحقيق: السيد يوسف أحمد.
- دار النشر: دار الكتب العلمية- بيروت، لبنان.
- عدد الصفات: 377.

رابط التحميل

هنــا

تعريف مختصر للكتاب:

كتاب يتضمن عقيدة أهل السنة والجماعة وضعها العلامة سيدي "أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني" فيها من تحقيق البراهين ما يجلو النفوس لفهم الحق، وفيها تنبيهات على جزئيات من العقائد مما لا يوجد في كثير من المطولات والمختصرات وقد اشتمل على أبواب منها:

 - باب الدليل على حدوث العالم.
 - باب في إقامة البرهان القاطع على وجود الله.
 - باب الدليل على وجوب قدمه عز وجل.
 - باب الدليل على وجوب قيامه بنفسه.
 - باب الدليل على وجوب صفات المعاني.
 - باب ما يجوز في حقه.
 - باب الدليل على نبوة رسالة صلوات الله عليهم.
 وغير ذلك...

ترجمة موجزة للمصنف:

هو الشيخ الفقيه الإمام العالم العلامة الولي الصالح العارف المحقق الرباني صاحب الإشارات والعبارات السنية والحكم اللقمانية والحقائق القدسية والأنوار المحمدية والأسرار الربانية إمام السالكين حامل في زمانه لواء العارفين سيدي أبو عبد الله محمد بن يوسف الحسني السنوسي نسبة إلى قبيلة بني سنوس من قبائل تلمسان وتعزى إلى جبل هناك يسمى أسنوس، التحق بالأزهر ثم غادر القاهرة إلى مكة والتقى بأستاذه أحمد بن إدريس وأخذ عنه التصوف.

قال في كشف الظنون: "محمد السيّد بن يوسف بن الحسين بن شعيب السنوسي الإمام أبو عبد الله التلمساني الشريف الحسني المتوفى (895هـ) له تصانيف: أم البراهين في العقائد، توحيد أهل العرفان، معرفة الله ورسله بالدليل والبرهان، شرح أم البراهين، العقد الفريد في حل مشكلة التوحيد وهو شرح لامية الجزائري في الكلام، وعقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمات الجهل وزيغ أهل التقليد المرغمة أنف كل مبتدع عنيد، عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة التوحيد، الحقائق في تعريف مصطلحات علماء الكلام، كتاب المنهج السديد في شرح كفاية المريد للجزائري، نصرة الفقير في الرد على أبي الحسن الصغير" اهـ.

وقال في معجم المؤلفين (12/132): "محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي التلمساني الحسني أبو عبد الله، محدث متكلم منطقي مقرئ، مشارك في بعض العلوم.

توفي بتلمسان، من تصانيفه الكثيرة: شرح ايساغوجي في المنطق، وشرح قصيدة الحباك في الإسطرلاب، ومصنف في مناقب الأربعة، وأم البراهين في العقائد، وحاشية على صحيح مسلم" أهـ.


تكملة الموضوع

حمل كتاب تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


- كتاب: تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار.
- تصنيف: العلامة سيدي عبد القادر بن عبد الله المجاوي التلمساني.
- مطبعة: مطبعة بيير فونطانة الشرقية في الجزائر – سنة: 1905م / 1322هـ.
 

رابط التحميل

هنـــا

- جاء في مقدمته:

"بسم الله الرحمن الرحيم نحمد من بتوفيقه يتنعم في رياض التحقيق، وبتسديده يجتنى ثمار التحرير والتدقيق، وبهدايته تنجلي ظلمات الخطأ عن نور الصواب، وبعنايته تستسهل الأمور الصعاب، حمدا يجمع للعبد في الدارين نعما، ويطرح عنه به نقما، فسبحانه من كريم إذا أحب عبدا رفع عنه الحجاب، وأفاض عليه من بحر كرمه ما يشاء بغير حساب، ونصلي على من أُرسل بالدين القويم وعلى آله وأصحابه وكل من له قلب سليم، وبعد: فإنه لما افترقت الأمة فرقا ثلاثة أهل السنة وقدرية وجبرية وكل فرقة تشنع على مقابلتها، وتروم ردها إلى طريقتها واختلفت آراء أهل السنة في معنى الكسب وتنازعوا فيما بينهم بالإيجاب والسلب ظهر لي أن أجمع جميع هذه الأقوال، ليزول بحوله تعالى التلبيس والإشكال في رسالة محتوية على مقدمة وستة فصول وخاتمة، طالبا منه تعالى أن يجعل منفعتها دائمة وسميتها (( تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار)) ومنه تعلى أسال الإعانة على التمام إنه ولي الجود والإكرام".

- ويقول رضي الله عنه في آخره:

"...وبالجملة فإنما الواجب علينا الإتباع لطريقة المعصوم المطاع والتمسك بقوله الفصل اللهم ثبتنا على شريعته وحققنا بحقيقته وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وهذا آخر ما أردنا جمعه وإيراده والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على المصطفى وإمام أهل الصفا وأهله وأتباعه وكل من صفا، ووقع الفراغ من تبييض هذه العجالة في فاتح أول الربيعين عام 1322من الهجرة النبوية على صاحبها أفصل الصلاة وأزكى التحية." أهـ.

- ترجمة المؤلف:

لقد سبق وان أفردنا له ترجمة وإن كانت موجزة ومختصرة من كتاب تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبي القاسم الحفناوي، وهي مستقاة من آخر ترجمة والد المصنف سيدي عبد الكريم المجاوي، حيث ذكر فيها نبذة يسيرة لصاحب كتابنا اليوم سيدي عبد القادر المجاوي.

إقرأ المزيد

عبد القادر المجاوي (( 1264- 1332هـ)) – ((1848م – 1913م)).


مساره:

ولد الشيخ عبد القادر المجاوي في تلمسان في عام 1266 ه/ 1848 م. وهو ينتمي إلى أسرة تلمسانية عريقة ساهمت في نشر العلم وممارسة القضاء. فقد تقلد والده محمد بن عبد الكريم المجاوي منصب القضاء بهذه هذه المدينة لمدة خمسة وعشرين عاما فنشأ ابنه نشأة علمية، ثم انتقل إلى المغرب لما عيّن والده قاضيا بطنجة. فدرس بتطوان ثم بجامع القرويين بفاس على مجموعة من العلماء المعروفين أمثال: الشيخ صالح الشاوي، الشيخ أحمد بن سودة، الشيخ جعفر الكتاني...الخ.

وفي عام 1869 عاد إلى بلده الجزائر واستقر أولا في قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، ودرس في مساجدها. وفي سنة 1877 تولى تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية في المدرسة الكتانية التي أسسها صالح باي في عام 1778.

وانتشرت بسرعة شهرته العلمية في البلاد فأقبل على دروسه طلاب العلم من كل أرجاء الوطن. وكان من أبرز تلامذته عالمان سيكون لهما شأن علمي عظيم فيما بعد. فالأول هو حمدان الونيسي المدرس بالمسجد النبوي بعد هجرته إلى الحجاز. وهو كذلك أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس.

أما العالم الثاني فهو المولود بن الموهوب المدرس بالمدرسة الكتانية وأستاذ المفكر مالك بن نبي (1905-1973) الذي تحدث عنه كثيرا في كتابه "مذكرات شاهد القرن".[1]وقد لازم الشيخ ابن الموهوب أستاذه لمدة 12 سنة ثم أجازه وسمح له بالتدريس والوعظ. كما ساعده على الانضمام إلى المدرسة الكتانية ليشتغل بها مدرسا للفقه والأدب العربي. وأصبح فيما بعد (1908) مفتيا لقسنطينة.[2]

وفي عام 1898 انتقل إلى الجزائر العاصمة للتدريس بمدرسة الجزائر العليا (الثعالبية) المكلفة بتكوين القضاة والمترجمين الجزائريين. ثم توسع نشاطه بداية من سنة 1908 خارج المدرسة الثعالبية للدعوة والإرشاد فعمل إماما واعظا في مسجد سيدي رمضان ومسجد سيدي محمد الشريف.

الشيخ المجاوي مربيا
:

قدم الشيخ المجاوي نصائح مفيدة لطلبة العلم في كتابه "إرشاد المتعلمين" وليس للمعلمين. فهو يجيب عن السؤال: ماذا ندرس؟ ولا يجيب عن السؤال: كيف ندرّس؟ ومحاولته هي حوصلة لمجموعة العلوم التي يجب أن يتعلمها الإنسان وهو يشبه في ذلك كل العلماء المسلمين الذين درسوا هذا الموضوع فيما يمكن أن نسميه بعلم إحصاء العلوم. وهو متأثر كثيرا بمنهج ابن خلدون في كتابه المعروف: "المقدمة".

ويقسم الشيخ المجاوي العلوم إلى 3 أنواع: علوم اللسان (ص33-41)، علوم الأديان (ص42-45)، علوم الأبدان (ص 46-49). ففي القسم الأول يركز على تعلم اللغة. واللغة المقصودة هنا هي العربية. فهي في نظره « أقدم لغات العالم المستعملة الآن أوسعها، وفضلها على غيرها يشهد به كل من يعرفها ولو كان أعجميا، فهي أفصح اللغات منطقا وبيانا وأكثرها تصرفا في أساليب الكلام وأقبلها تفننا في النثر والنظام، وقد ملأها الله من الآداب والحكم فنالت من الأمثال القديمة والحديثة ما لم ينله غيرها، وهي في الشعر لا يشق لها غبار ولا يباريها مبار.»[3]

وتحدث في القسم الثاني عن علوم الأديان وهو يقصد بذلك العلوم الشرعية المتمثلة في علم التفسير، العقيدة وعلم الحديث، علم الفرائض، الفقه وأصوله.

أما القسم الثالث يتضمن عدة علوم تخدم في مجموعها صحة الإنسان، وهي في نظره: الطب، علم الطبيعة، التاريخ الطبيعي، علم الحيوانات، علم النباتات، علم الطبقات الأرضية، الكيمياء. ويرى الشيخ المجاوي أن علم الطب هو الأهم لأن كل العلوم "حتى علوم الدين لتوقف القيام بها عليه."[4]

كانت دروس الشيخ المجاوي تعالج كل هذه المسائل من علم التوحيد والتفسير وشرح الأحاديث النبوية. وقد حضر العالم الزيتوني الشيخ محمد الخضر حسين (1873-1958) درسه في شرح الحديث الشريف "الدين النصيحة" خلال زيارته للجزائر في عام 1904. وكانت طريقة الشيخ المجاوي دقيقة ومركزة تتناول الموضوع من كل جوانبه ولا يتعداه إلى موضوع آخر.

وقد أثار ذلك انتباه الشيخ حسين فأعجب به وأثنى عليه كثيرا. واعترف كذلك أنه استلهم منه المنهجية والطريقة المثلى في التدريس، فقال في هذا السياق: « نستحسن من دروس هذا الشيخ اقتصاره في كل فن على تقرير مسائله التي يشملها موضوعه، وعدم خلط بعضها ببعض.وقد كنت – عفاكم الله – ممن أبتلي درسه باستجلاب المسائل المختلفة الفنون، وأتوكأ في ذلك على أدنى مناسبة، حتى أفضى الأمر إلى أن لا أتجاوز في الدرس شطر بيت من ألفية ابن مالك – مثلا- ثم أدركت أنها طريقة منحرفة المزاج، عقيمة عن الإنتاج، ونرجو أن تكون توبتنا من سلوكها توبة نصوحا.»[5]

وبالإضافة إلى علمه الغزير كان يتمتع بأخلاق عالية وعلى رأس هذه الأخلاق التواضع التي هي أهم خصلة التي يجب أن يتصف بها العالم الحقيقي. وهي الخصلة التي تفتح لها القلوب وتكسب لصاحبها القبول عند الناس، وقد جاء في الحديث الشريف: " من تواضع لله رفعه. « فالشيخ المجاوي كان متواضعا مع غيره مهما كانت منزلته العلمية أو الاجتماعية. وكان من شدة تواضعه قربه الشديد من تلامذته فهو يهتم "بشؤونهم، ويذل الوسع في قضاء مآربهم، ويصده علو الهمة عن مجاراتهم فيما يزري بخطته بالشريفة... ولعل هذا الخلق الذي لا ينبل الرجل إلا به، هو الذي غرس له في قلوب الجمهور مودة واحتراما.»[6]

فمهمته لا تتوقف إذن على التعليم في المدرسة أو المسجد بل كان هذا الأستاذ "يتابع تلاميذه بجدية، ويشجعهم دائما ويتتبع سيرتهم داخل وخارج المدرسة وينبههم دائما على الأوضاع والمشاكل المعاشة. كانت يقظته متواصلة وتصب في الصالح العام."[7] فكم من معلم أو أستاذ يهتم اليوم تلامذته أو طلابه بهذا الشكل، ويعتني بهم بهذه الطريقة؟

إنتاجه العلمي
:

لقد ألف الشيخ عبد القادر المجّاوي عدة كتب في شتى العلوم وهي في غالبيتها كتب مدرسية، صغيرة الحجم موجهة لطلاب العلم. فمنها ما طبع، ومنها ما بقي مخطوطا لم يطبع بعد. ويبلغ عددها حسب الدكتور سعد الدين بن أبي شنب ثلاثة عشر كتابا ورسالة، وهي: إرشاد المتعلمين، نصيحة المريدين، شرح إبن هشام، شرح اللامية المجرادية في المسائل النحوية، الدرر البهية على اللامية المجرادية في الجمل، نزهة الطّرف فيما يتعلّق بمعاني الصّرف، الدرر النحوية على المنظومة الشبراوية، شرح الجمل النحوية، شرح منظومة ابن غازي في التوقيت، الإفادة لمن يطلب الاستفادة، شرح منظومة البدع، الفريدة السنية في الأعمال الجيبية، تحفة الأخبار فيما يتعلق بالكسب والاختيار.

ضاعت العديد من هذه الكتب من المكتبات العامة والجامعية. ونأمل أن يضع من بحوزته هذه المؤلفات في أيدي الباحثين وأصحاب دور النشر لإعادة طبعها من جديد، فهي تتضمن أفكارا مفيدة خاصة في مجال التربية التي نحن في ماسة الحاجة إليها اليوم.

ولا بأس أن نقدم هنا بعض المعلومات عن هذه الكتب. لقد نشر كتاب «إرشاد المعلمين» في القاهرة سنة 1877. ومؤلفه يعمل آنذاك إماما بجامع سيدي الكتاني بقسنطينة. وهو يعتبر أشهر كتبه كلها. وقد قام مؤخرا باحث جزائري بتحقيقه ونشره بدار ابن حزم. وهو تضمن مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. وقد نشرت جريدة "المغرب" في عام 1903 الفصل الرابع حول "المعاش" في حلقتين.[8]

ونشر الشيخ المجاوي «نصيحة المريدين» في تونس، و طبع «الدرر النحوية» و «شرح الجمل النحوية» و«الاقتصاد السياسي»، و«شرح منظومة البدع» في الجزائر. كما طبع «شرح منظومة ابن غازي في التوقيت» و«شرح شواهد القطر» في قسنطينة.

و«شرح منظومة البدع» هو كما يشير إليه عنوانه شرح لقصيدة كتبها تلميذه المولود بن الموهوب وقال فيها:

صعود الأسفلين به ذهبنا *** لأنا للمعارف ما هدينا
رمت أمواج بحر اللهو منا *** أناسا للخمور ملازمينا
أضاعوا عرضهم والمال حبا *** لبنت الحان فازدادوا جنونا

وإقدام الشيخ المجاوي على شرح منظومة تلميذه سابقة في تاريخ الأدب العربي لأن المتعارف عليه هو الطالب الذي يشرح أقوال وكتابات أستاذه وليس العكس، وهذا ما دفع الشيخ حمزة بوكوشة إلى القول وهو محق في ذلك: « وهو في شرحه هذا النظم الذي نظمه تلميذه الشيخ المولود بن الموهوب، يخالف ما تعارف عليه الناس في عصر المتون والشروح، من أن التلميذ هو الذي يشرح كلام شيخه، وهذا إن دلنا على شيء فهو يدلنا على تواضع المجاوي.»[9]

تضمن كتاب "القواعد الكلامية" مقدمة وعشرة فصول وخاتمة. واستشهد في هذا الكتاب بأقوال أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وابن تيمية وابن خلدون والفارابي.

ونشير أيضا هنا إلى كتابين في قضايا عصرية وهي دلالة على تنوع معارفه ومواكبته لتطور العلم. فألف منظومة في علم الفلك[10]. ويبدو أنها لم تطبع. وقد ذكر الباحث الدكتور عمر بن قينة أنه اطلع عليها سنة 1975 في مكتبة مسجد البرواقية. وقد قال لي أيضا الدكتور أبو القاسم سعد الله أنه يملك نسخة من هذه المنظومة مطبوعة، لكنه فقد أثرها بين أوراقه الكثيرة.

أما الكتاب الثاني فعنوانه "المرصاد في مسائل الاقتصاد"، وقد صدر في الجزائر سنة 1904 عن مطبعة فونتانا. ورغم صغر حجم الكتاب فإنه في غاية الأهمية من حيث المضمون والظرف الذي طبع فيه. فهذا العمل "جعله مثلا يقتدى به وبحرفية عالية كانت تجمع بين الاختصار والدقة والكفاءة ووضوح الرأي والتي كانت تعكس فكر المعلم المتعطش للمثالية، ومتطلبات الفكر العلمي.[11]

ومكتبة الشيخ المجاوي محفوظة في مسجد برواقية وهي المدينة التي عمل فيها نجله الشيخ مصطفى بن عبد القادر المجاوي قاضيا. وقد زار هذه المكتبة العامرة بعض الباحثين واستفادوا منها كثيرا. [12]

وكتب الشيخ المجاوي في بعض الصحف العربية الجزائرية: المغرب (1903-1904) وكوكب إفريقيا (1907-1914). ويرى الباحث الدكتور زاهر إحدادن أن المجاوي كتب أيضا في جريدة "المبشر"[13]لسان حال الحكومة العامة الفرنسية في الجزائر.

لقد أحصينا له 12 مقالا في جريدة "المغرب" تناولت المواضع التالية: العلم والأخلاق[14] (العلم، الحلم)، التراث العربي[15] (مشاهير العرب، الطب العربي) وقضايا اجتماعية[16] (الافتخار بالنفس والنسب، المعاش، العادة).

كما نشر 15 مقالا في جريدة "كوكب إفريقيا" تدور مواضيعه حول الأخلاق[17] (التربية، سماحة النفس، الأدب، حفظ اللسان الكبر، والإعجاب)، فضل المواسم الدينية[18] (العيد الأضحى، المولد النبوي، العاشوراء، الهجرة، شهر رمضان، الحج)، وقضايا دينية واجتماعية[19] (البدع، البطالة).

لقد بحثنا أيضا عن مقالاته في صحف عربية جزائرية أخرى لكن للأسف لم نعثر له إلا على المقالات القليلة المنشورة في جريدة "المغرب" و "كوكب إفريقيا" المذكورة سابقا. فهل استعفف عن الكتابة في الصحف الأخرى لأنها لا تتطابق مع أفكاره أم لأنه كان متفرغا بالدرجة الأولى لتربية الرجال على عادة علماء الجزائريين الذين عاصروه؟

وتحصل الشيخ المجاوي في حياته على عدة أوسمة -كما هو واضح من الصورة المرفقة- وذلك اعترافا وتقديرا بجهوده في التعليم والتأليف. وخصصت له مجلة التقويم الجزائري التي كان يصدرها الشيخ محمود كحول (1870-1936) والمستعرب بودي لوي مقالا منوها بفضله على الثقافة الجزائرية. ونشرت في نفس المجلة صورة كبيرة له.[20]

موقف السلطة الاستعمارية منه:

لا ندري إن اتصل الشيخ المجاوي بالإمام محمد عبده (1849-1905)خلال زيارته للجزائر في عام 1903. فلم يتحدث عن ذلك أي باحث درس هذا الموضوع رغم وجوده آنذاك بالجزائر العاصمة. ونحن نعلم أن العديد من النخبة الجزائرية حرصت على اللقاء بهذا العالم الأزهري المعروف وتلميذ زعيم الإصلاح الشهير الإمام جمال الدين الأفغاني (1838-1897).

ولم نعثر له عن نشاط سياسي مباشر على العكس من صاحبه الشيخ عبد الحليم بن سماية الذي عبّر بصراحة عن معارضته لقانون التجنيد الإجباري في عام 1912.[21] وعلى الرغم من ذلك لقي "إهانات من بعض الناس كما لقي مقاومات وصعابا من السلطة الاستعمارية التي طفقت تنقله من مكان إلى آخر"[22]لتشتيت جهوده وتحجيم دوره التربوي.

وقد أثار صدور كتابه "إرشاد المتعلمين" قلق المصالح الاستعمارية في الجزائر التي رأت فيه دعوة لليقظة والإصلاح. وهذا ما أكده الباحث الأمريكي آلان كريستلو.[23]الذي درس مجموعة من الوثائق العسكرية المحفوظة بمركز أرشيف المستعمرات الفرنسية باكس آن بروفانس.

لقد ساهم الشيخ المجاوي" في إحياء اللغة العربية والعلوم الإسلامية وبذل جهدا جهيدا في سبيل ارتقاء مستوى الجزائر الثقافي"[24] وإحياء أمجاد ماضيها. وغرس مع جيله من المثقفين البذرة التي تحوّلت فيما بعد إلى مصدر للروح الوطنية الجزائرية. فاليقظة القومية نشأت قبل الحرب العالمية الأولى بفضل الشعراء والعلماء الجزائريين[25] الذين أحيوا تراث الجزائر وربطوا حاضرها بتاريخها العربي الإسلامي الحافل بالانجازات الحضارية والانتصارات العسكرية التي تجسدت خلال حركة الفتوحات.

وفاته:

نشرت جريدة "الفاروق" التي كان يصدرها المصلح عمر بن قدور الجزائري (1886-1932) خبر وفاة الشيخ المجاوي في العدد 80 الصادر في 2 أكتوبر 1914 الذي وافته المنية في قسنطينة يوم السبت 26 سبتمبر 1914 بقسنطينة التي زارها منذ 20 سبتمبر لزيارة أقاربه وأصدقاءه وتلامذته. وقد كان له نشاط كثيف خلال هذه الزيارة. فكيف نفسر موته المفاجئ وهو في كامل صحته؟

روى الشيخ إبراهيم أطفيش (1886-1965)أن أستاذه المجاوي لم يمت موتة طبيعية وإنما تعرض للاغتيال من طرف المصالح الاستعمارية. فقد ذكر أنه لما زار الشيخ المجاوي قسنطينة في نهاية عام 1913 « وضع الاستعمار له ولثلاثة عشر من علماء الجزائر سما في قهوة فشربها وتوجع حتى مات».[26]وليس بإمكاننا أن نثبت هذه الرواية أو ننفيها، وإن كان هذا السلوك ليس غريبا عن الاستعمار الذي تعامل مع العلماء الجزائريين المخلصين معاملة قاسية دفعت العديد منهم للهجرة نحو البلدان الإسلامية شرقا وغربا.

وأمم صلاة الجنازة تلميذه الشيخ أحمد الحبيبتاني، ثم أبنه الشيخ المولود بن الموهوب في خطبة مؤثرة. فقال: « هذا عبد القادر الذي أكرمنا الله بقدومه من تلمسان منذ خمس وأربعين من السنين فأحي القلوب كالغيث بعد القحط. رحم رب العالمين هذا الشريف عبد القادر الحسني الذي جاءكم بلوعة من المعارف والعلوم وبثها ونشرها ولم يبخل بها على الخصوص والعموم. هذا عبد القادر صاحب الأخلاق الطيبة الذي نوّر العقول...هذا عبد القادر النصوح الذي زين الوطن الجزائري تلامذته، وعمت بعلمه كل جهة ببركته. هذا أستاذ الجميع عبد القادر الذي ما من عالم إلا وله فضل عليه.»[27]

وألقى بعده الشيخ عبد الحميد بن باديس خطبة كان لها وقع شديد في القلوب. وسنرد هنا أيضا جزءا من نص هذا الخطاب غير المعروف: « أيها الإمام الذي ببزوغ شمسه تمزقت سحب الجهل، وبدت غرة القلم المعين، أنت الذي عانيت في سبيل إصلاحنا أتعابا طويلة ... كنت مثالا لحسن الأخلاق وكرم الطبع ولباب الفضيلة...نبكيك بالدموع السحيقة ويبكيك القرطاس والقلم، نبكيك وتبكيك المنابر ودروس العلم والحكم. نبكيك ويبكيك هذا القطر الحزين الذي غمرته بيض أياديك وغرر فضائلك الحسان، وقد حان أن أودعك (وعزيز علي وداعك) وداعا يعقبه اللقاء إن شاء الله في جنان الرضوان. ارجع إلى ربك راضيا مرضيا مثابا عليك بكل لسان مهدئا لك الفوز بالخلد في أرقى فراديس الجنان.»

وختم ابن باديس خطبته بقصيدة طويلة، نكتفي هنا بذكر أبياتها الثلاثة الأولى:

ألا إن هذا الدهر ذو فتكات *** وإنا لنا في طيه لعظات
له عصميات في النفوس فلو رمى *** بها الراسيات صرن منخفضات
وكم قد رماها فاصطبرنا لرميه *** إلى أن رمى بأعظم النكبات

كما خطب الشيخ محمد النجار نيابة عن تلامذة الشيخ المجاوي وقال أنه ما زال يتذكر دروسه وخطبه الداعية إلى الإصلاح ومحاربة البدع وتحرير العقول من قبضة "الضلالة والانحلال المؤدية للردى."

ودعت جريدة "الفاروق" الكتاب والشعراء للكتابة النثرية والشعرية عن الراحل. فجاءتها مساهمات شعرية من مختلف أرجاء البلاد ونشرتها تحت عنوان واحد: "دموع الشعر والشعراء على فقيد العلم والإسلام أستاذ الجماعة المقدس الأستاذ عبد القادر المجاوي" بداية من العدد 82 إلى غاية العدد 92 الصادر في 25 ديسمبر 1914. وتناولت هذه المنظومات الشعرية حياة الشيخ المجاوي بالتفصيل، وأثنت على جهوده المختلفة في مجالات التربية والتعليم والإرشاد، وهي من تأليف هؤلاء الشعراء: المولود بن الموهوب، محمد الميلي بن الشريف، سعد الدين بلقاسم بن الخمار (1885-1952)، أحمد بن العمري، عاشور حمودة، الجنيدي، محمد بن جلواح.

لقد تبوّأ الشيخ عبد القادر المجاوي مكانة مرموقة في الوسط العلمي الجزائري، وكان له فضل كبير على العلماء والقضاة والمترجمين الجزائريين الذين تتلمذوا عليه في المدارس العليا في قسنطينة والجزائر، كما كان له تأثير على عامة الناس الذين كانوا يقبلون على سماع دروسه وخطبه في المساجد. وانتشر تلامذته بدورهم في أنحاء القطر الجزائري ينشرون العلم ويخدمون القضاء الإسلامي ويحاربون البدع ويدعون الناس إلى الإصلاح. فهو بحق أستاذ الجماعة وشيخ العلماء في الجزائر.

مراجع ومصادر الترجمة:

[1]مالك بن نبي. مذكرات شاهد القرن. دار الفكر، دمشق،1986، ص 64.
[2]أحمد صاري. شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر. المطبعة العربية، غرداية، 2004، ص 13-14.
[3]عبد القادر المجاوي. إرشاد المتعلمين. دار ابن حزم، الجزائر، ص 33.
[4]المجاوي، المرجع السابق، ص 47.
[5]محمد الخضر حسين. موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين. دار النوادر، بيروت، 2010، ج 11، ص 5460.
[6]حسين، المرجع السابق، ص 38.
[7]جيلالي صاري. بروز النخبة المثقفة الجزائرية (1850-1950). المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والتوزيع، الجزائر، 2007، ص 36.
[8]عبد القادر المجاوي. المعاش. المغرب، العدد 6، 28 أبريل 1903؛ العدد 8، 5 ماي 1903.
[9]حمزة بوكوشة. شيخ الجماعة عبد القادر المجاوي. الثقافة، العدد 10، أوت-سبتمبر 1972، ص 12.
[10]عمر بن قينة. عبد القادر المجاوي: حياته وآثاره. شخصيات وذكريات. دار البعث، قسنطينة، 1983، ص 16.
[11]صاري، بروز النخبة، ص 42.
[12]عمر بن قينة. صوت الجزائر في الفكر العربي الحديث. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1993، ص 70. أبو القاسم سعد الله. مسار قلم. عالم المعرفة، الجزائر، 2009، ج 3، ص 399؛ ج 4، 2011، ص 229-230.
[13]زهير إحدادن. الصحافة الإسلامية الجزائرية من بدايتها إلى سنة 1930. المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986، ص 22.
[14]المغرب، العدد 12، 19 ماي 1903؛ العدد 19، 12 جوان 1903؛ العدد 31، 24 جويلية 1903.
[15]المغرب، العدد 1، 10 ابريل 1903، العدد 2، 13 ابريل 1903، العدد 3، 17 أبريل 1903؛ العدد 4، 21 ابريل 1903، العدد 5، 24 ابريل 1903؛ العدد 17، 5 جوان 1903.
[16]المغرب، العدد 6، 28 أبريل 1903؛ العدد 8، 5 ماي 1903؛ العدد 9، 8 ماي 1903.
[17]كوكب إفريقيا، العدد 31، 3 جانفي 1908، العدد 84، 11 ديسمبر 1908؛ العدد 86، 25 ديسمبر 1908؛ العدد 97، 12 مارس 1909؛ العدد 132، 12 نوفمبر 1909.
[18]كوكب إفريقيا، العدد 39، 2 فبراير 1908؛ العدد 40، 14 فبراير 1908؛ العدد 48، 11 أفريل 1908؛ العدد 49، 17 أفريل 1908؛ العدد 50، 24 أفريل 1908؛ العدد 52، 8 ماي 1908؛ العدد 87، 1 جانفي 1909.
كوكب إفريقيا، العدد 133، 19 نوفمبر 1909؛ العدد 178، 30 سبتمبر 1910. [19]
[20]التقويم الجزائري، سنة 1329 ه/ 1911 م، ص 95؛ 105-107.
[21]مولود عويمر. الشيخ عبد الحليم بن سماية. البصائر، العدد 531، 17 جانفي 2011.
[22]عمار الطالبي. إبن باديس حياته وآثاره. دار الأمة، الجزائر، 2009، مج 1، وص 24-25.
[23]آلان كريستلو. حول بداية النهضة الجزائرية. كتيب لعبد القادر المجاوي. الثقافة، العدد،  1981، ص 56-57.
[24]سعد الدين بن أبي شنب. النهضة العربية بالجزائر في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري. مجلة كلية الآداب، جامعة الجزائر، العدد 1، 1964، ص83.
[25]شارل روبير آجرون. الجزائريون المسلمون وفرنسا 1871-1919. دار الرائد، الجزائر، 2007، ج2، ص 518-521.
[26]محمد علي دبوز. نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة. دمشق، 1965، ج1، ص 82.
[27]الفاروق، العدد 81، 9 أكتوبر 1914.

***

الترجمة بقلم/ الأستاذ الدكتور: مولود عويمر - جامعة الجزائر، المنشورة بموقع «رابطة أدباء الشام» - قسم التراجم.
تكملة الموضوع

حمل كتاب العقائد الدرية شرح متن السنوسية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
 

- كتاب: العقائد الدرية شرح متن السنوسية.
- تصنيف: العلامة سيدي محمد بن أحمد الهاشمي التلمساني.
- الطبعة: الثانية.
- مطبعة: مصطفى البابي الحلبي وأولاده - القاهرة- ج.مصر العربية.
- سنة الإصدار:  18 جماد ثان 1377هـ / الموافق لعام 8 يناير 1958م.

رابط التحميل

هنــا

نبذة حول الكتاب:

من الكتب التي لها شهرتها وقيمتها لدى طلاب وعلماء علم العقيدة "متن السنوسية"، وقد قام الكثيرون من العلماء بتفسيره وشرحه، والكتاب الذي بين يدينا هو تلخيص يسير للمتن سمى بـ "أم البراهين" قدمه عالم من علماء الأزهر الشريف وهو العلامة فريد عصره سيدي "محمد الهاشمي التلمساني" داعياً فيه البعد عن التعقيد وسهولة العبارة، وقد جاء في الكتاب مبادئ علم التوحيد ومقدمة في الحكم العقلي، والصفات الواجبة والمستحيلة والجائزة لله عز وجل مقدماً في ذلك البراهين لكل منهم، كذلك جاء به بيان أن كلمة التوحيد تجمع العقائد كلها، وقول "محمد رسول الله" صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم  يدخل فيه الإيمان بسائر الأنبياء والكتب السماوية واليوم الأخر... الكتاب يصلح للمبتدئين في علم العقيدة لما تميز به من اختصار ويسر.

ترجمة المصنف:
 
 

هو العلامة الشيخ سيدي محمد بن أحمد بن الهاشمي بن عبد الرحمن التلمساني الجزائري أصلاً، الدمشقي داراً، عالم دين سني متصوف، وشيخ الطريقة الشاذلية في بلاد الشام في عصره.

- المحتويات:

1 مولده
2 تعليمه
3 مؤلفاته
4 وفاته

1- مولده:

ولد محمد بن الهاشمي من أبوين صالحين، من آل بيت النبوة، يرجع نسبهما إلى الحسن بن علي، يوم السبت 22 شوال 1298 هـ الموافق 16 أيلول 1881م، في مدينة سبدو التابعة لمدينة تلمسان من أشهر المدن الجزائرية، وكان والده من علمائها وقاضياً فيها.

2- تعليمه:

بقي الشيخ مدة من الزمن ملازماً للعلماء يتعلم منهم، ثم هاجر في 20 رمضان سنة 1329 هـ مع شيخه محمد بن يلس إلى بلاد الشام هرباً من الاستعمار الفرنسي الذي منع الشعب الجزائري من حضور حلقات العلماء ودروسهم، فمكثا في دمشق أياماً، وعملت الحكومة التركية على تفريق جميع المغاربة الجزائريين، وكان نصيبه أن ذهب إلى تركيا وأقام في أضنة، وبقي شيخه ابن يلس في دمشق، وعاد بعد سنتين إلى دمشق، فالتقى بشيخه ابن يلس وصحبه ولازمه.

وفي بلاد الشام تابع أخذ العلم عن أكابر علمائها، من أشهرهم:

1- المحدث بدر الدين الحسني.
2- الشيخ أمين سويد.
3- الشيخ جعفر الكتاني.
4- الشيخ نجيب كيوان.
5- الشيخ توفيق اليوبي.
6- الشيخ محمود العطار وأخذ عنه علم أصول الفقه.
7- الشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكافي وأخذ عنه الفقه المالكي.
  

صورة نادرة وقديمة الشيخ محمد الهاشمي التلمساني وابنه الشيخ أحمد عن يمينه وتلميذه شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشاغوري الحسيني عن يساره

أما من ناحية التصوف فقد أذن له شيخه محمد بن يلس بالورد العام لما رأى من تفوقه على تلامذته، من حيث العلم والمعرفة والنصح لهم وخدمتهم. ولما قدم الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي من الجزائر لأداء فريضة الحج، نزل في دمشق سنة 1348 هـ الموافق 1930م، أذن لمحمد بن الهاشمي بالورد الخاص, تلقين الاسم الأعظم, والإرشاد العام.

3- مؤلفاته:

1- مفتاح الجنة شرح عقيدة أهل السنة.
2- الرسالة الموسومة بعقيدة أهل السنة مع نظمها.
3-  البحث الجامع والبرق اللامع والغيث الهامع فيما يتعلق بالصنعة والصانع.
4- الرسالة الموسومة بسبيل السعادة في معنى كلمتي الشهادة مع نظمها.
5- الدرة البهية.
6- الحل السديد لما استشكله المريد من جواز الأخذ عن مرشدين.
7- القول الفصل القويم في بيان المراد من وصية الحكيم.
8- شرح شطرنج العارفين للشيخ محي الدين بن عربي.
9- الأجوبة العشرة.
10- شرح نظم عقيدة أهل السنة.

4- وفاته:
 
 

توفي محمد الهاشمي التلمساني يوم الثلاثاء 12 رجب 1381 هـ الموافق 19 كانون الأول 1961م، وصُلي عليه في الجامع الأموي، ليدفن في مقبرة الدحداح في دمشق وكانت وصيته في آخر حياته: "عليكم بالكتاب والسنة".

**.**

للترجمة مصادرها ومراجعها
تكملة الموضوع

حمل الكتاب النادر المرآة لحمدان خوجة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما


- كتاب: المرآة.
- تصنيف: حمدان بن عثمان خوجة.
- تقديم وتعريب وتحقيق: د/ محمد العربي الزبيري.
- دار النشر: ANEP - الجزائر.
- سنة الإصدار: 2005.

رابط التحميل

هنـــا

نظرة حول المصنف والكتاب:

حمدان خوجة - ( 1189 - 1255 هـ) - ( 1755 - 1841 م)

مسيرته:

ينتمي حمدان خوجة إلى عائلة جزائرية عريقة في العاصمة كان خاله الحاج محمد أمينا سكة قبل الاحتلال الفرنسي، أما والده عثمان فكان فقيها، ولد حمدان سنة 1773، حفظ القرآن وبعض العلوم الدينية على يد والده ، ثم دخل المرحلة الابتدائية التي نجح فيها بتفوق فأرسله والده مكافأة له مع خاله برحلة إلى اسطنبول سنة 1784م، ثم انتقل إلى المرحلة العليا حيث تلقى فيها علم الأصول و الفلسفة و علوم عصره.

بعد وفاة والده شغل مكانه كمدرس للعلوم الدينية ، لمدة قصيرة ثم مارس التجارة مع خاله و نجح فيها، حيث أصبح من أغنياء الجزائر، مما فتح له المجال القيام بعدة رحلات إلى أوربا، بلاد المشرق و القسطنطينية و منها استطاع تعلم عدة لغات كالفرنسية و الإنجليزية مما ساعده على التفتح وتوسيع معالمه و التعرف على العادات و التقاليد، والأنظمة السياسية السائدة في تلك البلدان، وأثناء الحملة العسكرية الفرنسية على الجزائر ساهم بكل ما لديه للدفاع عن مدينة الجزائر .

بعد الاحتلال الفرنسي اشتغل كعضو في بلدية الجزائر و فيها حاول الحفاظ على ما تبقى للجزائريين من ممتلكات، حيث رفض تسليم عدة مساجد للفرنسيين الذين اتخذوا ذلك حجة لتدميرها وإقامة بدلها مؤسسات وطرق عمومية كما شارك في لجنة التعويضات الفرنسية لتعويض الأشخاص الذين هدمت ممتلكاتهم لفائدة المصلحة العامة كما يقول الاستعمار الفرنسي، وفيها بذل حمدان جهودا لخدمة إخوانه الجزائريين ولكن الاستعمار الفرنسي تفطن لنوايا الأعضاء الجزائريين المشاركين في هذه اللجنة فحلها وأغلق باب التعويضات، بعد ذلك شارك كوسيط بين أحمد باي والفرنسيين وأرسل إلى الجنرال سولت مذكرة يصف فيها التجاوزات التي قام بها الفرنسيون في الجزائر، فكان من نتائج هذه المذكرة إنشاء اللجنة الإفريقية للبحث عن الأوضاع في الجزائر، و في باريس راسل السلطان العثماني وناشده بالتدخل لإنقاذ الشعب الجزائري ثم غادر باريس نحو القسطنطينية في 1836 و توفي هناك ما بين 1840-1845.

آثاره:
  
  

لحمدان آثار علمية قيمة تعتبر من المصادر الأساسية، لدراسة الفترة الأخيرة من العهد العثماني في الجزائر والفترة الأولى من الاحتلال الفرنسي، كما تعطينا صورة واضحة عن مستوى الفكر في العالم الإسلامي ومعظم آثاره عبارة عن مؤلفات وترجمة و مذكرة و رسائل، ومن أهم مؤلفاته: «المرآة» الذي قام بتعريبه الدكتور محمد العربي الزبيري.

حياته:

ولد في الجزائر (العاصمة) وتوفي في استانبول، قضى حياته في الجزائر وفرنسا وتركيا، تلقى تعليمه الأولي عن أبيه، ثم واصل تعليمه في المؤسسات العلمية القائمة في الجزائر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، فتعلم العلوم الدينية واللغوية والمعارف القانونية والتاريخية والفلكية والطبية، كما أتقن عدة لغات منها: الفرنسية والتركية والإنجليزية.

عمل أستاذًا في العلوم القانونية والشرعية، كما كان سفيرًا دبلوماسيًا لبلاده في بلاد البلقان وفرنسا، وعمل بالتجارة، ينسب إليه تأسيس حزب المقاومة المناهض للاستعمار الفرنسي، وكان من أهم الناشطين السياسيين في الحركة الوطنية في الجزائر بعد الغزو الفرنسي 1830.

الإنتاج الشعري و أعماله:

له قصيدة وردت ضمن كتاب: «حمدان خوجة الجزائري» – دار الثقافة للطباعة – بيروت 1975م، وله عدة كتب مطبوعة بالفرنسية والعربية منها: كتاب بعنوان: «المرآة» – المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار – الجزائر 2005، كتب بالفرنسية ثم ترجم إلى العربية والتركية، و«إتحاف المنصفين والأدباء عن الاحتراس من الوباء» 1836، و«حكمة المعارف» 1837، وله عدة مقالات وترجمات بالفرنسية والتركية والعربية.

ما توفر من شعره نموذجان، وهما من شعر المدح، فله قصيدة (19 بيتًا)، في مدح السلطان محمود خان الغازي تتراوح بين معاني المدح وشكوى الدهر، فيها طابع الاستعطاف والتوسل، وله أخرى (5 أبيات) في مدح شيخه محمد بن علي، وهي من شعر الإخوانيات مطلعها من النسيب، وشعره يتسم بحسن السبك وقوة العبارة وسلاسة اللغة، صوره جزئية قليلة تتسم بفصاحة البيان.

مصادر الدراسة:

1 – أبو القاسم سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي - دار الغرب الإسلامي - بيروت 1998.
2 – محمد بن عبد الكريم: حمدان خوجة الجزائري - دار الثقافة للطباعة - بيروت 1974.
3 – الربعي بن سلامة وآخرون: موسوعة الشعر الجزائري - دار الهدى - مليلة - 2002.
4 – مقابــلات أجراهــا الباحـث تسعديــت آيت حمودي مع بعض الباحثين - الجزائر 2003.
5 – الدوريات: حميدي عمبراوي: حمدان خوجة، حياته وآثاره - مجلة الثقافة - دار الهدى - الجزائر 2002..

مقتطف من الكتاب:

جاء في الفصل العاشر الجزء الثاني من هذا الكتاب تحت عنوان "تابع لإدارة الجنرال كلوزيل وحملاته ضد المدية والبليدة" نرى فيها مدى همجية وبشاعة ووحشية المحتل الفرنسي الغاشم اتجاه الشعب الجزائري الأبي ...

يقول حمدان خوجة:

" .... وبهذه المناسبة أذكر الحادثة التالية: لقد اضطر المدعو "محمد بن سفطة" إلى المجيء إلى البليدة ليعيش فيها، وكانت مهنته كإسكافي لا تكفي لتوفير وسائل  عيشه، وعيش امرأته وبناته الصغيرات الأربع، وكان يسكن دارا صغيرة دخل إليها أثناء الهجوم وأغلق الباب، إنه لم يكن يملك أي نوع من السلاح، ولم يكن معه سوى الأدوات التي يشتغل بها، وعندما دق الباب خرج إليهم صحبة زوجته، ولكن سرعان ما وجهت إليه طلقات عديدة أردته قتيلا، كما قُتلت طفلة لها من العمر عامان، أما زوجته فقد كسروا ذراعها، ونهبت الدار كلها، ولما بقيت الزوجة المسكينة بدون مورد بعد أن كُسرت ذراعها وأصبح عليها أن تعول ثلاث بنات، توجهت إلى القائد الأعلى، ولكن شفقته لم تزد على أنه أركبها بغلة دون أن يضمد جراحها الذي ظل يدمي طيلة الطريق.

ويتابع حمدان خوجة ويقول: " إن هذه المرأة قد أصبحت تتسول بعد هذا الحادث، وغيرها من السكان كثيرون، ولقد كنا في ما مضى، نستطيع إعانتهم لأننا كنا نملك مؤسسات خيرية، أما الآن فإن تلك المؤسسات كلها أصبحت في أيدي السلطات الفرنسية التي توزع من حين لآخر بعض الصدقات … فيعطى لكل فقير في كل أسبوع (سوردي) أو اثنين في بعض الأحيان".اهـ.

---*---

وفي الأخير أدعو الجميع لقراءة هذا الكتاب النادر لتكتشفوا بأنفسكم الوجه الآخر المظلم للمستعمر الفرنسي الغاشم ومدى وحشيته وبشاعته اتجاه أبناء وطننا الحبيب "الجزائر".
تكملة الموضوع

ترجمة الشيخ العلامة مولاي بن شريف


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

المحتويات:

1- مولده
2- أصوله
3- دراسته بمصر
4- عودته إلى أرض الوطن
5- الحركة الدينية
6- الحركة السياسية
7- وفاته

1- مولده:

ولد الشيخ مولاي بن شريف في عام 1883م بفرندة ولاية تيهرت "تيارت حاليا"، وهو ابن مولاي المكي بن مولاي أحمد ولد عبد القادر، تتلمذ على يد شيخه الحاج مولاي العربي في مدينة فاس المغربية.


مدينة فرندة التي ولد فيها الشيخ
2- أصولــــــه:

وكان يعرف ياسم بن شريف الدرقاوي، وقد تتلمذ على يد الحاج محي الدين (والد الأمير عبد القادر)، وهو أيضا من أتباع طريقة مولاي العربي الدرقاوي (صاحب الطريقة الدرقاوية)، وقد أخذ هذه الطريقة عن شيخه ووطّد روحه الدينية بإتباعه دروس الفقه والتوحيد، وعند خروجه من المغرب، قام بمحاولة إثارة أتباعه ضد نظام الأتراك الإداري الجائر، وبالخصوص النظام القائم في الهضاب العليا (في الجنوب الوهراني) وكان ذلك بين سنتي 1804-1805م. 

مولاي أحمد:

وهو رفيق سيدي لزرق، الذي جابه الغزو الفرنسي، فقام ضده في سنة 1839م وسنة 1840م، فقبض عليه وحُملَ إلى فرنسا وسجن هناك مدة 3سنوات، وبعد عودته بقليل، سقط في شباك إحدى الدسائس، نصبها له أحد أذنابها المرتزقة المدعو (شين النيف)، ولا يزال يذكره الشٍّعر الشعبي من خلال أبيات معبرة يعرفها أهالي منطقة سيدي علي، فقُتل مولاي أحمد، واغتنمت قوات الاحتلال هذه الفرصة لتُمَّثِّل برأسه أشنع تمثيل، إذ انتزعوه من جسده أخذوا يتجولون به إلى رباط الجنود الفرنسيين، وفي محيطهم مستهدفين نشر الرعب بين الأهالي وبين عناصر المقاومة في الجبال.

مولاي المكي:

الذي نظم وبطريقة سرية أفواجا معادية لجيش الإحتلال، وخاصة بناحية حجاج، غير أن القوات الفرنسية أوقفته وكبلته بالسلاسل، وأخذوه راجلا إلى سجن مدية معسكر، بينما كان رجال الدرك ممتطين خيولهم.

وبعد ثلاثة أشهر، أطلق سراحه ووضع تحت مراقبة شديدة وذلك في سنة 1873م.

ترعرع الشيخ مولاي بن شريف بين أحضان هذه العائلة الثائرة، وتغذّى بأفكارٍ ذات اتجاه معين من الروح الدينية والوطنية، وهما معا يرتبطان ارتباطا عضويا تلقاء الغزو الأجنبي كيفما كانت صفته، تلك هي البوتقة التي انصهر فيها شيخنا، وكيف يصوب هذه الحدة العارقة إن لم يستعن بثقافة عربية تمكنه من بلوغ مناه.

3- دراسته بمصر:
الشيخ بالزي الأزهري أثناء دراسته بالأزهر الشريف


بعد إتمامه لدروسه القرآنية تيارت، واجه الشيخ اهتمامين:

- الاستعمار الفرنسي الذي كان يكرهه بفضل تكوينه الوطني.

- ميوله إلى العلم والديانة الإسلامية التي كان يحبها.

بعد فشله في مواجهة الإستعمار، خاصة تمركز المعمرين داخل التراب الوطني، دفعه حُبُه للمعرفة إلى الهجرة لمصر، ولما بلغ مدينة وهران، صادف مواطنين له في مدينة تلمسان، قاصدين الإبحار نحو الشرق فارين من الحكم الاستعماري الجائر، ولكن لم يكن مع الشيخ مولاي ن شريف من الأموال التي تخول له الحق في اقتناء التذكرة، فطر له ببيع فرسه الذي يمتطيه، وامتطى قاربا من القوارب الملازمة لكل سفينة عادة عندما أرخى الليل سدوله، وعند إقلاع السفينة، كاد هذا المغامر أن يغرق في البحر وتبتلعه الأموج، لو م يساعد من طرف إخوانه لمهاجرين، فصاحبهم كيفما كان مغامرا ومتحديا للصعاب، وذلك في سنة 1908م، وصل إلى القاهرة في سنة 1908 وإلتحق بالجامع اأزهر، حي إلتقى بالشيخ العربي التبسي في سنة 1922م بعد قضاء 14 سنة.

4- عودتـــه إلى أرض الوطن:

بعد وصوله إلى وهران، وج مرارة الإستعمار الذي أغلق مكتبته التي كان تضم 2000 كتاب، وكذلك عدة وثائق، وهكذا يكون قد أضاع جزء كبيرا من هذه الوثائق، كذا شهادة إنهاء دروسه الفقهية.

وحاول طيلة عدة شهور على وثائقه، ولكن يدون جدوى، وكانت إدارة الجمارك تنظر إليه بعين الأذى والحقد، التي توسمت شراّ في هذا العربي الجزائري المتحلي ببذلة (أزهرية) مصرية غريبة عن ضابط الجمارك الفرنسي، وتوسم عليه أنه أجنبي فوق أرضه المسلمة، واحتجز هذا لضابط المجلدات باللغة العربية التي رأى فيها خطرا عليه، ولم يتمكن الشيخ من استرجاعها إلا القليل كعقاب له، وذلك بأن القانون المزعوم يفرض على كل جزائري أراد السفر للخارج لطلب العلم، عليه أن يتقدم بطلب رخصة مسبقا قبل الخروج من أرض الوطن، وهو قد تحدى الوضع الفرنسي القائم آنذاك وصار مراقبا من طرف رجال الإحتلال حيثما تنقل أو حطّ رحاله، وفي النهاية حصل على مكتسباته التي ضاق من أجلها مرارة الجوع وهو طالب.

لقد أقام بغيلزان ، حيث درس بها مدة عامين، ثم ذهب إلى المغرب ليزور مسجد مولاي العربي بفاس في سنة 1924، وخلال هذه الزيارة التي دامت شهرا كاملا، إلتقى فها بالقائد محمد بن عبد الكريم الخطابي قائد حرب الريف. 

القائد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي التقى به الشيخ أثناء زيارته للمغرب


وبعد عودته إلى الجزائر، تمركز بسيدي علي، الذي احتضنه أهلها إلى آخر نفس له، وبنى فيها زاويته في نة 1927م بمساعدة سكان الناحية، الذي عَمِلَ على إقناع سكان سيدي علي بضرورة بناء هذه الزاوية، لتكو مأوى للطلبة، بالواجب، وبدأت التحريات والتنكيد للآلة الإستعمارية، فاستدعته الإدارة الفرنسية عن سبب زيارته لفاس وعن علاقته بالخطابي، ولم يبقى الشيخ مكتوف الأيدي، بل أحاط نفسه بجماعة من الأشخاص، وأعلمهم بتكوينه الديني ذي الطابع الإيديولوجي والسياسي، ونظرا لنقص وقلة المثقفين، اضطر إلى ضمان المسكن والحماية لتلاميذه، ومن بينهم:

- الشيخ بن سبيمان
- الشيخ بلكتروسي (أولاد معلة)
- الشيخ سي يوسف (بن عبد الملك رمضان)
- الإخوة بلقاضي (أواد خلوف)
- الشيخ سي أحمد الحبيب (أولاد معلة).

5- الحركة الدينية:

كان الشيخ مولاي بن شريف إماما، وأستاذا، يدرس علم الشريعة لإسلامية، فخضع سكان الناحية كلهم بهذه الشريعة، بعد سنوات شاقة عملت الإدارة الفرنسية على تشجيع الإقتتال بين السكان، فكان لا يمر يوم اقتتال بالبنادق والسكاكين من أجل أمور تافهة، كالإختلاف حول قطعة أرض، أو شتت يمس الشرف، فكان الحكم الذي يخضع له سكان هذه الناحية، فاشتهرت مناقبه، وشهدوا له بالإنصاف في محاربته لكل أنواع الخرقات والشعوذة.

المنبر الذي وقف عليه الشيخ مولاي بن شريف خلال خطبة الجمعة في زاويته التي بناها سنة 1927


6- الحركة السياسية:

انظم الشيخ إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان مستشارا في مجلسها الإداري، بمعية الشيوخ: عبد الحميد بن باديس – محمد البشير الابراهيمي – الطيب العقبي – محمد الأمين العودي – مبارك الميلي – ايرهيم بيوض – المولود الحافظي – مولاي بن شريف – الطيب المهاجي – السعيد الياجري – حسن الطرابلسي – عبد القادر القاسمي ومحمد الفضيل الورتلاني، وكان يسافر كثيرا إلى الجزائر العاصمة مما دفع الإدراة الفرنسية إلى غلق الطريق في وجهه، بعد تحريض من معاونيها وهدد بالنفي إلى مدينة بشار، وأصابه المرض، وابتعد عنه أصدقاءه، ورغم هذا، حافظ على علاقته المتينة مع سي نسيب من مستغانم.

وفــجـــر إنـــدلاع الـثـــورة التــحــريرية، التقى بالشهيد بن عــبـد المـــالــــك رمــضـــان (المدعو سي عبد الله)، وتعرف عليه، بل وجلس معه على مائدة واحدة للطعام عدة مرات ولمـــا اندلعت الثورة، لم ييأس، بل كان فخورا بتلاميذه الذين التحقوا بلجبال وكان في عمره 72 سنة، وخلال ذلك الوقت، كان المجاهدون يرونه مدافعا عن وطنه بقلمه، رأوه بعد أن أصيب بمرض عضال، ألزمه الفراش، وهجّرت الإدارة الإستعمارية ابنيه التوأمين (محمد والمكي) البالغين من العمر 17سنة، بحجة إطلاقهما النار على الحاكم الفرنسي في البلدية المختلطة Choiral. 
نجلاء الشيخ التوأمان في صف الجلوس (الأول في أقصى اليصار والثاني من اليمين) في صورة جماعية للقسم في مدرسة البرج سنة 1951م.


7- وفاتـــــــه:

توفي الشيخ في يوم 24 فيفري 1959م بسيدي علي، وبعد مرض عضال على إثر عملية جراحية، وقلبه ممزق، لأنه لم ير الراية الجزائرية وولديه الذين بحثت عنهم الإدارة الفرنسية في الخارج – رحمه الله.

هوامش/

فرندة:

فرندة هي حاليا دائرة من دوائر ولاية تيارت الجزائرية، تقع في الهضاب العليا الغربية للمدينة، يحدها من الشمال كل من دائرتي مدغوسة ومشرع الصفى، ومن الشرق دائرة السوقر، ومن الجنوب دائرة عين كرمس, ومن الغرب ولايتي سعيدة ومعسكر، تبعد عن الباهية وهران بـ: 220 كلم, وعن معسكربـ 110 كلم وعن تيارت بـحوالي50 كم.


 من بلدياتها فرندة وهي أيضا مقر الدائرة، عين الحديد، تخمارت... ومن أحيائها الشعبية شعبة عربية، حمدوش، بن يزدي، الباتوار، بني ساعد، الكاريان، الباب الكبير سيدي ناصر،...


وما يميزها عن باقي دوائر الولاية هو قربها من ذلك المعلم التاريخي "مغارة ابن خلدون" العلامة الشهير مؤسس علم الاجتماع الحديث الذي كتب بها رائعته في فلسفة التاريخ "المقدمة"،

المغارة التي كتب فيها ابن خلدون مقدمته الشهيرة - فرندة / ولاية تيارت

 أيضا  الجدار وهي عبارة عن هضاب وجبال في غاية الروعة و الجمال، يتصف سكان هذه المنطقة بالرحمة والكرم والسخاء وحسن الضيافة، تقام بها سنويا العديد من المهرجانات والحفلات للأولياء والصالحين الذين عمرو المنطقة منذ القدم و التي لا تزال معالمهم شاهدة إلى يومنا هذا  مثل وعدة سيدي عمر وسيدي علال وسيدي بختي والجبابرة وسيدي أحمد بن داود' وسيدي محمد بن خليفة شايع...

للترجمة مصادرها ومراجعها.
تكملة الموضوع

حمل كتاب الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما


- كتاب: الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها.
- المؤلف: يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سواده أبو القاسم الهُذَلي البسكري الجزائري، (المتوفى: 465هـ).
- المحقق: جمال بن السيد بن رفاعي الشايب.
- الناشر: مؤسسة سما للنشر والتوزيع.
- سنة النشر: 1428 – 2007.
- عدد المجلدات: 1.
- رقم الطبعة: 1.
- عدد الصفحات: 667.


ترجمة المصنف:

لقد سبق وأن أفردنا له ترجمة كاملة
على هذا الرابــــــط

تكملة الموضوع

حمل كتاب ديوان الشاعر الجزائري محمد العيد آل خليفة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

كتاب: ديوان محمد العيد آل خليفة.
دار النشر: الهدى للطباعة والنشر والتوزيع – عين مليلة – الجزائر.
عدد الصفحات: 544.
سنة الطبع: 2010م.

رابط تحميل الكتاب

هنـــا

ترجمة صاحب الديوان:

هو الشاعر الجزائري الكبير سيدي محمد العيد بن محمد علي بن خليفة من محاميد سوف المعروفين بالمناصير من أولاد سوف، ولد في مدينة عين البيضاء بتاريخ 28 أوت 1904م الموافق لـ 27 جمادي الأولى 1323هـ بعد تلقي القرآن والدروس الإبتدائية بمدرستها الحرة عن الشيخين محمد الكامل إبن عزوز واحمد بن ناجي، انتقل مع أسرته على بسكرة سنة 1918م وواصل دراسته بها على المشائخ علي بن إبراهيم العقبي الشريف والمختار بن عمر اليعلاوي والجنيدي أحمد مكي.




وفي سنة 1921م غادر الشاعر بسكرة على تونس حيث تتلمذ سنتين بجامع الزيتونة ثم رجع سنة 1923م على بسكرة وشارك في حركة الإنبعاث الفكري بالتعليم والنشر في الصحف والمجلات (صدى الصحراء) للشيخ أحمد بن العابد العقبي و(المنتقد) و(الشهاب) للشيخ عبد الحميد بن باديس و(الإصلاح) للشيخ الطيب العقبي.

 وفي سنة 1927م دعي إلى العاصمة للتعليم بمدرسة الشبيبة الإسلامية الحرة حيث بقي مدرسا بها ومديرا لها مدة اثني عشر عاما وفي هذه الفترة أسهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وكان من أعضائها العاملين، ونشر الكثير من قصائده في صحف الجمعية (البصائر،السنة، الشريعة، الصراط) وكذا في صحيفتي (المرصاد والثبات) لمحمد عبابسة الأخضري.

وفي سنة 1940م بعد نشوب الحرب العالمية الثانية غادر العاصمة الجزائرية إلى بسكرة ومنها دعي إلى باتنة للإشراف على مدرسة التربية والتعليم إلى سنة 1947م ثم إلى عين مليلة لإدارة مدرسة العرفان إلى سنة 1954م وبعد إندلاع الثورة الكبرى أغلقت المدرسة وألقي القبض عليه وزج به في السجن وامتحنته السلطة الإستعمارية بعد إطلاق سراحه بمنحة غاشمة وفرضت عليه الإقامة الإجبارية ببسكرة فلبث بها معزولا عن المجتمع تحت رقابة مشددة إلى أن فرج الله عليه وعلى الشعب الجزائري بالتحرير والإستقلال.

مصدر الترجمة:

 من الكتاب ذاته الذي بين أيديكم اليوم (ديوان محمد العيد آل خليفة).


تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |