من الأدعية المأثورة عن سيدي محمد بن عزوز البرجي رضي الله عنه:   اللهم ارحمني إذا وَاراني التُراب، ووادعنا الأحباب، وفَارقنا النَّعيم، وانقطع النَّسيم، اللهم ارحمني إذا نُسي اسمي وبُلي جسمي واندرس قبري وانقطع ذِكري ولم يَذكرني ذَاكر ولم يَزرني زَائر، اللهم ارحمني يوم تُبلى السرائر وتُبدى الضمائر وتُنصب الموازين وتُنشر الدواوين، اللهم ارحمني إذا انفرد الفريقان فريق في الجنة وفريق في السعير، فاجعلني يا رب من أهل الجنة ولا تجعلني من أهل السعير، اللهم لا تجعل عيشي كدا ولا دُعائي ردا ولا تجعلني لغيرك عبدا إني لا أقول لك ضدا ولا شريكا وندا، اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك حظا ونصيبا من كل خير تقسمه في هذا اليوم وفيما بعده من نور تهدي به أو رحمة تنشرها أو رزق تبسطه أو ضر تكشفه أو فتنة تصرفها أو معافاة تمن بها، برحمتك إنك على كل شي قدير، أصبحنا وأصبح كل شيء والملك لله، والحمد لله، ولا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير

حمل مخطوط الأسمائية للعارف بالله سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على سيّدنا محمد، صلاة تدوم بدوامك، وتبقي ببقائك، لا منتهي لها دون علمك، صلاة ترضيك وترضيه وترضي بها عنا يا رب العالمين.

- مخطوط: منظومة الأسمائية.
- المصنف: العارف بالله سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي 1240هـ - 1824م.
- اسم الناسخ: علي بن الحاج السملاس ألسوسي.
- تاريخ النسخ: الثالث والعشرون من شهر شوال الموافق لـ 1294هـ - 1877م.
- مصدر المخطوط: جمعية حماية التراث – مدينة بوسعادة – الجزائر.

رابط التحميل

هنـــا


- نبذة حول المخطوطة:

منظومة الأسمائية للشيخ العارف بالله العلامة الرباني سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي من أنفس مصنفات الشيخ رضي الله عنه، منظومة جليلة القدر، رفيعة المكان، عظيمة الأسرار في التوسل بأسماء الله تعالى الحسنى، تقرأ عقب الذكر في ورد الطريقة الرحمانية اليومي، يقول عنها تلميذه سيدي عبد الرحمن الديسي في كتابه "فوز الغانم في شرح ورد الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم" الذي صنفه في شرح هذه المنظومة المباركة ما يلي:

" إنها قصيدة ذات أسرار باهرة، وأنوار ظاهرة، و إشارات صوفية رائقة ودقائق عرفانية فائقة، ومطالب علية، ونفحات قدسية، وخاتمة في التصوف، وبيان الطريق إلي الله تعالى ببيان شاف وتحقيق، وكلام جامع عال وتدقيق. كيف لا، وهي جواهر، أبرزها بحر المعارف، ولآلئ، أظهرها عباب الدقائق واللطائف"اهـ.

ولشرف هذه القصيدة سنوردها كلها تبركا بها،  يقول رضي الله عنه:

*~*.*~*

صَلَاتُكَ رَبِّ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ *** صَلَاةً بِهَا يُشْفَى قُلَيْبِي مِنَ الضُّرِّ
وَيَا بَارِئُ أَتْحِفْنِي بِخَفَائِكَ الْوُدِّي *** وَأَجِرْنِي مِنْ خَنَّاسِِِ وَوَسْوَاسِ نَفْسِي
فَهَا أَنَا عُبَيْدُكَ فِي غَايَةِ الْفَقْرِ *** وَمَعْ اضْطِرَارْ لِحَضْرَتِكَ يَا مُغْنِي
فَيَا حَيٌّ يَا عَلِيمُ أجْبُرْنِي مِنْ كَسْرِي *** وَيَا عَدْ لُ يَا لَطِيفُ أَتْحِفْنِي بِاللُّطْفِ
وَيَا هُوَ يَا قَيُومُ امْدُدْنِي بِالْفَضْلِ *** وَيَا اللهَ ُيَا رَحْمَنُ أَبْعِدْنِي مِنْ مَكْرِي
وَيَا بَاعِثُ سَمِيعُ امْدُدْنيِ بِالْوُدِّي *** وَيَا خَبِيرُ بَصِيرُ يَسٍّرْ عَنِي عُسْرِي
وَيَا عَزِيزُ وَهَّابْ وَفَاتِحُ ذُو وَهْبٍ *** وَيَا صَمَدُ حَنَّانُ بِالْمَدِّ لِلْكُلِّ
وَيَا بَدِيعُ وَكِيلًا بِإِطْعَامِ الْخَلْقِ *** كَبِيرٌ وَمُتَعَالْ مُنَزَّهْ عَنِ الْجَمْعِ
يَا مُقْتَدِرُ مُعِيدْ وَقَاهِر ُذُو مَجْدٍ *** وَيَا عَظِيمُ جَبَّارْ وَمُخْتَرِعَ الْكُلِّ
وَيَا وَاحِدُ أَحَد ْفِي الصِّفَة وَالْفِعْلِ *** فَذَاتُكَ يَا مَكِينُ فَرْدَانِي فِي الْإِسْمِ
فَأَقِلْنِي يَا رَحِيمُ فِي كُلِّ عَثْرَةٍ *** وَقَدِّسْنِي يَا قُدُّوسْ مِنَ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ
وَاكْلَأْنِي يَا كِل مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ حَسْدِي *** وَافْتَحْ عَنِّي رَبِّي بَصِرةِ لِلْفِكْرِي
وَارْزُقْنِي يَا رَزَّاقْ شَرَابَ حُبِّ الدُّنِّي *** وَامْنُنْ عَنِّي يَا مَنَّانُ بِإلْهَامِكَ السِّرِّي
وَيَا مَاحِي امْحُ عَنِّي وَصْفَ كُلِّ أَسِي *** وَيَا بَرُّ فِي الْأَلْطَافْ وَاللَّطِيفُ فِي الْقَهْرِ
ويَا جَامِلُ فِي الْجَلَالْ وَبِالْعَكْسِ فِي الضِّدِّ *** وَيَا بَاطِنْ فِي الظُّهُورْ وَالظَّاهِرُ فِي الْخَفِي
وَيَا وَلِيُّ حَمِيدْ وَجَوَادُ حَلِيمُ *** وَيَا قَوِيُّ مَتِينْ مُعِزٌّ لِذِلَّتِي
وَيَا حَسِيبُ رَقِيبُ الْأَوَلُ الآخِرُ *** الْقَابِضُ الْبَاسِطُ فَابْسُطْ نِعْمَتِي
فيا فَاتِحَ الْغُيُوبِ افْتَحْ أَقْفَالِي *** بِرَفْعِكَ لِلسُّتُورْعَنْ سُوَيْدَاءِ قَلْبِي
وَتَعْمِيرِ الْقُلُوْبِ بِالْعِلْمِ اللَّدُنِّي *** وَحَضْرَةِ الْعِمَارْ وَسِرِّكَ الْمَصُونِي
وَيَا وَلِيُّ مُجِيبُ ا لْبَرُّ التَّوَّابُ *** أَقْسَمْتُ بِالْجَبَّارْ وَحَضْرَةِ الْوَصَلِي
أَنْ تُشَرِّبْنِي شَرَابْ حَضْرَتِكَ يَا عَلِيُّ *** بِطَلْعَةِ شُمُوسِ أَنْوَارِكَ يَا هَادِي
فَيَا رَفِيعُ خَفيِضُ أنوارفَارْفَعْ عَنِّي أضراري *** وَأَمْرَاضَ قُلَيْبِي بِشُهُودِ أَقْمَارِي
وَاغْفِرْ لِي يَا غَفَّارُ خَطِيئَةَ الْفَرْقِ *** وَمَاسَوِيَ الْجَمْعِ فِي خَزَائِنِ فِكْرِي
يَا مُقِيتُ فَأغثني بِصَبَابَةِ وَجْدِي *** وَجَوَاء بك الْفَيْضِ مِنْ كَوْثَرِ الْغَيْبِي
وَيَا جَلِيلُ كَرِيمْ رَفِيق بِالْعِبَاد *** وَيَا وَاسِعُ حَكِيمْ يَا وَدُودُ مجدي
يَا مُهَيْمِنٌ سَلَامُ الْمُقْسِطُ لِلْجَمْعِ *** فَارْزُقْنِي بِالْوَقَارْ وَتَهْذِيب أَخْلَاقِي
وَاغْفِرْ لِي يَا رَؤُوفُ أَوْزَارَ اللَّمَمِ *** وَأحَبوْةِ الْآثَامِ فَاقْبَلْ تَوْبَتِي
فياحَفِيظُ احْفَظْنِي مِنَ الْمَكْرِ وَالْخَدْعِ *** يَا مُدَ بِّرٌ صَبُورْ مُتَكَبِّرْ ذُو حَقٍّي
وَيَا مُذِلٌّ شَكُورْ مُقَدِّمْ مُؤَخِّرُ *** يَا ذَا الْمُلْكِ وَالنٌّورِ مُصَوِّرْ كُلِّ الْخَلْقيُ ُ
يَا بَاقِي يَا وَارِثُ يَا رَاشِد طُرِّ الْخَلْقِ ** يَا مُنْتَقِمُ مَانعُ ِامْنَعْنِي مِنْ بُؤْسِي
ويَا ذَا النَّفْعِ وَالضُّرِّ يَا ذَا الْإِكْرَامِ الْجَلِيِّ *** يَا مُغْنِي كُلِّ الْخَلْقِ اغْنِنِي بِكُلِّ فَضْلِي
وَيَا مُحْيِي فِي الْإِطْلَاقْ وَيَا مُحْصِيَ الْكُلِّ *** فَمَلِكْنِي يَامَلَاكُ فِي غَايَةِ الْحُبِّي
وَيَا مُبْدِئُ مُمِيتُ الْوَاجِدُ ا لْقَادِرُ *** الْمُؤْمِنُ ا لْخَالِقُ ذُو الْحُكْمِ الْغَفُورُ
وَيَا عَفُو جَامِعُ اِجْمَعْنِي بِالرُّسْلِ *** وَيَا غَنِي عَنْ كُلِّ أَغْنِنِي بِالْوَصْلِي
لَا تَحْرِمْنَا يَا شَهِيدُ مِنْ فَيْضِكَ الْجَبْرِي *** وَتِّبَاعِ الْمُخْتَارٍ وَحُبِّهِ الْوُدِّي
فَبِالْأَسْمَاءِ الْكُلِّ وَبِالْمُصْطَفَى النًَّبِي *** وَبِالْخَفَاءِ الْخَفِيِّ زَوِّلْ عَنِّي حُجْبِي
فَيَا صَحِبِي لِلَّهِ حُبَّ وَاعْتَقِدِي *** وَجُدْ فِي شَوْقِ الْأَذْكَارْ وَحُضْرة الْفِكْرِي
يَكُنْ لَكَ اِضْمِ حْلَالْ وَتَلَاشِ بِالْكُلِّ *** وَتَلْبَسُ خِلْعَةً مِنْ حَضْرَةِ الْغَيْبِي
وَتُصَلِ يَا مُرِيدْ صَلَاتَكَ فِي الْفَجْرِ *** وَتَنْضَحُ بَرَّكَ مِنْ فَيْضِهِ الْبَحْرِي
وَتُقَدِّمْ إِمَامًا كُنْتَ لَهُ إِمَامي *** فَهَذِهِ صَلَاةً إِنْ كُنْتَ عَارِفًا بِالْغَيْبِي
فَيَرْضَاكَ الْإِلَهُ لَإَرْشَادِ الْخَلْقِ *** بِسَطْوَةِ الْمَقَادِرِ وَجَلْبِهِ الْقَهْرِي
فَيُكْرِمُكَ الْقَهَّارُ بِخَلْعِ الْعِذَرِي *** وَتَلَاشِيَ الْحِجَابِ عَنْ أُمِّ الْكِتَابِي
فَاقْرَأْهَا بِصِدْقٍ يَا حَبِيبِي عُقْبَ ذكْرِ *** تَكُنْ لَكَ أَنِيسًا مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ
وَتَطْرُدْ كُلَّ هَمٍّ وَالْبُؤْسَ مَعَ الْفَقْرِ *** وَصَوَْلةَ عَدُوٍّ وَحِرْزًا مِنَ ا لضُّرِّ
وَاغْفِرْ يَا غَفَّارْ لِجَامِعِ ذَي النَّظْمِ *** سَلِيلُ ذِو الْأَنْوَارِ أَبُو الْقَاسِمِ نَسْبِي
مَحَمَّدٌ يَا حُضَّارْ ابْنُ أَبِي الْقَاسِمِي *** الْهَامِلُ فِي الْأَقْطَارِ بِلَادِي وَمَسْكَنِي
وَاغْفِرْ لِلِمُخْتَارْ وَابْنِ عَزُّوزِ الْبُرْجِي *** وَالسَّنَدِ الْأَخْيَارْ وَجَامِعِ إَخْوَانِي
وَارْحَمِ الْوَالِدِينَ طُرًّا يَا عَلِيُّ *** وَأَسْكِنْهُمْ جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ يَارَبِّي
وَصَلِّ يَا جَبَّارُ عَلَى خَيْرِ الرٌّسْلِ *** مَا قَدْ غَنَّى وَرْشَانُ فَي أَبْرُجٍ عَلِّي
وَآلِهِ وَالْأَصْحَابِ ثُمَّ كُلِّ تَلِي *** وأهل بَيْعَةِ الرِّضْوَانْ وَشُهَدَاءِ بَدْرِ

تمت وبالخير عمت و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تكملة الموضوع

منظومة نفح المواسم في التوسل بنسب الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما


- مخطوط: نفح المواسم في التوسل بنسب الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم.
- تصنيف: العلامة سيدي محمد المكي بن مصطفى بن عزوز البرجي.

رابط التحميل

هنـا


- نبذه حول المخطوط والمصنف:

"نفح المواسم" منظومة رائية في التوسل بنسب الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي الحسني 1824 م- 1897م مؤسس زاوية الهامل العريقة المشهورة بـ (الزاوية القاسمية) نسبة له رضي الله عنه والتي تقع في بلدة  الهامل التابعة لمدينة (بوسعادة) الجزائرية، من تصنيف الإمام العلامة سيدي محمد المكي بن مصطفى بن عزوز البرجي، مخطوطة نفيسة ونادرة لم نعثر إلا على ورقتين منها فقط،  الورقة الأولي وتقع في 21 بيتا والورقة الأخيرة تقع في 22 بيتا، بمجموع ثلاثة وأربعين بيتا وهي في الأصل تتكون من 66 بيتا هكذا كما رمز لها في آخر المنظومة يقول رضي الله عنه:

وسَميتُها نَفحَ المَواسِمِ واحتوت *** على عددِ إسم "الله" باسقة عزرا
ألا يا مريد الفوز خذها فريدة *** تريك طريق الرشد لا تبتغي أجرا
وناد بها في المؤمنين وسيلة *** بها يطلب المولى وقصد الشفا تُقرا

- وحساب عدد إسم (الله) بالجمل الأبجدي هو 66.

تكملة الموضوع

حمل مخطوط تبصرة الذاكرين في طريقة السالكين لسيدي محمد الصادق بن رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و على آله وصحبه صلاة أهل السموات والأرضين عليه اجري يا ربي لطفك الخفي في أموري والمسلمين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



- مخطوط: تبصرة الذاكرين في طريقة السالكين.
- تصنيف: العلامة سيدي محمد الصادق بن مصطفي بن محمد بن رمضان البسكري الجزائري.
- سنة النسخ: 1287هـ- 1870م.
- مادية المخطوط: نسخة جيّدة مبتورة الآخر.
- مصدر المخطوط: جمعية حماية التراث – مدينة  بوسعادة – الجزائر.

رابط التحميل

هنــا

- نبذه عن المخطوط :

من أمهات مخطوطات الطريقة الرحمانية في التصوف والتزكية أودع فيه الشيخ سيدي محمد الصادق بن رمضان رضي الله عنه أبلغ الأسرار التي يزكّي بها المؤمن روحه وينقّيها ويسمو بها إلى مراتب الصفو والنقاء.. كما أودع فيه مفاتيح التربية النفسية التي نفتقدها في زماننا هذا الذي ابتعد عن حياض اليقين ومنابع الإيمان وأوغل في ضلال العقل.. وإذ نضع هذا المخطوط لواحد من أكبر مريدي شيخ الطريقة الرحمانية سيدي محمد بن عزوز البرجي، فلكي نوطّد الصلة ونؤكد عمق التشبّث بانتمائنا لمدارات كواكبنا التي لم ولن يخبو بريقها أبدا.وليس خافيا على أهل بسكرة عاصمة الصحراء الجزائرية فضائل شيخنا الذي لمّا تزل المدينة القديمة تحفظ إرثه وتحيا ببركاته وتستمد من منهاجه أقباس نورانية تستضيء بها في دياجير هذا الزمن.. لن نبحر أكثر ونترك القارئ يبحر بذاته ووجدانه في هذا المحيط الإيماني لمن يرجو نقاء النفس وطمأنينة البال وطهارة الروح.

أوله:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد، الحمد لله الذي نبه قلوب العارفين من الغفلات، وأيقضهم من سيئة الغفلة إلى رفع السترات، ونزه قلوبهم من النقائص والهفوات، وتجلى لهم بالأسماء والصفات، حتى فنوا ...

إلى أن يقول:

وبعد فهذا كتاب السرائر في فتح البصائر وسميته تبصره الذاكرين في طريق السالكين لمن تبعه وعمل بما فيه فيرى من العجائب والغرائب في حال طريقة التصوف وتزكية النفس من الرذائل لمن كان مثلي مبتدي، ومن به يقتدي وكلام المبتدي يصلح للمبتدي وكلام المنتهي يصلح للمنتهي، ولذا قيل علم ذو النهى والبلاغة لا يفهمه إلا العارف في البلاغة نعم يا أخي فعلم القلب يفهمه أرباب القلوب، اعلم يا أخي أن تزكية النفس واجبة على كل المؤمنين لقوله تعلى (قد أفلح  من زكاها) الآية وتزكيتها هي تنقيتها من العيوب والتزكية واجبة على كل أحد خصوصا في هذا الزمان الذي ظهرت فيه البدع والعجائب وانهدمت أركان الطريق ولم يبقى لها أثر وأهل الله غابوا ولم نجد أحد يدلنا على الله ويرغبا في طاعته من قوة الهرج فاض علينا بحر الشهوة والهوى وحب العاجلة وصرنا نموجوا فيه وأمواجه تتلاطم فينا يمينا وشمالا حتى عمتنا ظلمة الأغيار بتعاقب الليل والنهار حتى لا نعرفوا إلى أين سائرين، وإلى أين راحلين، نسينا ذكر الموت ولم تخطر لنا ببال وعمنا الجهل وتركنا السؤال...

نبذة عن المصنف:

أحد أبرز أقطاب الطريقة الرحمانية في الجزائر، الولي الصالح و العالم الرباني السالك المسلك المؤلف الصوفي سيدي محمد الصادق بن الفقيه مصطفي بن محمد بن رمضان بن عصمان (عثمان) البسكري، ولد رضي الله عنه عام 1194هـ الموافق لـ1779م. نشأ في أسرة عريقة معروفة بالعلم والثراء والكرم والصلاح شأنها تعليم القرآن وتدريس العلم الشرعي، فقد كان أبوه الشيخ سيدي مصطفي (1138/1218)هـ عالما بارزا يدرس علوم الفقه في مسجد أنشأه بجوار داره الموجود بحي سيدي بركات ببسكرة ...

تكملة الموضوع

ترجمة العلامة الأزهري أرزقي الشرفاوي (1880م-1945م)

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
 



- توطئة:

من علماء الجزائر كانت حياته كلها كفاحا متواصلا و جهادا مضنيا في سبيل طلب العلم و المعرفة و الدفاع عن دين الله تعالى و نشر الإسلام الصحيح، نذر حياته لخدمة الوطن بالفكر والقلم واللسان فكان قبسا من أقباس الهداية التي أضاءت الطريق للأجيال نحو حياة العزة و الكرامة.

- اسمه و مولده و أسرته:

هو محمد الرزقي بن محمد وعلي، أمه ثسعذيث، ينحدر من عائلة ابن القاضي التي كانت تحكم إمارة كوكو بجبال جرجرة.

و لد سنة 1302 هـ / 1880 م بقرية "شرفاء بهلول" التي ينسب إليها، و هي قرية تقع على بعد ثلاثة أميال من مدينة عزازقة، ولاية تيزي وزو، وهي قرية الولي الصالح: "بهلول بن عاصم"، و بها زاوية عامرة تنسب إلى هذا الولي، تعنى بتحفيظ القرآن الكريم و تدريس الفقه و علوم اللسان ...

ولد لأسرة تمتهن الفلاحة، لم يعرف عنها حظ كبير من الغنى والسعة لكنها كانت تهتم بتربية نشئها تربية إسلامية أساسها حفظ القرآن الكريم، و هو ما تسنى له لما بلغ سن التمييز، وكان ذلك في زاوية شرفاء بهلول، انتقل بعدها إلى زاوية أحمد الإدريسي البجائي بإيلولة فانتظم في سلك طلبتها وأتقن القرآن الكريم حفظا ورسما وتجويدا، ثم انتقل إلى زاوية سيدي عمرو بن الحاج بقرية بني يجر، فتعلم فيها النحو و الفقه و التوحيد و مبادئ اللغة العربية والحساب.

انتقل بعدها إلى الجزائر العاصمة ليدرس بالمدرسة الثعالبية التي كان فيها العالم الجليل الشيخ عبد القادر المجاوي مدرسا، فواظب الشيخ الشرفاوي على دروسه، كما درس عليه سنتين خارج المدرسة، و قد نال إعجاب شيخه إذ كان مثالا للجد و النشاط و السلوك القويم، ما جعل شيخه يتنبأ له بمستقبل علمي زاهر.

- رحلته إلى مصر:

تأثر الشيخ الشرفاوي أيما تأثر بما كان يسمعه من ثناء أساتذته عن فضل الأزهر الشريف ومشاهير أهل العلم الذين تخرجوا منه، فتمنى أن يلتحق به ليتخرج منه و يحرز شهادة العالمية، وهو الأمر الذي شجعه عليه الشيخ المجاوي، و مما أوصاه به في هذا الصدد:

"أوصيك بوصية أجمع لك فيها علم العلماء و حكمة الحكماء، فعض عليها بالنواجذ: أحسن الظن بالله و اتقه في السر و العلانية، و تسلح بالصبر، فأنت المنتصر، والرجل يصهره القدر في بوتقة المحن و الخطوب، ولكنه ينكشف عن ذهب خالص"[1]، ثم تلا قوله تعالى: "و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا و سعة و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله و كان الله غفورا رحيما"[2].

سافر الشيخ الشرفاوي على ظهر باخرة معدة لنقل الحيوانات في رحلة شاقة و مضنية كاد يهلك فيها، و لم يصل إلى الإسكندرية إلا بعد أن لاقى من المصاعب ما أنهك قواه و ألزمه الفراش أياما.

انخرط الشيخ الشرفاوي في الأزهر الشريف وبدأ الدراسة بعزيمة قوية و تصميم على المضي قدما في الطريق الذي رسمه لنفسه مهما كان شاقا و مضنيا.

التزم الشيخ الشرفاوي بعهد قطعه على نفسه بأن لا يكاتب أهله ولا يقرأ رسالة ترد عليه منهم حتى ينتهي من دراسته، كان ذلك خشية أن يكون في تلك الرسائل ما يثير حنينه إليهم، و يشغله عن مواصلة الدراسة، فقضى قرابة أربعة عشر سنة دون أن يقرأ رسالة واحدة من الرسائل التي وردت عليه من الجزائر.

و لم يفتح رزمة الرسائل التي اجتمعت لديه طيلة كل هذه السنوات إلا عندما أنهى دراسته وأحرز على شهادة العالمية، و كم كان وقع المصيبة شديدا عليه لما وجد إحدى تلك الرسائل تنعي إليه أباه، وأخرى تنعي إليه والدته و ثالثة تنعي أخته، و رابعة تنعي إخوته الثلاثة، وهو الذي تردد طويلا في قراءة تلك الرسائل من عدمه خوفا من الصدمة النفسية لكنه في الأخير استجمع قواه و قرر قراءتها فكانت الفاجعة، فهؤلاء الأهل و إن ماتوا في فترات متقاربة إلا أنهم بالنسبة له ماتوا في وقت واحد.

- شيوخ الشيخ الشرفاوي في الأزهر الشريف:

درس الشيخ الشرفاوي على يد ثلة من علماء الأزهر، وقد تأثر باثنين منهم أشد التأثر، و هما:

1.الإمام الفقيه العالم الموسوعي الشيخ: محمد بخيت المطيعي الحنفي الذي كان يلقب بالأستاذ الأكبر (1271 هـ/ 1354 هـ )، قضى ما يزيد عن ستين عاما في التدريس، شغل منصب قاضي مصر، ثم مفتيها.

و من مناقبه التي يذكرها الشيخ الشرفاوي كثيرا في كل مرة يذكره فيها: سعة علمه، عمق إدراكه، بعد نظره وتفانيه في خدمة العلم و محبيه، وهو الذي كان يقول أنه أخذ عن شيخه زيادة عن العلم حسن استغلال الوقت والحرص عليه ... فقد كان يرى في شيخه أنموذجا حيا لتمديد الوقت و تطويله وإن كان قصيرا، لقد تأثر الشيخ الشرفاوي بالشيخ بخيت من حيث مناحيه الفكرية و طريقته في البحث و المناظرة وتأصيل القواعد وتفريع الأصول واستنباط الأحكام من الأدلة الشرعية و نظرته إلى ضعف المسلمين و انحطاطهم و علل تأخرهم عن الركب.
 
 


- من مؤلفاته:

- إرشاد الأمة إلى أحكام أهل الذمة.
- أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدع من الأحكام.
- حسن البيان في دفع ما ورد من الشبه على القرآن.
- الكلمات الحسان في الأحرف السبعة وجمع القرآن.
- القول المفيد في علم التوحيد.

و غيرها ...

2.العلامة الأستاذ: يوسف الدجوي ( 1870م/ 1946 م ) من هيئة كبار علماء الأزهر، و المحرر في مجلة نور الإسلام، كف بصره و هو صغير، و رغم ذلك فقد جد في طلب العلوم و المعارف حتى صار قمة شامخة في المعقولات و المنقولات، من مؤلفاته:

- رسائل السلام و وسائل الإسلام.
- الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف في الكتاب الشريف.
- تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين.
- الرد على كتاب الإسلام و أصول الحكم لمصطفى عبد الرزاق.

و مما كان يرويه عنه الشيخ الشرفاوي حرصه الشديد على التحدث بالعربية الفصحى، فالأمة العربية فريدة بشخصيتها التي لا سبيل إلى التعرف عليها إلا بواسطة هذه اللغة، و أن دراستها خير السبل لمعرفة الشخصية العربية، والتمييز بين الأصيل و الدخيل.

لقد تأثر الشيخ الشرفاوي بالشيخ الدجوي من حيث نزعته السلفية في العقائد ثم التنسك و التصوف، كما تأثر بأسلوبه في الدرس و المحاضرة، كما أخذ عنه طريقته في الدعوة إلى الله تعالى و منهجه في التفكير في أحوال المسلمين وأوضاعهم.[3]

- إحراز الشيخ الشرفاوي على شهادة العالمية:

بعد كد و كدح في سبيل العلم، و بعد مكابدة المتاعب و المشاق نال الشيخ الشرفاوي شهادة العالمية وأجيز إجازة عامة في التدريس و التعليم سنة: 1339هـ الموافق لـ: 1921م و هو النجاح الذي احتفى به الطلبة المغاربة و فرحوا به نظرا لما عرف عن الشيخ الشرفاوي من الجد والنشاط والمعاناة والحرمان وما تحلى به من الأخلاق الحميدة.

بعد تخرجه زاول الشيخ الشرفاوي التدريس في الأزهر، و أخذ يبحث و يكتب و يفيد بفكره و قلمه طوال أحد عشر سنة، كما كان يتردد على المكتبات العامة بالقاهرة، يعكف على المطالعة و دراسة التراث الإسلامي والعربي، ويشارك بين الفينة و الأخرى في كتابة مقالات في مجلة الأزهر وغيرها.

- عودته إلى الجزائر:

بعد أن أدى مناسك الحج سنة: 1351هـ/ 1933م هاجت أشواقه إلى الجزائر و حن إليها، إنه تحول مفاجئ لم يعلله الشيخ الشرفاوي بأية علة.

صارح الشيخ الشرفاوي زوجته و أطلعها برغبته في العودة إلى الوطن و خيرها بين مجيئها معه و بقائها مع عائلتها، و اختارت مصاحبته لكن ضغوط عائلتها حالت دون ذلك، فطلقها الشيخ الشرفاوي وهو غير راض بذلك.

أرسل الشيخ الشرفاوي رسالة إلى أهله يعلمهم باعتزامه العودة إلى الجزائر بصفه نهائية، فكان ذلك بالنسبة لهم وسام شرفهم و عنوان مجدهم، فجمعوا له مبلغا من المال و بعثوا به إليه ليستعين به على عودته.

ما إن وصلت الباخرة التي أقلت الشيخ الشرفاوي، وما إن نزل بميناء العاصمة حتى وجد في استقباله جمعا غفيرا من العلماء و طلبة العلم والأعيان والأقارب في مقدمتهم أحمد بن زكري مدير المدرسة الثعالبية والشيخ الطيب وعماره شيخ زاوية احمد الإدريسي البجائي.

أقام الشيخ الشرفاوي بفندق "قصر الشتاء" بساحة الشهداء، و هناك اجتمع بالعالمين الجليلين الأستاذ عبد الحميد بن باديس و الشيخ الطيب العقبي، وهناك تحدث الشيوخ حول الحركة الإصلاحية بالجزائر ووسائل تحرير العقول من قيود الجهل و الخروج بها إلى نور العلم و المعرفة وما ينبغي اتخاذه في المستقبل حتى تعم النهضة الإصلاحية كافة أرجاء الوطن.

عرض الإمام عبد الحميد بن باديس على الشيخ الشرفاوي العمل معه في صف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والإقامة في العاصمة حتى يتسنى له القيام بواجبه في الإصلاح والتعليم، لكنه اعتذر له، وأكد له بأنه سينهض بواجبه الإصلاحي على أكمل وجه، لكن ذلك سيكون في إحدى المناطق الريفية المحرومة من نور العلم والتي تسود بها البدع و الخرافات و تعاني من دسائس المبشرين ...

واكتفى الشيخ الشرفاوي بإمداد صحف جمعية العلماء بالمقالات و البحوث، و لقاء زملائه العلماء من حين لأخر للتشاور و تبادل الرأي.

قضى الشيخ الشرفاوي بالعاصمة بضعة أيام، ثم اصطحبه وفد من قرية شرفاء بهلول إلى مسقط رأسه وهناك استقبل بحفاوة، و سكن بزاوية القرية إلى أن شيد منزله.

- تدريس الشيخ الشرفاوي بالمعهد اليلولي:

اختار الشيخ الشرفاوي التدريس بالمعهد اليلولي لمميزاته الكثيرة و لكثرة طلبته واستقلال نظامه وحرية أساتذته في التعليم ...

بدأ الشيخ التدريس بالمعهد بعد بضعة أشهر من عودته من مصر، وقد بلغ الأمر ببعض الطلبة القدامى الذين أنهوا دراستهم و أخذوا يباشرون أعمالا مختلفة في مناطقهم -بعد أن سمعوا به- أن عادوا إلى المعهد للدراسة على يد الشيخ.

وكانت الدروس التي برمجها في تلك السنة و التي ظل على اغلبها طوال إقامته بالمعهد لمدة عشر سنين هي:

- التفسير و كان يعتمد على تفسير "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" لمؤلِّفه محمود الآلوسي البغدادي، إذ رأى فيه تفسيراً جامعاً لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية.

- الحديث الشريف و كان يدرسه من "سبل السلام، شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام" لمحمد بن إسماعيل الصنعاني ، (ت 1182هـ).

- الفقه "بمتن الشيخ خليل" و "شرح الخرشي": و الذي ختمه الشيخ الشرفاوي يوم الأحد 14 ربيع الثاني 1352هـ الموافق لـ: 18 جوان 1938م، و الذي أقام المعهد حفلا تاريخيا بمناسبته.

- علوم اللغة العربية من بلاغة و نحو وصرف.
- الرياضيات و الحساب و المنطق و التاريخ.

لقد كان الشيخ يقوم بهذه الدروس كلها وحده، فيبدأ بالحديث إثر صلاة الصبح، و ينتهي بعد صلاة العشاء بدرس الفقه، تتخللها استقبالات السائلين و المفتين من الطلبة و المواطنين.

عرف عن الشيخ الشرفاوي انضباطه و حرصه على أوقات الدروس، فكثيرا ما يزوره شخص ذو قيمة علمية أو مكانة اجتماعية فيترك الشيخ للزائر من يؤنسه و يستعد هو للدرس أو يدخل إلى القاعة.

و قد ذكر الشيخ المهدي البوعبدلى – رحمه الله – أنه جاءه زائرا مع أحد القضاة و كان وقت الدرس قد آن، فرحب بهما ثم اعتذر منهما و أقبل على درسه تاركا معهما احد الطلبة الكبار.

كان الشيخ الشرفاوي يندد بالاستعمار الفرنسي و يهاجم أذنابه، فكان مما شاع عنه:

"إنني لا أخاف من المستعمرين الفرنسيي كما أخاف من هؤلاء الخونة الذين باعوا دينهم ووطنهم بأبخس الأثمان"

و قوله أيضا: "إن الاستعمار مرض عضال لا دواء له إلا استئصاله، و قد يصعب على من تعود عليه أن يسمع أن هذا المرض العضال سيزول و تشفى منه الجزائر، ولكن من يعيش منكم سيرى".

و قوله أيضا: "ليس هناك طريق إلى الحرية سوى القوة و ليس هناك طريق إلى الحياة سوى الموت و لن يريحنا من الاستعمار إلا الانفجار".

جعلت مواقفه هذه السلطات الفرنسية المحلية تضيق الخناق عليه، لكن في كل مرة كان صديقه الأستاذ أحمد بن زكري – رحمه الله – مدير المدرسة الثعالبية، يدافع عنه لما له من مكانة عند السلطات الفرنسية نظرا للمنصب المرموق والمنزلة العلمية اللتان يتمتع بهما.

و مما يذكر عنه أن وفدا متكون من محافظ ولاية تيزي وزو وأعوانه قاموا بزيارة المعهد اليلولي في أوائل الأربعينات، و طلب منه أن يعد كلمة مكتوبة ترحب بالضيوف و تنوه بفضائل الحاكم على المعهد: فيها اعتراف بالجميل و اتقاء للشر و ضمان لقضاء مطالب المعهد لدى الدولة الفرنسية في المستقبل، فما كان من الشيخ إلا أن ألقى كلمة ارتجالية رحب فيها بالحاكم و رفقائه، و تحدث فيها عن عظمة الإسلام و عن الحضارة الإسلامية و ذكر أن الإنسان لم يعرف العدالة و المساواة الحقة إلا في الإسلام و أن شمسه ستظل تنير الكون لأنها شمس الله، مستشهدا بقوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون".، فتم للشيخ ما أراده من ترحيب مفروض عليه بكلمة ارتجالية انتهزها فرصة للإشادة بالإسلام و بعظمته و بأنه الدين الوحيد الذي علم الإنسانية معاني الحرية و العدل و المساواة.

- مؤلفاته:

ألف الشيخ الشرفاوي كتبا قيمة في مختلف الفنون، لكن معظمها ضاع خلال الثورة التحريرية، فمنها ما أتلفه الجنود الفرنسيون و منها ما نهبه الناهبون، و في ما يلي تآليفه:

1.كتاب "الخلاصة المختارة في فضلاء زواوة":

و هو كتاب ضم تراجم لعلماء زواوة و مشاهيرها، رتب المؤلف التراجم على حروف الهجاء و أورد فيها أخبارا ونوادر و مواقف.

2.كتاب "إرشاد الطلاب إلى ما في الآيات من الإعراب":

وهو كتاب يعنى بالقرآن الكريم من حيث اللغة و الإعراب، فهو يشرح الكلمة الغامضة ثم يعربها أو يعرب كامل الجملة مع إيراد ما يوافق ذلك من كلام العرب الفصيح ...

3.كتاب "الدروس الإنشائية لطلبة زوايا الزواوية":

و هو كتاب ألفه الشيخ الشرفاوي من ما كتبه من الدروس حين تلقى هذا العلم عن مشايخه بالأزهر الشريف مضافا إليها الدروس التي ألقاها على طلبته بالمعهد اليلولي، عرف فيه الإنشاء و تحدث عن الأسلوب الإنشائي و الأغراض الكلامية و الشعر و النثر و ألحقه مجموعة من رسائل البلغاء لينسخ القارئ على منوالها في الكتابة.

4.كتاب "بغية الطلاب في علم الآداب"

هو كتاب يعرف الأدب بأنه ثمرة من ثمار قريحة الإنسان و عقله و نفسه، كما تحدث فيه عن تأثير البيئة في الأديب كما تحدث عن عصور الأدب العربي و قدم رسومها و حدودها ...

5."الرسالة الفتحية في الأعمال الجيبية":

و هي رسالة في العمل بالربع المجيب، لم ترد تفاصيل عنه لأن الكتاب مفقود.

- مقالاته:

يتعذر استقصاء ما نشره الشيخ الشرفاوي في الصحف المصرية أو الجزائرية و ذلك لقلة المراجع، و نقتصر في هذا المقام على ذكر البعض منها:

-جريدة الصديق: كتب فيها عدة مقالات تحت عنوان: "أسباب الرقي"، إحداها منشور بتاريخ 25 جويلية 1921م.

-جريدة البصائر: نشر فيها سلسلة من المقالات حول إثبات هلال رمضان بالطريقتين الشرعية و الفلكية سنة 1936 م.

كما نشر بها سلسلة من المقالات اختار لها عنوانا هذه الآية الكريمة من قوله تعالى: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..."[4] النحل 125، كان ذلك سنة 1938م، بين فيها شروط الدعوة، أقسام الدعوة، طرق الدعوة ...

-جريدة الثبات و جريدة الأمة: كتب فيها سلسلة من المقالات في الإصلاح الديني تحت عنوان: "كيف يكون العالم الديني".

- شخصيته و صفاته:

كان الشيخ الشرفاوي قوي العقيدة، صادق الإيمان، رزين الطبع ، عرف بعزيمته و صموده و طموحه الذي يقف به في وجه التحديات غير مبال بما قد ينجر عنها من هزات و رجات، وهو الذي كانت طفولته سلسلة متصلة الحلقات من متاعب و مشاق وحرمان، لم يسلم منها حتى بعد عودته إلى الجزائر واستقراره بمسقط رأسه بين أهله، فقد كان أعداء العلم و الإصلاح يكدرون عليه صفو حياته بجحودهم و تنكرهم و إعراضهم ...

يراه من لا يعرفه فيهابه للوهلة الأولى لما يوحي به مظهره من المهابة و الجلال، لكن ما إن يفاتحه بالحديث حتى يجده طيب النفس و الروح، رقيق المزاج، مرهف الحس و متدفق الشعور.

- من أقوال الشيخ:

من الأقوال التي رويت عن الشيخ الشرفاوي و حفظت عنه ما يلي، نوردها كما صاغ الأستاذ: محمد الصالح صديق[5] معانيها بالعربية:

"دعائم الحياة ثلاث: نفس مطمئنة و معيشة ميسرة و سمعة طيبة".

"يمكن للطبيعة أن تقدم إلى أكثر الناس حظا ما يحبه و يتمناه إلا السعادة فإنها لا تعطى و لا توهب لأنها تنبعث من النفس".

"... التشاؤم موت قبل الأوان".

"الأيام صحائف الآجال، فالعاقل المحظوظ من خلد فيها أجمل الآثار".

"القومية الصحيحة الراقية أن يكون القوم قد حصلوا على قسط وافر من أسباب الرقي المادي و الروحي".

"قليل جدا من الناس من يعرفون لماذا يعيشون و لكنهم جميعا يحبون البقاء".

"عمر الإنسان بما قدم لا بما عاش".

"العاقل من لا يجالس إلا من يجانس".

- وفاته:
 


توفي رحمه الله بعد زوال يوم الأربعاء 11 محرم 1364 هـ، و شيعت جنازته في مشهد رهيب حضره العلماء والأعيان و الطلبة وجمهور كبير من مختلف الشرائح، و دفن بجوار بيته بمسقط رأسه بشرفاء بهلول.

رحم الله الشيخ الرزقي الشرفاوي و أسكنه فسيح جناته.

- هوامش:

[1] " الشيخ الرزقي الشرفاوي حياة و آثار ، شهادات و مواقف "، الأستاذ: محمد الصالح الصديق - دار الأمة- الطبعة الأولى 1998م، ص 18.
[2] سورة النساء/ 100.
[3] الأستاذ: محمد الصالح الصديق/ المرجع السابق، ص 26-27.
[4] سورة النحل/ الآية 125.
[5] الأستاذ: محمد الصالح الصديق/ المرجع السابق، ص 80-81.

- مصدر الترجمة:

نقلا عن موقع العلامة الجزائري الدكتور سعيد بويزري.

تكملة الموضوع

حمل كتاب العقيدة الوسطى وشرحها للإمام محمد بن يوسف السنوسي التلمساني

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



- كتاب: العقيدة الوسطى وشرحها.
- تصنيف: الإمام  أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني.
- تحقيق: السيد يوسف أحمد.
- دار النشر: دار الكتب العلمية- بيروت، لبنان.
- عدد الصفات: 377.

رابط التحميل

هنــا

تعريف مختصر للكتاب:

كتاب يتضمن عقيدة أهل السنة والجماعة وضعها العلامة سيدي "أبو عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التلمساني" فيها من تحقيق البراهين ما يجلو النفوس لفهم الحق، وفيها تنبيهات على جزئيات من العقائد مما لا يوجد في كثير من المطولات والمختصرات وقد اشتمل على أبواب منها:

 - باب الدليل على حدوث العالم.
 - باب في إقامة البرهان القاطع على وجود الله.
 - باب الدليل على وجوب قدمه عز وجل.
 - باب الدليل على وجوب قيامه بنفسه.
 - باب الدليل على وجوب صفات المعاني.
 - باب ما يجوز في حقه.
 - باب الدليل على نبوة رسالة صلوات الله عليهم.
 وغير ذلك...

ترجمة موجزة للمصنف:

هو الشيخ الفقيه الإمام العالم العلامة الولي الصالح العارف المحقق الرباني صاحب الإشارات والعبارات السنية والحكم اللقمانية والحقائق القدسية والأنوار المحمدية والأسرار الربانية إمام السالكين حامل في زمانه لواء العارفين سيدي أبو عبد الله محمد بن يوسف الحسني السنوسي نسبة إلى قبيلة بني سنوس من قبائل تلمسان وتعزى إلى جبل هناك يسمى أسنوس، التحق بالأزهر ثم غادر القاهرة إلى مكة والتقى بأستاذه أحمد بن إدريس وأخذ عنه التصوف.

قال في كشف الظنون: "محمد السيّد بن يوسف بن الحسين بن شعيب السنوسي الإمام أبو عبد الله التلمساني الشريف الحسني المتوفى (895هـ) له تصانيف: أم البراهين في العقائد، توحيد أهل العرفان، معرفة الله ورسله بالدليل والبرهان، شرح أم البراهين، العقد الفريد في حل مشكلة التوحيد وهو شرح لامية الجزائري في الكلام، وعقيدة أهل التوحيد المخرجة من ظلمات الجهل وزيغ أهل التقليد المرغمة أنف كل مبتدع عنيد، عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة التوحيد، الحقائق في تعريف مصطلحات علماء الكلام، كتاب المنهج السديد في شرح كفاية المريد للجزائري، نصرة الفقير في الرد على أبي الحسن الصغير" اهـ.

وقال في معجم المؤلفين (12/132): "محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي التلمساني الحسني أبو عبد الله، محدث متكلم منطقي مقرئ، مشارك في بعض العلوم.

توفي بتلمسان، من تصانيفه الكثيرة: شرح ايساغوجي في المنطق، وشرح قصيدة الحباك في الإسطرلاب، ومصنف في مناقب الأربعة، وأم البراهين في العقائد، وحاشية على صحيح مسلم" أهـ.


تكملة الموضوع

حمل كتاب تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


- كتاب: تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار.
- تصنيف: العلامة سيدي عبد القادر بن عبد الله المجاوي التلمساني.
- مطبعة: مطبعة بيير فونطانة الشرقية في الجزائر – سنة: 1905م / 1322هـ.
 

رابط التحميل

هنـــا

- جاء في مقدمته:

"بسم الله الرحمن الرحيم نحمد من بتوفيقه يتنعم في رياض التحقيق، وبتسديده يجتنى ثمار التحرير والتدقيق، وبهدايته تنجلي ظلمات الخطأ عن نور الصواب، وبعنايته تستسهل الأمور الصعاب، حمدا يجمع للعبد في الدارين نعما، ويطرح عنه به نقما، فسبحانه من كريم إذا أحب عبدا رفع عنه الحجاب، وأفاض عليه من بحر كرمه ما يشاء بغير حساب، ونصلي على من أُرسل بالدين القويم وعلى آله وأصحابه وكل من له قلب سليم، وبعد: فإنه لما افترقت الأمة فرقا ثلاثة أهل السنة وقدرية وجبرية وكل فرقة تشنع على مقابلتها، وتروم ردها إلى طريقتها واختلفت آراء أهل السنة في معنى الكسب وتنازعوا فيما بينهم بالإيجاب والسلب ظهر لي أن أجمع جميع هذه الأقوال، ليزول بحوله تعالى التلبيس والإشكال في رسالة محتوية على مقدمة وستة فصول وخاتمة، طالبا منه تعالى أن يجعل منفعتها دائمة وسميتها (( تحفة الأخيار فيما يتعلق بالكسب والاختيار)) ومنه تعلى أسال الإعانة على التمام إنه ولي الجود والإكرام".

- ويقول رضي الله عنه في آخره:

"...وبالجملة فإنما الواجب علينا الإتباع لطريقة المعصوم المطاع والتمسك بقوله الفصل اللهم ثبتنا على شريعته وحققنا بحقيقته وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وهذا آخر ما أردنا جمعه وإيراده والحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على المصطفى وإمام أهل الصفا وأهله وأتباعه وكل من صفا، ووقع الفراغ من تبييض هذه العجالة في فاتح أول الربيعين عام 1322من الهجرة النبوية على صاحبها أفصل الصلاة وأزكى التحية." أهـ.

- ترجمة المؤلف:

لقد سبق وان أفردنا له ترجمة وإن كانت موجزة ومختصرة من كتاب تعريف الخلف برجال السلف لسيدي أبي القاسم الحفناوي، وهي مستقاة من آخر ترجمة والد المصنف سيدي عبد الكريم المجاوي، حيث ذكر فيها نبذة يسيرة لصاحب كتابنا اليوم سيدي عبد القادر المجاوي.

إقرأ المزيد

عبد القادر المجاوي (( 1264- 1332هـ)) – ((1848م – 1913م)).


مساره:

ولد الشيخ عبد القادر المجاوي في تلمسان في عام 1266 ه/ 1848 م. وهو ينتمي إلى أسرة تلمسانية عريقة ساهمت في نشر العلم وممارسة القضاء. فقد تقلد والده محمد بن عبد الكريم المجاوي منصب القضاء بهذه هذه المدينة لمدة خمسة وعشرين عاما فنشأ ابنه نشأة علمية، ثم انتقل إلى المغرب لما عيّن والده قاضيا بطنجة. فدرس بتطوان ثم بجامع القرويين بفاس على مجموعة من العلماء المعروفين أمثال: الشيخ صالح الشاوي، الشيخ أحمد بن سودة، الشيخ جعفر الكتاني...الخ.

وفي عام 1869 عاد إلى بلده الجزائر واستقر أولا في قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، ودرس في مساجدها. وفي سنة 1877 تولى تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية في المدرسة الكتانية التي أسسها صالح باي في عام 1778.

وانتشرت بسرعة شهرته العلمية في البلاد فأقبل على دروسه طلاب العلم من كل أرجاء الوطن. وكان من أبرز تلامذته عالمان سيكون لهما شأن علمي عظيم فيما بعد. فالأول هو حمدان الونيسي المدرس بالمسجد النبوي بعد هجرته إلى الحجاز. وهو كذلك أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس.

أما العالم الثاني فهو المولود بن الموهوب المدرس بالمدرسة الكتانية وأستاذ المفكر مالك بن نبي (1905-1973) الذي تحدث عنه كثيرا في كتابه "مذكرات شاهد القرن".[1]وقد لازم الشيخ ابن الموهوب أستاذه لمدة 12 سنة ثم أجازه وسمح له بالتدريس والوعظ. كما ساعده على الانضمام إلى المدرسة الكتانية ليشتغل بها مدرسا للفقه والأدب العربي. وأصبح فيما بعد (1908) مفتيا لقسنطينة.[2]

وفي عام 1898 انتقل إلى الجزائر العاصمة للتدريس بمدرسة الجزائر العليا (الثعالبية) المكلفة بتكوين القضاة والمترجمين الجزائريين. ثم توسع نشاطه بداية من سنة 1908 خارج المدرسة الثعالبية للدعوة والإرشاد فعمل إماما واعظا في مسجد سيدي رمضان ومسجد سيدي محمد الشريف.

الشيخ المجاوي مربيا
:

قدم الشيخ المجاوي نصائح مفيدة لطلبة العلم في كتابه "إرشاد المتعلمين" وليس للمعلمين. فهو يجيب عن السؤال: ماذا ندرس؟ ولا يجيب عن السؤال: كيف ندرّس؟ ومحاولته هي حوصلة لمجموعة العلوم التي يجب أن يتعلمها الإنسان وهو يشبه في ذلك كل العلماء المسلمين الذين درسوا هذا الموضوع فيما يمكن أن نسميه بعلم إحصاء العلوم. وهو متأثر كثيرا بمنهج ابن خلدون في كتابه المعروف: "المقدمة".

ويقسم الشيخ المجاوي العلوم إلى 3 أنواع: علوم اللسان (ص33-41)، علوم الأديان (ص42-45)، علوم الأبدان (ص 46-49). ففي القسم الأول يركز على تعلم اللغة. واللغة المقصودة هنا هي العربية. فهي في نظره « أقدم لغات العالم المستعملة الآن أوسعها، وفضلها على غيرها يشهد به كل من يعرفها ولو كان أعجميا، فهي أفصح اللغات منطقا وبيانا وأكثرها تصرفا في أساليب الكلام وأقبلها تفننا في النثر والنظام، وقد ملأها الله من الآداب والحكم فنالت من الأمثال القديمة والحديثة ما لم ينله غيرها، وهي في الشعر لا يشق لها غبار ولا يباريها مبار.»[3]

وتحدث في القسم الثاني عن علوم الأديان وهو يقصد بذلك العلوم الشرعية المتمثلة في علم التفسير، العقيدة وعلم الحديث، علم الفرائض، الفقه وأصوله.

أما القسم الثالث يتضمن عدة علوم تخدم في مجموعها صحة الإنسان، وهي في نظره: الطب، علم الطبيعة، التاريخ الطبيعي، علم الحيوانات، علم النباتات، علم الطبقات الأرضية، الكيمياء. ويرى الشيخ المجاوي أن علم الطب هو الأهم لأن كل العلوم "حتى علوم الدين لتوقف القيام بها عليه."[4]

كانت دروس الشيخ المجاوي تعالج كل هذه المسائل من علم التوحيد والتفسير وشرح الأحاديث النبوية. وقد حضر العالم الزيتوني الشيخ محمد الخضر حسين (1873-1958) درسه في شرح الحديث الشريف "الدين النصيحة" خلال زيارته للجزائر في عام 1904. وكانت طريقة الشيخ المجاوي دقيقة ومركزة تتناول الموضوع من كل جوانبه ولا يتعداه إلى موضوع آخر.

وقد أثار ذلك انتباه الشيخ حسين فأعجب به وأثنى عليه كثيرا. واعترف كذلك أنه استلهم منه المنهجية والطريقة المثلى في التدريس، فقال في هذا السياق: « نستحسن من دروس هذا الشيخ اقتصاره في كل فن على تقرير مسائله التي يشملها موضوعه، وعدم خلط بعضها ببعض.وقد كنت – عفاكم الله – ممن أبتلي درسه باستجلاب المسائل المختلفة الفنون، وأتوكأ في ذلك على أدنى مناسبة، حتى أفضى الأمر إلى أن لا أتجاوز في الدرس شطر بيت من ألفية ابن مالك – مثلا- ثم أدركت أنها طريقة منحرفة المزاج، عقيمة عن الإنتاج، ونرجو أن تكون توبتنا من سلوكها توبة نصوحا.»[5]

وبالإضافة إلى علمه الغزير كان يتمتع بأخلاق عالية وعلى رأس هذه الأخلاق التواضع التي هي أهم خصلة التي يجب أن يتصف بها العالم الحقيقي. وهي الخصلة التي تفتح لها القلوب وتكسب لصاحبها القبول عند الناس، وقد جاء في الحديث الشريف: " من تواضع لله رفعه. « فالشيخ المجاوي كان متواضعا مع غيره مهما كانت منزلته العلمية أو الاجتماعية. وكان من شدة تواضعه قربه الشديد من تلامذته فهو يهتم "بشؤونهم، ويذل الوسع في قضاء مآربهم، ويصده علو الهمة عن مجاراتهم فيما يزري بخطته بالشريفة... ولعل هذا الخلق الذي لا ينبل الرجل إلا به، هو الذي غرس له في قلوب الجمهور مودة واحتراما.»[6]

فمهمته لا تتوقف إذن على التعليم في المدرسة أو المسجد بل كان هذا الأستاذ "يتابع تلاميذه بجدية، ويشجعهم دائما ويتتبع سيرتهم داخل وخارج المدرسة وينبههم دائما على الأوضاع والمشاكل المعاشة. كانت يقظته متواصلة وتصب في الصالح العام."[7] فكم من معلم أو أستاذ يهتم اليوم تلامذته أو طلابه بهذا الشكل، ويعتني بهم بهذه الطريقة؟

إنتاجه العلمي
:

لقد ألف الشيخ عبد القادر المجّاوي عدة كتب في شتى العلوم وهي في غالبيتها كتب مدرسية، صغيرة الحجم موجهة لطلاب العلم. فمنها ما طبع، ومنها ما بقي مخطوطا لم يطبع بعد. ويبلغ عددها حسب الدكتور سعد الدين بن أبي شنب ثلاثة عشر كتابا ورسالة، وهي: إرشاد المتعلمين، نصيحة المريدين، شرح إبن هشام، شرح اللامية المجرادية في المسائل النحوية، الدرر البهية على اللامية المجرادية في الجمل، نزهة الطّرف فيما يتعلّق بمعاني الصّرف، الدرر النحوية على المنظومة الشبراوية، شرح الجمل النحوية، شرح منظومة ابن غازي في التوقيت، الإفادة لمن يطلب الاستفادة، شرح منظومة البدع، الفريدة السنية في الأعمال الجيبية، تحفة الأخبار فيما يتعلق بالكسب والاختيار.

ضاعت العديد من هذه الكتب من المكتبات العامة والجامعية. ونأمل أن يضع من بحوزته هذه المؤلفات في أيدي الباحثين وأصحاب دور النشر لإعادة طبعها من جديد، فهي تتضمن أفكارا مفيدة خاصة في مجال التربية التي نحن في ماسة الحاجة إليها اليوم.

ولا بأس أن نقدم هنا بعض المعلومات عن هذه الكتب. لقد نشر كتاب «إرشاد المعلمين» في القاهرة سنة 1877. ومؤلفه يعمل آنذاك إماما بجامع سيدي الكتاني بقسنطينة. وهو يعتبر أشهر كتبه كلها. وقد قام مؤخرا باحث جزائري بتحقيقه ونشره بدار ابن حزم. وهو تضمن مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. وقد نشرت جريدة "المغرب" في عام 1903 الفصل الرابع حول "المعاش" في حلقتين.[8]

ونشر الشيخ المجاوي «نصيحة المريدين» في تونس، و طبع «الدرر النحوية» و «شرح الجمل النحوية» و«الاقتصاد السياسي»، و«شرح منظومة البدع» في الجزائر. كما طبع «شرح منظومة ابن غازي في التوقيت» و«شرح شواهد القطر» في قسنطينة.

و«شرح منظومة البدع» هو كما يشير إليه عنوانه شرح لقصيدة كتبها تلميذه المولود بن الموهوب وقال فيها:

صعود الأسفلين به ذهبنا *** لأنا للمعارف ما هدينا
رمت أمواج بحر اللهو منا *** أناسا للخمور ملازمينا
أضاعوا عرضهم والمال حبا *** لبنت الحان فازدادوا جنونا

وإقدام الشيخ المجاوي على شرح منظومة تلميذه سابقة في تاريخ الأدب العربي لأن المتعارف عليه هو الطالب الذي يشرح أقوال وكتابات أستاذه وليس العكس، وهذا ما دفع الشيخ حمزة بوكوشة إلى القول وهو محق في ذلك: « وهو في شرحه هذا النظم الذي نظمه تلميذه الشيخ المولود بن الموهوب، يخالف ما تعارف عليه الناس في عصر المتون والشروح، من أن التلميذ هو الذي يشرح كلام شيخه، وهذا إن دلنا على شيء فهو يدلنا على تواضع المجاوي.»[9]

تضمن كتاب "القواعد الكلامية" مقدمة وعشرة فصول وخاتمة. واستشهد في هذا الكتاب بأقوال أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وابن تيمية وابن خلدون والفارابي.

ونشير أيضا هنا إلى كتابين في قضايا عصرية وهي دلالة على تنوع معارفه ومواكبته لتطور العلم. فألف منظومة في علم الفلك[10]. ويبدو أنها لم تطبع. وقد ذكر الباحث الدكتور عمر بن قينة أنه اطلع عليها سنة 1975 في مكتبة مسجد البرواقية. وقد قال لي أيضا الدكتور أبو القاسم سعد الله أنه يملك نسخة من هذه المنظومة مطبوعة، لكنه فقد أثرها بين أوراقه الكثيرة.

أما الكتاب الثاني فعنوانه "المرصاد في مسائل الاقتصاد"، وقد صدر في الجزائر سنة 1904 عن مطبعة فونتانا. ورغم صغر حجم الكتاب فإنه في غاية الأهمية من حيث المضمون والظرف الذي طبع فيه. فهذا العمل "جعله مثلا يقتدى به وبحرفية عالية كانت تجمع بين الاختصار والدقة والكفاءة ووضوح الرأي والتي كانت تعكس فكر المعلم المتعطش للمثالية، ومتطلبات الفكر العلمي.[11]

ومكتبة الشيخ المجاوي محفوظة في مسجد برواقية وهي المدينة التي عمل فيها نجله الشيخ مصطفى بن عبد القادر المجاوي قاضيا. وقد زار هذه المكتبة العامرة بعض الباحثين واستفادوا منها كثيرا. [12]

وكتب الشيخ المجاوي في بعض الصحف العربية الجزائرية: المغرب (1903-1904) وكوكب إفريقيا (1907-1914). ويرى الباحث الدكتور زاهر إحدادن أن المجاوي كتب أيضا في جريدة "المبشر"[13]لسان حال الحكومة العامة الفرنسية في الجزائر.

لقد أحصينا له 12 مقالا في جريدة "المغرب" تناولت المواضع التالية: العلم والأخلاق[14] (العلم، الحلم)، التراث العربي[15] (مشاهير العرب، الطب العربي) وقضايا اجتماعية[16] (الافتخار بالنفس والنسب، المعاش، العادة).

كما نشر 15 مقالا في جريدة "كوكب إفريقيا" تدور مواضيعه حول الأخلاق[17] (التربية، سماحة النفس، الأدب، حفظ اللسان الكبر، والإعجاب)، فضل المواسم الدينية[18] (العيد الأضحى، المولد النبوي، العاشوراء، الهجرة، شهر رمضان، الحج)، وقضايا دينية واجتماعية[19] (البدع، البطالة).

لقد بحثنا أيضا عن مقالاته في صحف عربية جزائرية أخرى لكن للأسف لم نعثر له إلا على المقالات القليلة المنشورة في جريدة "المغرب" و "كوكب إفريقيا" المذكورة سابقا. فهل استعفف عن الكتابة في الصحف الأخرى لأنها لا تتطابق مع أفكاره أم لأنه كان متفرغا بالدرجة الأولى لتربية الرجال على عادة علماء الجزائريين الذين عاصروه؟

وتحصل الشيخ المجاوي في حياته على عدة أوسمة -كما هو واضح من الصورة المرفقة- وذلك اعترافا وتقديرا بجهوده في التعليم والتأليف. وخصصت له مجلة التقويم الجزائري التي كان يصدرها الشيخ محمود كحول (1870-1936) والمستعرب بودي لوي مقالا منوها بفضله على الثقافة الجزائرية. ونشرت في نفس المجلة صورة كبيرة له.[20]

موقف السلطة الاستعمارية منه:

لا ندري إن اتصل الشيخ المجاوي بالإمام محمد عبده (1849-1905)خلال زيارته للجزائر في عام 1903. فلم يتحدث عن ذلك أي باحث درس هذا الموضوع رغم وجوده آنذاك بالجزائر العاصمة. ونحن نعلم أن العديد من النخبة الجزائرية حرصت على اللقاء بهذا العالم الأزهري المعروف وتلميذ زعيم الإصلاح الشهير الإمام جمال الدين الأفغاني (1838-1897).

ولم نعثر له عن نشاط سياسي مباشر على العكس من صاحبه الشيخ عبد الحليم بن سماية الذي عبّر بصراحة عن معارضته لقانون التجنيد الإجباري في عام 1912.[21] وعلى الرغم من ذلك لقي "إهانات من بعض الناس كما لقي مقاومات وصعابا من السلطة الاستعمارية التي طفقت تنقله من مكان إلى آخر"[22]لتشتيت جهوده وتحجيم دوره التربوي.

وقد أثار صدور كتابه "إرشاد المتعلمين" قلق المصالح الاستعمارية في الجزائر التي رأت فيه دعوة لليقظة والإصلاح. وهذا ما أكده الباحث الأمريكي آلان كريستلو.[23]الذي درس مجموعة من الوثائق العسكرية المحفوظة بمركز أرشيف المستعمرات الفرنسية باكس آن بروفانس.

لقد ساهم الشيخ المجاوي" في إحياء اللغة العربية والعلوم الإسلامية وبذل جهدا جهيدا في سبيل ارتقاء مستوى الجزائر الثقافي"[24] وإحياء أمجاد ماضيها. وغرس مع جيله من المثقفين البذرة التي تحوّلت فيما بعد إلى مصدر للروح الوطنية الجزائرية. فاليقظة القومية نشأت قبل الحرب العالمية الأولى بفضل الشعراء والعلماء الجزائريين[25] الذين أحيوا تراث الجزائر وربطوا حاضرها بتاريخها العربي الإسلامي الحافل بالانجازات الحضارية والانتصارات العسكرية التي تجسدت خلال حركة الفتوحات.

وفاته:

نشرت جريدة "الفاروق" التي كان يصدرها المصلح عمر بن قدور الجزائري (1886-1932) خبر وفاة الشيخ المجاوي في العدد 80 الصادر في 2 أكتوبر 1914 الذي وافته المنية في قسنطينة يوم السبت 26 سبتمبر 1914 بقسنطينة التي زارها منذ 20 سبتمبر لزيارة أقاربه وأصدقاءه وتلامذته. وقد كان له نشاط كثيف خلال هذه الزيارة. فكيف نفسر موته المفاجئ وهو في كامل صحته؟

روى الشيخ إبراهيم أطفيش (1886-1965)أن أستاذه المجاوي لم يمت موتة طبيعية وإنما تعرض للاغتيال من طرف المصالح الاستعمارية. فقد ذكر أنه لما زار الشيخ المجاوي قسنطينة في نهاية عام 1913 « وضع الاستعمار له ولثلاثة عشر من علماء الجزائر سما في قهوة فشربها وتوجع حتى مات».[26]وليس بإمكاننا أن نثبت هذه الرواية أو ننفيها، وإن كان هذا السلوك ليس غريبا عن الاستعمار الذي تعامل مع العلماء الجزائريين المخلصين معاملة قاسية دفعت العديد منهم للهجرة نحو البلدان الإسلامية شرقا وغربا.

وأمم صلاة الجنازة تلميذه الشيخ أحمد الحبيبتاني، ثم أبنه الشيخ المولود بن الموهوب في خطبة مؤثرة. فقال: « هذا عبد القادر الذي أكرمنا الله بقدومه من تلمسان منذ خمس وأربعين من السنين فأحي القلوب كالغيث بعد القحط. رحم رب العالمين هذا الشريف عبد القادر الحسني الذي جاءكم بلوعة من المعارف والعلوم وبثها ونشرها ولم يبخل بها على الخصوص والعموم. هذا عبد القادر صاحب الأخلاق الطيبة الذي نوّر العقول...هذا عبد القادر النصوح الذي زين الوطن الجزائري تلامذته، وعمت بعلمه كل جهة ببركته. هذا أستاذ الجميع عبد القادر الذي ما من عالم إلا وله فضل عليه.»[27]

وألقى بعده الشيخ عبد الحميد بن باديس خطبة كان لها وقع شديد في القلوب. وسنرد هنا أيضا جزءا من نص هذا الخطاب غير المعروف: « أيها الإمام الذي ببزوغ شمسه تمزقت سحب الجهل، وبدت غرة القلم المعين، أنت الذي عانيت في سبيل إصلاحنا أتعابا طويلة ... كنت مثالا لحسن الأخلاق وكرم الطبع ولباب الفضيلة...نبكيك بالدموع السحيقة ويبكيك القرطاس والقلم، نبكيك وتبكيك المنابر ودروس العلم والحكم. نبكيك ويبكيك هذا القطر الحزين الذي غمرته بيض أياديك وغرر فضائلك الحسان، وقد حان أن أودعك (وعزيز علي وداعك) وداعا يعقبه اللقاء إن شاء الله في جنان الرضوان. ارجع إلى ربك راضيا مرضيا مثابا عليك بكل لسان مهدئا لك الفوز بالخلد في أرقى فراديس الجنان.»

وختم ابن باديس خطبته بقصيدة طويلة، نكتفي هنا بذكر أبياتها الثلاثة الأولى:

ألا إن هذا الدهر ذو فتكات *** وإنا لنا في طيه لعظات
له عصميات في النفوس فلو رمى *** بها الراسيات صرن منخفضات
وكم قد رماها فاصطبرنا لرميه *** إلى أن رمى بأعظم النكبات

كما خطب الشيخ محمد النجار نيابة عن تلامذة الشيخ المجاوي وقال أنه ما زال يتذكر دروسه وخطبه الداعية إلى الإصلاح ومحاربة البدع وتحرير العقول من قبضة "الضلالة والانحلال المؤدية للردى."

ودعت جريدة "الفاروق" الكتاب والشعراء للكتابة النثرية والشعرية عن الراحل. فجاءتها مساهمات شعرية من مختلف أرجاء البلاد ونشرتها تحت عنوان واحد: "دموع الشعر والشعراء على فقيد العلم والإسلام أستاذ الجماعة المقدس الأستاذ عبد القادر المجاوي" بداية من العدد 82 إلى غاية العدد 92 الصادر في 25 ديسمبر 1914. وتناولت هذه المنظومات الشعرية حياة الشيخ المجاوي بالتفصيل، وأثنت على جهوده المختلفة في مجالات التربية والتعليم والإرشاد، وهي من تأليف هؤلاء الشعراء: المولود بن الموهوب، محمد الميلي بن الشريف، سعد الدين بلقاسم بن الخمار (1885-1952)، أحمد بن العمري، عاشور حمودة، الجنيدي، محمد بن جلواح.

لقد تبوّأ الشيخ عبد القادر المجاوي مكانة مرموقة في الوسط العلمي الجزائري، وكان له فضل كبير على العلماء والقضاة والمترجمين الجزائريين الذين تتلمذوا عليه في المدارس العليا في قسنطينة والجزائر، كما كان له تأثير على عامة الناس الذين كانوا يقبلون على سماع دروسه وخطبه في المساجد. وانتشر تلامذته بدورهم في أنحاء القطر الجزائري ينشرون العلم ويخدمون القضاء الإسلامي ويحاربون البدع ويدعون الناس إلى الإصلاح. فهو بحق أستاذ الجماعة وشيخ العلماء في الجزائر.

مراجع ومصادر الترجمة:

[1]مالك بن نبي. مذكرات شاهد القرن. دار الفكر، دمشق،1986، ص 64.
[2]أحمد صاري. شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر. المطبعة العربية، غرداية، 2004، ص 13-14.
[3]عبد القادر المجاوي. إرشاد المتعلمين. دار ابن حزم، الجزائر، ص 33.
[4]المجاوي، المرجع السابق، ص 47.
[5]محمد الخضر حسين. موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين. دار النوادر، بيروت، 2010، ج 11، ص 5460.
[6]حسين، المرجع السابق، ص 38.
[7]جيلالي صاري. بروز النخبة المثقفة الجزائرية (1850-1950). المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والتوزيع، الجزائر، 2007، ص 36.
[8]عبد القادر المجاوي. المعاش. المغرب، العدد 6، 28 أبريل 1903؛ العدد 8، 5 ماي 1903.
[9]حمزة بوكوشة. شيخ الجماعة عبد القادر المجاوي. الثقافة، العدد 10، أوت-سبتمبر 1972، ص 12.
[10]عمر بن قينة. عبد القادر المجاوي: حياته وآثاره. شخصيات وذكريات. دار البعث، قسنطينة، 1983، ص 16.
[11]صاري، بروز النخبة، ص 42.
[12]عمر بن قينة. صوت الجزائر في الفكر العربي الحديث. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1993، ص 70. أبو القاسم سعد الله. مسار قلم. عالم المعرفة، الجزائر، 2009، ج 3، ص 399؛ ج 4، 2011، ص 229-230.
[13]زهير إحدادن. الصحافة الإسلامية الجزائرية من بدايتها إلى سنة 1930. المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986، ص 22.
[14]المغرب، العدد 12، 19 ماي 1903؛ العدد 19، 12 جوان 1903؛ العدد 31، 24 جويلية 1903.
[15]المغرب، العدد 1، 10 ابريل 1903، العدد 2، 13 ابريل 1903، العدد 3، 17 أبريل 1903؛ العدد 4، 21 ابريل 1903، العدد 5، 24 ابريل 1903؛ العدد 17، 5 جوان 1903.
[16]المغرب، العدد 6، 28 أبريل 1903؛ العدد 8، 5 ماي 1903؛ العدد 9، 8 ماي 1903.
[17]كوكب إفريقيا، العدد 31، 3 جانفي 1908، العدد 84، 11 ديسمبر 1908؛ العدد 86، 25 ديسمبر 1908؛ العدد 97، 12 مارس 1909؛ العدد 132، 12 نوفمبر 1909.
[18]كوكب إفريقيا، العدد 39، 2 فبراير 1908؛ العدد 40، 14 فبراير 1908؛ العدد 48، 11 أفريل 1908؛ العدد 49، 17 أفريل 1908؛ العدد 50، 24 أفريل 1908؛ العدد 52، 8 ماي 1908؛ العدد 87، 1 جانفي 1909.
كوكب إفريقيا، العدد 133، 19 نوفمبر 1909؛ العدد 178، 30 سبتمبر 1910. [19]
[20]التقويم الجزائري، سنة 1329 ه/ 1911 م، ص 95؛ 105-107.
[21]مولود عويمر. الشيخ عبد الحليم بن سماية. البصائر، العدد 531، 17 جانفي 2011.
[22]عمار الطالبي. إبن باديس حياته وآثاره. دار الأمة، الجزائر، 2009، مج 1، وص 24-25.
[23]آلان كريستلو. حول بداية النهضة الجزائرية. كتيب لعبد القادر المجاوي. الثقافة، العدد،  1981، ص 56-57.
[24]سعد الدين بن أبي شنب. النهضة العربية بالجزائر في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري. مجلة كلية الآداب، جامعة الجزائر، العدد 1، 1964، ص83.
[25]شارل روبير آجرون. الجزائريون المسلمون وفرنسا 1871-1919. دار الرائد، الجزائر، 2007، ج2، ص 518-521.
[26]محمد علي دبوز. نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة. دمشق، 1965، ج1، ص 82.
[27]الفاروق، العدد 81، 9 أكتوبر 1914.

***

الترجمة بقلم/ الأستاذ الدكتور: مولود عويمر - جامعة الجزائر، المنشورة بموقع «رابطة أدباء الشام» - قسم التراجم.
تكملة الموضوع

حمل كتاب العقائد الدرية شرح متن السنوسية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
 

- كتاب: العقائد الدرية شرح متن السنوسية.
- تصنيف: العلامة سيدي محمد بن أحمد الهاشمي التلمساني.
- الطبعة: الثانية.
- مطبعة: مصطفى البابي الحلبي وأولاده - القاهرة- ج.مصر العربية.
- سنة الإصدار:  18 جماد ثان 1377هـ / الموافق لعام 8 يناير 1958م.

رابط التحميل

هنــا

نبذة حول الكتاب:

من الكتب التي لها شهرتها وقيمتها لدى طلاب وعلماء علم العقيدة "متن السنوسية"، وقد قام الكثيرون من العلماء بتفسيره وشرحه، والكتاب الذي بين يدينا هو تلخيص يسير للمتن سمى بـ "أم البراهين" قدمه عالم من علماء الأزهر الشريف وهو العلامة فريد عصره سيدي "محمد الهاشمي التلمساني" داعياً فيه البعد عن التعقيد وسهولة العبارة، وقد جاء في الكتاب مبادئ علم التوحيد ومقدمة في الحكم العقلي، والصفات الواجبة والمستحيلة والجائزة لله عز وجل مقدماً في ذلك البراهين لكل منهم، كذلك جاء به بيان أن كلمة التوحيد تجمع العقائد كلها، وقول "محمد رسول الله" صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم  يدخل فيه الإيمان بسائر الأنبياء والكتب السماوية واليوم الأخر... الكتاب يصلح للمبتدئين في علم العقيدة لما تميز به من اختصار ويسر.

ترجمة المصنف:
 
 

هو العلامة الشيخ سيدي محمد بن أحمد بن الهاشمي بن عبد الرحمن التلمساني الجزائري أصلاً، الدمشقي داراً، عالم دين سني متصوف، وشيخ الطريقة الشاذلية في بلاد الشام في عصره.

- المحتويات:

1 مولده
2 تعليمه
3 مؤلفاته
4 وفاته

1- مولده:

ولد محمد بن الهاشمي من أبوين صالحين، من آل بيت النبوة، يرجع نسبهما إلى الحسن بن علي، يوم السبت 22 شوال 1298 هـ الموافق 16 أيلول 1881م، في مدينة سبدو التابعة لمدينة تلمسان من أشهر المدن الجزائرية، وكان والده من علمائها وقاضياً فيها.

2- تعليمه:

بقي الشيخ مدة من الزمن ملازماً للعلماء يتعلم منهم، ثم هاجر في 20 رمضان سنة 1329 هـ مع شيخه محمد بن يلس إلى بلاد الشام هرباً من الاستعمار الفرنسي الذي منع الشعب الجزائري من حضور حلقات العلماء ودروسهم، فمكثا في دمشق أياماً، وعملت الحكومة التركية على تفريق جميع المغاربة الجزائريين، وكان نصيبه أن ذهب إلى تركيا وأقام في أضنة، وبقي شيخه ابن يلس في دمشق، وعاد بعد سنتين إلى دمشق، فالتقى بشيخه ابن يلس وصحبه ولازمه.

وفي بلاد الشام تابع أخذ العلم عن أكابر علمائها، من أشهرهم:

1- المحدث بدر الدين الحسني.
2- الشيخ أمين سويد.
3- الشيخ جعفر الكتاني.
4- الشيخ نجيب كيوان.
5- الشيخ توفيق اليوبي.
6- الشيخ محمود العطار وأخذ عنه علم أصول الفقه.
7- الشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكافي وأخذ عنه الفقه المالكي.
  

صورة نادرة وقديمة الشيخ محمد الهاشمي التلمساني وابنه الشيخ أحمد عن يمينه وتلميذه شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشاغوري الحسيني عن يساره

أما من ناحية التصوف فقد أذن له شيخه محمد بن يلس بالورد العام لما رأى من تفوقه على تلامذته، من حيث العلم والمعرفة والنصح لهم وخدمتهم. ولما قدم الشيخ أحمد بن مصطفى العلاوي من الجزائر لأداء فريضة الحج، نزل في دمشق سنة 1348 هـ الموافق 1930م، أذن لمحمد بن الهاشمي بالورد الخاص, تلقين الاسم الأعظم, والإرشاد العام.

3- مؤلفاته:

1- مفتاح الجنة شرح عقيدة أهل السنة.
2- الرسالة الموسومة بعقيدة أهل السنة مع نظمها.
3-  البحث الجامع والبرق اللامع والغيث الهامع فيما يتعلق بالصنعة والصانع.
4- الرسالة الموسومة بسبيل السعادة في معنى كلمتي الشهادة مع نظمها.
5- الدرة البهية.
6- الحل السديد لما استشكله المريد من جواز الأخذ عن مرشدين.
7- القول الفصل القويم في بيان المراد من وصية الحكيم.
8- شرح شطرنج العارفين للشيخ محي الدين بن عربي.
9- الأجوبة العشرة.
10- شرح نظم عقيدة أهل السنة.

4- وفاته:
 
 

توفي محمد الهاشمي التلمساني يوم الثلاثاء 12 رجب 1381 هـ الموافق 19 كانون الأول 1961م، وصُلي عليه في الجامع الأموي، ليدفن في مقبرة الدحداح في دمشق وكانت وصيته في آخر حياته: "عليكم بالكتاب والسنة".

**.**

للترجمة مصادرها ومراجعها
تكملة الموضوع

.
مدونة برج بن عزوز © 2010 | تصميم و تطوير | صلاح |