من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل مخطوط نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 


- مخطوط: نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان.
- تصنيف: العلامة الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله التَّنسي الجزائري.
- القسم: [ الثاني].
- حالة النسخة: حسنة، تصوير ميكروفيلم.

حول المخطوط:

- "نظم الدر والعقيان، في بيان شرف بني زيان، وذكر ملوكهم الأعيان، ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان" [وهو موسوعة تاريخية و أدبية عن تاريخ بني زيان، وتاريخ المغرب الأوسط ويعتبر المصدر العربي الوحيد، لفترة من تاريخ هذه الدولة، تزيد على سبعين سنة كما وصفه محققه الدكتور محمود بوعياد مدير المكتبة الوطنية الجزائرية والمستشار الثقافي برئاسة الجمهورية حيث قال: " وفيما عدا "نظم الدر" لا يتوفر للمؤرخ، مصدر تاريخي عربي آخر شامل الأخبار، لدراسة تلك الفترة الطويلة نسبيا، من تاريخ دولة بني عبد الواد التي أسسها يغمراسن بن زيان في المغرب الأوسط، على أنقاض دولة الموحدين وذلك رغم تأخر تلك الحقبة من التاريخ، ورغم قربها من عصرنا"].

رابط التحميل

هنـــا

ترجمة المصنف:

محمد بن عبد الله التنسي [ ... - 899هـ / ... - 1493 م].

هو الإمام المحدث، الحافظ المقرئ الفقيه سيدي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الجليل المعروف بالحافظ التنسي أصلا التلمساني دارا، نشأ بتلمسان وأخذ عن علمائها من أمثال قاسم العقباني ومحمد النجار وغيرهما وحاز قصب السبق في العلوم والعرفان حتى قال عنه بعض علماء الأندلس لما سئل عن علماء تلمسان: [العلم مع التنسي والصلاح مع السنوسي والرياسة مع ابن زكري] وكانت وفاته عام 899هـ. (1493م).

كان التنسي أديبا وشاعرا ومؤرخا، خلف لنا كتابا جليلا في التاريخ والأدب عنوانه [ الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان وذِكر ملوكهم الأعيان ومن ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان] وهذا الكتاب لا يزال مخطوطا، توجد منه نسخة بمكتبة الحكيم ابن الزرجب بتلمسان كما توجد نسخة أخرى بمكتبة جامعة القرويين بفاس وثالثة بمكتبة الاسكريال بإسبانيا كما له أيضا كتاب [راح الأرواح فيما قاله السلطان أبو حمو وقيل فيه من الأمداح] لكن يغلب الظن أنه ضاع، وله أيضا [فهرست] بأسماء مشايخه، و[الطراز] في الضبط أي في رسم الخراز، و[فتاوى] حول مسألة يهود توات وغيرها.

مصادر الترجمة:

1)  باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان ج2 - ص:149، لصاحبه الحاج بن محمد بن رمضان شاوش، الصادر عن ديوان المطبوعات الجامعية 2011م.
 2) معجم أعلام الجزائر لعادل نويهض ص: 85 الطبعة الثانية 1980م - مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت لبنان.

وللاستفاضة أكثر حول سيرة هذا العلامة هذا رابط ترجمته كاملة

تكملة الموضوع

حمل كتاب زهر البستان في دولة بني زيان - ج²

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 

- كتاب: زهر البستان في دولة بني زيان - ج².
- تصنيف: مؤلف مجهول.
- دراسة وتحقيق وتقديم: المؤرخ والباحث الجزائري: أ.د/ بوزياني الدراجي.
- الناشر: مؤسسة بوزياني للنشر والتوزيع - السحاولة - الجزائر.
- تاريخ الإصدار: 2013م.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

رابط التحميل

هنـــا


هذا الكتاب:

بهذا العمل الماثل أمام القارئ الكريم يكون كتاب «زهر البستان في دولة بني زيان»، الذي بقي في الأدراج بيـن المخطوطات المهملة، ولـم يتسنى له الظهـور والنشر بثـوب يليق به، إلاّ في هـذه اللحظة، مع أنه مهم جداً، وبذلك يكون قـد بُعِـث إلى الحياة؛ بعد سكون طويل في الرفوف المظلمة، وخرج إلى عالم النور والأضـواء، فأضحى الآن في متناول القراء والباحثين؛ دون عناء وابتـلاء بالنبـش البطيء، والسبر في عتمة الأعماق المظلمـة، وكتـاب زهر البستان في دولة بـني زيان هـذا؛ يؤرخ لدولة الجزائر في أزهى عصورها، تلـك الدولة التي رسمت حدود المغرب الأوسط آنئذ، ومؤلف هـذا الكتاب مجهول الهوية، وواضح أنه كان من بين الذين خدموا في بلاط السلطان أبي حمو الثاني، على غرار كُتّاب آخرين مثل: يحيى بن خلدون وغيـره، ويستدل على هذا من عمق اطلاعه، ودقة وصفه لما يجري في ذلك البلاط من أحداث وآثار.

 كما يُستكشف من خلال سرد صاحب «زهـر البستان» للأحداث أنه سبق يحي بن خلدون في التواجد ببلاط أبي حمو، لأنه أورد في كتابه خبر قدوم يحي بن خلدون إلى تلمسان بصفته سفيرا لأمير بجاية أبي عبد الله الحفصي، وقد حدث هذا بالطبع قبل أن يلتحق يحي بالبلاط الزياني ولكنه في ما يبدو لم يكن في منزلة يحي بن خلدون العلمية.

فقد كان محدود الحصيلة، وشحيح الذاكرة، كما أن أسلوبه يميل إلى أساليب الرواة في عرض الأحداث، أما ناسخ هذه النسخة من مخطوط زهر البستان فيُدعى: الحبيب بن يخلف بن جلول بن العيد الفرادي، المولود في غريس بنواحي معسكر الحالية (مدينة بغرب الجزائر)، قال إنه فرغ من انتساخه صبيحة يوم الجمعة، الخامس عشر من شهر محرم، في غرة عام 1235هـ، لصالح مسلم بن عبد القادر خوجة، ثم لمن شاء الله بعده – هبة أو شراء وهكذا، فإن أجزاء كتاب زهر البستان في دولة بني زيان الأخرى ضاعت، كما ضاعت كتب أخرى تعالج الموضوع نفسه، ولعل تتبع آثار الناسخ المذكور ومن نسخ له يأتي بفائدة.

وكتاب «زهـر البستان في تاريخ بـني زيان» كما يبدوا من محتواه حتى الآن يكون صاحبه قد ألفه في ثلاثة أجزاء، وما وجد منها حتى الآن هو الجزء الثاني الذي يؤرخ لمرحلة هامة من عهد السلطان موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيي بن يمغراسن بن زيان، المدعو بأبي حمو الثاني.

مقتطف من مقدمة الكتاب بقلم الأستاذ الباحث بوزياني الدراجي.

كتب أخرى للمؤلف:

1- عبد الرحمن الأخضري العالم الصوفي الـذي تفوق في عصره.
2 أدباء وشعراء من تلمسان.
تكملة الموضوع

حمل كتاب الصُروف في تاريخ الصحراء وسوف

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- كتاب: الصُروف في تاريخ الصحراء وسوف.
- تصنيف: الشيخ العلامة سيدي إبراهيم محمد الساسي العوامر.
- تحقيق وتعليق: الجيلاني بن إبراهيم العوامر.
- دار النشر: منشورات ثالة، الأبيار – الجزائر.
- تاريخ الإصدار:2007، أنجزت هذه الطبعة في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية.
- حالة النسخة: منسقة ومفهرسة.

تنويه قبل التحميل:

للأمانة الكتاب قمت بتنزيله من منتديات الجلفة قسم «مكتبة الأنساب الإلكترونية» وقام العبد الفقير بوضع فهرسة له وذلك تيسيرا لمطالعته، وغايتنا من ذلك تمكين أكبر عدد من القراء للإطلاع عليه، للتعريف بموروثنا الثقافي للعالم، الذي لا يزال خافيا على الكثير… والله من وراء القصد.



ولا يسعني في هذا المقام إلا التوجه أولا بأسمى معاني الشكر والتقدير لمن قام بتصويره ضوئيا وهو الأخ الفاضل حسان «hassan07» وثانيا لمنتديات الجلفة، فلولاها ما تمكنا من اقتناء هذا الكتاب القيم والنادر، والشكر موصول لكل القائمين عليها.

رابط التحميل

هنـــا


~*~*~

هذا الكتاب:

الصروف في تاريخ الصحراء وسوف وهو من كتب التاريخ المحلي الخاصة بالجنوب الجزائري، وقد ألفه سنة 1331هـ / 1931م، بطلب من أحد الفرنسيين الذي لم يذكر اسمه وعبر عنه بولاة الأمور، وينقسم الكتاب الذي هو عبارة عن مسائل وحوادث متفرقة وليس تاريخا مترابطا إلى قسمين متميزين، الأول في المسائل النبذ التاريخية، والثاني في الأنساب وهو اقل حجما، ومن موضوعات القسم الأول مسائل عامة في الجغرافية وصفة المنطقة ونباتها و عمرانها، والشعوب القديمة السابقة للفتح الإسلامي ثم الفتح نفسه، والهجرة الهلالية خصوصا قبيلة طرود وعدوان وما جرى في عهدهم من وقائع، وكذلك مسائل وأحداث جرت في القرن التاسع عشر بما فيه العلاقات مع الفرنسيين.

أما قسم الأنساب فان كل قبائل سوف عربية حسب العوامر، وقد ذكر القبائل بالتفصيل في مناطق الوادي وهي كوينين وقمار وتاغزوت والدبيلة وسيدي عون والزقم والبهيمة وغيرها، ومن مصادره ابن خلدون وابن أبي دينار، والزركشي والعدواني، ومخدرة الشيخ العروسي، كما اعتمد على الرواية الشفوية و أقوال العلماء، قام بنشر الكتاب ابنه الجيلالي وطبع بالدار التونسية للنشر سنة 1977م .

وأخير طبع بالجزائر في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007م، عن دار ثالة للنشر والتوزيع، بتحقيق وتعليق الجيلاني بن إبراهيم العوامر.

~*~*~

ترجمة المصنف:

إبراهيم بن محمد الساسي العوامر


نسبه و مولده و نشأته:

هو إبراهيم بن محمد الساسي بن عامر الملقب بالعوامر، من مواليد وادي سوف سنة 1881م، وهي السنة التي احتلت فيها تونس، وكانت الجزائر يومئذ تحت حكم الحاكم "لويس تيرمان" الذي زار وادي سوف، وكانت رئاسة المكتب العربي في المدينة للضابط كوفييه.

وأما نسبه فقد ذكره هو بنفسه في كتابه «الصروف في تاريخ الصحراء وسوف» في القسم الثاني الخاص بأنساب وادي سوف الذي قسمهم إلى قبائل وفصائل وعمائر وبطون وأفخاذ، ومن بين تلك القبائل قبيلة الشبابطة العربية التي قسمها إلى اثني عشرة عميرة...


تكملة الموضوع

حمل كتاب الحلل السندسية في شأن وهران والجزيرة الأندلسية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- كتاب: الحلل السندسية في شأن وهران والجزيرة الأندلسية.
- تصنيف: محمد أبي راس الناصري المعسكري.
- ترجمة وتعليق: الجنرال فور بيجي.
- تاريخ الإصدار: 1903م.
- دار النشر: مطبعة بيير فونطانا الشرقية في الجزائر.


حول الكتاب:

كتاب الحلل السندسية في شأن وهران والجزيرة الأندلسية لصاحبه العلامة المؤرخ سيدي محمد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن أحمد بن الناصر الجليلي المعسكري المعروف بأبي راس الناصري، وهو عبارة عن منظومة سينية تقع في حوالي181 بيت، ثم يلي هذه المنظومة شرحا لها باللغة الفرنسية وهي من تصنيف "الجنرال فور بيجي" (Général G.faure-biguet)... كتب الشيخ العلامة  أبي راس الناصري منظومته هذه ابتهاجا وتخليدا لفتح مدينة وهران  سنة 1792م ، التي ظلت ما يقرب من ثلاثة قرون تحت وطأة  الاحتلال الصليبي الإسباني التي غزاها حوالي  في سنة 1509م.

رابط التحميل

هنـــــا


ترجمة المصنف محمد أبي راس الناصري المعسكري: (1150 - 1238 هـ /1737 - 1824م).



إذا ذُكر التأريخ والتاريخ يتصدّر العلامة ابن خلدون الأسماء عبر العصور، ويغفل البحث والباحثين إفراد مكانة تليق بواحد من أعظم العلماء والأعلام، أعدّه الكثيرون، ثاني مؤرّخ بعد ابن خلدون في مجال التأريخ، ولكن "شخصية" موضوعنا اليوم، يتجاوز مؤسس "علم الاجتماع" ورائد التاريخ، بأنه كان مجاهدا فذا بالسلاح فقد شارك في تحرير وهران من الأسبان سنة 1206 هـ /1795م إلى جانب الباي محمد بن عثمان، ليس هذا فحسب بل كان عالما ربانيا متصوفا جمع بين علمي الشريعة والحقيقة، فضلا عن سعة معرفته العميقة دينيا وأدبيا بروح علمية رصينة وفكر حصيف وغزارة إنتاج حيث تجاوزت مصنفاته في حقول التأريخ والفقه المائة كتاب...

إقرأ المزيد حول سيرة هذا العلامة الذي سبق وأن أفردنا له ترجمة كاملة موسعة على هذا الرابط:

تكملة الموضوع

حمل مخطوط منظومة معلم الطلاب بما للأحاديث من الألقاب لابن زكري التلمساني

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- مخطوط: منظومة معلم الطلاب بما للأحاديث من الألقاب.
- تصنيف: الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن زكري التلمساني.
- الموضوع: حديث (منظوم)، ألفه في : 876 هـ / 1472 م
- اسم الناسخ وتاريخ النسخ: غير مذكور.
- مصدر المخطوط: خزانة المخطوطات - مكتبة  الموهوب أولحبيب - بجاية - الجزائر.

فاتحة المخطوط بعد البسملة والتصلية:

"يقول بعد الحمد ثم الشكرِ *** عبد الإله أحمد بن زكريِ
ثم صلاة الله والسلام *** على الرسول سيّد الأنام
وآله وصحبه الكرام *** الناقلين طرق الأحكام
أردت نظم لقب الحديث *** بشرحه ليكمل الحديث
في رجز مختصر بديع *** أو ما يوازيه من السريع
سميته بمعلم الطلاب *** ما للأحاديث من الألقاب ..."

آخره:

"... قد تم نظما وبنهج مختصر *** في رجز وبسريع يعتبر
في سادس الأعوام والسبعينا *** بعد الثمانماية سنينا
أبياته عددها قد اكتمل *** بلفظ قاف وبعين فاعتدل
فالحمد لله على إكماله *** من جوده ذاك ومن أفضاله
ثم الصلاة والسلام دايما *** على الذي شرع شرعا قايما
محمد وآله وصحبه *** والتابعين المومنين حزبه".

ملاحظات: توجد نسخة منه بالخزانة العامة بالرباط تحت الرقم: 151 د / 2.

رابط التحميل

هنــا

ترجمة المصنف:

ابن زكري التلمساني (000 - 899 هـ = 000 - 1493 م)

إسمه:

هو شيخ الإسلام الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن زكري المغراوي (نسبة إلى مغراوة وهي قبيلة عظيمة من زناتة) المانوي (نسبة إلى بني مانو وهم من قبائل زناتة البربرية) التلمساني(نسبة إلى مدينة تلمسان) المالكي[1]  لقب بشيخ الإسلام[2] والحافظ[3].

ولد بمدينة تلمسان ما بين عامي (820هـ و 827هـ)[4] وتوفي أبوه وتركه يتيما صغيرا فكفلته أمه، وتعلم الحياكة فاستؤجر للعمل بنصف دينار في الشهر، فرآه العلامة ابن زاغو، فأعجبه ذكاؤه، فسأله عن ولي أمره فقال أمي، فذهب إليها وتعهد بأن يعطيها في كل شهر نصف دينار وأن يفقه ولدها ويؤدبه، فرضيت، واستمر إلى أن نبغ واشتهر[5].

شيوخه:

أخذ ابن زكري عن جملة من الشيوخ والأئمة الأعلام الذين كان لهم دور كبير في نشأته العلمية منهم:

- إبراهيم بن محمد بن علي اللنتي التازي (تـ866هـ): نزيل وهران الإمـام العالم العلامة، الورع الزاهد، الصالح الولي الناصح، كان من الأولياء الزاهدين، وعباد الله الصالحين الناصحين، أخذ بمكة عن علاَّمة علمـائها سيدي الشريف تقي الدين محمد بن أحمد بن علي الحسني الفاسي، وبالمدينة عن الشيخ أبي الفتح بن أبي بكر القرشي، وبتونس عن شيخ الإسلام الحافظ العلامة عبد الله العبدوسي، وبتلمسان عن محمد بن مرزوق الحفيد، أخذ عنه جمـاعة منهم الحافظ التنسي، و لقيه الإمـام السنوسي في مدينة وهران عند رجوعه من الجزائر بعد تلقيه العلوم عن الشيخ الثعالبي، حيث مكث عنده مدة خمسة وعشرين يومـا، أخذ فيها عنه الخرقة والذكر والمصافحة والسبحة والحديث المسلسل بالأولية، كل ذلك بأسانيده المتصلة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.[6].

- الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمد بن مسعود البرشاني الغرناطي: الإمام الأ تاذ الخطيب المقرئ المدرس المفتي المتكلم، أحد علماء الأندلس في وقته، أخذ عن أبي عبد الله الموجاري، وعنه أبو الحسن البلوي، وأبو القاسم الفهري، وأبو عبد الله الأزرق[7].

- أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن زاغو المغراوي التلمساني: فقيه عابد فرضي، من أهل تلمسان. العالم العامل، الولي الصالح، كثير الكرامات والسياحة شرقا وغربا، ولد في حدود (782هـ) وتوفي سنة (845هـ) وأخذ عن أبي سعيد العقباني، وأبي يحيى الشريف التلمساني وغيرهما كما أخذ عن ابن حجر وأجازه، وعنه جماعة منهم يحيى المازوني صاحب النوازل، والقلصادي، والحافظ التنسي وغيرهم من كتبه (تفسير الفاتحة) و (شرح التلمسانية) في الفرائض و (أجوبة فقهية) وله فتاوي كثيرة[8] .

- أبو الفضل القاسم بن سعيد بن محمد التجيبي العقباني التلمساني: الفقيه الإمام الرحالة، شيخ افسلام ومفتي الأنام، قاضي الجماعة بتلمسان، ولد سنة (768هـ) وتوفي سنة (854هـ) من شيوخه ابن حجر والبساطي وغيرهما من تلا ميذه ابنه أبو سالم وحفيده محمد بن مرزوق (حفيد الحفيد) ومحمد بن العباس ويحيى المازوني والحافظ التنسي والقلصادي وغيرهم له مصنفات منها شرح الرسالة وشرحان على المدونة وشرج جمل الخونجي[9].

- أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي(تـ875هـ): الشيخ الإمـام حجة الإسلام، العالم العامل، الزاهد العابد الورع، ولي الله الناصح الصالح، صاحب تفسير «الجواهر الحسان» وغيره من المصنفات المفيدة، ذكر الوادي آشي أنّ الإمـام السنوسي «رحل إليه إلى الجزائر وأخذ عنه بها علم الرواية»، وذكر الملالي أنه  قرأ عليه صحيحي البخاري ومسلم وغيرهمـا من كتب الحديث، وأنه رأى إجازة بخط الثعالبي أجاز بها الإمـام السنوسي، وأخاه لأمّه الشيخ علي التالوتي[10].

تلاميذه:

- الشيخ أحمد زروق (تـ 899 هـ)[11] هو أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى  البرنسي  الفاسي، المالكي، الشهير بـ"زروق" يقول الشيخ زروق في كناشته:ولدت يوم الخميس طلوع الشمس ثامن وعشري من المحرم سنة ست وأربعين وثمانمائة (846هـ)، وتوفيت أمي يوم السبت بعده وأبي يوم الثلاثاء بعده كلاهما في سابعي، فبقيت بعين الهق بين جدتي الفقيهة "أم البنين" فكفلتني حتى بلغت العشر وحفظت القرآن وتعلمت صناعة الخرز..." فأخذ في بدايته العلم عن جملة منهم: خاله أحمد بن محمد الفشتالي، وعلي السطي، وعبد الله الفخار، وأخذ القرآن بحرف نافع على جماعة منهم: محمد بن قاسم بن أحمد القوري، والزرهوني، وعبد الله المجاصي، والأستاذ الصغير عبد الله التجيبي، وأخذ أيضا التصوف والتوحيد على الشيخ عبد الرحمن المجدولي[12].

- أبو جعفر أحمد بن علي بن أحمد بن داود البلوي الوادي آشي: ويعرف ايضا بأحمد بن داود، وصفه ابن غازي بالفقيه المتقن المشارك الجامع المصنف الناظم الناثر البليغ الأمضى الأدرى الكامل، أصله من وادي ىش الأندلس، وارتحل إلى تلمسان ثم إلى المشرق أخذ عن القلصادي والمواق وابن مرزوق الحفيد وابن مرزوق الكفيف والتنسي والسنوسي وأجازه ابن غازي والفخار اللخكي وغيرهم ممن ذكر في ثبته، من مؤلفاته شرح على الخزرجية وثبته الذي فيه شيوخه توفي عام (938هـ)[13].

-أبو العباس أحمد بن محمد بن مرزوق المعروف بحفيد الحفيد: وهو واحد من عائلة المرزوقيين الشهيرة بالعلم والفضل أبوه هو العالم ابن مرزوق الكفيف، وجده هو ابن مرزوق الحفيد، من مؤلفاته شرح عقيدة السنوسي الصغرى، ونظم بيوع الآجال وغيرذلك توفي في حدود عام (930هـ)[14].

- أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي التلمساني ثم الفاسي: حامل لواء المذهب المالكي على رأس المائة التاسعة، من شيوخ بتلمسان محمد بن العباس، وأبو الفضل العقباني، وابراهيم بن قاسم العقباني وغيرهم من مؤلفاته المعيار ال معرب وتعليق على مختصر ابن الحاجب الفرعي، والفائق في الوثائق، وإيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك وغسر ذلك توفي عام (914هـ)[15].

وغيرهم من التلاميذ كثير.

مؤلفاته:

لقد تنوعت تآليفه حيث صنف في أصول الدين، وأصول الفقه، وا لحديث، والفقه، كما كانت له فتاوى، ومراسلات مع علماء عصره، من هذه المؤلفات:

- "معلم الطلاب بما للأحاديث من الألقاب" في مصطلح الحديث.
- "محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد" نظم في علم الكلام.
- " بغية الطالب شرح عقيدة ابن الحاجب".
- "غاية المرام شرح مقدمة الإمام" شرح ورقات إمام الحرمين في أصول الفقه.
-  "مسائل القضاء والفتيا" .
- أجوبة وفتاوى مختلفة.

وفاته:

توفي رحمه الله عام (899 هـ).

مذهبه العقدي:

خرجت المدرسة التلمسانية أعلاما كان معظمهم  على مذهب الأشاعرة، ولم يشذ ابن زكري عن هذا التيار بل سار على وفقه، فكان بدوره أشعريا في الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة، والمتتبع لنظمه الكبير في العقائد يجد هذه الأشعرية واضحة وبارزة فيه، ومن أمثلة ذلك قوله:

(فصل)أبو الحسن الأشعري *** واضـع ذا لعلم المرضي
بكتبــه الموافــق الرســول *** فخـص بالسنة والقـبول
لقـب تـابعـوه بالأشـاعـرة  *** وهو بالشيخ اتبع مؤازره
ونسبـوا لـه بالأشـعـرية  *** إلى أهل الحق في البريـة

وقال في موضع آخر:

فالأشعريون هم المصيبون *** مخالفوا رأيهم المحرومون

وقال في آخر النظم:

والشكر له على التوفيق *** لمذهب السنة بالتحقيق[16].

الهوامش:

[1] انظر ترجمته في المصادر التالية:أضواء على حياة وتراث ابن زكريا لتلمساني لجيلالي صاري، مجلة الثقافة العدد 90، ص:87 ، والأعلام للزركلي (213) والبستان لابن مريم (38) وتاريخ الجزائر الثقافي لأبي القاسم سعد الله (1/85) وتعريف الخلف للحفناوي (1/42) وتلمسان عبر العصور لمحمد الطمار (221) وتوشيح الديباج لبدر الدين القرافي (61) وثبت الوادي آشي (418) والجزائر في التاريخ العهد افسلامي لمجموعة من الأساتذة(445) ودرة الحجال لابن القاضي (1/90) ودوحة الناشر لابن عسكر (119) والضوء اللامع للسخاوي (1/303) وكشف الظنون لحاجي خليفة (2/1157) وشجرة النور لمحمد مخلوف (1/267) ومعجم أعلام الجزائر لعادل نويهض (159) ومعجم مشاهير المغاربة لمجموعة من الأساتذة بتنسيق الدكتور أبي عمران الشيخ (256) ومعجم المؤلفين (1/265) ونيل الابتهاج للتنبكتي (129) ووفيات الونشريسي (153).
[2] الثبت للوادي آشي (418) والبستان لابن مريم (19).
[3] ثبت الوادي آشي  (418) ونيل الابتهاج للتنبكتي (129).
[4] انظر: دراسة تحقيق كتاب غاية المرام في شرح مقدمة الإمام دراسة وتحقيق محند أودير مشنان دار التراث الجزائر ودار ابن حزم، الطبعة الأولى 1426هـ-2005م).
[5] الأعلام للزركلي (1/ 231).
[6]  المواهب القدوسية، ص: 37 والبستان لابن مريم ص: 60 وتعريف الخلف برجال السلف لأبي القاسم الحفناوي ج: 2 ص: 7.
[7] ثبت الوادي آشي (156-183) ونيل الابتهاج للتنبكتي (57).
[8] البستان لابن مريم (41-43) وتعريف الخلف للحفناوي (1/46-47) الأعلام للزركلي (1/ 227).
[9] البستان لابن مريم (149) شجرة النور الزكية (1/255/267).
[10] المواهب القدوسية في المناقب السنوسية، ص: 34 و شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، ج: 1 ص:264 نبل الابتهاج ص: 257 و البستان لابن مريم ص: 223 ومعجم أعلام الجزائر، ص: 90 ومعجم المفسرين ص: 276.
[11] نيل الابتهاج التنبكتي (1/138 وما بعدها) و البستان لابن مريم (ص:55-62) وتوشيح الديباج بدر الدين القرافي (ص:38-39) دوحة الناشر (2/799-801).
[12] نيل الابتهاج بتطريج الديباج (1/138-139) والبستان (55-56).
[13] توشيح الديباج لبدر الدين القرافي (54-55)شجرة النور الزكية (1/273) فهرس ابن غازي (25).
[14] البستان لابن مريم (52)تعريف الخلف للحفناوي (1/149) شجرة النور الزكية (1/275-276).
[15] الاستقصا للناصري (4/165) البستان لابن مريم (53-54) تعريف الخلف (1/62-63).
[16] نقلا عن دراسة تحقيق كتاب غاية المرام في شرح مقدمة الإمام دراسة وتحقيق محند أودير مشنان دار التراث الجزائر ودار ابن حزم، الطبعة الأولى 1426هـ-2005م (ج:1ص:213).

مصدر الترجمة:

مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية.
تكملة الموضوع

ترجمة العلامة الشيخ مسروق محمد بن الحاج عيسى مفتـي الديار الورقلية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


العلامة الشيخ مسروق محمد بن الحاج عيسى (1887-1976م) – (1304-1396هـ).

وُلد الشيخ سي محمد بن الحاج عيسى في قرية الشط إحدى واحات النخيل في ورقلة سنة 1887م وقد تربى بين أحضان أسرة فقيرة متواضعة حرصت على تعليمه القرآن الكريم في صباه، وما إن بلغ السادسة من العمر حتى تولت أمه رعايته بعد وفاة والده وقد حالفها الحظ والتوفيق حين أعدته طالبا مجتهدا محبا للقرآن والعلم.



علومه وشيوخه:

تعلم القرآن صغيرا على عادة أهل بلده فحفظه على يد الشيخ بلخير باعمر وكذا الطالب عبد القادر الإمام وكلاهما في الشط كما جلس إلى العلامة العبيدي وأخذ عن الشيخ أحمد الزروقي وقد سمحت له لقاءات بجملة من العلماء فأخذ عنهم كالشيخ محمد بن الحاج الحافظ من فلسطين وعبد الله السندي نزيل المدينة وأحمد بن الصديق من آل شنقيط في موريتانيا وكذا الشيخ محمود بن عبد الله الأفغاني وأحمد الطيار ومحمد داود ومحمد بن عبد الله بن دحلان من اليمن كما أخذ عن زمرة من شيوخ العلم في مدينة نفطة التونسية وحضر مجالس الشيخ عبد القادر بن الحاج النعيمي في الرويسات فأخذ عنه علم النحو والبلاغة والفقه كما روى لي قرينه وزميله الشيخ الطالب النوي حقيقة.

ولم يغادر شيخه إلا بعد أن حل بالرويسات الشيخ السكوتي دفين المدينة سنة 1913 م وهو الذي رافقه إلى قصور ورقلة أين استقر بها إلى سنة حجه ووفاته كما جالس الشيخ عبد الله الشنقيطي وكانت للشيخ علاقات ومكاتبات مع جملة من شيوخ العلم والفقهاء أمثال الشيخ سي محمد بن محمد الأخضر محجوبي السائحي والشيخ الطاهر بن العبيدي في تقرت ومحمد الإمام قريشي في نقوسة وكذا شيوخ نفطة في تونس إضافة للعديد من العلماء الذين كانت لهم صلات بورقلة كالشيخ محمد عبد القادر بلعالم والشيخ نعيم النعيمي البسكري وغيرهم.

وقد شهد له جميعهم بسعة علمه، ويروى أن أحد علماء الأزهر الشريف في مصر ناقشه في عدة مسائل وحين وقف الجمع للصلاة قدّمه إماما غير أن الشيخ اعتذر قائلا: " يكفيني توفيق الله لي بالصلاة في الأزهر الشريف ولقائي بعلمائه".

بين العلم واكتساب الرزق:

لم يفارق الشيخ منذ صباه خدمة الأرض واكتساب الرزق وهو الذي وفقه الله أن يجمع بين طلب العلم وتبليغه مع تأمين قوته وقوت أولاده يحكمه برنامج دقيق منتظم.

موقفــه مـن ثــورة التحرير:

حين أُشعل فتيل الثورة كان الشيخ رحمه الله من المباركين لها، ومع أنه كان مهتماُ بتربية النفوس على الإيمان والقرآن إلا أنه ساهم بقدر واسعٍ في إحياء النفوس الجامدة وتذكيرها بواجب الجهاد دفاعاً عن حياض الدين والوطن، وكان المجاهدون على صلة به وقد زارته ثلة منهم غداة الاستقلال فخطب فيهم خطبة ألهبت المشاعر وختمها بقصيدة مطولة قال في مقدمتها:

يا زهرةً قد برزت أنوارها وزهت *** إذ لاحت أنوارها في الكون وانتشرت
يا جبهة الأسد يا جيش تحريرنا *** أبشر ببشرى مـن الرحمن قد ظهرت

وقـد ضايقته فرنسا حين رصدت التحركات من حوله متهمة إياه بجمـع السلاح والتخطيط ضدها مما اضطره للتوقف عن التدريس هروباُ من استجواباتها ومداهماتها المفاجئة.

تلاميذه:

لقد تتلمذت على يدي الشيخ محمد بن الحاج عيسى أمة من العارفين والفقهاء وأهل الله من حملة القرآن الكريم وليس في ورقلة راية علمية أو قرآنية إلا ولها علاقة به أو بأمثاله، ولعل من أبرز تلاميذه الذين حملوا الراية من بعده الشيخ سي الطالب علي عياض الذي ظل متنقلاً بين الرويسات وسعيد وبني ثور إلى أن توفاه الله وكذا الطالب بريقش المخدمي والطالب محمد ناجي والطالب الطيـب باعمر والطالب البخاري بن ساسي، أما الشيخ حمزه خضران فهو أشهر تلاميذه إلا أنه توفي قبله وقد كان من أمنيته أن يصلي عليه الطالب حمزة حين وفاته إلا أن العكس هو الذي حدث رحمهما الله جميعاً ، كما تتلمذ عليه جمع كبير من فقهاء ورقلة بقراها ومداشرها وثلة من الوافدين من ولايات عديدة.

آثاره:

لم يكن الشيخ مهتماً بتأليف الكتب والمصنفات بقدر ما كانت جهوده منصبّة على تأليف الأرواح وتربية النفوس وتعليمها لتكونَ مؤلفات ناطقة وأوراقا متحركة ومع هذا فقد ترك بعض الرسائل والتعليقات العلمية في الفقه والحديث واللغة كما ترك ديواناً شعرياً قارب 1400 بيتاً، وقد يكون له إرث علمي عند ذويه وأحبائه ومعارفه لم يصل الباحثون إليه، وهنا نلتمس من هؤلاء تسهيل مهمة الباحثين بتمكينهم من الاطلاع على مآثر الشيخ.

وفاته رحمه الله:

بعد حياة ملؤها العلم والزهد والورع، حياة زاخرة بالعطاء لقي الشيخ سي محمد بن الحاج عيسى ربه يوم 29 جويلية 1976م الموافق لـ شهر شعبان 1396 هـ حيث خرجت له ورقلة بقراها ومداشرها تودع عالمها وفقيهها ومربيها رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.

وتبقى كلمة:

يموت العلماء والصالحون من أهل الله وتبقى توجيهاتهم وكلماتهم تلوكها الألسن وترعاها العقول ولن يضيرهم ما يحدثه الأتباع بعدهم أو ينسبون لهم من الأقوال والأفعال رحمهم الله ورضي عنهم.


مصدر الترجمة:

كتاب من أعلام الجنوب الجزائري لإبراهيم بن ساسي، موفم للنشر والتوزيع الجزائر- 2011م ص: 122.
 

هوامش:

ورقلة هي واحدة من أهم وأعرق مدن الجزائر تقع في الجنوب الشرقي، تحتل الرتبة 30 في التسلسل الولائي وتضم ثلاث مناطق رئيسية هي وادي مية و وادي ريغ وحاسي مسعود، وتتربع على سطح إجمالي يقدر بـ 163.233 كلم² وتعد من الولايات الكبيرة من حيث المساحة يحدها من الشمال ولايتي الجلفة والوادي ومن الشرق الجمهورية التونسية ومن الجنوب ولايتي تمنراست و إليزي ومن الغرب ولاية غرداية.

وهي من أقدم مدن الجزائر، أتت تسمية ورقلة من السكان الأوائل بها وهم بنو الوركلان أو بنو الورجلان بحيث اشتق إسم ورقلة من ذلك وتعتبر هي عاصمة الواحات قال عنها إبن خلدون أنها باب الصحراء سكنتها قبائل زناتة قبل الفتح الإسلامي، بها أكبر واحة على الاطلاق وهي مدينة تقرت التي سميت بالبهجة نسبتا لواحاتها الخضراء، وظهرت في الولاية دولة قائمة بذاتها وهي دولة بني جلاب التي رفظت الاستعمار الفرنسي وحاربته بقوة ولطيبة سكانها تعتبر قطبا هاما من أقطاب التجارة.
تكملة الموضوع

حمل كتاب شرح ديوان عروة بن الورد العبسي لابن السِكِيت

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


- كتاب: شرح ديوان عروة بن الورد العبسي المسمى بـ فحول العرب في علم الأدب.
- شرح: الإمام أبي يوسف يعقوب بن إسحاق ابن السِكِيت.
- مراجعة وتصحيح: الشيخ العلامة محمد بن أبى شنب.
- تاريخ الإصدار: 1926م.
- دار الطبع والنشر: مطبعة جول كربونل، على نفقة كلية الآداب بالجزائر.

رابط التحميل

هنــا

ترجمة المصنف ابن السكيت: (186 - 244 هـ = 802 - 858 م)

يعقوب بن إسحاق، أبو يوسف، ابن السكيت: إمام من أئمة اللغة العربية وعالم نحوي وأديب شهير، حجة في العربية، اشتهر بتشيُّعه، أصله من خوزستان (بين البصرة وفارس)، تعلم ببغداد، واتصل بالمتوكل العباسي، فعهد إليه بتأديب أولاده، وجعله في عداد ندمائه، ثم قتله، لسبب مجهول، قيل: سأله عن ابنيه المعتز والمؤيد: أهما أحب إليه أم الحسن والحسين ؟ فقال ابن السكيت: والله إن «قنبرا» (1) خير منك ومن ابنيك ! فأمر الأتراك فداسوا بطنه، وفي رواية سلوا لسانه، وحمل إلى داره فمات (ببغداد)، ومن العجب أنّه نظم هذين البيتين قبل قتله بأيّام:

«يُصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يُصاب المرء من عثرة الرِجل
فعثرته في القول تذهب رأسه *** وعثرته في الرِجل تبرأ في مهل»

كان لابن السّكّيت دور بالغ الأهميّة في جمع أشعار العرب وتدوينها مضافاً إلى نشاطاته الملحوظة في النّحو واللغة، وكان شديد التمسّك بالسّنّة النّبويّة والعقائد الدّينيّة، فقام بجمع الرّوايات ونقلها مع اهتمامه بجمع الشّعر العربيّ وتدوينه، وعدّه الذّهبيّ قويّاً في دينه، برّاً محسناً.

أقوال العلماء فيه:

ـ قال المرزباني(ت:384ه): «وكان عالماً بنحو الكوفيين، وعلم القرآن واللغة والشعر، راوية ثقة».
وقال الخطيب البغدادي(ت:463ه): «كان من أهل الفضل والدين، موثوقاً بروايته».
وقال أبو سهل بن زياد: سمعت ثعلبا يقول: عدي بن زيد العباد يا أمير المؤمنين في اللغة، وكان يقول: قريبا من ذلك في ابن السكيت، قلت: " إصلاح المنطق " كتاب نفيس مشكور في اللغة.

من كتبه:

 "«إصلاح المنطق - ط» قال المبرد: ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن منه، و «الألفاظ - ط» و «الأضداد - ط» و «القلب والإبدال - ط» و «شرح ديوان عروة ابن الورد - ط» و «شرح ديوان قيس ابن الخطيم - ط» و «الأجناس» و «سرقات الشعراء» و «الحشرات» و «الأمثال» و «شرح شعر الأخطل» و «تفسير شعر أبي نواس» نحو ثمانمائة ورقة، و «شرح شعر الأعشى» و «شرح شعر زهير» و «شرح شعر عمر بن أبي ربيعة» و «شرح المعلقات» و «غريب القرآن» و «النبات والشجر» و «النوادر» و «الوحوش» و «معاني الشعر» صغير وكبير".

مراجع:

 الأعلام للزركلي ومرآة الجنان 2/110 وتاريخ بغداد 14/274 رقم7566 ووفيات الأعيان 6/400.

هوامش:

(1) «قنبرا» هو مولى علي رضي الله عنه، ذكره محمد بن سعد في كتاب "الطبقات الكبير" في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، ممن روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولم يورد له شيئًا.
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |